الخطوط البحرية السودانية ص ب 426

جدو العزيز ..
كتبت لك مداخلة طويله ولكن كعهدي مع - مداخلات نص اليل !!- طفشت قبل أن أحفظها..
يا جدو رجعت لبعض مذكراتي..وكما ذكرت لك لم أعاصر عمنا المرحوم مكي السيد علي ولكن عاصرت المرحوم يوسف بخيت عربي وكان أول مدير عام سوداني تسلم مهام الوظيفه ما بين 1968 إلي عام 1971 وقدم إلي البحرية من سودان أيرويز...
أما دفعتك – يا جدو – المرحوم مكي فقد كان نائبا للمدير العام اليوغسلافي ..فوشكا/ بشنك خلال الستينات..لذلك لم أجد إسمه مدونا في قائمة المدراء.. بهذه المناسبه من أعظم الشخصيات المهمة في تاريخ البحرية كان عمنا إدريس بخاري وقد أسفت جدا عندما علمت أنه تم إنتدابه لشركة الصمغ العربي...
ونعود لنحكي يا جدو
ولك من القلب أصدق أمنياتي الطيبه وتحياتي الصادقة...
ونواصل الحكي لندخل عالم الحاويات...
هل كانت الحاويات نعمه أم..................
أبقوا معنا..
عبد الرحمن

وأخيرا شرف رشدي - رشيد المنتدي - داره وأرتفع عندنا وعلا مقداره .....
وأتمني أن يكون قد وجدنا علي العهد باقون ولطلته وتشريفه وملاحظاته دوما... مشتقاقون...!!!!!

أسفي هذه السطور أعلاه سقطت لا أدري كيف من المداخله السابقه أعلاه..فمعذره...
عبدوس

تسلم ياحبيبنا عبدوس ونحن في إنتظار تواصل الحكي المثير ... ومايفتيك مثل خبير وكبير ...

أكرر إعتزازي المتناهي بالكابتن عبدالرحمن الزين لفتحه هذا الملف والذي كان طي الكتمان ولا يعلم عنه أحد شيء إلا من خبر دروب سودانلاين ورأى مجدها وافولها....

لي سؤال يدور بخلدي وهو هل كان للسياسة والأحزاب حينها دور في تعيين الضباط والمهندسين والبحارة بسفن سودانلاين ...؟؟ بمعنى آخر هل كان إبتعاث الضباط والمهندسين إلى يوغوسلافيا وجمهورية مصر العربية يتم بعد معاينات يعلن عنها في الصحف أم كان للسياسة والأحزاب وصلة القربى والجهوية دور في الأمر...؟؟ وبمعنى آخر تاني....هل كل من تم تعيينه قبل الإنقاذ بسفن سودانلاين (ضابط /مهندس/بحار...الخ) جاء عبر المنافسة الشريفة التي كانت مكفولة لجميع المتقدمين للوظائف ...؟؟

والسؤال الثاني هو كيف كان يتم إتخاذ القرار في شركة سودانلاين فيما يتعلق بالسفن وإدارتها ...؟؟ هل كانت هنالك جهة أو شخص ينفرد بالقرار دون الرجوع إلى مجلس الإدارة ..؟؟

أشكرك جزيل الشكر ...

عزيزنا  وحبيبنا  ود  فراج...
أنت مثلك  مثل حبيبنا  رشدي    تستعجلون..
كنت أنوي  أن  اطرح موضوع الحاويات...وهو موضوع  هام...ثم  الشحن والتفريغ...ثم مكوث الباخرة في بورسودان لأكثر   من شهر...
لكن طلباتكم علي العين والراس...
معذره  رشدي خليني  أجاوب علي ود فراج...فهو لم يك منا...
ونشكره علي إهتمامه.. فقد أصبح منا  شاء أم  ابي..  وسؤاله  وتساؤله  له  أكثر من معني  وهو  محق وله الحق..
رشدي..موضوع عمك علي ده موضوع طويل...حيروح مننا وين..جاييلك..
أبقوا معنا..

صباح الفل علي الكل ... ياصباحات الله ورضاهو .... رحم الله عمنا بكري فقد كان رجلا بحق والرجال قليل ...
أعجبتني كثيرا ولفتت نظري إنتباهة حبيبنا ود فراج وتساؤلاته وقطعا عبدوس أحسن من يجيب عليها ...
ومادام حبيبنا عبدوس قد وعد بالحكي حتي لو أدركنا الصباح فهادا البنبر وهادي القعدة ..

رد على اسئلة ود فراج من الباشمهندس عبدالقادر.

اولا عن ادارة سودان لاين في الزمن الماسي مش الذهبي. ايام المرحوم اسماعيل محمد علي بخيت.

أسماعيل بخيت كان من الرعيل السوداني الآول في الادارة ومشبع بالوطنية والقومية السودانيت مع فنون الادارة.

كان متفرغا للادارة والتطوير وكما كان يتراس اجتماع مجلس الادارة كان يعقد الاجتماعات الادارية مع الادارة التنفيذية وكان له مستشارين ياخذ برايهم وهم من اليوغسلاف ومن فطاحلة الآقتصاديين أمثال مهانيتش وبوشنيك وفتح الرحمن حسن طه ومكي حاج عربي وغيرهم.

كان اختيار الطلبة يتم عن طريق اعلان الجرائد ومكتب البعثات القومية ونشرة الساعة الثامنة براديو امدرمان.
كان الشرط الاساسي هو الحصول على الشهادة السودانية المساق العلمي بحد ادنى الدرجة الثالثة.

لقد كانت المنافسة شرسة لكنها شريفة ونزيهة واستمر الحال هكذا حتى امنتصف او اواخر السبعينات.

كانت سياسة اسماعيل بخيت قومية بكل ما تحمله الكلمة. فاسماء البواخر كلها من اسماء المدن والاقاليم والانهار السودانية. بل حتى مجموعة الطلبة المبعوثين في الدفعة الواحدة كانوا من جميع الآقاليم والمدن ولا ابالغ بان قلت من جميع القبائل السودانية وكان من ضمنهم الاقباط ايضا.

كانت سودان لاين قطاع عام تحت قانون الشركات الخاصة وكان اسماعيل مستقلا بها عن الاحزاب السياسية والحكومة وكان
مسددا لحقوق المساهمين قبل سؤالهم له.

ارجو ان اكون قد اجبت على بعض اسئلتك يا ود فراج.

رحم الله أسماعيل بخيت رحمة واسعة.

حبيبنا  وإبننا  ود  فراج والعزيز رشدي والمتداخلون جميعا...
محبتي وإحترامي..
عندما  فتحت هذا البوست  كنت أعلم  بأني أفتح  بابا من أبواب الجحيم..ترددت كثيرا..وأخيرا  رأئت إنه من حق الأجيال علينا  أن نكتب
قلت في نفسي  قد لا تجد تشجيعا..وقد تجد هجوما..
بإختصار  ..إستخرت وقررت..ولن أتردد..
قد أخطئ أو أصيب..ولست طامحا حتي في ثواب المخطئ..
فما  عندي من سئيات  تكفيني لأتبوأ الدرك الأسفل بلا منازع.. ومن لا يصدق فاليلحق بي.. سيجدني هناك...
كل أسئلتك  مشروعة يا ود فراج ولو كنت مكانك وأتيح لي أن أسأل  لفعلت.. أو كما قال رشدي—
أسعدني  أنني وجدت  مداخلة من العزيزة- سوسن -  تنقل فيها رد صديقي  العزيز   عبد القادر محمد المصطفي..علي فكرة هو دفعتي  في مدني الثانوية  ما يعمل ليكم فيها  أصغر مني..
أنا  أتفق معه تماما في كل ما  ذكر..
ولولا أنني وعدت أن أكتب الرد وجهزته  لأكتفيت بمداخلته..
ولكن سبق السيف العزل....
إمكن يكون سمح القول في خشيم سيدو...
إليكم ما  سطرت  دون حزف أوتغيير..

سأتحدث عن الماضي وما عاشرته  أما ما تلا ذلك...فلا حكم لي علي ذلك..لن  أنفي وأقول لك إنه  لم تكن هناك واسطات - حتي في عهد الديمقراطية....  ولكن الشهادة لله  كانت الخطوط البحرية منزهة  لأبعد الحدود  -حسب علمي-  من ذلك وسأحكي لك   تجرتبتي الشخصية  وأعذروني لو أطلت....  

كنت في ذلك الوقت  قد  قدمت للإلتحاق  ببعثة الخطوط البحرية  كما ورد في الصحف السيارة  وكما شجعني إبن عمي- يرحمه الله طالب الطب أنذاك-- دكتور محي الدين عبد الرحمن الزين .. أن  أفعل..
وصلني ما يفيد بحضوري للمعاينة  فورا  في أكتوبر 1967  ذهبت للمعاينه في مكاتب البحريه  عمارة الجوهرة  شارع الجمهورية..كنا 126  متقدما...
بعد المعاينة الأولي  قالوا لنا  بان  الأختيار   وقع علي عشرين فقط ....
ندهوا  أسماءنا  وكنت من بين العشرين....
أنا   هنا- زي ما  إتفقنا- أكتب   للتاريخ..
قال لي  عمنا  إبراهيم حجو  ياود ..وكان يكن لي ودا خاصا  هو  وماما هدي..بحكم إني كنت أصغر المتقدمين سنا..وربما لحاجات تانية   حامياني..-ما علينا--  إنت.. إنت  يا ود واستطك منو ؟؟من ناس ألأزهري  وألا  الأنصار . وألا ناس الميرغني..
قلت له يا عمو أنا من  ناس مدني  !! قال لي بلهجته  المحببه..باين عليك  !!!.. ثم .قال لي أكان ما عندك واسطة   .. خم وصر..
علمت مؤخرا  من المرحوم خليل سورج إنو في 90 واحد  من دفعتنا  عندهم خطاب تزكية من الأزهري..و..... الخ..

رجعت إلي مدني  ذلك الوقت-  وإذا خطاب بالبريد المسجل  يصلني..كنت أعتقد  إنه من  إدارة البعثات....وإذا به من البحرية..
طلبوا منا  أن نقوم بإجراء الكشف الطبي..
وبما  إن أولاد الخرطوم كانت لهم واسطات  إجتازوا الكشف الطبي حتي دون   المرور علي الطبيب  وسلموا  أوراقهم  للعم  حجو....فقط أنا  من مدني  وزميلي وإستاذي كمال من عطبرة.. عاكسنا طبيب الانف والأّذن والحنجره- انذاك إسمه  عبد الله سعد.... وقال تعالو بعد العيد –كانت الدنيا رمضان-   أنا ما  فاضي ليكم..
عدنا بعد العيد..  أنا  وكمال...لدهشتنا الشديدة وجدنا  عم  حجو  وماما  هدي- يرحمها الله في إنتظارنا... إنتو  وين  الدنيا مقلوبه عليكم..قلنا ليهم  طبيب الأنف والأذن....وين أوراقكم...أخذونا   علي وجه السرعة   إلي المستشفي.. في الطريق  قالوا لنا  لقد وقع  إختيار اللجنه عليكما  انتما  الأثنين.....فقط  من  أل 126  متقدما...
وليسجل التاريخ هنا  نقاط مضئية  في تاريخ هذا الشعب الأصيل..أناس شرفاء   لم أسمع بإسمائهم ولم أتشرف بلقائهم  إلا  عندما ندهوا إسمي لمقابلتهم....  إدريس بخاري  وإنسان عظيم  أخر –يرحمه الله-خليل  أحمد طه سورج  يترأسهم المرحوم..  إسماعيل بخيت حبه...
قال لنا  حجو  تم إختياركما.....
كمال حسن محمد الحاج  من عطبرة  وعبد الرحمن عبد الرازق الزين   من مدني..
يجب أن تسعدوا للسفر  في  17/02/1967    إلي  رييكا   وسيلتحق بكما  في بورتسودان  علي الطائرة  حسين علي حمد  من مواطني الشرق وٍسعيد فضل الله سعد فضل الله من موظفي الخطوط البحرية وكان يعمل بخزينة الشركة..والتحق بنا لاحقا  عمر داود الخليفة  حيث تخلف من دفعته ودرس في المدرسة الوسطي  والتحق بنا  أيضا  عثمان علي عوض الكريم-من أولاد بورتسودان.. ومصطفي  مبروك-جومو- قادما من زاغرب مبتعثا من جناح ماو..ذلك الوقت..
اما  بالنسبة  للمهندسين-  أولاد  دفعتنا-    فمن المؤكد أنه تم إختيارهم  بنفس المعايير. لأنها  نفس اللجنة برئاسة عمنا إدريس بخاري  والمرحوم خليل.... علي فكره كلهم  من المعهد الفني –أنذاك-..وهم  عز الدين ..موسي ..عبد الوهاب..أبو إدريس....
عندما   بدأنا الدراسة  عام1967  وجدنا  أن  هناك  من سبقونا.. وتخرجوا  
محمدعابدون. محمد علي جيد..عبدو محمد عثمان ..مبارك عبد الله ..إمام حسن ..حسن يوسف....إبراهيم أبوبكر
ومن المهندسين...الحاج عثمان..الطاهر الحاج .. بابكر نميري.موسي يعقوب ..عثمان عمر   ثم محمدين.
هناك منهم من لم يلتحق بالبحر  أصلا أو تركه بعد مده   منهم..عبد الرؤؤف.... مصطفي كمال..عباس..
وأثناء الدراسة  عاشرنا وتعرفنا وقابلنا    دفعة حمدان وهي تضم قسم الله  وصلاح الهمزاني. ..محمد علي -إقتصاد بحري-من الدفعة الأولي-  المشاي..

لا زلت أذكر أن عمنا إدريس بخاري  عندما  أستقبلنا في مطار بوتسودان  ذا المدرج الرملي  قادمين من الخرطوم في رحلتنا إلي بلقراد عن طريق القاهره.....علي سلم الطائرة الفوكرز..سلم علينا  فردا  فردا ونادانا  بإسمائنا..  وعرفنا  علي حسين علي حمد   وسعيد فضل الله سعد فضل الله من أبناء الشرق.. قال لكمال..نحن نعرف  إنك تخرجت من معهد المعلمين العالي..-كلية التربية حاليا- وكان يجب أن نعطي الفرصة لخريج  إخر... لكننا  نعول عليك لإنشاء الأكاديمة البحرية  ببورتسودان...وسافرنا   بمعية الأساتذة  اليوغسلاف الذين وفدوا لبورتسودان لإمتحان دفعة  ناس عابدون/الحاج في بورتسودان...وتلك رواية أخري...

ثم  وفدت  إلينا - ونحن لازلنا  طلبة - أعظم  وأكبر  دفعة  من الطلبة البحريين  والمهندسييين...وأكا د  أبصم بالعشرة  ورغم أني لم أك حاضرا  للمعاينة  ولكن  لو  خيروني ذلك الوقت  لما إخترت  أفضل  وأحسن منهم والله علي ما أقول خير  شاهد وشهيد..
كانو عشرة ضباط وعشرة مهندسين وللحق سيظلوا   عشرة علي  عشرة....للنتاريخ فقط سأحاول تذكر أسماء من تخرج منهم وألتحق بخدمة شركنتا العامره الخطوط البحرية..
كنت  متأكدا  إن من أختارونا  سيسيروا   علي نفس النهج....
المهندسون..علي النور..أحمد أصيل.  عبد القادر ...كمال خليل..محمد إسماعيل.. ..محجوب  عبد العزيز.....سيف كمير..نادر عز الدين..حسن صديق..محمد  صالح..
والضباط..هباني..الصادق..عثمان عبد الله...زهير.الحبر..حمد النيل..أبو بكر..
ثم معتصم..تبه.. محمد كمال النعيم.. .ومعذرة  لمن عجزت الذاكرة من تذكر  إسمه..  تلخبطت  الدفع  ولكن  للتاريخ أكرر  
عندما  تعرفت عليهم  تأكدت  أن لجنة عمنا  إدريس بخاري كانت عتد حسن الظن..
وفي البحر  شرفنا  وتشرفنا  بلقاء  ثلاثي الأكاديميه – خريجو الأسكندرية  الأوائل..وأول فوج..صلاح  ومرتضي وفضل السيد..
أؤكد  لك  يا  حبيبي ود فراج  - كانت هناك شفافية و إلا  ولما كان هناك مكانا  للصادق من الضعين ولا ل موسي أغبش من الدلنج  ولا ل تبه الفيل أنجلو من جبال النوبه   ولا ل حسين علي حمد -  فوزي- ولا  لزهير جرجس من بحري....


أما  كيف  تم  إختيار  الدفع  بعد  ذلك.... أظنك  ستعذرني  - يا  صديقي - فليس من حقي  أن أجاوب  حتي  لو كنت أعرف  أو  أعتقد بأني  اعرف...فقد يتبرع-يوما ما-  أحد رواد هذا المنتدي ويجيب...
وتدخلت معايير  أخري للإختيار.. وجرت مياه  تحت الجسر  و هنا لزاما  أن يتوقف   عبد الرحمن   ..
ونواصل  الحكي- فيما  أعتقد- أنني أعرف....
محبتي وإحترامي..

يا لسعدي وهنائي ...بمخاطبة أساطين سودانلاين والأنس معهم....
وين ليكم يا قباطين....؟؟؟

السلام أمانة يا سوسن ، بلغيه مني إلى المهندس عبدالقادر ، وبلغيه أني في غاية فرحتي بمداخلته وزادني شرفا أن يهتم ويرد على تساؤلي.

أما عن صاحب البوست وكبير منتدانا فما بيننا يعلمه وأعلمه....زادكم الله من نعيمه في الدارين وأطال لنا في عمريكما

يتحدث سادتي الكرام الكابتن العزيز عبدالرحمن الزين والمهندس العلم عبدالقادر عن سودانلاين في العام 1967 أي بعد قدوم ثورة أكتوبر 1964 بثلاث سنوات. وهم حين يتحدثون عن سودانلاين في تلك الحقبة إنما يتحدثون عن سودان تلك الفترة. وسودان تلك الفترة كان له منعة إقتصادية ، إجتماعية  وتعليمية لا ينكرها العالم أجمع. وأتت ثورة أكتوبر المجيدة بشعارات كانت تدعم نبذ الجهوية والقبلية بالذات في الخدمة المدنية ، ومن أقوى الشعارات والمباديء التي قامت عليها الثورة هي قضية تطهير الخدمة المدنية من دنس الحكم العسكري الذي أطاحت به (التطهير واجب وطني....). لكن وكما ذكر عمنا الكابتن عبدالرحمن الزين لم يخل التعيين من الواسطة والسياسة بنسبة مائة بالمائة.

وفي ظل المنعة الإقتصادية التي كان يتمتع بها السودان في تلك الفترة والتي حسنت كثيراً من علاقاته الخارجية بدول العالم فإن إطلاق الحسن وفن الإدارة على نظام أو شخص يكون فيه شيء من المبالغة في الوصف. حتى المنعة الإقتصادية التي توافرت كانت ببنية تحتية وخدمة مدنية أنشأها المستعمر لم يكن للعقل السوداني كثير جهد فيه. وفي إعتقادي أننا نحتاج إلى دليل قوي حين نقول أن فلان أو النظام الإداري الفلاني نجح في إدارة سودانلاين في تلك الحقبة ، نحتاج إلى تفنيد. وذلك لأن للنجاح أسباب كثيرة ، وما يبدو لي في شأن سودانلاين أن نجاحها في سابق عهدها كان دعامته إقتصاد قوي وبنية تحتية أنشأها المستعمر. وهذا الحال لم ينفرد به السودان وحده ، وإنما كان حال كثير من الدول العربية في تلك الفترة....أين الدليل على أن إدارة سودانلاين نجحت في تسيير دفة الشركة بشكل يضمن لها الأستمرار رغما عن العواصف والرياح ...؟؟

أكرر شكري الجزيل للأساطين الذين ملؤوني شرفاً بالرد على تساؤلاتي....

اخي ود فراج
سلام و تحي
القبطان كان حكيما كعادته حين قال بانه ليس من حقه ان يرد علي سؤالك عن كيف كانت عملية إختيار الطلبه للدراسه
انا ردي لك فقط بان مظم الدفعات تم إجراء المعاينات لهم في مكتب الخرطوم
اما دفعة 76 و في عهد المرحوم صلاح عمرتمت المعاينات في مدينة بورتسودان و كنت انا من ضمن تلك الدفعه انا و زميلي هاشم حامد
تحياتي و تقديري
عثمان بخلن

مرحب بالأخ الباشمهندس عثمـان..سلامات

ماكان مغزى سؤالي يا حبيبي عثمان معرفة من هم الذين تم تعيينم بسودانلاين أو إبتعاثهم للدراسة بالخارج عن طريق المعاينة الشريفة أو الواسطة. ولكن مغزى سؤالي هو أنه لم يأت على الناس زمان في سوداننا الحبيب سادت فيه الفضيلة وحب الخير للآخرين كما المدينة الفاضلة. تدخل السياسة والمحسوبية والولاءات كان موجودا بيننا منذ زمان بعيد ولا يمكننا نسبته لفئة معينة. مارسته كل الأحزاب على الناس. وقد قام التطهير في الخدمة المدنية بعد أكتوبر على آيدولوجية. وكان لمن رفضها أن يحرم من التعيين والدراسة بالخارج ، وكان لمن تبعها أباً عن جد أن تطرح له الفرص على منضدة يختار كيف يشاء.

ليت مشكلتنا فيما يتعلق بالعدالة الإجتماعية مرهونة بذهاب حاكم أو سلطان جائر لكان الأمر أيسر ، ولكنه للأسف الشديد يرتبط بأعمق من ذلك ويذهب إلى بعيد ليصل إلى أسلوب تفكير وطريقة حياة تحوي جميع مستويات المجتمع السوداني. لقد وجدت ضالتي في الإجابة على السؤال من عدة أطراف أكن لهم التقدير وأجزل لهم الشكر على تقديرهم وردهم على السؤال يا عمنا كابتن عبدالرحمن....فأرجو أن تتابع مشكوراً ما انقطع عن حديث.....

العزيز ود فراج..معزتي دائما تخجلني بكماتك العطرة..زادك الله علما ورفعه..
الباشمنهدس عثمان كنت أتنمي -مثلي و ود فراج -لو تطيل قليلا..ولكن أسعدني حقا أن أجد حتي من يقرا ما نسطر...
نواصل لندخل عالم الحاويات قبل أن أغيب - قريبا في إجازة خاصه قد تمتد لأكثر من شهر...
ولكن سأحاول أن أجد طريقة ما للدخول.......


الحاويات...
هل يا تري كانت نعمة أم .........
في العام 1979 ومع تدشين البواخر الثمانية الجديده..قررت الخطوط البحرية الدخول إلي عالم الحاويات تمشيا ومواكبة مع العصر..
وقامت بشراء ألف حاوية نمطيه- 20 قدما- 500 منها بنتها في كوريا الجنوبية و 500 قي كرواتيا... وبدأ العمل بالحاويات..
ولما كان من الصعوبة بمكان إعادة الحاويات المشحونه إلي البحر الأحمر إلي غرب أوروبا وموانئ البحر الأبيض المتوسط - لأسباب عدة لا مجال لذكرها الان-
لم تملك خيارا إلا اللجؤ للتأجير أو إيجار الحاويات عند الطلب من شركات إيجار الحاويات من شركات كبري أغلبها أمريكيه بفروع لها في أوروبا... الإيجار وما أدريك ما الأيجار وبلاويه... وتم التقاعد مع عدة شركات لإيجار الحاويات ولا بد من توقيع إتفاقية إئجار حسب شروط المؤجر..ولما كانت دورة الحاوية من غرب أوروبا إلي البحر الأحمر والعوده..(غالبا فارغه)..تتم في 215 يوما في المتوسط حسب الإحصائيات التي قام بها المشرف علي الحاويات أنذاك....أي أن الإستفاده من الحاوية أقل من مرة ونصف في العام...فإذا كان إئجارها يربو علي الثلاثه دولار يوميا دعك من مصاريف نظافتها وتأمينها وتصليحها وطلائها ومصاريف تخزينها وشحنها وتفريغها الخ الخ فلك أن تتصور عائد الحاوية في العام....أما إذا قررت أعادتها لمؤجرها فشروط إعادة الحاوية الفارغة أصعب من إعادة المطلقة ثلاثا بكثير..أما إذا كانت فاتحة من الأعلي-ذات سقف مفتوح- ففي أغلب الحالات تعود من غير المشمع- الغطاء- وتضطر لدفع اكثر من ثلاثمايه دولار لشراء غطاء جديد.. وهنا أحاول ألا أطيل كثيرا في هذه النقطه رغم أهميتها... ولكن قطعا سأحاول أن أعود إليها من خلال النقاش إن كان في العمر باق....
الطامة الكبري أتت عندما وقعت الخطوط البحرية عقدا لشراء 1000 حاوية 20 قدما و 500 حاوية 40 قدما..بطريقة الشراء الإيجاري..
Lease purchase..
هنا جد جد ..جد جد.. بدأت الطامة الكبري.. بتوقيع إتفاقيه الشراء CLOU الإيجاري مع شركة
وألت فيما بعد بعد إشهار إفلاسها..إلي شركة
سي كونتينرز ومقرها لندن.. Sea containers
..كان أمر الحاويات يقوم به موظف ألماني في مكتب أوروبا تحت إشراف الممثل الأوروبي.. رغم إنو رئياسة الحاويات من المفترض أن يشرف عليها موظف يوغوسلافي مقره بورتسودان..ما علينا..نواصل..
بدأت الشركة المؤجرة تسليم الحاويات 30 حاوية مطلع كل شهر.. وهنا بدأت الأمور تتعقد.. تعود الحاويات فارغة من البحر الأحمر المملوكة والمؤجرة..لا نستطيع إعادة المؤجرة منها إلا خمسة فقط كل شهر.. و الشركة التي إشترينا منها الحاويات تسلمنا لها في موانئ أوروبا ونحن نحتاجها في موانئ البحر الأبيض. وهنا بدأ تكدس الحاويات...ودخل علينا بند منصرفات وأقساط جديده فاقت مصاريف عبور القنال والوقود ومرتبات الطاقم ومموني السفن وأقساط التأمين بشقيه.....ودخلنا في مديونية فاقت المليون دولار – أحيانا-....
هنا وقبل أن أستطرد لا بد أن أذكركم بالسؤال الذكي الذي طرحه إبننا ود فراج....

كيف كان يتم إتخاذ القرار في شركة سودانلاين فيما يتعلق بالسفن وإدارتها ...؟؟ هل كانت هنالك جهة أو شخص ينفرد بالقرار دون الرجوع إلى مجلس الإدارة ..؟؟

نواصل ابقوا معنا...
علي فكره مسلسل الحاويات قد يطول ويحتاج عدة حلقات.. ..قد أتوقف إذا رأيتم أن أخوض مجال أخر...

عمنا الكابتن عبدالرحمن ...أطال الله عمرك وعافاك

أرجو أن تعزرني فالقول به دسم ، وقد تعزر الهضم نوعاً ما ....قررت شركة سودانلاين شراء عدد ألف حاوية تماشياً مع متطلبات العصر فقط أم بعد تحديد الجدوى الإقتصادية من المشروع كله ..؟؟ هل ظهرت مشكلة صعوبة إعادة الحاويات المشحونة إلى موانيء البحر الأحمر ، وموانيء غرب أوروبا وموانيء البحر الأبيض المتوسط بعد إمتلاك الشركة لعدد ألف حاوية ، أي أن المشكلة لم تكن بحسبان الشركة حين قررت إمتلاك عدد ألف حاوية ...؟؟وهل هذه المشكلة قاصمة ظهر المشروع كانت عرضية محددة بزمن أم بقيت حتى هلاك مشروع الحاويات...؟؟

وأتت الخطة البديلة (تأجير الحاويات) لا تتضمن إسعاف مشروع الحاويات وإنما لتسيير العمل ، وحتى هذه الخطة البديلة أغرقت الشركة في ديون كبيرة لأنها عديمة الجدوى الإقتصادية. لماذا أتت الخطة البديلة (تأجير الحاويات) مع العلم أن دورة الحاوية من غرب اوروبا إلى البحر الأحمر غالباً ما تكون فيها الحاويات فارغة...؟؟

مع فائق إحترامي وتقديري ...

سلام و تحيه
و جمعه مباركه



بخصوص سؤال من و كيف يتخذ القرار
انا شخصيا اقول انه من المفترض ان يكون اي قرار في شركات النقل البحري يجب ان يستند علي الربح لا علي الخساره
قلت كده يا قبطان لانه مازلت اتذكر رحله للباخره الخرطوم بعد ان عبرنا قناة السويس و اتجهنا الي جبل طارق و تم ارسال تفاصيل الشحنه من عدة موانئ و فجأة تم توجيه الباخره إلي ليبيا و قمنا بتحميل عدد خمسه دبابات و رجعنا الي بورتسودان
و هناك الكثير مثل تلك الحالات الباخره نيالا تم تاجيرها لتشحن فوسفات للفلبين بالرغم من ان الباشمهندس اوضح بان الباخره غير جاهزه لتلك الرحله الطويله و لم يستمع احد له و بالفعل سافرنا الي الفلبين و الماكينه الرئيسه تعمل بالديزل لان البويلر لا يعمل
و بعد التفريغ مكثنا 47 يوما لإصلاح البويلر حتي تعود الباخره بالوقود الثقيلf.oil
دي اكيد خساره و كان من الممكن تفاديها!!!!!
تحياتي و تقدير
عثمان بخلن

الأعزاء..ود فراج  وأبو عفان....
التحية والتقدير  وشكرا  لمداخلاتكما....يسعدني ذلك حقا...



كتب  حبيبنا  ود  فراج.....
pm

عمنا الكابتن عبدالرحمن ...أطال الله عمرك وعافاك

أرجو أن تعزرني فالقول به دسم ، وقد تعزر الهضم نوعاً ما ....قررت شركة سودانلاين شراء عدد ألف حاوية تماشياً مع متطلبات العصر فقط أم بعد تحديد الجدوى الإقتصادية من المشروع كله ..؟؟ هل ظهرت مشكلة صعوبة إعادة الحاويات المشحونة إلى موانيء البحر الأحمر ، وموانيء غرب أوروبا وموانيء البحر الأبيض المتوسط بعد إمتلاك الشركة لعدد ألف حاوية ، أي أن المشكلة لم تكن بحسبان الشركة حين قررت إمتلاك عدد ألف حاوية ...؟؟وهل هذه المشكلة قاصمة ظهر المشروع كانت عرضية محددة بزمن أم بقيت حتى هلاك مشروع الحاويات...؟؟

وأتت الخطة البديلة (تأجير الحاويات) لا تتضمن إسعاف مشروع الحاويات وإنما لتسيير العمل ، وحتى هذه الخطة البديلة أغرقت الشركة في ديون كبيرة لأنها عديمة الجدوى الإقتصادية. لماذا أتت الخطة البديلة (تأجير الحاويات) مع العلم أن دورة الحاوية من غرب اوروبا إلى البحر الأحمر غالباً ما تكون فيها الحاويات فارغة...؟؟

مع فائق إحترامي وتقديري ...




العزيز  إبني  ود فراج والإخوة المتابعون جميعا...حتي من تحت البطانية...

لك الحق  يا  صديقي  أن  تتساءل..وقد  كنت أنوي  أن  أسرد كل ما أعرفه بخصوص الحاويات تدريجيا  حتي أصل بكم إلي الخلاصة  وإجابة للسؤال الذي طرحته  أعلا  المداخلة....هل الدخول إلي عالم الحاويات كان نعمة ام................
و  رغم إن   مجال الحاويات والإشراف عليها  لم يك أبدا من المهام المفروض أن أقوم بها..وقد حاولت قدر المستطاع ألا أتدخل  لأني مهامي كانت  من الصعوبة أن يقوم بها فرد واحد دعك من أن يحاول الدخول في مجالات ومتاهات أخري.. يعني الفيني مكفيني.....ولكن  اخيرا  وأخيرا جدا  إضطررت أن أتدخل وهذا  ما أتاح لي أن أعرف  وأسبر الأغوار  وأقرر بيني وبين نفسي أن الدخول لعالم الحاويات  كان فعلا   نقمة ولم يك ابدا نعمة  كما  يظن ويعتقد البعض...
للحقيقة  الدخول لعالم الحاويات  كان من متطلبات  العمل التجاري..فإذا  قررت أن تبني سفنا  متعددة  الأغراض..  Multipurpose  
وتعلن عنها وتروج لها  فلا بد  أن تقبل  بشحن الحاويات  ثم لا ننسي إن الخطوط البحرية  قبلت في ذلك الوقت  هدية الحكومة الدماركيه..باخرتين   من نوع هاملت  سعة الواحده أكتر من 360 حاوية نمطية  مجهزة ومعدة لحمل ذلك العدد وإلا لما حقق عائد الشحنة  ربحا  يذكر...
كذلك البواخر الخمسة الأخري- عدا الخرطوم- كانت مجهزة   لتحميل الحاويات...
هل كانت هناك دراسة كامله متكامله  ؟؟ كما اوردت سابقا  كان القرار يتخذ من جهات أخري ولا بد  أنهم  قاموا بذلك..فذلك علمه عند الله...وهم.. ولكن الدخول لعالم الحاويات كان أمنية أي خط ملاحي ذلك الوقت... إلي أن حل وقت التخصص والعولمة   ودخول  شركات الحاويات الكبري في شراكات  أدت إلي  تكبد الشركات الصغري لخسارات جمة وعجزها عن المنافسة وترك سوق الحاويلت للشركات الكبري  وقنعوا من الفوز بالغنيمة بالإياب...


شراء الحاويات الألف الأولي  كان خطوة إيجابية لا غبار عليها. ولا بد منها... و الدخول لعالم الإيجار العادي  كان أمرا  طبيعيا.. ولا بد منه..ولا تملك خيارا غيره..
ذكرت لك يا صديقي أن الكارثه بدأت عندما  وقعت  الخطوط البحرية  إتفاقية   الشراء  الإيجاري... ل1000 حاوية 20 قدم و500  حاوية 40 قدم..

ولعملك وبفضل الله تم إيقاف هذه الأتفاقية   بعد  إستلام 352  حاوية  فقط من ذوات العشرين قدما...فقط فقط ولله الحمد..

لا  أدري حقا ماذا كان سيفعل الله بالخطوط البحرية- أنذاك-  لو أصرت   شركة سي كونتينرز  لتسليم الحاويات حسب الإتفاقية.. وأحمد الله أن تفهموا وأقتنعوا بإلغاء الأتفاقيه  أو بلأصح تأجيلها لحين ميسره  !!
وساشرح لك في مقالي القادم  كيف ومتي وصلت الخطوط البحرية   إلي هذا القرار...
معزتي وإحترامي..
ملاحظة..أحاول قدر الإمكان ألا أطيل   ولكن  تساؤلك  لا يمكن تجاهله..أواصل.....ومعذرة للإطاله..

واصل ياعبدوس ونحن في الإنتظار علي الجمر أو أحر ...

عمنا كابتن عبد الرحمن ..
متعك الله بالصحة..

لك الشكر على الإيضاح وأرجو المتابعة ...

التحايا العطرة للجميع
حضور و متابعة يا قبطان
عثمان بخلن

سلامات ياكبتانو ولكل المتداخلين.
متابعة وحضور لهذه الدرر القيمة.
وثق وثق لتاريخ اطال الله عمرك ويعطيك العافية

الأعزاء...رشدي ود فراج..أبو عفان وعزيزتنا سوسن...والمتابعون جميعا..
لكم جميعا أزجي أيات الشكر....حتما سأواصل فكلماتكم الطيبة لا تعطيني مجالا لأتوقف.. فقط أمل أن أكون عند حسن ظنكم ودمتم...
عبدوس

أعذروني...والإعتراف بالذنب فضيلة..عالم الحاويات كان غريبا وجديدا علينا -بعض الشئ- حتي أنني لا أذكر أن تعرض أحد أساتذتنا في الكلية البحرية لذلك..
ولا زلت أذكر وأضحك من أعماق قلبي عندما شحنا أول حاوية Shippers own
20 قدما علي ظهر شندي من لفربول إلي بورتسودان..كنت ضابطا ثاني في العام 1973..
طبعا كان سطح الباخره – الدك- غير مزود بما يعرف بال shoe fittings..
شحنا الحاوية حسب توجيهات الضابط الأول اليوغسلافي....ولا زلت أذكر عندما جاءني الباشريس - عمنا حجازي..رحمه الله حيا كان أو ميتا..يا كابتن..المصيبة دي بلاشنوها – أي بربطوها - كيف ؟؟؟
علي فكرة يا - كابتن- دي ما من عندي..كنا نحن معشر الضباط الثواني نحظي بسماعها لأننا كنا بنصرف المواهي... وسمعناها ونحن ضباط أوائل عشان الأوفرتايم...
أما زملائنا اليوغوسلاف فقد سعدوا بألفاظ جميله مثل الأهبل العبيط .. وهلم جرا والفاظ أخري بالدنقلاوي لا أذكرها..ما علينا سرحته تاني....المهم
لازلت أذكر أن عمنا حجازي إستدعي كل طاقم السطح .. وكربوا أي – ربطوا -الحاوية بكل ما لديهم من حبال وسلوك وجنازير.... وقد إ ستغرق فكها نصف ساعة كاملة في بورتسودان !!!

عندما دخلنا عالم الحاويات في أواخر العام 1979 شحنا علي ظهر الباخرة دنقلا حاويات فارغة من ال 500 التي تم شراؤها من بولا يوغسلافيا.. لتوزيعها فارغة في موانئ البحر الأبيض
كان القبطان محمد عابدون ..أرسلوه لنا من السودان وكان مديرا للعمليات ببورتسودان ليكون قبطانا علي أول باخرة سودانية من الثمانية الجداد تدخل بورتسودان ..لا زلت أذكر وسأظل ولن أنسي أن الضابط الثالث/ الثاني كان معي الكابتن محمد صديق..
سألني ..عند شحن الحاوية الفارغة..ما هي البيانات المطلوبة التي أكتبها وكلهم زي بعض..
قلت له ..دعني أسأل الربان..
الربان قال أكتبوا أي حاجه مكتوبة في الحاوية....
وملأ صديقي محمد صديق دفترا كاملا لعشرين حاوية فارغه... كتب كل شئ مكتوب ..اللون أخضر....المقاس الوزن الحمولة.. بالكيلو بالرطل.. الخ الخ..
ولن أنسي ما حييت سخرية الكابتن محمد صديق عندما قال عابدون ونحن في البردج- غرفة القيادة....وجاءت مناسبة العربات وترخيصها..قال القبطان عابدون والله أنا حتي ما متذكر نمرة عربيتي...هنا قال الكابتن محمد صديق أكيد نمرتها
SDCU....
وهي كانت الحروف الأولي تليها سبعة أرقام للحاوية ..والتي كان من المفترض أن نكتبها فقط..
لا تعتبروني غير جاد في الإسترسال...ولكن أهو.. ندردش شوية..
لكن ذكرت هذا فقط لأبرهن لكم أن عالم الحاويات كان جديدا علينا..جميعا..
أعدكم بأني سأواصل لكن ستسعدني مداخلاتكم وتعليقاتكم فهي تنشط الذاكرة -الخربة - أصلا........

كانت كلمات لها وقع الموسيقى في النفس اللهفى للإستماع ،إلتمست فيها الصدق وهو عماد كل شيء ...ليتني أستطيع أن أكبح جماح رغبتي في السؤال ، لكني أعتبر أن الفرصة التي أفردها عمنا الكابتن عبدالرحمن لنا ليحدثنا عن ماضي سودانلاين ذهبية لا يمكن تفويتها ....والسؤال هو:

كان عنوان الموضوع أعلاه عبارة عن تساؤل منك عن هل كان دخول الحاويات في سودانلاين نعمة أم غير ذلك ...؟؟ ويدلل السؤال على أنه كانت لديك رؤية غير ...!! هل في إعتقادك أنه كان من الممكن تسيير السفن في تلك الفترة دون إستخدام الحاويات كوسيلة لنقل البضائع والرضي بالقليل من الربح تجنباً لخسائر قد تذهب بأخضر سودانلاين ويابسها..؟؟

سلمت يا عمنا وكبيرنا من كل بلاء....تقبل إحترامي وتقديري

صباح الخير
و نهار سعيد
كلامك يا قبطان عن البواخر الجديدة الستة من بولا و رييكا - رجعنى لوراء سنين طويلة و ذكرنا بايام جميلة و حلوة - حيث كنا فى تلك الايام على مشارف التخرج و كنا على اتصال مع كل طاقم جديد ياتى لاستلام تلك البواحر سواء كان فى اوليانيك او الترجى ماى - و كنا نستمتع جدا جدا و نحن داخل تلك البواخر - و كان ذلك فى العام 1980 و اذكر منهم على سبيل المثال القيطان قاسم و الباشمهندس اصسل رحمة الله عليهم و المرحوم الباشمهندس عبد المجيب و غيرهم
كانت بحق فترة جميلة جدا و تعلمنا فيها الكتير من قبل ان نصعد على البواخر و خاصة انوا عرفنا باننا سوف نعمل مع ناس حلوة كريمة و دة كان اهم شى بالنسبة لنا
سلامى و تحياتى
عثمان بخلن

عمنا القبطان عبدالرحمن،،،،،
متعك الله بالصحه والعافيه، وأكيد السرد التاريخى الرائع للتطور وتدهور الخطوط البحرية السودانيه لم يكن مسجل فى مذكراتك اليومية وانت الان تنقل لنا من طيات ما سجلت سابقا، بل هذه ذاكرة متقده و نعمه حباك الله بها فوجب الشكر لها.
عمنا لقد خانك التعبير فى أحدى مداخلاتك ووصفته نفسك بالذين يكونون فى الدرك الاسفل، ولا أظن بان من يشهد أن لا اله الا الله وأن محمد رسول الله مؤمن بها يكون من الذين يخلدون فى النار ناهيك على ان يكون فى الدرك الاسفل فيها، نسأل الله العفو والعافيه لنا جميعا.
معذرا على المقاطعه بس عشان نوريك انو أحنا صاحيين ومتابعنك تمام، ونسأل الله ان يجمعنا فى جنات الخلد كما جمعنا فى صفحات هذا المنتدى الرائع.

سلام للجميع
حملني ليهو الباشمهندس عبد الرحمن محجوب عبر الواتس اب
سلام شوق و محبه  و موده
وبعتذر لانوا ذي ما قال كان فقط متاوق و ذلك بسبب انوا ما قادر يدخل بالرغم من انوا حاول كتير و لكن فشل في ذلك بالرغم من ادخال الباص ورد صاح
عموما يبلغكم السلام و هو في طريقه الي ينبع  و منها الي بلاد العم سام
أخترت هذا البوست لحيويته ارجوا المعذر
تحياتي
 عثمان بخلن