دار الأسرة البحرية السودانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

+15
عبدالمنعم جنيدابي
ود كرار
المهدى عثمان مصطفى
الفاتح محمد ادريس
Admin
عبدالرحمن محجوب يوسف
احمد محمد احمد
عبد الرحمن الزين2
راشد
محمد الجمل
الرشيد شمس الدين عبدالله
خالد عبدالحميد
عبد العظيم الامين الطاهر
عاطف عكود
أسامة معاوية الطيب
19 مشترك

صفحة 9 من اصل 13 الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... 8, 9, 10, 11, 12, 13  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف راشد السبت 17 يوليو 2010, 14:45

اخي الغالي اسامة .,..صباحك خير ...سعدت دواخلنا وتمددت خضرة بعد ان يبست غصون انتظارها ...ومعذرة فانا لم اقراء حرفا ممن كتبت ولا الذين كتبوا في بوستات اٌخر فقط جئت مرحبا ولا اود ان افوت موكب الفرح .....سأعود لقراءة ماكتبت بشويش وبرواقة .....لذاك الحين لك ولهم اطيب التحايا
راشد
راشد


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف عاطف عكود الأحد 18 يوليو 2010, 04:32

الحبيب الغالى اسامه
الف حمدالله على السلامه ياخى شفقتنا بطول غيبتك وانقطاع اخبارك وفشلت كل محولاتنا شى عن طريق الاخ عصام وحتى مع الاخ ايوبكر فتح الرحمن
المهم ياسيدى البركه فى العوده الرائعه يامبدع ولن اقطع علينا و عليك حبل ابداعك ولنا عوده باذن الواحد الاحد بعد ال 6|6 وان كانت من البدايه 6 على 6 وذى ما قال اخونا خالد (اعتقد لازم تكون فنان من درجة اسامة معاوية ومنصور خالد عشان توهب العين الفاحصة تلك ما شاء الله،،،ادينا مهلة نرجع كمان مرات ونترحم على عظمائنا)
ودام تواصل الابداع
عاطف عكود
عاطف عكود
عاطف عكود


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف الرشيد شمس الدين عبدالله الأحد 18 يوليو 2010, 18:37

يالروعة السرد وعمق المبنى والمعنى يا أسامة .... اترك التعقيب حتى النهاية حتى لاأقطع حبل هذه الأفكار المنسابة .... سعدنا بعودة عاطف القوز رغم شقاء الإجازة فى الوطن الجميل وكذلك أسعدنا تواصل ود كرار وود راشد و (أبو صبا) ...ولولا تواصلهم هذا لقمنا بإطلاق ( عووووووووك ) الشهيرة بعد الصنة التى تخيف على قول حبيبنا أحمد محمد أحمد وبدلا عن العوووك هاكم هذه كبديل :-
( نكورك ليكم ماتجوا.... نجيكم تكوركوا ؟؟؟؟؟ ) ...لكم الود وليدم مابيننا ...

الرشيد شمس الدين

الرشيد شمس الدين عبدالله
الرشيد شمس الدين عبدالله


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف أسامة معاوية الطيب الإثنين 19 يوليو 2010, 15:21

المبدعون السودانيون والرحيل في الليل (3-6)


قبل أن ندلف إلى حديقة الورد الأخيرة ، تشاهد عند أسوارها صورٌ ومشاهد ومرئيات تمسك بعنان الحضور الكثيف ، والرسومات تصطف لتنهل من ندى اغتسال الأنهار على جدران الورود ، لوحاتٌ تمدّ بأعناقها على أخيلةٍ وشخوص معلقة على فروع الأشجار ، نابضة الأغصان ناعسة الخضرة حد السواد ، ويطلّ الشيخ إسماعيل صاحب الربابة ( يقول محمد عبد الحي ) إن الشيخ إسماعيل صاحب الربابة هو الصورة الأولى للشاعر السوداني الذي أبدعه الخيال الجمعي الشعبي وفي شخصيته يتبلور النموذج الأسطوري أو الشكل الرمزي ، بعد أن انصهرت وامتزجت واتحدت فيه العناصر التي أمنت الخيال الشعبي أو الذاكرة الكبرى التي تموج بأساطير الأمة ورموزها فصارت الصورة الحقّة للشاعر في ثقافتها ، وهو من صوفيّ وشعراء سنار وإنه كان في حالة الوجد يحضر البنات والعرسان للرقص ويضرب الربابة : كل ضربة لها نغمة يفيق فيها المجنون ، وتذهل منها العقول ، وتطرب لها الحيوانات والجمادات وفرسه البكر التي يشدونها له ويلبسونها ( الحرحر) الحرير والجرس ، مزركشة بخيوط الحرير الناعمة ، وتبدو ربابته التي عزفت أوتارها أجمل أغاني الحبّ والحرية قبل مقتله في الطريق بين سنار المحروسة ومملكة تقلي ، ويرفرف السمندل بجناحيه ، يصطفقان فتتموج السماء زرقاء وخضراء وكل ألوان الفكرة والحرف ، وكأنه على أهبةٍ لسفرٍ طويل غارق في ملامح النقوش المتشابكة ، النهر تحفّه الغابات كثيفة الظلال ويتلألأ على صفحة وجهه شعاع القمر المصبوغ بخيوط اللجين والعسجد ورقائق الشمس الغاربة ، تصطف على حواف الأسوار ونقوشها الفريدة ، فارلماس ، سالي فوحمر ، الزرافات الأفريقية المبرقعة وهي ترعى في حقول النعناع البريّ ، الزرافة أرجوانية ، بساط الأرض أخضر سندسي ، والحقل وردي اللون ، وثمة تقف العانس ، تحمل كل أدوات حلمها المستحيل :

المرأة العانس في الأحلام

يوجعها المخاض ثم تلد الأطفال

ترضعهم وتسهر الليل تربيّهم

فرسان ، في أحصنةٍ مطهّمات ، وأميرات

وتصطف عائلة من الشحاذين :

رأيتهم : أماً ، أباً ، أطفالا

على رصيف الزمن المهجور يرتدون
[b]شمس الكلمات الزرق والأسمالا



فواحدٌ في رغبةٍ يسأل عن مغارة

وواحدٌ في غربةٍ يسال عن إشارة

ويسأل الأطفال عن خبزٍ فيطعمون الحجارة

ويتلقانا عند بوابة الحديقة الملاك الأبجدي ( سورة الليل فوق لوحك أفقٌ من كلامٍ قد انطوى في المداد ، فرعتّه كتابةً تتلوّى كلمةً إثر كلمةٍ في عناد ، يفتح الليل في الدواة ويستوطن حرفاً في لهجة الآبادِ ، وملاكٌ مستوحشٌ أبجديٌّ بين ضوء السراجِ والحلمِ غادِ) يقول محمد عبد الحي وهو ينطلق في قراءته المتفردة لشعر التجاني يوسف بشير من فرضية نقدية تقول ( علينا أن ننظر لشعر الشاعر في مجموعه ونقرأه في تكامله نحو نظامٍ لغوي جمالي ، وكأننا نقرأ قصيدةً متصلة ، ليست فروعها إلاّ مراحل في طريق الكشف ، ومهمة الناقد أن يستخلص العناصر التي تتكون منها وحدة الرؤيا) ولعل هذه الفرضية تنطبق أكثر ما تنطبق على شعر محمد عبد الحي ذاته ، فوحدة الرؤيا عبر دواوينه الشعرية تجعلنا نحسّ ونحن نقرأ قصائده وكأننا نقرأ قصيدةً واحدة متصلة الحلقات … صدرت له مجموعات شعرية تتحد كلها لتكوّن رؤيته الواحدة عبر مراحل طرق كشفها المختلفة ،استوى السودان ، كل السودان على سرج جواد شعره الجامح ، السودان المسيحي القديم ، وسودان طبقات ود ضيف الله بكل أولياؤه ، خطوط الزنج العريضة وأسنانهم المكسورة ( تجملاً) وديك الفجر يقتات بالأنجم السكرى فتفضحه صهباؤها تشرق في ريشه الذهبي ، ومدن التاريخ ، تتقافز مدينةً مدينة ، مروي ، سوبا ، دنقلا ولكنها تختبئ كلها خلف سنار التي أراد لها محمد عبد الحي مع مؤسسي مدرسة الغابة والصحراء أن تكون البداية لتاريخ السودان الثقافي مثلما يريد منظري السياسة أن يبدءوا منها تاريخنا السياسي حيث أنها مدينة الثقافة الإسلامية ولأنها – سنار - هي اللحظة الثقافية الحاضرة التي استوعبت اللحظات الثقافية السابقة لها – يعتقدون - اللحظات التي تشكلت والتي ما زالت في التشكل ، لذلك فإن العودة إلى مروي أو دنقلا أو سوبا المسيحية لا تتم إلاّ عبر بوابة العودة إلى سنار أولاً ، وهذا خوض حول قلق الهوية الذي أضر كثيراً بركب الثقافة السودانية وما يمكن أن تحققه ، ونعتقد أنه تكريس جديد لعزل ثقافات لم تكن (سنار) لتبارك ممارستها ، وهل لنا أن نطلب ستر التماثيل المروية المتعرية أمام أعين زوار المتحف القومي بالخرطوم ، ونقرر كذلك أنها حقبة غير جديرة بالتوثيق ، لأن سنار لم تكن مركزها ، صراع الثقافة هو الذي يشعل صراعات السياسة الآن.

ومحمد عبد الحي يعتبر من أكثر الشعراء المحدثين تجديداً واحتفاءً بقديم السودان الأفريقي ضارب السمرة والعربي ضارب اللسان وأبنية القصيدة والفروسية ، يقول في مقدمة ديوانه ( حديقة الورد الأخيرة ) الشعر إن كان مقصوداً لذاته لا يعوّل عليه – يتخلل أبن عربي مساربه ومسارات حديقته – وبقية دواوينه ، يمنحه الطريق لعالمه الفريد ويجيء هو بعد ذلك يستنطق عوالمه على مستوياتها الثلاثة ، الحرَفي ، والمجازي الذي يرمز للتنوع الثقافي والأثني في الذات السودانية ، والإشراقي أو الميتافيزيقي من الوجود فيشير إلى أصل الوجود الإنساني ، وتجد إسماعيل صاحب الربابة يتجدد عبر عصور تاريخه ومستقبله في ذاته ، أرضه وسماؤه ، أسماؤه وأفعاله ، تتحد طفولته بطفولة الكون ، ميلاد الحضارة حيويتها وشخوصها وتجددها.

جاء محمد عبد الحي ليقف في كل أم درمان ( من فتيح للخور ) يحدّر طاقيته ويرخي سدول نظارته ليشرب منها خطوط اكتمال لوحته الشعرية ، وإن عاد لسنار – تاركاً مروي ودنقلا وسوبا المسيحية - واحتفى بغناء سمندله وتوارى خلف حديقة ورده الأخيرة ، فأم درمان نشيدٌ حاضرٌ في ذاته ، وذاتٌ حاضرةٌ في نشيده ، وكلما أمعن في قراءات الأدب الغربي ، دندن بألحان الحقيبة – حقبة من غناء أهل أم درمان – ساهماً دامع الماضي والحاضر والمستقبل ، يرتشف عند قهوة جورج مشرقي ثقافة الوجود وتحتفي عند رؤوس أقلامه ( الزنجية والعربية ) لتخلق السودانية الخالصة ، ويتوّلد شاعر بحجم السودان ينفتح على المطلق ويتحقق حسب المصطلح الصوفيّ ويقول ( خرافةٌ تعود وهلةً وهلةً إلى نطفتها الأشياء ، حيث يرجع النشيد ، لشكله القديم ، قبل أن يسمّى أو يسمو في تجلّي ذاته الفريد ، من قبل أن يكون ، غير ما يكون ، قبل أن تجوّف الحروف شكله الجديد…)

هل نستطيع أن نفي شاعراً فيلسوفاً ، متحقق الذات في الشعر ، بهذه السطور ؟

يقف محمد عبد الحي عند جزع شجرةٍ في سوق الجلود بأم درمان ترفض حاضرها وتبكيه أغصاناً مصوّحة ، يقف عندها عبد الحي :

الليلة يستقبلني أهلي :أرواح جدودي تخرج من فضة أحلام النهر ، ومن ليل الأسماء تتقمّص أجساد الأطفال ، تنفخ في رئة المدّاح وتضرب بالساعد عبر ذراع الطبّال

الليلة يستقبلني أهلي : أهدوني مسبحةً من أسنان الموتى ، إبريقاً جمجمةً ، مصلاةً من جلد الجاموس ، رمزاً يلمع بين النخلة والأبنوس ، لغة تطلع مثل الرمح ، من جسد الأرض وعبر سماء الجرح ، الليلة يستقبلني أهلي.

ويرقد على عشب النيل قرب علب الجسر القديم على النيل وينام

( ونمتُ ، مثلما ينام في الحصى المبلول طفل الماء ، والطير في أعشاشه ، والسمك الصغير في أنهاره ، وفي غصونها الثمار ، والنجوم في مشيمة السماء )

يقول أبن عربي : ( كل حضورٍ لا يتعيّن لك في كل شيء لا يعوّل عليه)
أسامة معاوية الطيب
[/b]
أسامة معاوية الطيب
أسامة معاوية الطيب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف عبد الرحمن الزين2 الثلاثاء 20 يوليو 2010, 04:45

العزيز اسامه والاخوة المتداخلون جميعا ... تحياتي معزتي واشواقي..
قلنا بس نسجل حضور ودهشة حتي نعود بالمهله.....
عبدوس
عبد الرحمن الزين2
عبد الرحمن الزين2


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف خالد عبدالحميد الثلاثاء 20 يوليو 2010, 10:14

والله العظيم ده كلام كبير ،،،تمامأ
سلمت أبا أحمد ياخى ده أدب رفيع لامن الزول مايعرف يقول شنو
بس احساس مطمئن انو مسيرة الثقافة السودانية ما توقفت وفيها مثلك تكتب بهذه الحرفية المتقنة بدءاً وتدافع عن عبد الحى وجمال محمد أحمد ونسمع منك لاول مرّة-جهلا منى - بعبدالرحيم ابو ذكرى وعن كيف عرف العقاد معاوية محمد نور حين كفر به قومه
وما مقتل الحلاج وفلسفة ابن عربى بغائبة عن سطورك المسقية بالمسك هذى
اما حديث المدن والهوية فوالله حتى التعليق غلبنى ورحم الله امرئ ...

تعريجات
انا ما قلت ليك تجمعنا الكلمة،،مع الفارق انت يا ما شاء الله على الطرف الراسل ونحن على الآخر،،،،ولشيخى مظفر بقية من حديث ان الله سهّل
وعاد عبدالرحمن الزين،،، كأبهى ما تكون العوده،،، محفوظ مكانك ياكبير وطالت غيبتك شويتين المرّة دى

وعاطف عكود فى الوطن ونحن فى انتظار التسجيلات الجديدة

وحلوة من رشيدنا ،،حكاية الكوراك دى،،،ملعوبة

ونعتذر ان اطلنا وقطعنا على المتابعين هذا الابداع عن الابداع
وتجدونا من المتمســمرين فهذه والله دوحة يطيب تحتها الجلوس
خالد عبدالحميد
خالد عبدالحميد


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف أسامة معاوية الطيب الثلاثاء 20 يوليو 2010, 14:35

الرشيد ، عاطف ، راشد ، خالد ، والحبيب الكابتن عبدوس الشهير بعبدالرحمن الزين
تحياتي فقط لا تفي
ويمكن أنا دخلت بعد طول غياب وفي خاطري قول حميد
أنا ماشي راجع لي بيوت تفتح أول ما أدق
تفتحلي قبّال ما أدق
لا مالك الجابك لا حتى علّ الداعي خير
.........
بجيكم واحد واحد لعناق طويل ونسات دقاقة
بس كدي النخت أزمات المبدعين السودانيين ديل من كتفي دا
عشان ... نعدل كتف الغنا المميّل دا

المبدعون السودانيون والرحيل في الليل (4-6)


كانت داره ، تجهد أن تصعد إلى أسفل المدينة ، والشارع تصعب عليه حالته ، كشارع مكسيم جوركي في روايته ( طفولتي ) يعجُّ بصمتٍ قاتل ويفوح برائحةٍ غريبة ، تسكن جانباً من القلب ، يستحيل معها التنفّس ، يتراءى الاختناق يمشي بين أشباح المارة ، وبعض أغنامٍ اعتادت أن تسرح في تراب الشوارع أقعدها الأسى تجتّر ذكرياتها العميقة حين يشتّط الترام بضجيجه على هدوئها وتغتصب الشمس خيوط الظل من حواف المباني ، كانت الدار التي لبست طيلة سنين مضت أنغام أبو داؤود ووضعت على كتفيها أشعار علي عبد القيوم وعبد الله الطيب وود الرضي وأبو صلاح والمتنبي وإس . تي . إليوت وأرضه الخراب ، شالاً جميلاً ومشت بين الدور ، تزدهي وتحتفي بصاحبها وهو ينسرب للمسامع عبر إذاعة البرنامج الثاني " وكان دكان الفوراوي غاصاً بروّاد الفول المسائي ، القمر تشهّيه رائحة الطعمية ومسحون الفول السوداني الشهي ( الدكوة ) تغبطه حياة الأصدقاء وطعم ذوبانهم فيها ، بعض طيور متأخرة لا زالت تغرد رغم حلول الظلام …) كانت الدار وطناً يحتشد فيه كل الوطن ، يأتيه الحب من بين يديه ومن كل صوب ، العصافير عرفت أن لغنائها المسائي على شجرة النيم العتيقة معنىً آخر ، وكان الزرزور الصغير ينزوي في إحدى طاقات الغرف الطينية ويحكي بصفيرٍ خافت موّاله لعيون الصبية الذين يتحلقون حول الفانوس يتقاسمون شاي المغرب ، والرجال بعد أن يسندون كيف رؤوسهم المائلة بتبغٍ معتّق ، يدندون ( الليلة هوي يا ليلى ) كلهم يغني ليلى وقليلون جدا الذين يصلون في غنائهم لمقطع ( شفناه .. شفناه ) ظلّ الكورس لزمانٍ طويل يرددها دون أن يتحقق من معناها في زمان ما كان الشعر ليتجاسر ويقول ( أمسكي عليك عيونك ديل ) ، وكلما اهتاجت الذاكرة بحفيف ذلكم الجمال أطلت ( يا عازة الفراق بي طال وسال سيل الدمع هطّال ) كانت عازة هي أم درمان لأن أم درمان كانت – وما تزال – هي السودان ،كانت الدار تتلفت وقد غصّ بالجموع فنائها المحضور ، تبحث عنه وقد غاب في جلابيب الرجال وعممهم وثياب النساء البيضاء – تقدم النساء على الحزن بالبياض لأنه لون الصدق – سكتت الأشجار عن غناء عصافيرها ولم يبع الفوراوي من فوله سوى ما يسد الرمق ، والفول لذةٌ عنده تحتفي بجمالية الطقوس وزيت السمسم نافذ الرائحة وصحون ( البوش ) الواسعة ، حي الدومة ألبس شوارعه صمتاً خاصاً ، تقاطعه خشخشة أغصان الدومة فقط وتغرق بقية الأحياء في بحثها عن صوته المتسرّب إليها عبر قهقهات داره الحفية دائماً بالسودان ، وصوته المعطون بأصوات أهل أم درمان ، وأفراحهم ، وشفيف أحزانهم ، وعميق حبهم ، وصادق وعدهم ، الدار تتلفت في العيون التي غيّب الدمع سوادها الأليف ، ولوّنها بطشاشٍ غريب ، كلها كانت تبحث عن علي المك ، اتحدت كلها في البحث عنه وهو يتنفس برئاتهم ويشهق أغنياتهم ، ويحيا على خطوط أرواحهم البيضاء ، يصطفون ، الجامع الكبير ، الكنيسة ، سوق الجلود ، القمائر ، أبو روف ، البكري ، ود درو ، تحتشد بلون التراب التي بنى بها مدن ذاكرته ، الأصدقاء ، عبد الله الطيب ، الطيب صالح ، بشرى الفاضل ، علي عبد القيوم ، صلاح أحمد إبراهيم يتأبط غبار شارع الأربعين ويحتضن مرية وإزميل فدياس وروحه العبقرية ، يمسك بيديه على فكرة البرجوازية الصغيرة – مجموعة قصصية اشترك هو وعلي المك في تأليفها وترجما كذلك كتاب الأرض الآثمة لمؤلفه باتريل فان رنزبيرج - التي تنازع نحوه ، السودان كله اصطفاف لبياض الجلابيب والثياب والدمع وغائر الجراح ، يحلّق فوقهم كما ظلوا يحبّونه ، يردد لهم ما ردده الفيتوري حين سفر عبد الخالق محجوب إلى أقصى مدن الخلود في التاريخ القريب ( لا تحفروا لي قبراً … سأرقد في كل شبرٍ من الأرض … أرقد كالماء في جسد النيل … أرقد كالشمس فوق حقول بلادي … مثلي أنا ليس يسكن قبرا … )

وكانوا مثلك – يا علي المك – يشاهدونك تطل من خيوط الفانوس الخافت أمام دكان الحي صاخب المودة محتدم الحياة ، تتلوّن مثل نقاشٍ تزينه الضحكات من أقصى زوايا السياسة الحارقة ، إلى سور نادي المريخ العظيم وأنت تراهن معهم على فوزه الأكيد في مباراةٍ حسمها ( الأنطون ) – عرّاف يأتيه أهل الكرة لمعرفة حظوظ فرقهم وأحياناً لجلبها من العدم – لصالح الهلال لا تؤمن مثلي بأن النصر والهزيمة صنوان ، يجب أن يكون النصر أكبر أبناء تاريخ الخليقة وإلاّ فما معنى النضال ، الناس في بلادك يا علي المك نواميس الحياة ، يقهرون الموت بالنكتة ، ويطيلون الحياة بالموت ، ما أغرب الناس هنا ، تبدأ معهم الحياة بالموت ، إنهم الفلاسفة الجدد ، يتعجبون من فاره السيارات ويسيرون على ( خ 11 ) كما يسمّون الأقدام ، الناس في بلادك يا علي المك ، سليل القناعة التي تهزم للفقر قوانينه.

من ( الصعود إلى أسفل المدينة ، في قرية ، حمّى الدريس ، البرجوازية الصغيرة )* تدخل إلى حي الركابية ودار الرياضة فائضة الغبار والدافوري ، وألوان ثياب نفيسة وصويحباتها تشمل المكان ألوان الترام وضجيجه وعالمه الواسع ، يجلس كرومة وسرور – فناني أم درمان القديمة – وكل غناء الحقيبة الذي أسست لتقييمه واستدعاؤه في ذاكرة الفن الحديث ، يجلس عبد العزيز محمد داؤود تتقافز الألحان من عوده وتزهر النكات ، يجلس القمر في فناء بيتك يطالع أغنيات الخليل ، بينهم قهوة لم تكن جيدة ، وصحن فول ، ( لا بأس بالفول إن عزّ بوخُ الشواء ) وأنت … (ها أنت تاجٌ على هامة النيل ، لا يحتويك الغياب ولا يحتويك الرحيل ، تحتويك البلاد التي أوغلت في العويل) ، هل ترى الهنود الحمر يصطفون والزنج بحرارة إيقاعاتهم كلها يتدافعون ، أم درمان اليوم سيدة نساء الحزن ، تتشح بسواد الفقد ، ودفء أحيائها القاتل ، تتسرّب إلى صمت الحضور موسيقى فرقة الشرطة من حوشها الكبير ، بآلاتها النحاسية ، فكأنك وأنت تموت تذاكر تاريخ الموت جميعه ، تأتيك آداب المناحة ودق النحاس وطقوس الموت كلها وأحداث الموت الجديد الذي يفاجئ الحياة ، ويسكن في العيون الذاهلة ، كنت وأنت تحقق وتترجم آداب الهنود والزنج تستمتع بغبار دار الرياضة وتقطع شارع العرضة على أفراح انتصار المريخ أو على غلب هزيمته ، وأنت صاعداً من جبل الفوضى إلى همّ الوطن ، هكذا تخرج يا علي المك لندخل نحن عالمك الغاصُّ بالإبداع والضاجُّ بالحضور.

لا تفوته وهو يكتب من صغار التفاصيل فائتة و لا يقاطع موسيقى شوارعه نشاز ، يرويها بصوته عبر الإذاعة فيخلق أدباً جديداً لم تعتاده آذان المتحلقين حول (الروادي) ، كان صوته عمقاً لتفاصيل الأحداث حتى كأنك مشاركٌ فيها ، أثرى المكتبة السودانية والأفريقية بترجمات رائعة فتقابلت شاعرية سونغور برائحة البوتاس واستانزا سوناتا وحديث الجاز بجبال الأحراش السوداء وتقافزت عبره نمور ( الدندر ) ومحميات كينيا الطبيعية وحفّ جوانبها الحياء الأفريقي المختبئ خلف نقوش الجباه الغارقة في السواد والخصوبة ، وجاءت على آثار تجاربه السمعية تجارب ما زالت تحدث ضروباً من الاحتفاء بالأذن السودانية التي طالما احتفت بمشافهة آثارها ،كأن القلم يفسدها ، وأورقت محاولاته لتحقيق أدب غناء الحقيبة ، حديقةً للتمتع بأزهار أبو داؤود وخليل فرح وسرور ، وهاهي تجارب اليوم تقف – واعية وغير واعية – على أرضية الحقيبة الثابتة تحاور تواريخ ثقافتها وتستلهمها ، جاور في مجلسه بين صخب موسيقى الجاز والرقص المتحرر من عقدة المكان والزمان المحتفي بخصوصية الفرد في الجماعة وبين العزف على (الكبريتة) – علبة أعواد الثقاب الصغيرة - حين أغنيات ليل أم درمان الهادئ ، ويعدّ من أكثر المهتمين بعد ذلك بالتحقيق في التراث والترجمة وكانت منحة مؤسسة فولبرايت الأمريكية جعلته يمضي بجامعة نيو مكسيكو في البوكيركي زمناً طويلاً في ترجمة مختارات من أساطير وآداب الهنود الأمريكيين إلى اللغة العربية ، كان جيّد الذوق لأصناف الإنتاج الأدبي ، يقول الطيب صالح : ( إن عظمة كهذه تعود بالأساس إلى شعب السودان وعاصمته أم درمان التي نسج منها السودانيون الثوب الذي تمثّل في النقاء والتسامح والصدق والوفاء …) وتلّح موسيقى فرقة الشرطة على العبور عبر العيون مختلفة الدمع والشجن ، تقف ، تحلّق حولها الطيور تحتفي بالمساء لأنه يسكن جراح النهار ، والنهار جزء من أزمة الأحياء معطونة الشوارع برائحة الفقر والحاجة والليل جزؤها الآخر، الجسر يئن تحت ثقل أحزان عابريه من الخرطوم تدمي قلوبهم يخطون صوب الدار الذاهلة.

( ويح قلبي الما أنفكّ خافق … فارق أم درمان باكي شاهق … ما هو عارف قدمو المفارق … يا محط آمالي السلام .. )**ولكن يا علي المك أنت تخلد في ذاكرة الزنج والعرب وتخطو نحو دروب تراثهم العميق.

" هل يفتديك دعاء المريدين قد زاحموا بعضهم حول نعشك حين أصبح بهو المطار مصلّى – اعتاد السودان أن يستقبل عقول وأحوال مبدعيه الثقافية هكذا عبر صناديق المستشفيات الباردة ، كأن المطار بداية الحالة الثقافية ونهاية الأجساد – هل يحيط الضريح بما فيك من لهفٍ للحياة الجميلة ، هل تحيط المقابر بالنهر يركض منتعشاً ناشراًَ في فضاء البلاد الجريحة أشرعةً .. ناسجاً فوق كل الضفاف خميلة ، هل يحيط الضريح بما فيك من لهفٍ للحياة الجميلة ؟

هل يضيق الوطن على مبدعيه حد الغربة ثم يتسع لذاكرة أوجاعنا بعد ذلك أمام النعوش ، حين يعودون إليه تميّزهم ابتسامة الموت الغامضة ؟
أسامة معاوية الطيب
الشارقة 4/8/2002











· بعض إصدارات الأستاذ علي المك بجانب آثاره التي ترجمها عن أدب هنود أمريكا والأدب الأفريقي




** أغنية سودانية للراحل خليل فرح الذي حقق بروفيسور علي المك ديوانه.
أسامة معاوية الطيب
أسامة معاوية الطيب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف محمد الجمل الثلاثاء 20 يوليو 2010, 14:54

الاخ اسامة لك الف تحية وانت تتحفنا بكلماتك المنتقاة المسبوكة
الرائعة واسأل الله العلي القدير ان يرد غربتنا جميعا سالمين الي ديارنا اللهم امين
واصل يا حبيب ولك الاجر
محمد الجمل
محمد الجمل


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف عاطف عكود الأربعاء 21 يوليو 2010, 02:00

الغالى اسامه
يسلم فاهك .....ويسلم كتفك ......ويخضر ضراعك .... وتعدل كتف الغنا المميّل يارائع
ودام التواصل
عاطف عكود
عاطف عكود
عاطف عكود


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف أسامة معاوية الطيب الأربعاء 21 يوليو 2010, 14:46

mhmdaljamal كتب: الاخ اسامة لك الف تحية وانت تتحفنا بكلماتك المنتقاة المسبوكة
الرائعة واسأل الله العلي القدير ان يرد غربتنا جميعا سالمين الي ديارنا اللهم امين
واصل يا حبيب ولك الاجر
العزيز محمد
شكرا جيدا على المرور الجميل
وربنا يرد غربتنا ياخي ونتلاقى ونتونس في عضمنا دا
شكرا ياخي شكرا
أسامة معاوية الطيب
أسامة معاوية الطيب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف أسامة معاوية الطيب الأربعاء 21 يوليو 2010, 14:50

عاطف عكود كتب:الغالى اسامه
يسلم فاهك .....ويسلم كتفك ......ويخضر ضراعك .... وتعدل كتف الغنا المميّل يارائع
ودام التواصل
عاطف عكود
عكود ازيك ياخي ومشتاقين
زمان جدنا كان عندو حديث شريف (قاطعو من راسو ) بيقول : إذا زرعت أزرع في أرض قريرة
ياخي مشتاق للقرير ... مشتاق أكرر التجربة الوحيدة ... سافرت من كريمة للدبة بي بابور البحر
والغريبة بابور البحر ماكان عارفة شايلة أعز زول جواها ... ماهماها حالي الفيهو مادام نوّرا وضوّاها ... مع الاعتذار لشعرانا الجميلين ... ود الدابي وعبدالله محمد خير ... وربنا يرحم المسلمين
ياخي ازيك وسلامات
أسامة معاوية الطيب
أسامة معاوية الطيب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف أسامة معاوية الطيب الأربعاء 21 يوليو 2010, 14:51

المبدعون السودانيون والرحيل في الليل (5-6)


جاء ، والقرير – عاصمة أغاني الطنبور بشمال السودان – تعدّ عدتها لمواسم الشعر الخضراء ، عميقة الإلهام والشاعرية ، تنكفئ على النيل حتى تكاد تذوب فيه حدائق وأناشيد ، يتصوّف فيها الشاعر فترقص القصائد ، وتتصوّف القصائد فيرقص الوجود ، ويتصوّف الوجود فتردد الأشجار والأطيار وأمواه السواقي والضفاف وسوق الثلاثاء وعامراب المحطة والقوزين و ( الرتاين ميتة ما رنت طنابير ) و ( هناك بعيد بي غادي في آخر الديار .. راكوبة ضلّها أحرّ من حر النهار ) و ( الرايقة شتيلة قريرا .. الفجر نبحت بوابيرا ) وجبل البركل وآثار الكرو ، تردد جميعها :

في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق

حدقت بلا وجهٍ ورقـــــــــــــصت بلا ساق

وزحمت براياتي وطبولــــــــــــــي الآفاق

عشقي يفني عشقي وفنائــــــي استغراق

مملوكك لكني ............ سلطان العشّاق

جاء ، والسودان ورقةً بيضاء تستفز رؤوس الأقلام والأحلام ، لم تكن قد سمعت عن رؤوس الأموال ، والآن تتسامع بغسيلها ، تصنع من تنوعها الفريد وحدتها، على المستوى الأدنى لم تتنازعها الأهواء بعد ، ومن غماماتها الاستوائية واصفرار أقدام الصحارى الممتدة ، حبراً يكتب الشعر والفكر وجديد الوعود لخرطها جميعاً ، والقرير في ذات الوقت تتكئ على جنبها الأيسر ، تمسك غصناً صغيراً بيدها تخطط به على الأرض السمراء القريرة بضم القاف ، تحلم حيناً وتصخب حيناً آخر ، تماماً مثل السرة بنت عوض الكريم التي حقق سيرتها محمد الحسن سالم حمّيد في قصيدة رائعة ، متسامحة حد الضعف وقوية لدرجة الدمار ، تبتسم وهي تتذكر بوق الباخرة النيلية المميّز ، كان الأهالي يضبطون عليه ساعة الجامع الوحيدة ، تمرّ الباخرة والضفاف مشتولة بالناس ، أحدهم احضر سلال الفاكهة ليتكسب من سائحي النهر ، وآخر أستند على معوله يرصد المناظر في انتظار موقف يطيل به ألسنة السخرية اللاذعة ، وحبيبين آثرا لحظة الدهشة هذه دون كل ساعات الصمت في القرية المزروعة بعيون الفضول والترقب ، الباخرة تتهادى لتمضي غير بعيدة عن الشاطئ على ورقة حضورها بسماع أصوات الجنزير الضخم الذي يبدأ في إنزال ( السقالة ) على جانبها مواجه الضفة ، ويلوح جسدٌ نحيل سلبه الهجر والشعر اللحم وأسلمه لطارق وادي عبقر ، النخيل يبدو على الضفة الأخرى كعروس أنهكها الحياء وأرهقها ليل الغناء الطويل ، يلوح ثم يتسرب بين صياح البحارة – أرفع درجةً من الرواويس* - على الباخرة واستقبال الأهل لهم بكامل الجدة ، كأن الباخرة تزور ضفافهم لأول مرة رغماً عن انتظامها في المجيء ، يلوح وتتقافز أمامه القصائد والمواقف والأفكار ويبدو أثر الدفّيق –البلح الأخضر قبل مرحلة نضجه – على قميصه المتهالك ، يطبعه بلون لم تقرأ عنه أقواس قزح كلها ، يندسّ في غفلة انشغال الجميع بالجميع ، بين غرف الباخرة التي تذكره ببيوت الصعيد المضيئة ، وتتفتق شاعرية علي عبد القيوم وهو يمارس عادته هذه ، أكثر من واحد من أهل القرية يمارسها متوهماً أنه الوحيد الذي اكتشف مجاهل الباخرة القارة ، ولكن واحد فقط من تفتقت شاعريته عنها ، علي عبد القيوم، وكان الشاعر حسن الدابي حينها يرتادها مسافراً وقد بدأ يكمل مشروع قصيدته الكونية التي تنمو مع النخل وتكبر على تواريخ كوش وتسبح عبر تيارها الخاص الذي يحسده النيل وتتدفق على أحواض البرسيم وجنان المانجو والبرتقال.

حمل عبد القيوم هواجسه في صدره وقلمه وكثيف شَعره ، الحلاّق على أيامهم كان أكثر ثرثرةً من مقصاته ، وجاء للخرطوم ، وكمثل قبيلة الشعراء قلب صفحة " بسيماتك " ، تغنّى بها محمد وردي ، لكنه صمت عن إحساسه ولم يقل ما قاله عاطف خيري ( خسارة الزول تغنيلو .. وما يفهم معاني غناك .. خسارة الزول تناديه لا يسمع ولا يعرف شنو الجوّاك .. توسّد ريدك الواطة وما تلقى اليدفنو معاك ) ومضى ليصرخ في مسامات الشوارع البكر

أي المشارق لم نغازل شمسها

... ونميط عن زيف الغموض خمارها

أي المشانق لم نزلزل بالثبات وقارها

أي الأناشيد السماويات

لم نشدد لأعراس الجديد

بشاشةً أوتارها ؟

الشعر أكثر تطرفاً من ألوان الأدب الأخرى لأنه يحول لغة الشارع إلى لغة العقل والجمال بينما تسعي بقية الألوان – معها الشعر أيضاً – للضد ، وعلي عبد القيوم حين يمسك بالصورة التذكارية التي اعتادت المدارس أن توثق بها أعوامها الدراسية يتيمة الاستعداد ، يقارن بين الصبي يلبس – فقط – للمدرسة القميص مباهياً بجيوبه الفارغة ، ينتعل حذاء بلاستيك تدمي الأشواك كعبه ويضع يديه على صدره متزيناً بابتسامةٍ ساهمة للصورة ، وبين الحريق الذي يطال قلم وحلم شبابه الآن لأن الفكر يقود إلى مدارج الأسئلة الصعبة ( في آخر الليل الذي أسرى .. دلف الجنود بجثتين إلى الجبانة الكبرى .. الجثة الأولى .. جسدٌ نحيلٌ خلته جسدي فوجدته بلدي .. لا فرق يا مولاي بين النهر والمجرى .. والجثة الأخرى .. جسدٌ نحيلٌ خلته ولدي .. فوجدته جسدي .. لا فرق يا مولاي بين الموت والميلاد والمسرى ) كانت الصحافة معركة أخرى فمعاوية محمد نور الذي كان يمهر مقالاته الرائعة في النقد باسمه المستعار ( مطالع ) كان يخشى من نظرة المجتمع له ، أعاده خاله من بيروت الآداب ليدرس الطب بكلية غردون التذكارية ، جامعة الخرطوم اليوم ، حتى تفاخر الأسرة بابنها الحكيم ، يحكي العقاد أن محكمة مصرية أبطلت عقد قران لأن المحامي في مرافعته أثبت للمحكمة أن العريس محض صحفي شغله الشاغل التجسس على أخبار الناس بينما ابنة موكليه ذات حسب ونسب أصيلين ، إذن فقد رمى بورقة عدم كفاءة الصحفي الاجتماعية ، كانت المواجد في ذلك العهد بالغة الحريق ، وجاء بعد ذلك على عبد القيوم لينهك عقله في الصحافة ، يعيش تمرد الجيل المثقف وانتكاساته واحباطاته الكبيرة ، يحدث قلمه عن طارقٍ جديد في عام 1985 ولم يكن طارق 1964 قد وجد من يفتح له سوى اللصوص

أيها الطارق باب الدار ليلاً

جئت بالقمر وبالأمطار تهمي والبذار

فسلاماً لك في دارك أعياها البوار

وسلاماً لك تهدي للوطن بارق الوعد وسيف الانتصار

وسلاماً لك ترقى بالوطن من مدارٍ لمدارٍ لمدار

ولكن الوطن أشاح بوجهه وأذنيه عن كل الطرّاق واستسلم لنار قلبه ترعى هشيم الأماني وتلوك تواريخ انتصارات منهزمة ، وأي محنةٍ أعمق من موت نبوءات الشعراء حين يرحلون بليلٍ غائب القمر والحبيب ، كانت خيله** دائماً تصارع الحواجز والوطن غائرٌ في جراحه الغائرة ، يكتب ويكتب وتقرأه الفجائع وحدها ، مات عبد الرحيم أبو ذكرى في ليل موسكو مؤودة الصباح فماتت نبوءة عبد القيوم في غار حرائها المحفوف بالمباحث والطوارئ ، تلفّت فلم يجد قلماً ولا حلماً، تأخذه فجيعته بعيداً يقول في قصيدته لماذا جرى ما جرى ، يرثي أبو ذكرى

تعلم أن طيور الذرى يا صديقي

أضاءت بدمعات حسرتها كهف حزني

وكأني بها قد تمنّت لو أنك أخبرتها

لتهرع إليك ناشرةً تحت ظلِّك

مشهداً من الريش والثلج والأقحوان

وكأني بها قد تمنّت

لو أنك عاتبتها لترفع عنك

عناء الزمان وبؤس المكان

تكوّم في منتصف مقعده غير الوثير يرتجف ، وكان قد قضى حكم الإمام بإعدام المفكّر المهندس محمود محمد طه ، يردد مقولة فولتير( قد أخالفك الرأي ولكني على استعداد لكي أدفع حياتي ثمناً لتقول رأيك ) ولكن كانت نبوءاته تصطدم بميكافيلية ( المستشار ) لماذا يظن الطغاة وتشحب ألوانهم أن موت المناضل موت القضية ‍‍؟

كان علينا قبل أن نختار

أن نقطع البحار سابحين ، معصوبين

دون أن نساوم التيّار

ودون أن ينال من مضائنا السمك الجائع والإعصار

وهكذا نفذنا كالسهام ( يا لروعة الصدام والثبات والمقاومة )

إلى مضارب الشروق حيث الطفلة التي نعشقها معاً ولا تعرفنا

إن الشاعر في زمن الحرب الرديئة ، دنيئة الأسلحة ، يأتي أكثر جراحاً ، يحمل سيفاً وإرثاً صادقاً ويتوكأ على أمله نحو الغد ، مكافئه للإحباط رصيد أوردته وشرايينه المنهكة التي تشتهي عبور الدماء ، كان يتمنّى أن يحضر عام ألفين ليشهد تغيّر العالم ، مات قبله ، وجاء عام ألفين ، لم يتغيّر العالم ، أحرج فقط نظرية (الصفر والواحد) وذهب غير عابئ برصيد أصفاره لأنه بات يراها على كل الأرصدة.

في يومٍ ما … خرجت امرأة ما … تبحث عن رجلٍ ما … قالت للنهر : تخبئه عني ؟ ضحكت أنهار الدنيا : يا هذي الأنثى عودي للنبع … هنالك شاهدناه … وفارقناه.

يا علي عبد القيوم ، لا تعبأ بالموت لأن مثلك يحيا به ولا تنهك ذاكرتك بالنبوءات القديمة ، الوقت الآن وقت كتابة العمر قصيدةً جديدة

فأنهض فديتك مثل النهر في المجرى

وأشبع بلادك من أشعارها شعرا

لا فرق يا مولاي بين العاشقين الكاظمين الوجد والأسرى.
أسامة معاوية الطيب





* واحدهم ريّس وهو الذي يقود المراكب الصغيرة


** أصدر ديوان الخيل والحواجز
أسامة معاوية الطيب
أسامة معاوية الطيب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف عاطف عكود الأربعاء 21 يوليو 2010, 15:44

الحبيب الغالى اسامه
امدرمان ..... على المك ....... كرومه ....... على عبدالقيوم ........عبد الله الطيب....... ود الرضي ..........أبو صلاح .......المتنبي .......إس . تي . إليوت....... القرير ...عبدالله محمد خير ......ودالدابى .... ووووووووووووووووووو.......... ياخى والله والله والله دا كتير ........كتر الله خيرك
ودمت يامبدع
عاطف عكود
عاطف عكود
عاطف عكود


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف الرشيد شمس الدين عبدالله الأربعاء 21 يوليو 2010, 19:38

كنت قد وعدت بالعودة تعقيبا غلى مقالات حبيبنا أسامة معاوية بعد إكتمال الحلقة السادسة عن المبدعين فى بلادنا الحبيبة الذين رحلوا بأجسادهم وخلّفوا وراءهم أجمل الأثار على مسيرة الإبداع المتصلة ولكن ولأن الحديث ذو شجون أبت نفسى إلا المشاركة بعد الحلقة الخامسة فمعذرة إذا تسبب ذلك فى اىّ إرباك ..... وقد زادت الشجون لأن بعضا من رموز الإبداع هذه كان للواحد منا شرف التعرف أو المعايشة معها وهذا لعمرى شرف لا يدانيه شرف أن عاش الواحد منا بعضا من زمان المبدعين على عبد القيوم وبروف على المك ود. محمد عبدالحى , كما كان د. عبد اله الطيب مديرا للجامعة على عهدنا وكنا أنئذ حضورا لليالى الشعرية والثقافية للشاعر محمد الفيتورى والمرحوم المبدع الطيب صالح ولذلك فقد أوجدت تلك المعايشة او المعرفة قدرا من جميل الذكريات التى لايمكن أن تنسى ولذلك رأيت أشراككم في بعض منها والشكر موصول للمبدع اسامة معاوية أن جعل هذا ممكنا .....

أبدأ بالبروف على المك الرجل الإنسان البسيط الذى تمدد وصلا وإتصالا على السودان القارة كله بفقرائه قبل أغنيائه قبل أن يتمدد بقامته السامقة فى شبر من القبر فبكت عليه البواكى وماتزال ... يروى المبدع كمال الجزولى أنه وعلى المك قد لبيا مرة دعوة دكاكينية فى مكان ما من امدرمان فى ذلك الزمن الجميل المختطف وحين وصولهما وجدا فنانا شابا دعيا يغنى رائعة على المساح والتى تغنى بها عبد العزيز داؤود ورمضان زايد :-
غصن الرياض المايد ...... يالناحلنى هجرك إنت ناضر وزايد ..... جفيتنى ليه وأنا ليك رايد ....
وهذه من عيون غناء الحقيبة الأصيل وهى من صعوبتها يقاس بها مدى تمكّن الفنان فى الأداء ...كان ذلك المتفنن وهو يؤدى الأغنية يتصبب عرقا وتتشحط عروقه حتى لتكاد تخرج من جسمه وترتفع أنفاسه حتى لتوشك أن تنقطع وتكاد تطلع روحه الدعية ...إنتهى من الأغنية التجربة وألتفت صوب على المك لكأنه ينتظر كلمات الإطراء المجاملة ولكن على المك وكعادته لا يجامل فى الحق أبدا فقال للفنان :-
يا إبن العم نصيحة لله ارجوك ... الأغنية دى بالذات خليها ...( بتفقهك ) ..وأنا والله خايف عليك يوم بتطلع روحك عديل .....

أما د. عبد الله الطيب فقد عشنا زمانه ولكننا لا ندعى أننا عايشناه لأنه كان معايشا لعنترة العبسى والفرزدق والحطيئة وكنا نظنه جادا طوال الوقت – ربما لإستعماله الفصحى دوما – أو أنه يعيش فى برج عاجى ولكن ثبت لنا غير ذلك.... مرة كان فى النادى يلعب الشطرنج مع أحدهموبجواره على المك وأثتاء اللعب قبض عليه متلبسا وهو يغنى ( ياسمسم القضارف .... الزول صغير ماعارف ) ....أندهش أحد الضيوف لذلك ونادى على المك وسأله :- الزول البغنى دا ياهو د. عبد الله الطيب ؟
رد على المك :- ( إيييييييييييييك , إنت شفت حاجه ؟ ) .... ويكفى لإثبات إنسانية د. عبد الله الطيب تلك القصيدة العصماء التى نعى فيها الشهيد محمود محمد طه كأجمل مايكون الرثاء .....
مرة حاول أحدهم إختبار د. عبد الله الطيب فإخترع من رأسه كلمة غريبة وسأله : يا بروف مامعنى هذه الكلمة ؟؟؟؟؟؟
رد علية دكتور عبد الله الطيب ودون تردد :- هذا هو إسم الذئب الذى أكل سيدنا يوسف .... قال الرجل بإندهاش :- ( ولكن سيدنا يوسف لم يأكله الذئب !!!!!!! ) عنده قال له الدكتور :-
( إذن هذا هو إسم الذئب الذى لم يأكل سيدنا يوسف ) ....
عندها أدرك صاحبنا أن هذا الرجل بحر بلا ساحل...

عشنا كذلك وأستمتعنا بشاعرية الشاعر الفحل محمد الفيتورى – أطال الله فى عمره - وهو يحكى عن أستشهاد عبد الخالق محجوب على يد جعفر نميرى وزبانيته من نفس القصيدة التى ذكرها حبيبنا أسامة معاوية :-
قتلونى , وأنكرنى قاتلى , وهو يلتف بردان فى كفنى ... وأنا من سوى رجل خارج الزمن ؟؟؟؟؟؟؟؟ كلما زيّفوا بطلا قلت قلبى على وطنى .....

عشنا وعايشنا الشاعرد. محمد عبد الحى وهو يحاضر نهارا ويعطر أمسيات الجامعة بجميل أشعاره قرب مقهى النشاط والذى إكتسى ثوب الكسل الان ...وعايشناه وهو يصاب بالشلل ولكنه يأبى إلا أن يواصل رسالته دون مساعدة رغم صادق المعاناة والتى ولدت فيه إعصارا من الشعر الشفيف حتى أتى يوم شكره فبكت عليه البواكى ......

أما الشاعر المجيد على عبد القيوم فقد رحل فى عز شبابه ...ألما وأغترابا لأنه ماعرف كيف يساوم ومثله لا يعرف المساومة فى المبدأ ولا المنتهى وماأنكسر لحظة أمام الطغاة الصغار الذين قال فيهم الفيتورى :-

لماذا يظن الطغاة الصغار , وتشحب ألوانهم , أن موت المناضل موت القضية ؟؟؟ أعلم سر إحتكام الطغاة إلى البندقية .....
لأخائفا , إن روحى مئذنة للغضب ...كل طاغية صنم , دمية من خشب ....وتبسمت كل الطغاة دمى ...
ربما حسب الصنم , الدمية, وهو يوزّع أوسمة الموت على صدور الرجال , أنه بطل لا يزال ....
وخطوات على القيد لا تحفروا قبرى ..سأصعد مشنقتى وأغلق نافذة الدهر خلفى ...وأعلقها فوق نافذة الشرق ...
فوق حوائط تاريخه المائلة ... سأبذر قمحى للطير والسابلة ....

ولذلك ولغيره كثير , كان على عبد القيوم قاطعا كالسيف لا يعرف التردد فى المواقف ولا أنصاف الحلول وكان يكره النفاق ..... أنظر كلماته العذبة, السكين :-

كانت ولم تزل منافقة .... يختال مثلها الطاؤوس , لكنها تختال بين الرفض والموافقة و
لذا كرهتها .. كرهتها كما أحببتها إلى الأبد ... ياقدرتى على الصمود , يا تماسكى : مدد ... مدد .... مدد .

كانت هذه بعض زكريات هيجتها إبداعات أسامة معاوية لمبدعين من بلادى من الذين :-
إحتقروا الموت فعاشوا أبدا والذين أنحصدوا فى ساحة المجد فزدنا عددا ....

ولقد كان شرفا عظيما أن عشنا فى زمانهم رغم أن ذلك يعنى إعترافا ضمنيا بأننا قد بلغنا من الكبر عتيا.... ( الله يقطع الكبر وسنينو ...) .. ولكن ولكى تكتمل هذه الحلقات ارجو من حبيبنا عبدوس أن يواصل لنا الكتابة عن المبدعين الذين عايشهم ...معاوية محمد نور, التيجانى يوسف بشير وربما تشيكوف والشكر أولا وأخيرا لك حبيبنا أسامة معاوية وأنت تفتح مسام الذاكرة لهذه الذكريات مع بعض مبدعى بلادنا الخالدين أبدا .....

الرشيد شمس الدين
الرشيد شمس الدين عبدالله
الرشيد شمس الدين عبدالله


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف عبد الرحمن الزين2 الخميس 22 يوليو 2010, 03:27

لله دركما.................
والله ابداع لا بنقدر نجاريهو ولا بنكضب...
لسه يا دوبك نقراهو كلمة... كلمة .. وبي رواقه عشان ما يلقي الواحد نفسو في اخر الصفحه.....الذ حاجه انك تطبع كم ورقه وترقد علي قفاك وتستمتع...
رشدي..انته كلما تجيب سيرة العمر شايفك بتتذكرني عسي الناس ديل يقومو يفتكرو اني اكبر منك ودي تبقي مصيبه..كويسه انك ماقلته اني عايشته علي الجارم...
خلدي...صحي الغيبه طالت لكن وحاتك الشديد القوي...
التحيه لكم جميعا عبر هذا الابداع...ونرفع القبعه احتراما واجلالا لسيد البوست..
عبدوس الشهير بعبدرحمان يا سيدي
عبد الرحمن الزين2
عبد الرحمن الزين2


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف خالد عبدالحميد الخميس 22 يوليو 2010, 21:56

عبد الرحمن الزين كتب:لله دركما.................
والله ابداع لا بنقدر نجاريهو ولا بنكضب...
لسه يا دوبك نقراهو كلمة...

صدقت عبدوس
كلمة كلمة وسطر سطر ومرّة تغلبنى القراية
وليس بعد القول قول
ويانا قاعديـــــــــــــــــــــــن
خالد عبدالحميد
خالد عبدالحميد


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف أسامة معاوية الطيب الجمعة 23 يوليو 2010, 15:39

المبدعون السودانيون والرحيل في الليل (6-6)


كان فارساً أعزل كما يسمي ديوانه الثاني ، وهو يغوص في عقدة المكان ، ويقول باحتضار أم درمان في ديوانه الأول ( أم درمان تحتضر ) هاجسه العميق بالعزلة النفسية أسلمه لهذا الرهق المميت ، وغربته الذاتية أنكرت عليه الانتماء وأملت عليه محاولات الخروج من الجلد هذه :

لا أحبّ بلاداً لا ظلال لها يظلّها النيم والهجليج والعشر

………………… ………………….

سألتك الله ربّ العرش في حرقٍ إني ابتأست وإني مسنيّ الضرر

هل تبلغني حقول الرون ناجيةً تطوي الفضاء ولا يلقى لها أثر

قرب الجبال الألب دسكرةً قد خصها الريف ، لا همٌّ ولا كدر

تلقاك مونيك في أفيائها عرضاً غضّ الإهاب ووجهٌ ناعمٌ نضر

يقارن شارعاً بشارع ، وشجرةً بشجرة ، وتقاطيع مونيك حيال خضرة نساء أم درمان ، إذن فقد آثر أن يخاطب الجسد لا أن يسكن ضفاف الروح ، ولعله كان يرفض فيها الرمز لأنه يمور بنزاعٍ عنيف ، ويتعلق بنواصي الشكل في مدينة يسكنها الجوهر ، وهو النافذ نفسياً إلى الأنا الجماعية التي تخلق الفرد وتستحيل معه إلى مجتمع ، قد تهون الأرض إلا موضعا ، وهذا الموضع بأي حالٍ من الأحوال ليس مكاناً تتناطح فيه غابات الأسمنت الشاهقة ، وتلمع أبوابه الزجاجية ضاربة الزرقة وكأنها تغتسل رأس كل دهشةٍ بفائض البياض ، وتبالغ أسماك بحيرته الملونة في نقوش الأجنحة التي تخجل قسوة الزعانف ، ولكنه نسيجٌ من انفعال الماضي المحمّل بإرثٍ معرفي وأخلاقي شديد الالتزام مع تمرد حاضرٍ ينزع للتمسك والتجديد ، وعلى كلٍ كان محمد الواثق مصطفى هو الذي يحتضر – نفسياً أيضاً – ويرفض ذاته ، ويستريح لمقولة طلقها فإن النساء كثير ، ويغفل عامداً عن أن يفهم أن كل النساء باختلاف مقاطعها وتقطيعاتها ، وعلى كثير الوسامة أو بالغ الدمامة ، يختصرن حياتهن في نظرة من يهوى ، كيف كان هواه ، والهوى روح ، لأن الإنسان دائماً ما يصغر درجة الفناء ويكبر حد الخلود ، أمام عينيّ أمه – لم يشكو أحد من قبح أمه حيال جارته الحسناء لأن لكلٍ مقامها ، اللهم إلا الحُطيئة والذي كان يعيش عقدةً نفسية أودعته سجون ظنونه وسجن أمير المؤمنين – ويتشظىّ ألف قصيدةٍ وجرح قبالة حبيبته ، وينشقّ حجر قلبه منابع وعيون لأجل طفلته ، التي أسالت دموع الفاروق ، يحفر لها قبرها بيده لؤدها وهي تمسح الغبار عن لحيته ، ويجب أن يعلم محمد الواثق أن الرجوع إلى أم درمان لم يكن مجرد جنوح إلى المباني ولكنه نزوعٌ حاد للمعاني التي تمثّل الفهم الواعي للغربة والحضور ، وهنا تختلف الصورة ويشتطّ التناقض ، فقد كان لا منتمياً من صنع انبهاره الأجوف ، منتمياً صريحاً تقتله ذاته آلاف المرات وهو يكابدها عنداً وقهرا ، وهو الذي درس بمدرسة وادي سيدنا الثانوية بقلب أم درمان ، يخلع عنه ذاكرته ليتشح بصدارة الغرب التي تنهك أضلاعه وتخترق حصونه ، يأبى قميص يوسف على عيون ذاكرته موقوفة النظر ، تخضرّ أم درمان في أرضه اليباب ، وتكابر تلال هروبه الكبير وهي تموت عطشاً من أن تستجدي غمام روحها وتلفظ بيت المتنبي ( أين أزمعت يا هذا الهمام نحن نبت الربى وأنت الغمام )وتستعير ما تبقى من تداعي نفسٍ تتمزق

يا صوت دعني فما أم درمان منزلتي لولا الأواصر من عمٍ ومن خال

مالي إذا الوخز أدماها ومزّقها لا الجلد جلدي ولا السربال سربالي

الكون كله ، فكراً وأدباً ، روحاً ومعنى ، هو خلاصة تحاور الذات مع الآخر ، كيف كان ومتى كان ، وتظلّ الذاكرة تحتشد بصور الآخر النقية ، تغربل الأحداث لتخلق في قالبها حلماً ترعاه مع الأيام ، وتختزن الفجيعة قبل بارق الوعد ليقوى مع عودها الإيمان الكامل بالطريق السالكة ، لذا فإن محمد الواثق ما استطاع أن يقرر احتضار أم درمان إلا بعد أن غيّب عقله ( وخلت في سكرتي أم درمان تحتضر ) وابن عربي يقول كل سكرٍ يكون عن شرب لا يعوّل عليه.

أم درمان حاضرة وعيينا الحديث ، لا تنهض بمبانيها قدر نهوضها بمعانينا ، تدخلها على تعرجات شوارعها ، تفضي بك إلى أواسط المنازل في أحيائها القديمة ، منازل تتصاعد على تلالها ترقى إليها بالدرج ، وأخريات يغرقها كوب الماء ينزلق على جدرانها المستغيثة من الظمأ والشمس ، ولكنها تصير منزلاً واحداً حين يشرع الخريف في تسميع أحاديث موسمه المطير ، يفضي بمائه لخور أبو عنجة ، يلبس ثوباً من العشب الأخضر ويدندن مع الشاعر مصطفى سند

لو زندها احتمل الندى

لكسوت زندك ما يشاء

ثوباً من العشب الطري

وإبرتين من العبير

وخيط ماء

لم تكن أم درمان مدينة مصنوعة كما صوّر البعض ولكنها مدينة من روح ، لأن كل الذين يكتبونها اليوم هم أهلها ، شأنهم شأن بوابة عبد القيوم وبيت الخليفة وبيت المال وسوق الجلود وأغاني الحقيبة ، وجدران أحيائها القديمة ميتة الطين من ندرة المطر ، وكورنيشها البكر ، يستمتع زائروه بالاستحمام على شاطئه المنهك ويمدّون ألسنة حالهم على اللافتة التي تمنع الاستحمام ، لا ترفض التحديث ولكنها لا تحتاج لشد وجهها المعافى بشباب فنونها وفتون معانيها.

كل المدن السودانية ميّزت نفسها بخصائص نادرة ، تسهم في خلق الهوية الكلية ، وسمّى السودانيون مدنهم بأنفاسها ، وتعارفوا على أوصافها المتسللة من وجوه ساكنيها ، فكانت عطبرة عاصمة الحديد والنار ، منجم ثوراتهم التاريخية ، تلهم السودان النضال والجسارة وتمنحه دلالةً جديدة من دلالات الصمود والإباء ، يرزح أهلها تحت رزيم قطاراتها ، تشقّ نهاراتهم ولياليهم شحيحة الكهرباء ، يخفون خلف ابتساماتهم الناصعة قطاراً آخر يرزم بداخلهم وهم يتجولون بدراجاتهم في أنحائها ، يزحمون الشوارع بأبواقها ، وتظلّ أنفاسها الحرّى عطراً يضوع في أردان القصيدة ، وحجراً يشق رؤوس الأحقاد والإحن ، وكانت كسلا ملهماً جمالياً يختصر كل السودان في حديقةٍ وقصيدةٍ ونهرٍ جامح ، وتنام مدينة نيالا على واديها مخضّر الحدائق ، تصهل خيول الأهلين على ضفافها وتشرق على الحقول شموس المانجو والبرتقال والجوافة ، ويكتب جبل مرة بأشجاره الباسقة وعيون مياهه بالغة الرقة والنقاء ، تكاد تعبرها النظرة إلى باطن الأرض الصخرية ، تنبت كل يوم أشجارها وشلالات ساورا الفضية ونجومها التي تلمع على كتف صنوبر مزهوٌّ بعالمه الفاتن ، يكتب روايةً تبهر نقّاد المواسم وأدباء الفصول ، وتقف مروي لتعزف أوتاراً أخرى ، النيل يصفق معها ، والطيور ، والنخل ، تلبس ثوب خضرتها وترفضُّ جدلة عرسٍ في الأيادي ، كانت الهجرات المتصلة والمتلاحقة لأهلها تصقل عود فهمهم للغربة فيبكون ويتجلدون ، ويكتبون بين الحالتين ، دماء القوافي ، فترهف آذان العالمين تسمعهم ( كلما تباعد بينّا عوارض كلما هواك يا طيبة مكني .. تلد الغربة القرب الواحد وبيكي أسمي الشوق وأكنّي ) وكل هذه المدن تقف فاتحةً صدرها وأذرع انتمائها تغني مع صلاح أحمد إبراهيم

في الزنقة نحن وقفنا كالأوتاد

في الصفّ الأول زجّونا في وجه الموت

وزحفنا كالحيّات يمزقنا شوك الأسلاك

نستقبل ألسنة النيران

ويظللنا لهبٌ ودخان

وتحتفي مع محمد المهدي مجذوب بسيرة العرس السوداني ، تسير من المنازل إلى النيل لا لترمي بين أقدام ماضيه ، عروس النيل التي كانت تحيا في خواطره كما تموت الأحلام ، ولكن ليقطعوا سعف النخيل يباركون به العروسين بين الخضرة والماء و ما يكفيهما من فائض الحسن ، يلوّنها الماء والزرع فتبدو الابتسامة أقرب ما تكون لخيوط وأنسجة ثيابهم تنام وتصحو قبلهم لتبارك الوجود

البنيّات في ضرام الدلاليك تستّرن فتنةً وانبهارا

من عيون تلفّت الكحل فيهن وأصغى ثم طارا

نحن جئنا إليك يا أمها الليلة بالزين والعديل المنقّى

نحن جئنا حاملين جريد النخل فألاً على اخضرارٍ ورزقا

موكب من مواكب الفرح عصراً في شاطئ النيل سارا

والعبير الحنون هلّل في صدري طيفاً مواصلاً واعتذارا

ومحمد المهدي مجذوب صاحب نار المجاذيب ، والشرافة والهجرة ، أوقف قلمه ، كاميرا تصوّر حالات السودان كلها ، فجاءت السيرة ، وبائعة الكسرة ، والجرو ، وغمائم الطلح ، يصف فيها الحفرة التي تجلس عليها النساء يتشربن دخان الطلح في مساماتهن فتنضح صفرةً جميلة ، ويفحن كالورود عطراً وندى ، وله كذلك القصيدة الرائعة والكبيرة التي اختزلت كل طقوس وعالم المولد في أبياتها

ليلة المولد يا سرّ الليالي

والجمال

وربيعاً فتن الأنفس بالسحر الحلال

وطني المسلم في ظلّك مشبوب الخيال

طاف بالصاري الذي أثمر عنقود سنى

كالثريا

ونضا عن فتنةِ الحسن الحجابا

ومضى يخرجه زيّاً فزيّا

بمثل ما اعتاد المبدعون السودانيون ، الرحيل ليلاً ، تاركين على نوافذنا أقمارهم ومناديلهم وأجنحة منتجهم الأدبي الأخضر وبقايا ابتساماتٍ تحلّق في ليل العبوس ، تظلّ أم درمان قبلة الأدب السوداني ، تفتح أذرعها وأبوابها وشوارعها في أوجه الباحثين عن إجاباتٍ لأسئلتهم المتناثرة ، ووسائد تتكئ عليها الرؤوس المجهدة بسهر الفكرة وانشغال النشيد ، وبمثل ما لوّنت صحائف الوجود بمدادها الأثير ، تظلّ ولزمانٍ طويلٍ قادم ، تملأ الدنيا وتشغل الناس.

أسامة معاوية الطيب
الشارقة 24/8/02
أسامة معاوية الطيب
أسامة معاوية الطيب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف خالد عبدالحميد الثلاثاء 27 يوليو 2010, 04:52

..........................................
.................................................
السطرين الفوق ديل صفقة وقومة لهذه الدراسة العميقة لمسيرة الثقافة بمعناها الأشمل
فى وطن جريح على مدى النصف قرن الفات
شكرا عميقا اسامة وانت تأتى هاهنا لتشركنا فى هذا الفرح ،نحنا ككل اعتقد بنشكل جزء من شريحة المتلقى السودانى فى معناهو الوسيط لكل الوان الفنون من شعر وقصة
والسؤال الاهم فى تقديرى
يا اسامة انت لما نشرت هذه المقالات او حين سمع بها من بيدهم الربط والحل (ان كان هناك بعضهم) هل من مستجيب؟؟؟
هل ثارت اشجان ايهم فغير اسم شوارع فى اى مكان وسماها باى من الاعلام المذكورين؟؟؟؟
هل قامت وزارة التربية والتعليم او ما تبقى من ناس المناهج الدراسية فمنحوا تاريخ المبدع السودانى عيناً فاحصة او اعاروا اذنا صاغية؟؟؟
((تخريمة هنا لازمة:: قامت ضجة فى مصر ايام دراستنا اثارها بعض من يرى انو مصطفى سعيد -بطل موسم الهجرة- وصاحبه الطيب صالح انما هم الفسوق بعينه(ليس موضوعنا هذا الهوس!!)
ليه الزعل طيب؟؟؟ قالوا انو لا يصح تدريس هكذا أدب لطلبة اللغة الانجليزية السنة التالتة فى احدى الجامعات!!!!!))
انتهت التخريمة والشاهد فى انو الرواية وهى مترجمة كانت مادة تُدرّس ))

اعجب كيف لم يعقدوا جلسات لمناقشة ما كتبت ،،،ام بعدت عليه الشقة ؟؟؟
ام قرأوا المكتوب واحجموا دهشة واحتراما (كما احجم رواد منتدانا هذا؟؟؟؟)
ام تقيلة الشيلة ،،،ولا يميز اصحاب الراى بين الادب المكتوب لغرض الكتابة والاضافة الادبية،،،، والادب القضية كالمقالات اعلاه؟؟؟؟ تنكأ جراحا وتزلزل أمة
ام على قلوبٍ أقفالها وأموالها
قفلة،،،
قد أسمعت إن ناديت حيّا *** لكن لا حياة لمن تناد
إن تنفخ فى النار إستنارت *** لكنك تنفخ فى رماد
يارؤوس الأدب فى البلد ،،،ان قريتو الكلام ده فبالله عليكم اعملوا حاجة لاجل من رحلوا ليلا من مبدعينا اولا
وثانيا،،،،، اما ثالتا فمن اجل اجيال قادمة وعاشرا عشان ماتكونوا السجم والرماد كما قال الشاعر القديم

قال محجوب شريف احد أعظم مبدعى الزمن ده عن بكرة

نحنا شعب اسطي
يلا جيبو مونا
نبني ..نبني..نبني
مسرحا ...ونادي
مصنعا وبوستة
حرب لالالا
كبري استبالة
صالة للثقافة
تسرح الغزالة
جنبها ...الزرافة
رك قمري طار
قيرة ..قيرة..قيرة
نطط الصغار
صفق الترولي
طمن القطار

انظر للنادى والمسرح اما صالة الثقافة،،، ده ما كلام اسامة ذاتو
لك الف قومة يا اسامة يا معاوية يا طيب ،،،
وتعظيم سلام
خالد عبدالحميد
خالد عبدالحميد


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف ود كرار الأربعاء 28 يوليو 2010, 15:26

ياجماعه انا الظاهر فاتنى الكتير, وبحاول استرجع كل ماكتب الاخ المبدع اسامه (مبدع دى شويه عليه) المهم استوقفنى هذا الوصف المذهل ( في آخر الليل الذي أسرى .. دلف الجنود بجثتين إلى الجبانة الكبرى .. الجثة الأولى .. جسدٌ نحيلٌ خلته جسدي فوجدته بلدي .. لا فرق يا مولاي بين النهر والمجرى .. والجثة الأخرى .. جسدٌ نحيلٌ خلته ولدي .. فوجدته جسدي .. لا فرق يا مولاي بين الموت والميلاد والمسرى ) قمه فى الابداع.

سؤال او مشروع بحث لاخونا أسامه...ياخى احنا عندنا افضل الكتاب وافضل الاطباء وافضل المهندسين وافضل الكباتن...ليه ارفف مكتباتنا فاضيه وده لووحدت مكتبات من اصله, وبس نرتحل شمالاً للعزيزه مصر نجد المكتبات ذى باصات التحرير ملىء لحد التدفق من الخبيث والطيب والجيد والضعيف؟؟؟؟؟؟
المشكله فى دور النشر ولا شحت المكتوب وله الرقابه (ما ظنيت الرقابه اكتر من مصر)..

المهم كلماتى دى كان ممكن تصاغ بطريقه افضل بس لو استنيت ونمغتها ما أظن حتشوف النور مره تانيه والسؤال المالاقى ليه اجابه ده ومحيرنى من سنين ما حالقه ناس افضل منكم لكى اطرحه...

ود كرار
ود كرار
ود كرار


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف أسامة معاوية الطيب الخميس 29 يوليو 2010, 15:23

ود كرار ازيك وسلامات
شكرا على المدح الخرافي دا ... وكتر خيرك يا حبيب
تعرف انا بدخل اختلاسا للمنتدى ... وأسع بس جيت اقول ليك الوصف المذهل دا جزء من قصيدة للشاعر علي عبدالقيوم ، تجدها في ديوانه الخيل والحواجز ... أرجو ألا يكون قد تبادر لذهنك إنه لي ... عشان ما أكون عصرت على الشاعر الراحل الجميل
وبجيك برواقة للإجابة على تساؤلك الكبير دا
أسامة معاوية الطيب
أسامة معاوية الطيب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف ود كرار الخميس 29 يوليو 2010, 20:12

ياحبيبنا أسامه..

كلك ابداع منقولك وانتاجك, وبقرائتنا لكل المبدعيين الذكرتهم بالاضافه لشخصك الكريم, نتشرف بالانتماء لهذا الوطن الشامخ برغم محاولات البعض لتركيعه.

ياود الاستاذ سلامات والله على نياتك ياحبيب, منو الفاضى من الجماعه اياهم عشان يقراء جنس الكلام القيم ده, قلت ليه اسمو واحد من العظماء ديل على اسم شارع, وطيب اساميهم يودوها وين ناس يرملون وساهرون ومشدوهون وهلم جر..ياخى ما تخلينا ساكتين وماتقلب علينا المواجع.

فى الانتظار يابو الطيب.
ود كرار
ود كرار


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف خالد عبدالحميد الجمعة 30 يوليو 2010, 11:11


ود كرار كتب:
...ليه ارفف مكتباتنا فاضيه وده لووحدت مكتبات من اصله, وبس نرتحل شمالاً للعزيزه مصر نجد المكتبات ذى باصات التحرير ملىء لحد التدفق من الخبيث والطيب والجيد والضعيف؟؟؟؟؟؟
المشكله فى دور النشر ولا شحت المكتوب وله الرقابه (ما ظنيت الرقابه اكتر من مصر)..

المهم كلماتى دى كان ممكن تصاغ بطريقه افضل بس لو استنيت ونمغتها ما أظن حتشوف النور مره تانيه والسؤال المالاقى ليه اجابه ده ومحيرنى من سنين ما حالقه ناس افضل منكم لكى اطرحه...

ود كرار



أمجد،،، تساؤل عظيم ،،، وهاك كلام اسامة من الحلقة 2 وتأمل فى الاختصار البليغ لاشكالية الأدب
الأدراج والأهواء


أسامة معاوية الطيب كتب:



ربما لأن الخرطوم استسلمت للثلاثية التي تستكتب القاهرة وتستطبع بيروت وتستقرئها لم يعرف العالم أن بها أدباً راقياً ، وأن الطيب صالح الذي ملأ الدنيا وشغل الناس هو بعضٌ من دنانها ، وأن العقاد حين كان يستكثر أمارة الشعر على شوقي كان يريدها للتجاني ولكن ... واليوم وبعد أن رحل عبد الرحيم أبو ذكرى وحيداً في ليل موسكو شاهق الطوابق صدر له ديوان الرحيل في الليل ، وما زالت آثاره قعيدة أدراجٍ وأزمانٍ يغدقان حولها النسيان ونخشى أن تخرج غدا في ثوبٍ غير ثوبها وهذه إشكالية الأدب رهين المحبسين ( الأدراج ، والأهواء)

أسامة معاوية الطيب[/b][/justify]

أو لعل السؤال ازداد تشعباً؟؟؟!
تخريمة
هذه السلسلة اعجاز.. لكن فى تقديرى الشخصى الحلقة 3/6 ،،،هى ذروة سنام الابداع وتحتاج تكتب بحروف من ذهب ،،لو كنا نعيش فى فى سوق عكاظ ،،،لظننت انهم معلقيها
وتستمر القراية
خالد عبدالحميد
خالد عبدالحميد


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف عاطف عكود الإثنين 02 أغسطس 2010, 20:08

عاطف عكود كتب:الحبيب الغالى اسامه
لن اقطع علينا و عليك حبل ابداعك ولنا عوده باذن الواحد الاحد بعد ال 6|6 وان كانت من البدايه 6 على 6
ودام تواصل الابداع
عاطف عكود

الغالى اسامه كان هناك وعد منى بالعوده واحتمال التعقيب كمان !!!!
لكن اقول ليك وبكامل قواى الادبيه انا نطيت عدييييييل كدى من وعدى فليس لى الا الاندهاش يا مبدع فانى مازلت لم ابرح مكانى وحايم بين 1\6 الى 6\6 (وامشى واجيها راجع ) (وابداء تانى من اول سطر )
وشوف ليك اى جد من جدودنا زمان كان عندو حديث شريف (قاطعو من راسو ) فانا لها .... ودمت يارايع
ودام التواصل
عاطف عكود
عاطف عكود
عاطف عكود


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف أسامة معاوية الطيب الخميس 05 أغسطس 2010, 17:16

دا رابط أغنية
غنوة
ألحان عبدالعظيم منصور
وكلماتي
لامن تسمعوها نجي نحكي
http://www.tawtheeg.com/vb/showthread.php?t=13666
أسامة معاوية الطيب
أسامة معاوية الطيب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين - صفحة 9 Empty رد: مـــدن ... ومـــدن ... كتابة للحنين

مُساهمة من طرف خالد عبدالحميد الجمعة 06 أغسطس 2010, 10:21


مبــــالغة
أضرب أسامة فى عبدالعظيم منصور
أطرح كتير من الكشى مشى المتوفر حاليا
أضف احساس فنانين ورُقى قاصد يرتفع بالمتلقى
اقسم كل ده ،،،علينا نحن
الناتج ،،محاولة صادقة وجرئية لرفع كتف الغنا الميّل
تقول غنوة
وحبيبتى مقاطع من نوّار
مكتوبة فى دفتـــر أمطار
مغسولة سماحة وحنّية
برهافة شجن الاوتـــــار
يا أيدها وكت تكتُب مرّة
فوق ايدى نداوة الاشعار
وبيناتنا الدنيا تجى وتمشى
دايبين فى نشوة مســدار
نتمشى فى شارع لهفتنا
************
كلام يحتاج حكى
ففى اول الغنوة ابداع عن النجماية،،،تلك التى تقالد نجماية
وعن شارع مصلاية
وارجع لى بى مهل
لعبارة (( دفتر أمطار))
ما قلت ليك مبالغة او هكذا بديت المداخلة دى ،،،،لامن نسمع مرتين تلاتة تانى
خالد عبدالحميد
خالد عبدالحميد


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 9 من اصل 13 الصفحة السابقة  1, 2, 3 ... 8, 9, 10, 11, 12, 13  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى