دار الأسرة البحرية السودانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ابراهيم خير وكلام فى كلام

+15
سوسن مدثر-كومكو
عبدالرحمن محجوب يوسف
osman abdel rahman
Admin
عبد الرحمن الزين2
راشد
ود كرار
عاطف عكود
محمد الجمل
احمد محمد احمد
الرشيد شمس الدين عبدالله
خالد عبدالحميد
مبارك عمر عصملى (كركب)
الاء
ود فـــــراج
19 مشترك

صفحة 28 من اصل 31 الصفحة السابقة  1 ... 15 ... 27, 28, 29, 30, 31  الصفحة التالية

اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty تعديل ملاحي "غير مسبوق" بسبب سرعة تحرك القطب الشمالي .

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الأحد 24 فبراير 2019, 01:59

تعديل ملاحي

قال علماء إن التحرك السريع في القطب المغناطيسي الشمالي للأرض، يدفع الباحثين لنشر تحديث مبكر لم يسبق له مثيل لهذا النموذج، الذي يساعد في حركة ملاحة السفن والطائرات والغواصات بمنطقة القطب الشمالي.

وتدل مؤشرات البوصلات إلى القطب الشمالي المغناطيسي، وهي نقطة زحفت بشكل غير متوقع من ساحل شمال كندا قبل قرن من الزمان إلى منتصف المحيط المتجمد الشمالي باتجاه روسيا، وفقا لرويترز.

وقال الباحث سياران بيجان، من معهد المسح الجيولوجي البريطاني في مدينة ادنبرة لرويترز، أول أمس الجمعة، "إنه (القطب المغناطيسي) يتحرك بنحو 50 كيلومترا في العام، ولم يتحرك كثيرا في الفترة بين عامي 1900 و1980 لكنه تسارع حقا في الأعوام الأربعين الماضية".

وأوضح أن التحديث المقبل "للنموذج المغناطيسي العالمي" الذي ينشر كل 5 أعوام مقرر في عام 2020، لكن الجيش الأمريكي طلب تحديثا مبكرا، ويدير المعهد ذلك النموذج بالتعاون مع الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي.

وذكر بيجان أن تحرك القطب المغناطيسي يؤثر على الملاحة خاصة في المحيط القطبي شمالي كندا، ويستخدم حلف شمال الأطلسي، والجيشان الأمريكي والبريطاني ذلك المجال إضافة إلى الهيئات الملاحية المدنية.

ويقول العلماء إن سرعة تحرك القطب المغناطيسي ناجمة عن تغييرات غير متوقعة في كتلة الحديد المنصهر بباطن الأرض.

وقال أرنو شوليا، الباحث في جامعة كولورادو في تصريح لدورية نيتشر العلمية: "تحرك القطب (المغناطيسي) بوتيرة أسرع يجعل المنطقة أكثر عرضة لأخطاء كبيرة (في الملاحة)".

سبوتنيك
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty صراع الأبالسة... والهبوط الدامي!

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الأربعاء 06 مارس 2019, 00:35

صراع الأبالسة... والهبوط الدامي!

تنويه قبل قراءة هذا المقال، أقول مقال مجازاً، ذلك لأنه (معلوماتي) أقرب للتقرير الإخباري. أي أنه مبنيٌ على معلومات ليس لنا فيها يدٌ سوى أجر المناولة. وقد رأيت أن أخص بها القارئات والقراء الكرام تعضيداً لعلاقة متميزة ظلت سنداً لنا على الدوام. وفي واقع الأمر كنت قد نثرت بعض هذه المعلومات على الهواء في البث الحي Live والذي أجراه معي تجمع الشباب الديمقراطيين وصفحة الراكوبة وإذاعةBCFM البريطانية/ صوت السودان يوم السبت الفائت 2/3/2019 وأداره باقتدار الإعلامي النابه والمثابر نميري مجاور. أما الأمر الثاني، فإن هذه المعلومات وصلتني من مصادر ثُقات، ظلوا يمدونني بالكثير المثير الخطر منذ سنوات عدة، وقد وقف القراء على أهميتها من خلال كُتب لنا اخترقت الجدران الصلِدة وعادت بالذي أرق مضاجع النظام، وإنا لسائرون في ذلك الدرب إلى أن (يسقط وبس) وبالتالي لست في حاجة لتأكيد مصداقيتها. فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر بها!

*أولاً:* وفقاً لذات المصادر الخاصة، هناك صراع خفي وعنيف بين المشير البشير وأقطاب نافذين في الحركة الإسلاموية، هم يرغبون في التضحية به وتقديمه ككبش فداء، يضعوا عليه كوارث الثلاثة عقود التي شهدت جميع أنواع الموبقات، بغية أن يتسنى لهم الظهور بواجهة جديدة حال تغير الأوضاع، بمثلما حدث في انتفاضة أبريل 1985. إذ أكدت المصادر أن المذكور يعلم ذلك بناءً على أن دولة مؤثرة تعيش توتراً مأزوماً مع الإسلامويين، وضعت بين يديه ملفاً مدعوماً بشواهد في أن الحركة الإسلاموية التي يستند عليها قررت التخلص منه. فبحسبهم أنه بات يمثل عبئاً ثقيلاً عليها. وقد حمل الملف رئيس الدولة المشار إليها ضمناً بنفسه، وحضر للخرطوم في زيارة خاطفة قبل أشهر قليلة مضت، ووضعه بين يدي المذكور.

وتشير المصادر إلى أنه منذاك الوقت بدأ كل طرف في شحذ خناجره تحسباً فيما سميناه نحن في مقالات سابقة (ليلة السكاكين الطويلة) وهي المسألة الحتمية لمثل هاتيك الصراعات، وفقاً لمجريات الواقع ووقائع التاريخ. وأكدت المصادر إلى أن الرئيس المشير لم يستشر التنظيم في اختيار الولاة العسكريين الذين قام بتعيينهم منفرداً. وزاد المصدر بأنه أصدر إليهم أوامراً مشددة بعدم صرف أي أموال أو تقديم أي نوع من أنواع الدعم لحزب المؤتمر الوطني. والمعروف أن الحزب يمثل الذراع السياسية للحركة، علاوة على أنه الحزب الحاكم بلا ريب. كما نوهت المصادر إلى أن تجميد رئاسته لذات الحزب تعني سحب الغطاء السياسي من نفسه. الأمر الذي يشيء أنه مُقدم على خطوة مُبهمة في إطار صراع قصقصة الأجنحة الصامت بين الطرفين. والجدير بالذكر أن هذه الخطوة التي فتحت الباب لاجتهادات جمة، حدت بكوادر قيادية في التنظيم للقول إنه أصبح في حلٍ من الحركة الإسلامية نفسها. وقد حزمت المصادر رأيها بالتأكيد على أنه في مثل صراعات الإسلامويين هذه، ليست للتوجهات العقدية مكان بصورة عامة، وبين الطرفين المذكورين بصفة خاصة. وفي ذات الصدد أشارت المصادر إلى أن تأجيل المؤتمر العام للحزب إلى أجل غير مسمى، جاء بناءً على رغبة المشير البشير بعد ما نما لعلمه إنهم بصدد إقالته في هذا المؤتمر فاستبقهم بتجميد نفسه.

*ثانياً:* في سياق التوتر الخفي هذا، كشفت ذات المصادر إلى أن المشير البشير أرسل أحد أصدقائه المقربين جداً، ممن لا ينتمون للحركة الإسلاموية، بل أن (المُرسال) نفسه يعيش صراعاً بينه وبينهم منذ أمدٍ طويل، بعد أن طمعوا في وظيفته ذات العائد (الدولاري) الكبير. كان قد أرسله إلى أقطاب في جبهة المهنيين قبل خطاب الطوارئ بنحو خمسة أيام. وحملَّه رسالة فحواها أنه سوف يقف على مسافة واحدة منهم كما الآخرين (ذكر ذلك في الخطاب فيما بعد) بما يعني تقديم ذات (الرشاوي) التي ظل يقدمها للمؤلفة قلوبهم على حد تعبير المصدر. والتي تمظهرت في الاستوزار. أي ما درج عليه النظام مع الآخرين الذين اشتركوا معه في السنوات السابقة، مثل *مبارك الفاضل وأحمد بلال وأبو قردة* وغيرهم من الانتهازيين الآخرين. وطبقاً للمصدر كان رد ممثلي جبهة المهنيين حاسماً، إن ذلك لا يعنينا في شيء، فليفعل ما يشاء وسنفعل ما نشاء.

وفي تطور متصل قالت المصادر إن المشير البشير يعيش ظروفاً نفسية سيئة للغاية منذ اندلاع التظاهرات، وصفتها المصادر بأنها إحباطFrustration وقالت إنه أصبح لا يثق في أي أحد غير نفسه، وصار عصبي المزاج يثور لأتفه الأسباب، أي بحسب تشبيه المصدر الذي استعار وصفاً قرآنياً *(إن تحمل عليه يلهث وأن تتركه يلهث)* ونوه المصدر لدليلين، الأول أنه ظلَّ الوحيد المُدافع عن النظام منذ أن بدأت هذه المواجهات *(باسط ذراعيه بالوصيد)* في حين انزوى الحرس القديم، بل شمل ذلك حتى على عثمان الذي صوَّب سهماً خاطئاً ثمَّ انكفى على نفسه وصمت.

أما الأمر الثاني يكشف أن الذين قام بتعيينهم ذوي صلة بالمحنة التي يعيشها، فأحمد هارون مطلوب مثله للمحكمة الدولية الجنائية، وعوض أبنعوف مشارك في مأساة دارفور التي دفعت بالمشير إلى المحكمة الجنائية ذاتها. بجانب أنه أحد الذين جمدت الحكومة الأمريكية أرصدتهم في الخارج. أما محمد طاهر أيلا، فهو على دين المشير. فقد ظلَّ في حالة حرب مع عُصبته من الإسلامويين، أدت في نهاية الأمر إلى تجميده مجلس تشريعي ولاية الجزيرة. وجميع المذكورين يمثلون ملاذا للمشير البشير في ضوء غياب الحرس القديم، إلى جانب أن محنهم تلك تجعلهم أكثر حدباً من المشير نفسه في الاستماتة من أجل الحفاظ على النظام. وفي هذا الإطار فسَّرت المصادر لجوء المشير البشير للمؤسسة العسكرية ممثلة في قيادتها العسكرية العليا، بمثابة رشوة تسعى لتأمين تزمر لا مناص منه من قِبل الكوادر الوسيطة.

ومن جهة أخرى أكدت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى، أن ثمة ثلاثة دول خليجية تدخلت في القضية السودانية بصورة حذرة، أشار لها المصدر بقوله سواء بإرادتها أو بدونها. الأولى جددت عرضاً سبق وأن تقدمت به للمشير البشير منذ العام 2015 وهو ضرورة إبعاد الإسلامويين من السلطة مقابل تقديم مساعدات مغرية للخروج من الأزمة الاقتصادية. وذكرت المصادر أن ثيرموتير الرئيس المشير ظل مضطرباً حيال الحركة الإسلاموية منذاك الوقت. فمرة يقول في خطبه إن النظام حركة إسلامية كاملة الدسم، وأخرى يذهب إلى النقيض بأكثر من ذلك، ويتبرأ ليس من الحركة السودانية وحدها، وإنما من التنظيم الدولي للإخوان المسلمين برمته بعد وصفه بأقذع الألفاظ.

أما الدولة الأخرى فهي على النقيض تماماً، إذ تريد المحافظة على شعرة معاوية بين المشير والحركة الإسلاموية، ومسعاها هذا - طبقا للمراقبين – يعني الحفاظ على مشروع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين. وكانت محاولات هذه الدولة قد وضحت في زيارة خاطفة قام بها أحد مسؤوليها قبيل إلقاء خطاب الطوارئ، وكانت سبباً في تغيير بعض نصوصه. أما الدولة الثالثة فهي الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لا ترغب إدارتها في تدخل مباشر. وعوضاً عن ذلك رمت بفكرته إلى حليفها الأكبر في المنطقة، وتتلخص في استضافة المشير في ديارها، مقابل دور تقوم به الإدارة الأمريكية في أروقة الهيئة الأممية لتجميد مطالبة المحكمة الجنائية لمدة عام وفقاً للمادة 16 من قانونها الأساسي. وقد أكد المصدر وصول العرض، بل العروض الثلاثة طاولة المذكور.

*صفوة القول:* ذلك حديث المصادر الذي نضعه بين أيدي القراء بحذفاره، تعضيداً للصدقية والعلاقة المضطردة كما ذكرنا في صدر المقال. ويتخلص في ثلاث مشروعات أمام المشير، وهي تمثل مسارات آمنة لهبوط ناعم إن شاء، في مقابل هبوط دامٍ محتمل الحدوث من بني عصبته. أما رأينا الخاص الذي يحتمل الصواب كما يحتمل الخطأ، فأوجزه في نقطتين باختصار:

من الواضح أن التطورات في القضية السودانية تسير في مسارين، الأول: داخلي بين السلطة ومعارضيها، والثاني خارجي ممثلاً في تدخلات إقليمية ودولية. فالثاني الذي يسابق الزمن، أصبح متوقع حدوثه نظراً لأن السودان ليس جزيرة معزولة، بل هو قطر يؤثر ويتأثر بما يحيط به. لكن التطور الأول وهو الأخطر يشيء باقتراب ما هو مرجح الحدوث في أجندة المراقبين منذ أمد بعيد، ربما منذ حدوث المفاصلة الأولى، والتي كانت قد اقتربت يومذاك من بحور دم تمَّ تداركه. ولكن نظراً للتغيير الكبير الذي طرأ على المشهد السوداني بفضل العصبة الحاكمة، فسيناريو المفاصلة الجديدة يصعب تكراره دون أن يراق على جانبيه الدم!

ثانياً: هذه المعلومات ينبغي، بل نأمل أن توضع في العقل الباطن، باعتبار أنها يمكن أن تعين في معرفة طرق ووسائل وحيل العدو، ولكن دون أن يُعوَّل عليها كركيزة أساسية في سقوط النظام ورحيله، فالنظام بها ودونها يقترب من السقوط. بيد أنني وصفت العصبة بالعدو نظراً لممارساتها غير المسبوقة في التقتيل والتعذيب وكافة انتهاكات حقوق الإنسان السوداني. وبذلك وضعت خطوطاً حمراء في مفهوم المواطنة بصورته الكلاسيكية التي نعرفها، وتبعا لها صار نظام جلاوزة الإسلام السياسي عدواً لدوداً وخصماً خصيماً، بقدر الدماء الطاهرة التي روت تراب الوطن!

*آخر الكلام:* لابد من المحاسبة والديمقراطية وإن طال السفر!!

فتحي الضَّو.
05.03.2019
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty بيان من "القضاة السابقون" بامريكا واستراليا

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الأربعاء 06 مارس 2019, 01:02

بيان من "القضاة السابقون" بامريكا واستراليا

لقد أعلنت " لجنة القضاة السابقون " المركزيه انحيازها لثورة ديسمبر وتاييدها لاعلان الحريه والتغيير من الايام الاولى للثوره ويشكر " القضاة السابقون "فى امريكا واستراليا تجمع المهنيين لتخصيصهم هذا اليوم لمسيرة استقلال القضاء تقديرا واحتراما للنضال الذى خاضه القضاه منذ استقلال السودان وقد سجل لهم التاريخ موقفهم المشرف فى اكتوبر وكذلك انحيازهم لشعبهم فى ثورة ابريل وإعلانهم الاضراب حتى سقوط النظام فسقط النظام وتمتع القضاء طوال الحقب الديمقراطيه باستقلال كامل
وبعد ان أطاحت الانقاذ بالنظام الديمقراطى كانت اول هجماتها على السلطه القضائيه فبدات بما عرف بمجازر القضاه فى اغسطس 89 ففصلت 57 قاضيا وتوالت المجازر حيث شردت المئات من القضاه المستقلون الشرفاء واستقال كثيرون احتجاجا وعينت مكانهم قضاة منتمون للحركه الاسلاميه فيما عرف بالتمكين ففقد القضاء استقلاله وأصبح مطيه للحركه الاسلاميه فكان عونا لها فى ردع معارضيها وفى تزوير الانتخابات وتم فتح مكتب للمؤتمر الوطنى داخل مبنى السلطه القضائيه وكذلك مكتب للدفاع الشعبى وجند القضاه لقتال اخوانهم فى الوطن وقاتلوا ضمن كتائب الدفاع الشعبى وأعلن رئيس القضاء الأسبق جلال محمد عثمان فى العيد الفضى للسلطه القضائيه انهم فقدوا خمسه قتلى من القضاه فى معارك الدفاع الشعبى ضد اخوانهم فى منطقة النيل الازرق !! ففقد القضاء استقلاله وأصبح جزء من النظام الحاكم
القضاة السابقون يعلنون ان نظام الانقاذ فاقد للشرعيه منذ يومه الاول فهو قد وصل للسلطه عن طريق البندقيه وقد اطاح بنظام ديمقراطى انتخبه الشعب بكامل حريته وبارادته وفى انتخابات حره نزيهه تحت إشراف سلطه قضائيه مستقله وقد جاء نظام الانقاذ بالبندقيه وظل محتفظا بالسلطة بالبندقيه ايضا وفى سبيل ذلك قتل الآلاف فى دارفور وجبال النوبه وجنوب النيل الازرق والمتظاهرين فى سبتمبر 2013 وفى بورتسودان وكجبار وحتى الاطفال فى معسكر العيلفون وقد استنكر العالم مايقوم به النظام من قتل لشعبه فتم توجيه اتهام لرئيس النظام عمر البشير وظل مطاردا من العداله الدوليه وواصل النظام مجازره
وفى ثوره ديسمبر التى تنتظم البلاد الان قتل نظام الانقاذ اكثر من 50 برىء لم يرتكبوا جرما وكانوا يمارسون حقا كفله لهم الدستور بالتعبير وكانوا يهتفون للحريه والسلام والعداله ووصل الحد بالسلطة الحاكمه ان تعتدى على المحامين وهم يتظاهرون امام أبواب المحكمه العليا فداست على الدستور امام حماته
ان حديث حكومة الانقاذ عن حكومه قوميه هو حديث لخداع العالم فحكومة الانقاذ تسيطر وعن طريق التمكين على كل السلطه التنفيذيه وأصبح منصب الوزير الذى تتفضل به على خصومها منصب شرفى فيمكن للانقاذ ان تتنازل عن كل مجلس الوزراء وتظل مسيطره على السلطه التنفيذيه كما انها سيطرت على السلطه التشريعيه بالتزوير وهى مسيطره ايضا على السلطه القضائيه بالتمكين ابتداء من مناصب حجاب المحاكم الذين جندتهم فى الامن حتى منصب رئيس القضاء الذى انحاز لتنظيم الاخوان المسلمين منذ ان كان طالبا وقد اعلن فى اول اجتماع له بالقضاه بعد تعينه رئيسا للقضاء انه عضو حزب المؤتمر الوطنى فماذا تبقى من استقلال القضاء ؟؟
ان الحديث عن انتخابات 2020 هو حديث لاوزن له فكيف تجرى انتخابات حره ونزيهه فى ظل قضاء منحاز هو الذى يشرف عليها ويراقب سيرها ويحسم طعونها
ان القضاة السابقون يدينون هذه المحاكمات الغير عادله التى يمارسها قضاة منتمين لجهاز الامن اصدروا أحكاما جائره على متظاهرين وصلت الى سبعه سنوات سجن لطلاب صغار هتفوا للحريه والسلام والعداله
اننا فى هذه اللحظات الحرجه من تاريخ شعبنا نطالب الرئيس عمر البشير بالتنحي فورا عن السلطه ومعه نظامه وان يسلم السلطه للشعب فى فتره انتقاليه يعاد فيها اعادة بناء كل السلطات وعلى رأسها السلطه القضائيه واذا لم ينفذ هذا الخيار فيصبح واجبا دستوريا واخلاقيا ان تنزع منه السلطه لفقدانه للشرعيه ولاستخدامه السىء للسلطه وتعريضه الوطن للتمزق

القضاة السابقون بامريكا واستراليا
05.03.2019
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty بطاطس وبصل.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الخميس 07 مارس 2019, 00:45

بطاطس وبصل.
بعد ان استقر بي المقام في السويد ذهبت الى براغ لمقابلة الرفاق ، وقلت لهم هنالك بلاد لا تحس فيها بالغبن والعنصرية بدرجة دول شرق اوربا . وتبعني الكثيرون ، منهم الاخوة عمر وعمر اللذان كانا خلفي في الجامعة وهما صديقا خليل بدري . وفي بداية دراستهما للغة السويدية عملا في هوتيل لونديا الفاخر لبضع ساعات في اليوم . اندهشت عندما اخبرني الاخ مامون يوسف المامون والذي من زملاء براغ ، انهما كانوا يبصقان ويتمخطا على البطاطس والبصل قبل اخذه الى المطبج . حجتهما انهما يعملان في غرفة خشبية باردة خارج الهوتيل الفاخروصلتهما بالهوتيل هي البصل والبطاطس . ويكتفيان بمشاهدة الزبائن الاغنياء من خلال زجاج الواجهة وهم يلتهمون الطعام الشهي الذي يحتوي على البطاطس والبصل الذي جعل دموعهم تجري . أحد العمرين صار ممثلا للسويد في الامم المتحدة لشؤون اللاجئين لعشرات السنين . زرته في خلال احدى زيارتي لجنيفا 1986.

فكرت في كل هذا وانا استمع للفيديو الذي نشره طباخ السفير السوداني في رومانيا . وقرأت رد السفير. وقلت لنفسي ان الكيزان قد جعلوا منا اضحوكة للعالم . ان الدبلوماسية التي درستها في الجامعة وتعتمد على تطوير مقدرة الانسان على التعامل بمعقولية وكسب رضاء واحترام الاعداء قبل الاصدقاء . ومن المفروض ان يكون عند الدبلوماسي المقدرة على امتصاص غضب الآخرين وتجريدهم من سلاح الكراهية والعداء لصالح وطنه .

لهذا فان ارسال جنرال من الجيش تعود على الشدة ،الصراخ واعطاء الاوامر للعمل كسفير يماثل ارسال حداد للعمل كجراح قلب . وصارت وظيفة السفير نوع من المكافأة لكوز حردان او من لم يجدوا له منصب وزير الخ . فاذا كان السفير لا يستطيع ان يتعامل مع شاب يعطيه الحق في ان يجعله مسؤولا عن اكل وشراب واسرته ،ويقابله كل يوم في حياته فكيف يستطيع ان يطيع علاقات الدول التي هي من اصعب الاشياء حتى بين الدول الصديقة . فالمانيا والكثير من الدول قد اكتشفوا ان امريكا حليفتهم تتجسس عليهم وتسجل كل مراسلاتهم وتلفونات الرؤساء . امريكا في الثمانينات قد اعتقلت جواسيسا اسرائيليين . الدبلوماسية من اصعب العلوم في العالم . البعض ولد دبلوماسيا والبعض لن يصيروا دبلوماسيين حتى بعد دراسة الجامعة وعشرات السنين من التعامل مع الكثير من الجنسيات منهم كاتب هذه السطور .

عندما اكتشف الدكتور الضابط العظيم الشلالي الذي اغتاله جنود المعارضة الذين تدربوا في ليبيا 1976، ان العسكري محلج يضع العرقي في تيرمس الشاي صعد الامر بطريقة درامية . ولم تشفع لمحلج خفة دمه وعشرات السنين في الجيش منذ ان كان صبيا او نص تعيين . وبالرغم من اعتذار محلج الذي كان مريضا في السلاح الطبي ، فشل محلج الذي عرفه كل السلاح من اقناع الدكتور قال له مشاكسا .... ياخي دي عيونك ولا عيون اختك ؟ وخرج الشلالي عن طوره واصر على ارسال محلج للكركون بالرغم من انه مريض . وعندما سمع الرجل المرح االلواء حمد النيل ضيف الله ، لام الشلالي قائلا في ظروف ذي دي مفروض تتظاهر انك ما سمعتا . محلج دة تفشكي بيصلح السلاح كل ضابط في الجيش ده قابلوا واتعامل معاه لتصليح وصيانة سلاحه الشخصي ليه تلتين سنة من ما كان ولد ، لو طردته من الجيش حتستفيد شنو ؟ دي معارك انت بتكون خسران في كل الحالات ، محلج راجل محبوب انت بتعمل ليك عداوات مع ناس كتيرين . لو اخدتا التيرمس واتكلمتا معاه بالراحة كنت حتكسبوا والناس تشكرك . اللواء حمد النيل كان يحمل روح السودان له ابن اسمه عثمان طه ولعثمان طه العربجي ابن اسمه حمد النيل . هكذا كانت الدنيا قبل الكيزان .

البريطانيون الذين تركوا السودان تركوا عفش بيوتهم ومبالغ جيدة للطباخ والخدم . وفي كتاب حكاوي كنتربري السودانية تجد الاشادة بالسودانيين ،نبلهم وامانتهم عندما عملوا كخدم عند البريطانيين . المفتش شين ابتاع سيارة تاكسي لسائقه قبل ترك السودان وعرف السائق بعوض شين . العم ورجل الدولة عبد الله بياساما والذي اهداه منصور خالك سفره الضخم . كان طفلا من الفور اختطفه احد رجال بني هلبة وهو تاجر رقيق انقذه انجليزي وعلمة وصار من اعلام السودان . سعيد بولينق او سعيد بدري انقذه المفتش بولينق من الاسر وهو طفل وعندما ترك بولينق السودان تركه لصديقه ابراهيم بدري وصار اسمه سعيد بدري . وجدناه كجزء من العائلة وتنقل معنا في كل السودان . في امدرمان بعد ان كبر كان الطباخ عوض توتو يخدمه . لامته والدتي وهي غاضبة لانه اخذ فلوس شراء الخضار واللحم ولم يعد لثلاثة ايام ، لانه حكمت معه فكرة السكر . فقال لها .... انتي جيتي البيت ده لقيتيني فيه ،انا ما جيت لقيتك .

ان للشاب الطباخ في بوخارست شخصية ،احلام ، واباء وطموح مثل السفير واهل السفير ولا شئ يميز احدهما عن الآخر . بل ان السفير من الواجب ان يشكر الله على المنصب والوضع المريح ، وتعبيرا عن حمده لله فعليه معاملة طباخه باحترام وانسانية ، بدلا عن اثارة هذه المعارك والتي كان عليه تفاديه ويكفي البلا بالبليلة .

قبل بضع سنوات كانت اختي ميسون تحتاج لعملية نقل نخاع شوكي وبما انها زوجة الطبيب الصحفي كمال حنفي الرحمة للجميع فلقد سكنت عند السفيرفي برلين محي الدين حنفي شقيق زوجها . وكنت ازورها مع اسرتي . كان الطباخ يجد معاملة الاخ وصاحب المنزل كما هو مطلوب في الغربة . وفي احدي الامسيات عزمني لحفل زواج صديقه . ورحبت بالفكرة وعندما وصلنا الحفل كنت مواجها بالامتناع عن دفع اجرة التاكسي او الاشتراك في صراع . والرجل كان يقول ... اصله ما ممكن ، انت ضيفنا كيف تدفع . وفي الحفل كان الطباخ يجد الترحيب من الكثيرين واحسست انه شخص محبوب ووجدت الترحيب لانني في معيته . وكان الطباخ من اول المتزاحمين لدفع النقطة .

السيد السفير كان من المفروض ان يتعامل مع الشاب الطباخ كابن او اخ صغير وهو في كنفه وداخل منزله . الناس كانت ستذكره كرجل فاضل كريم قام باكرام شاب مغترب له اسرة في السودان تنتظره ، له احلامه وتطلعاته مثل الجميع . والآن سيعرف السفير بالسفير دونكيشوت الذي تعارك مع طباخه في بلاد الغربة . واضاع الوقت والجهد في ما لا ينفع .

يقول السفير ان الطباخ قد اشترك في مظاهرات ولهذا طرد . ويعود السفير لعقد العمل . هل كان في عقد العمل عدم الاشتراك في مظاهرات ؟ الا يعرف السفير ان الدستور السوداني الذي من المفروض ان يعرفه السفير ويحميه يعطي الشاب الحق في التعبير عن رأية بالتظاهر او الاحتجاج . ان ابناء بعض الدستوريين قد احتجوا وشاركوا في التظاهر ضد الانقاذ ، لماذا لا يبدي الطباخ برأيه ؟ هل مهنة الطباخ تعني العبودية الجسدية والفكرية ؟ اذا شارك الشاب في مسيرة تؤيد الانقاذ هل كان السفير سيقوم بطرده ؟ الم يسمع السفير بالسفير عابدين اسماعيل الذي دعى لمؤتمر صحفي في لندن عندما اختطف القذافي طائرة بابكر النور وفاروق حمد الله . ووكان هذا بتنسيق بين المخابرات الامريكية البريطانية والقذافي ؟وقبل المؤتمر الصحفي اتت الأخبار بأن النميري قد عاد . ولكن الرجل العظيم والذي ترك سيرة عاطرة اصر على اقامة المؤتمر الصحفي وادانة ليبيا في جريمتها . وعندما كان الصحفيون يقولون له ان الامر عملية اختطاف كان السفير عابدين اسماعيل يرفض كلمة اختطاف لأن الاختطاف هو ما يقوم به شخص او اشخاص . ولكن ما حدث هو عملية قرصنة لأن الجاني هو دولة . وعندما يسأل احد الصحفيين من هي الدولة لا يترد الرجل العظيم في القول انها .... ليبيا . ويستغرب الكثيرون على اصراه على المؤتمر الصحفي بعد عودة نميري ويسألونه هل انت سفير نميري ام سفير ألانقلاب ؟ فيقول عابدين اسماعيل .... انا سفير السودان .وعندما سأله احد الصحفيين . كيف سيتصرف السودان بعد جريمة اختطاف السودانيين وهل سيعبئ السودان الجيوش ؟ قال ضاحكا ... هذا لن يحدث

قبل بضع سنوات ذهبت الى السفارة السودانية بسبب توكيل . ووجدت السفيرة زينب محمود التي اصرت على ذهابي معها لمنزلها للغداء فانا قد حضرت من على بعد 650 كيلومتر ، وكان معي رفيق عراقي . وبما ان السيدة زينب سفيرة حقيقية فقد قبلت الدعوة . وكان ذلك يوما افتخر به فلقد قضيت يوما رائعا مع السفير الاسطوري وزوج السيدة زينب عمر عبد الماجد وفي امكان السفير ان يطلع على سيرة الاثنين وسيحس مثلنا بالتضائل امام هذه السيرة العطرة .

في الغداء لفت نظري رجل اربعيني هو الطباخ والذي كان يبدو مرتاحا وعلاقته مع السفيرين حميمية ولطيفة . وفجأة قلت للرجل ... ياخي انحنا بنتعارف . فضحكت السفيرة وقالت لي ده ما برشم . ونذكرت برشم من بيت المال عندما كان صبيا . وكانت العلاقة مع السائق الأسيوي حميمية ولطيفة . والجو في السفارة رائع وتعرفت بالابن محمد ادريس والذي هو اليوم مشروع سفير عظيم . حضر اكثر من مرة لمدينتنا وكسب احترام الجميع واغلبهم من اعداء الانقاذ والكيزان . هذه هي الدبلوماسية .

السيد موسس اكول شقيق وزير الخارجية لاام اكوا وهما من ابناء ملكال الحبيبة وحي الملكية ، خلف السفيرة زينب محمود وتواصلت علاقته الجميلة مع برشم والابن العراقي رعد الذي عمل لعشرين سنة في السفارة وصار دينامو السفارة ولسانه يلهج بالاحترام والمعاملة الرائعة وسط السودانيين . السفير موسس اكول هو من اخبرني بزواج برشم لانه كان في حفل زواج برشم في بيت المال . الأخ فريد شاتو العراقي والذي رافقني للسفارة في اسطوكهولم صار يحكي عن العلاقة المميزة بين السودانيين في سفاراتهم . ولقد قابل سفراء ومسؤولين آخرين وكلهم رائعون . وكان في كل مرة يحكي عن العلاقة المميزة التي تربط كل السودانيين .

ان ماحدث في سفارة بوخارست لا يشبه السودانيين ابدا . طباخ السفير مصطفي مدني ابشر والذي صار وزيرا للخارجة فيما بعد كان يتواجد معنا في مقهي اوربا بالقرب من الجامعة في براغ وصارت له شلة من الاصدقاء منهم اخي محمود اسماعيل ابراهيم وعثمان نقد . وكانوا يذهبون لزيارته في مسكن السفير الذي كان عبارة عن فلة ضخمة كانت في يوم من الايام مسكن النازي ايخمان حاكم تشيكوسلوفاكية ايام الاحتلال الالماني والذي اختطفته اسرائيل من امريكا اللاتينية واعدم في الستينات .

السفير اللبناني في الخرطوم تم استدعاءه بواسطة وزارة الخارجية لمقابلة الرئيس عبود . وفهم السفير ان الامر خطير . وكان الامر جد خطير حسب العرف السوداني فالسفير اللبناني تعامل بعدم احترام مع الطباخ السوداني . وافهم عبود السفير اللبناني ان السودانيين مترابطون وتربطهم علاقات قوية ولا فرق بين الرئيس والطباخ . انا هنا لا اريد ان اكون قاضيا ولكل قصة وجه آخر . ولكن السفير هو الذي يمسك باوراق اللعب . ومن المخجل ان يصل الامر لهذه المرحلة . في نهاية التسعينات انهال دبلوماسي صفعا في دبي على الخادمة الاريترية . وتمنين وقتها لو انني التقيته . في بداية السبعينات قضينا ليلة في ضيافة الشاعر الدبلوماسي محمد المكي ابراهيم وزوجته في اسطوكهولم ، وكنا ثلاثة الاخصائي عبد الرحمن عبد الحميد عثمان زمي محمد المكي في مدرسة خور طقت والدكتور كمال ابراهيم بدري . كانت لهم خادمة اريترية تجد المعاملة السودانية اللطيفة . والحال من معدنه . فاسرة محمد المكي اسرة رائعة . اخي محمد طه الفيل والرجل الذي شهد له العالم بأنه من اعظم السودانيين ولا يذكر اسمه طيب الله ثراه الا وتسمع محمد طه ود الناس تمييزا له من اكثر من محمد طه . قامت خادمتهم بالرد على في التلفون ، وعندما تكلمت مع زوجته الاستاذة ام سلمة خال العيال استفسرت عن البنت التي ردت على بلهجة امدرمانية لطيفة بلكنة اجنبية . وردها ... دي بتي الفليبينية اتربت معانا . عرفت ان احد الشباب من اهل الاستاذة ام سلمة تقدم للزواج من الخادمة ولكنه وجد الرفض من امها الاستاذة ام سلمة لانه لا يستاهلها فهو سئ السيرة . هذه ليست اساطير .

في بداية حكم نميري كان مسكونا بسيرة الصحابة وسيدنا عمر ابن الخطاب رضى الله عنه ، وتلك فترة مختلفة في دولة المدينة . وفي احد الايام ذهب متنكرا لزنك الخضار ووجد الاسعار اعلى من التسعيرة . وتم اعتقال الخضرجية وقدموا للقاضي الي قام باطلاق سراحهم ووجههم لمقاضاة نميري لحبسهم وطلب تعويض لخسارتهم لان المحافظ لم يتمكن من انزال الاسعار للخضرجية . ومن حسنات جعفر انه اشاد بالقاضي واظن ان اسمه الشامي . وصار رئيسا للقضاء .

الدبلوماسي المفكر والاديب جمال محمد احمد كان يقول ما ترسلوا سفير الا تكون سكينه حمرا . وهذايعني انه رجل كريم بيته مفتوح ووقته للناس . الاخ محمد سليمان شقيق الوزير والسفير المحامي احمد سليمان كان سفيرا في اصعب سفارات السودان وهى القاهرة . كنت اشاهده في في 1971 وهي يجوب السفارة ولا يتمترس في مكتبه ويحاول ان بزلل كل العقبات . منزله كان مفتوحا للجميع سكينه حمراء .

السفير الفارس الاديب الدكتور على حمد ابراهيم سارت بسيرته الركبان ناضل من اجل السودانيين هو الذي صعد قضية الاطفال السودانيين من جوكية الهجن والذين كانوا يموتون . وكان هذا بداية النهاية لتلك الجريمة زاملته في مدرسة ملكال الاميرية كان محاربا من بادية دار محارب قام باعمال بطولية عندما كان سفيرا في يوغندة لانقاذ الكثير من اليوغنديين خاصة من اصول سودانية بعد انهيار دولة عيدي امين ، وكانوا سيقتلون . كان معه بطل آخر هو الاديب جمال محمد ابراهيم والذي صار الناطق الرسمي لوزارة الخارجية . ترك بصماته اينما حل كسفير . كانت سكينه حمراء . ومن امثال هؤلاء ل يمكن ولا يمكن ان يصلوا لدرك سفير بخارست .

كلما سمعت كلمة سفير تبادر لي اسم السفير ووكيل وزارة الخارجية فاروق عبد الرحمن . هذا الرجل فصلت عليه وظيفة السفير . له سفر قيم من الواجب ان يجبر كل دبلوماسي على دراسته . لقد قابلت الكثير من الدبلوماسيين من كثير من الجنسيات وقابلت الكثير من رجال الدولة كلهم لا يمكن ان يلحقوا بالاخ فاروق عبد الرحمن وبقية رجال السودان قديما . السفير نور الدين ساتي ومن زامل فاروق عبد الرحمن في فرنسا لتعلم الفرنسية والدبلوماسية وجدته في انجامينا يتفقد كل سوداني واصل جديد . منزله للا يفرغ من الناس الا لكي يمتلئ من جديد .والسفارة السودانية كما كان يقول الامريكان والفرنسيين هى الاهم لأن الشاديين يحسون ان السودانيين هم الاقرب اليهم .

الاخ محجوب الرجل الجنتلمان كان السفير في اسطوكهولم ويمثل السودان في دول البلطيق . فرح رئيس لتوينيا بمقابلته قبل سنة وكان يقول له انه درس مع الطلبة السودانيين في ايام الاتحاد السوفيتي وكانوا حسب كلام الرئيس .... رجال بحقيقة .

سعدت بالتعرف على اثنين من الشباب الدبلوماسيين ومن يمثلون ما قاله رئيس لاتفيا . احدهم الابن اسامة الشريف والذي كان يقول لمن يشكره ... ده شغلنا وانحنا كراعنا فوق رقبتنا بنخدم وده حق الناس . الابن اسامة اليوم في القاهرة . الابن الرشيد البصيلي في سفارة مفخرة للسودان . والسفيرة سوسن كانت بلسم كل الجروح واخت وام الجميع .

لهذا نستغرب لسلوك سفير رومانيا . ونقول ان هذا تصرف غير حميد . بغض النظر اذا كان الابن الطباخ قد اخطأ ام لم يخطئ . كسفير عليه الابتعاد عن سفاسف الامور وكان عليه ان يتصرف مثل الطلاب السودانيين زملاء الرئيس الليتويني .

شوقي بدري
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty الانتفاضة وانحياز الجيش.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الخميس 07 مارس 2019, 08:22

الانتفاضة وانحياز الجيش.

للشهر الثالث على التوالي تتواصل إنتفاضة الشعب السوداني ضد تحالف الفساد والاستبداد الذي ظل ممسكا بتلابيب البلاد لثلاثين عاما، يعمل فيها تخريبا ونهبا لمواردها حتى أوردها مورد التهلكة، ويزرع وسط ناسها الجوع والبؤس، لكنه أبدا لم يتمكن من إقتلاع جذور الأمل والتغيير. ومن الواضح أن الشعب السوداني مصمم على التغيير، حتى ولو أخذ الأمر عدة شهور أخرى، لأنه يدرك أن البديل هو إستمرار الأفق المسدود، سياسيا وإقتصاديا، وإستمرار الحرب الأهلية المدمرة، مادام تحالف الفساد والاستبداد هو المسيطر.
وفي الحقيقة، منذ بداية هذه الانتفاضة والشعب السوداني يعي تماما أن الإنتصار لن يتحقق في أيام وأسابيع، مثلما تحقق في إنتفاضتي أكتوبر/تشرين الأول 1964، وأبريل/نيسان 1985. فالمعركة هذه المرة ليست ضد طغمة عسكرية معزولة، وإنما في مواجهة تحالف مكتمل الأركان، قائم على الفساد والاستبداد بكل صورهما وأشكالهما، بما في ذلك إقصاء الآخر، بل وقتله بكل بساطة. أساس هذا التحالف وجوهره هو مجموعات الرأسمالية الطفيلية وشرائح المنتفعين والأغنياء الجدد الذين تمكنوا من مقدرات البلاد والمال العام عبر آلية القمع وآلية الفساد والإفساد، والذين لا يمكن أن يتخلوا بسهولة عن مال السحت والنهب، وليس في ذهنهم أن يعود مال الشعب إليه، ولا أن تسود الرقابة والمحاسبة والشفافية في كل النشاط الإقتصادي في البلاد. الشعب السوداني يدرك كل ذلك، ويعي أن الطريق الوحيد لهزيمة هذا التحالف هو إستمرار الهبة الجماهيرية، مثلما يعي حقيقة أن الواقع السياسي والاجتماعي في البلاد لن يعود أبدا مثلما كان قبل إنطلاق الانتفاضة، مهما كانت نتيجة الحراك الراهن.
النظام يناور ويراوغ تحت غطاء فرض حالة الطوارئ ومواصلة قمع المتظاهرين والتنكيل بقياداتهم، وفي نفس الوقت يطلق الحديث عن الحوار والتغيير. والبعض توهم أن الرئيس سيقود تغييرا إصلاحيا يلبي بعضا من هتافات الشارع، ولكن خطاب الرئيس جاء بعيدا عن نبض الشارع، بل وفي الإتجاه المضاد، مؤكدا ما ظل الناس يتداولونه حول أن مؤسسات النظام المختلفة تحولت إلى ساحة للصراع بين مجموعات المصالح المتضاربة، حيث تصعد هذه المجموعة لتسيطر فتنفي المجموعات الأخرى. لذلك، فإن كل من يتوهم انه يستطيع تمرير مشروعه بالاستفادة من أي من هذه المجموعات في النظام، والتي تسير وتتعايش بقوة إصطراع المصالح، سيخسر رهانه.

أما ما أحدثته الانتفاضة من ثقوب في جسد النظام وخلخلة في بنيانه، فأفقدته التوازن وتمكن منه الهلع، وصارت تصرفاته السياسية محل سخرية واستهزاء. جاء في إحدى الوسائط الخبرية الأمريكية أن مدير الإدارة الأفريقية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، سيريل سارتور، والوفد المرافق له عندما زار السودان قبل اسبوعين، إلتقى مسؤولا كبيرا في القصر الجمهوري ليبلغه أن الإدارة الأمريكية تنتظر من السودان إصلاحات موعودة قبل المضي في تطبيع العلاقة بين البلدين وإزاحة إسم السودان من قائمة الدول المساندة للإرهاب. لكن المسؤول السوداني عجّل بإنتهاء الإجتماع مع الوفد الأمريكي عندما قال لهم «لدينا معلومات أن الشيوعيين السودانيين ومن خلفهم الروس هم من يقفون خلف الأحداث ويسعون للوقيعة بيننا». فباغته المسؤول الكبير بجهاز الأمن القومي الامريكي قائلا «كيف يستقيم ذلك والرئيس البشير عندما زار روسيا طلب منهم وبالمكشوف حمايته مننا»!!.
تتواصل الهبة الجماهيرية في السودان، ويوميا تنضم إلى الانتفاضة مجموعات جديدة من كل قطاعات المجتمع السوداني، فتزيدها زخما وقوة، وتؤكد رسوخ قضية التغيير، ورسوخ شعار الانتفاضة: حرية، سلام، وعدالة، في وجدان الجميع. صحيح أن الناس، ومع كل يوم جديد من أيام الهبة الجماهيرية، ظلوا يتطلعون إلى القوات المسلحة السودانية، يرومون انحيازها للإنتفاضة وحسم الأمر لصالح الحراك الجماهيري، ويرونها الأجدر لقيادة الفترة الإنتقالية، منعا للكارثة وحفاظا على أمن الوطن وسلامة المواطنين، وإمتدادا لتاريخ الجيش الوطني الناصع منذ إستقلال البلاد. فالجيش السوداني لعب دورا رئيسيا في حقن الدماء والإنتقال السلس للسلطة من الأنظمة الدكتاتورية إلى الأنظمة الديمقراطية إبان إنتفاضتي أكتوبر/تشرين الأول 1964، وأبريل/نيسان 1985. واليوم في شوارع الخرطوم، ما أن تلتقي الجماهير بمجموعة من القوات المسلحة حتى يعلو هتاف الجميع من الجانبين: جيش واحد، شعب واحد. صحيح أن مسألة الانحياز هذه لا تتم ببساطة الحديث عنها، مثلما لا تتم تلقائيا، وإنما المسألة تخضع لشروط وقوانين، فيها المرئي وغير المرئي، لكن المؤكد أن تركيبة الجيش، والقوى النظامية الأخرى، جلها من الشباب الذي جاء من رحم هذه الجماهير المنتفضة، لذلك هي تتفاعل وتنفعل بما يدور في الشارع السوداني، وحتما تستقبل بكل ترحاب شعارات الحرية والسلام والعدالة.
أمر طبيعي أن يحاول نظام تحالف الفساد والاستبداد حماية نفسه مستخدما كل الوسائل، بما فيها وسائل المراوغة والمناورة، وكل وسائل القمع والقهر، لكن، وعلى مر التاريخ، لم تنجح كل هذه الوسائل في منع ثورات الشعوب. فجهاز إستخبارات النميري القوي لم يستطع أن يمنع أو يفرمل إنتفاضة أبريل/نيسان 1985. والقمع غير المسبوق داخل بيوت الأشباح، المدروس والمطبق بعناية لتعذيب المعتقلين السياسيين، لم يمنع تصدع الإنقاذ في نسختها الأصلية الأولى، وإضطرها، تحت الضغط الجماهيري المتواصل، لإعادة إنتاج نفسها في نسخ جديدة، مثلما تحاول الآن وهي تتلقى ضربات الهبة الجماهيرية المستمرة منذ ثلاثة شهور، وستتواصل. أما المبادرات ودعوات التغيير الجزئي ودعوات الإصلاح التي ترى المشكلة في الرئيس وليس في كل النظام، فإن جل غايتها وأقصى ما تصبو إليه هو تغيير الرأس فقط، أو إحلال الطاقم الحالي بآخر جديد مع إستمرار ذات المشروع القديم، مستقوية بفكرة الدولة العميقة وصعوبة هدمها. لكن، جذوة الانتفاضة المتقدة، وما تحمله من شحنة ثورية قوية، وإصرارها على البقاء في الشوارع حتى يتحقق الإنتصار مهما طال الزمن، ومهما صاحب ذلك من إنتكاسات مؤقتة، غير معنية بأي من هذه المبادرات.

د.الشفيع خضر.
06.03.2019
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty التكوين النفسي والفكري للكيزان وانعكاساته على ممارسات الحكم.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الإثنين 11 مارس 2019, 00:44

التكوين النفسي والفكري للكيزان وانعكاساته على ممارسات الحكم

لماذا يكره الكيزان كل عناصر المجتمع السوداني؟
لماذا يمارس الكيزان العنف المفرط ضد الشعب السوداني؟
لماذا لا يحس الكوز بمعاني "عزة في هواك" ويهتز طرباً ل"أو ترق كل الدماء"؟
لماذا يبتعدون عن كل ما هو سوداني ويتذللون ويتقربون للاسلاميين الاتراك والمصريين؟
لماذا يتعاطفون مع قتلى ميدان رابعة بالقاهرة ويستمتعون بقتل اهلهم في دارفور؟
لماذا يرسلون الاغاثة والاموال لغزة ويجوعون جنوب كردفان؟

فطن السودانيون منذ وقت طويل جدا لخلل وغرابة التركيب النفسي والفكري للكيزان واختلافهم الكبير عن طبيعة الانسان السوداني السوية المتسامحة. وقد اطلق رجل الشارع البسيط تسمية "الكيزان" عليهم كنوع من السخرية مثل ان يلقب احدهم باسم ماعون من المواعين "كجردل او كورية...." ويعكس ذلك دقة ملاحظة الشارع العام لحالة الانفصام التي يعيشونها. فقد ظهرت كلمة كوز ابان حكم جعفر نميري وذلك بعد انخراط جماعة الترابى بحكومة مايو. و قد جاءت التسمية تشبيها لهم بكوز اللورى حيث كانت اللواري هي وسيلة المواصلات الاكثر شيوعا حينها وكانت تجوب القري والفرقان ولتنبيه الاهالي لوصولها عمد اصحابها لتركيب اشكال مختلفة من "البورى" يستخدمونها لاطلاق نغمات مميزة بالاضافة لتركيب كوز المنيوم بماكينة اللورى ليصدر صوتا عاليا للفت انتباه سكان تلك القرى لقدوم اللورى والاستعداد لاستقباله. ربط رجل الشارع العادي ما بين الضجيج الذي يصدره كوز اللوري الفارغ وعدم انعكاس ذلك علي أداء اللوري وقارن ذلك بخطب الكيزان الدينية الرنانة التي تدعو لقيم لا تنعكس علي سلوكهم البشري الفاسد فاستخدم اسم "كوز" للاشارة للانفصام بين ما يقولونه وما يفعلونه.
وقد اختصر الاديب الكبير الطيب صالح تلك الملاحظات على الشذوذ النفسي والسلوكي للجماعة بسؤاله المحتشد بالمعاني "مِن أين جاء هؤلاء؟" حيث تسأل :...مِن أين جاء هؤلاء النّاس ؟ أما أرضعتهم الأمّهات والعمّات والخالات (دلالة عن عدم انتمائهم للشعب السوداني) ؟...ثم ختم اسئلته "بل ... مَن هؤلاء الناس ؟" وبسؤاله الاخير يفيد ويقر بالاختلاف الكبير لممارساتهم وسلوكهم عن ماهو متعارف عليه بين السودانيين علي مر العصور من تسامح وصدق ونبل وشهامة ومساعدة للضعيف...الخ ....الخ.
الانفصام الذي يعيشه الكيزان يمكن نسبته اساساً للصفات النفسية والسلوكية والاجتماعية للافراد الذين يتم تجنيدهم من البداية بالاضافة الي بعض الافكار والمعتقدات التنظيمية التي تزيد من حدة انفصامهم فتنتج افراداُ مشوهين لا علاقة لهم بالمجتمع السوداني منعزلين عنه تماما ويمارسون عليه اقسي درجات الكراهية والظلم من قتل وتنكيل وتعذيب وتشريد دون ان يطرف لهم جفن وهم الي حد كبير يشبهون جنود الباشبوزق وهم المرتزقة في الجيش العثماني حيث كان يتم اختطافهم من اهاليهم بالمستعمرات التركية باعمار صغيرة ويتم تدريبهم على القسوة والجفاء والظلم فكانوا يمارسون حقدهم علي المستعمرات التركية السابقة وهى نفس استراتيجية التنظيم حيث يعمدون الى تجنيد الطلاب باعمار صغيرة و برمجتهم فكرياً للحد الذي يجعلهم يرفضون حتي اهاليهم.
الكوز بدرجة من الدرجات هو مريض نفسي وبدلا من ان يتم علاجه يعمل تنظيم الاخوان المسلمين علي تغذية ارتيابه من الاخرين واللعب على اوتار هواجسه النفسية وذلك لزيادة عزلته عن المجتمع السوداني واستخدامه كآلة قمع لا ترحم أحد حتى الشيوخ والنساء والاطفال والاقربين. تعمل آلة الجبهة الاسلامية على تجنيد افراد ضعيفين نفسياً واجتماعياً وتعمل على غسيل ادمغتهم بصورة منظمة لكي تنتج منهم الوحوش التي تحمل السيخ والخراطيش لضرب زملائهم الطلاب والطالبات وبعد تخرجها تمارس التعذيب والقتل ببيوت جهاز الامن أوتنضم لارتال المسئولين الحكوميين الذين يهددون ويرغون ويزبدون ويسئون في الاحتفالات العامة والجماهيرية فنجد ان الكوز هو مسخ مشوه يعاني من سادية وانفصام حاد عن مجتمعه و واقعه .حيث يمكن ان تسمع عن ان كوزا ما يذوب من الرقة والعطف والحنية على اهل بيته وزملائه بالتنظيم ويتحول الى واعظ يحدثك عن سماحة الاسلام وعن عظمة الرسالة الاسلامية عند صعوده على المنابر وعندما يخرج لملاقاة الشعب السوداني يتحول لوحش قاتل يخطف ويغتصب ويعذب ويقتل وينتهك كل المحرمات كما احسن الروائي بشري الفاضل وصف تناقضهم وانفصامهم في قصته الشهيرة "الطفابيع".
الكيزان هم كائنات تم تدريبها لتعيش عزلة وغربة نفسية واجتماعية وتم برمجتها لكي تصبح مستلبة ثقافيا تشعر بالانتماء لميدان رابعة المصري واردوغان التركي وتذرف الدموع مدرارا على القتلي الفلسطينين وقام تنظيم الجبهة الاسلامية ببرمجتها حتي لا يشعروا بمعاناة الشعب السوداني بل ويكشرون عن انيابهم ويعملون على قتل وسفك دماء اهلهم متي ما امرهم تنظيمهم بذلك.
هذا المقال هو عبارة عن محاولة لفهم اسباب لا انتماء وانفصام الكيزان عن مجتمعهم السوداني وسيحاول شرح دوافع شعورهم بالحقد والكراهية ضد هذا الشعب الطيب. سيبدأ المقال باستعراض صفات الاشخاص الذين تهدف الجبهة الاسلامية لتجنيدهم وبعدها سيتم الاشارة للمعتقدات الفاسدة التي تستخدم لتحويلهم لكائنات وحشية لا ترحم شعبها ولا تفهم الا ما يريده التنظيم منها:
اولا: ما هي الصفات النفسية لمن يتم تجنيدهم؟
تركيبة تنظيم جماعة الاخوان المسلمين تتطلب تجنيد نوعيات محددة من البشر يتم عمل غسيل لدماغها وبرمجتها حتي يسهل توجيهها وقيادتها وتحريكها بالتعليمات كقطع الشطرنج لا تري ولا تسمع الا ما يجود به قادتها وامرائها بتنوير يخفى من المعلومات اكثر مما يوضح. وقد شرح د.جاسم المهلهل الياسين مواصفات العضو المرغوب تجنيده كما يلي :" دعوة الإخوان ترفض أن يكون في صفوفها أي شخص ينفر من التقيد بخططهم ونظامهم ، ولو كان أروع الدعاة فهماً للإ‌سلا‌م وعقيدته وأنظمته، وأكثرهم قراءة للكتب، ومن أشد المسلمين حماسة، وأخشعهم في الصلا‌ة، الإ‌خوان لا‌ يبالون بهم - وهم بهذه المزايا - إلا‌ أن يقبلوا التقيد بخطط الجماعة" (للدعاة فقط ص: 160). بناء على هذه القاعدة كانوا يستهدفون اشخاص بمواصفات معينة لكي يتم تجنيدهم ويمكن تلخيص هذه المواصفات كما يلي:
(أ) الفئات العمرية الصغيرة وخاصة الطلاب صغار السن ومن هم بسن المراهقة وذلك لسهولة اثارة مشاعرهم الدينية وخداعهم والتأثير عليهم واستغلالهم وتحريكهم بسهولة وذلك لقلة تجاربهم ومعارفهم.
(ب) اصحاب الحوجة المادية خاصة بسني الدراسة الجامعية والذين لا يملكون ما يكفى من نقود للعيش في بئية دراسية قاسية رفعت الحكومة يدها عن توفير ادني ضرورياتها فاصبح الطالب يحتاج نقودا لكي ياكل ويشرب ويلبس ويسكن ويشترى احتياجاته من دفاتر ومذكرات وتصوير ...الخ الخ فلا يجد وتمتد له ايادي التنظيم بالمال الحرام السائب وهي واحدة من الثغرات التي يسعون خلفها دائما وذلك لصعوبة تجنيد الفئات العمرية الاكبر من الفئة (أ) عبر الطرق التقليدية.
(ج) الشخصيات الانطوائية حيث يوجد العديد من الأشخاص الذين يواجهون بعض المشاكل في التفاعل والاختلاط مع مجتمعاتهم و يشعرون بالراحة والحرية عندما يكونون وحدهم. حيث يفضل الشخص الانطوائيّ الابتعاد عن الآخرين وعدم الاختلاط معهم ويفضل دائما عدم الظهور و البقاء في الظل وذلك لعدم قدرته على مجاراة اقرانه فيركز الكيزان عليهم ويستغلون نظرتهم السلبية لمجتمعاتهم لتجنيدهم ضدها وعزلهم عنها.

(د)الافراد الذين يعيشون بدرجة من درجات العزلة الاجتماعية او الثقافية سواء برغبتهم أو بدونها اذا كانوا يعانون من مشاكل تدفعهم للانسحاب من مجتمعاتهم ويلعب التنظيم بهذه الحالة دور الذئب الذي يأكل من الغنم القاصية. حيث يستهدفون الاشخاص الذين يعيشون بعزلة تجعلهم غير قابلين للتأقلم مع محيطهم الاجتماعي أو اقامة علاقات سوية مع اقربائهم او زملائهم او اقرانهم. وقد وصف لويس فيور Lewes Feuer بعض انماط العزلة التى يعيشها هؤلاء المستهدفين مثل :
1ـ اللامعيار، أي عدم الالتزام بالمعايير السائدة بمحيطهم الاجتماعي.
2ـ العزلة الثقافية، أي الانفصال عن قيم المجتمع.
3ـ العزلة الاجتماعية، أي الشعور بالوحدة.
4ـ اللامعنى، أي الحياة المعدومة الهدف.
ويعاني معظم المستهدفين بعمليات التجنيد من شكل من اشكال العزلة تجعلهم لايستطيعون الاندماج والمشاركة بالانشطة التي يهتم بها اقرانهم مثل لعب الكرة او المجاملات الاجتماعية او تكوين صداقات الخ الخ...
(هـ) الطلاب متوسطى الذكاء واصحاب الاداء الاكاديمي الضعيف وذلك علي عكس ما يروجون له بانهم يستهدفون الاذكياء حيث شرعوا يوزعون الالقاب العلمية الرفيعة على بعضهم البعض وذلك للترويج لهذا الوهم ويتضح هذا الامر ببساطة في ضعف الانتاج الفكري لقادة الجبهة الاسلامية القومية حيث تكونت الجماعة من القائد الترابى ومجموعة من حملة الالقاب العلمية يقومون بدور التلاميذ الذين يبررون ويهللون ويصفقون لما يقوله ويفعله شيخهم. وبالنظر لفكر الترابي السياسي نجد انه مجرد نسخ ولصق copy & paste لتجربة الاخوان المسلمين المصرية الفكرية زائداً الاساليب البوليسية الامنية القمعية المستوردة من النظام الايراني بالاضافة لرشة بهارات من الكتاب الاخضر للقذافى وتجاربه باللجان الشعبية زائداً بعض الافكار من الحزب الشيوعي بما في ذلك لبس "البدلة السفاري الاشتراكية" التي اشتهر بها اعضاء الحزب الشيوعي ويمكن ملاحظة تواضع ذكاء قادتهم في تصريحات بعضهم مثل الخبير الوطني ربيع عبدالعاطي واعمدة رأي الطيب مصطفي ويمكن الاشارة لحديث سابق للمفكر الاسلامي امين حسن عمر حيث برر فشله للحصول على دكتوراة في "ادارة الاعمال" من الجامعة الامريكية التى ابتعث لها بقوله "الامريكان رفضوا يدونا اسرار هذا العلم" وعلى ذلك قس. ايضا يمكن ملاحظة الوجود الضعيف جداً لكوادر الاخوان المسلمين في الكليات العلمية المتميزة مثل الهندسة والطب وغيرها.

(هـ) اصحاب بعض الافكار الدينية المتزمتة والذين يجدون في الانضمام للكيزان فرصة للتبشير بفكرهم و لاخراج عقدهم والتنفيس عنها بالمجتمع السوداني الذي يرفضهم و ينبذهم وذلك لانتشار التسامح الديني الذي يناقض ما يدعون له.

ثانيا: المفاهيم والمعتقدات التي يستخدمها الكيزان لزيادة عزلة وانفصام اعضائهم عن مجتمعهم وبرمجتهم وتحويلهم للآت قتل وعنف وكراهية:
(أ) تكفير الكيزان للمجتمع السوداني:
قام تنظيم الجبهة الاسلامية كمولود شرعي لجماعة الاخوان المسلمين المصرية وتعتبر كل المبادئ التنظيمية للكيزان منقولة نقلا حرفيا عن اساتذتهم الاخوان المسلمين المصريين. ومن هنا تبدأ ماسأة مفارقتهم للمجتمع والواقع السوداني حيث يريدون تطبيق افكار صممت لمجتمع اجنبي مختلف الظروف ومغاير عن المجتمع المحلي الشئ الذي نتج عنه الرفض الكبير لهم ولافكارهم من جماهير الشعب السوداني.من جانبهم فان الكيزان لا يهتمون كثيرا بجماهير شعبهم اذ يتفق ائمتهم المصريين حسن البنا و سيد قطب في تكفير المجتمع وذلك لعدم وجود دولة إسلامية في هذا الزمن ، وهذا هو أصل التكفير عند جماعة الإخوان المسلمين . حيث قام حسن البنا بإنشاء الجماعة نسبة لتكفيره المجتمع المصري و اعتقاده أن جماعته هي جماعة المسلمين بمعنى أن من لم ينتمى لجماعته فهو من جماعة الكافرين وكان يبايع أتباعه على إقامة دولة الإسلام لانها غير مقامة ببلده مصر . (زينب الغزالي :كتاب أيام من حياتي : ص29)
وبناء على فكر الاخوان المسلمين التكفيري فقد صار من ينضم الى الجماعة " أخاً " له حقوق الأخوة ومن يخالفهم فمصيره إلى جهنم لأن الجماعة - و من وجهة نظر البنا - هي الإسلام والخارجون عليها : " خوارج " فمن خرج عن " الجماعة " أو خرج منها أو عنها صار كافرا ، ومرتداً ومصيره إلى النار . ايضا يقول يوسف القرضاوي:بأولويات الحركة الإسلامية ص 110 :" في هذه المرحلة ظهرت كتب سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تكفيره الذي ينضح بتكفير المجتمع وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة."
وقام كيزان السودان بعمل copy & paste لافكار قادة الاخوان المصريين رغم الاختلاف الكبير بين الدولتين وظهر هذا جليا بهتافات الكيزان "الله مولانا ولا مولي لهم" فتجدها اشارة صريحة لتكفير جموع الشعب السوداني التي لم تنضم لهم. لذا فان اهم مبدأ قامت عليه تعاملات حكومة الكيزان مع الشعب السوداني هو انهم يحكمون كفار و خوارج و مرتدين لذا يمكن فهم العسف والقهر الذي يمارسونه بصورة يومية على شعبهم. ويمكن بهذا الاطار فهم الفتاوي التي تحلل التعذيب ببيوت الاشباح والتي اصدرها شيوخهم وذكرها المحبوب عبدالسلام في كتابه "الحركة الإسلامية السودانية - دائرة الضوء.. خيوط الظلام" وفى تصريحات المجرم نافع علي نافع حينما سئل عن ممارسته التعذيب والقتل والسحل ببيوت الاشباح فاجاب بانه "يتعبد ويتقرب الى الله بذلك".

(ب) عبادة التنظيم دوناً عن الله:
يمكن تلخيص هذا الامر بالاستشهاد بالصحفي والاسلامي السابق عمار محمد آدم حيث يقول:
لقد كان الانتماء للتنظيم اقوى من الانتماء للدين ... فالدين عند الاخوان المسلمين في السودان هو غطاء لاهداف التنظيم الذي يجعل من الوصول الي السلطة هدفا لذاته واستغلال الدين لبلوغ الهدف....الوصول الي السلطة يعتبر جائزة واجر لمن سعي وعمل في التنظيم لذلك فان تبني مايعرف بالاسلاميين للاسلام السياسي يفتقر الي عنصر اساسي هو العقيدة والايمان ويجعل الامر مجرد فكرة جافة تنتج عنها اجراءات والتزامات تنظيمية تتحول بعامل الزمن الي مايشبه الطقوس والتي تكتسب قدسيتها من كونها صادرة من الكيان او التنظيم المقدس برمزية قيادته وهياكله وهذا ما يدخلهم فى دائرة الشرك بالله حين يجعلون لله اندادا من الاجهزة والمؤسسات التنظيمية... وقد يحولون المساجد الي مجرد مقار وملتقيات تنظيمية وتخلو الصلاة عند الكثيرين منهم من الروح فهم تنظيم هدفه الدنيا لاجل الدنيا ولايفكرون في مرضاة الله بقدر مايفكرون في ارضاء كهنة معبد التنظيم ...أ.هـ
لذا تجد الكيزان يدافعون عن التنظيم ان اخطأ او اصاب ويستميتون في الهجوم على الاخرين متي ما اتجه النقد للتنظيم وتجدم يحملون السيخ كطلاب بسرور للدفاع عن تنظيمهم ويرتكبون ابشع الجرائم ويقدمون الضحايا قرابيناً لالههم.
(ج) الدين وسيلة للوصول للحكم لا غير:
ونستشهد مرة اخري بعمار محمد آدم حيث يكتب :"موضوع الدين عند الاسلاميين في السودان ليس حقيقة ولكنه ذريعة ليضفون علي تنظيمهم نوع من القدسية وحقيقته انه تنظيم علماني لايستمد وجوده من بركة السماء ولكنه يعتمد علي الوسائل البرغماتية بل ان الغاية عندهم تبرر الوسيلة وهم قد يخدعون عامتهم او انفسهم انهم يعملون لاجل الدين وقد راهم الناس علي حقيقتهم في محك السلطة والمال.
ويمكن رؤية ذلك بوضوح في الممارسات الفاسدة التى يقوم بها الكيزان بالرغم من تدثرهم بعباءة الدين والتدين ويكفى ما قاله المرشد الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد الزعيم السابق للأخوان المسلمين والذى ذكر باحد اللقاءات: (أنا الحكومات دي عايشتها منذ ما قبل الاستقلال... عايشت الحكومات دي كلّها وما رأيت حكومة غرقت في الفساد وعدم مواجهة الحقيقة والعدل لكل من يعتدي على المال العام والحق العام مثل ما يحدث الآن)وهو امر يتناقض تماما مع ما يدعونه من التزام بتعاليم الاسلام وانهم "الارجل المتوضئة..او الاقرب الى الله"..
الكذب والنفاق كاستراتيجية ثابتة:
علاقات الكيزان بشيعة ايران قديمة جداَ وقد نسخوا الكثير من افكار ملالى ايران بل وبعثوا بكوادرهم للتدريب علي يد مختلف اجهزة القمع والاجهزة الامنية الايرانية وتم استيراد الكثير من الافكار الشيعية من ايران وتطبيقها على الواقع السوداني. ومن ضمن المبادئ المأخوذة عن شيعة ايران يتبني الكيزان مفهوم التقية الشيعي و معناه أن يظهر الشخص خلاف ما يبطن أي أن معناها النفاق والكذب والمراوغة والبراعة في خداع الناس.
للتقية عند الشيعة مكانة مرموقة، ومنزلة عظيمة فقد اعتبروها أصلاً من أصول دينهم لا يسع أحداً الخروج عنها، وقد بحثوها في كتبهم كثيراً، وبينوا أحكامها وما ينال الشخص من الثواب الذي لا يعد ولا يحصى ولا يصدق لمن عمل بها، وعامل الناس بموجبها فخدعهم وموه عليهم. (د.غالب على عواجي : فرق معاصرة تنتسب إلى الإسلام وبيان موقف الإسلام منها)
لذا يري الكوز نفسه يتعبد ويتقرب الى الله بممارسته الكذب والنفاق بصورة يومية ولا يري في ذلك حرجا ويكفى مشاهدة حلقات "شاهد على العصر" مع الترابي لتري تلك القدرات الكبيرة على الكذب والتلون كالحرباء والشعور بالرضاء عن النفس اثناء ممارسة ذلك الكذب والتلفيق وتوزيع ابتسامات السعادة والرضا بين كل كذبة واخرى كيف ولا والرجل يتعبد لله بهذا الكذب المتواصل. ويمكن رؤية ذلك في عبارة البشير التي صارت مثار سخرية الجميع "انا حصلت كضبت عليكم؟" والتي تثير الرثاء والسخرية اذ يظن ان للشعب ذاكرة سمك لا يتمتع بها غيره. و يتم ممارسة هذا الفقه عند تزوير الانتخابات والصرف البذخي علي المزورين وعمليات التزوير كيف لا وهم يتقربون لله بهذا التزوير والتلفيق.

مصطفى صالح.
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty أسبـــــــوع الـــــــــوطن.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الإثنين 11 مارس 2019, 00:54

أعترف بان الناس قد أعطوني في مسالة منازلة الترابيين ومجاهدتهم أكثر مما استحق..!
ولولا إنني صاحب تجارب واسعة في مجالي النجاح والفشل في هذه الدنيا وفي هذه المهنة بعد الثلاثين عاما من معاصرتها في الداخل والخارج ، لكنت قد امتلأت غروراً.. وزهواً ولمشيت بين الناس بالخيلاء ... والتكبر.. والعياذ بالله من هذه وتلك...!!
والحقيقة ببساطة هي أن الترابيين معين لا ينضب من الأخطاء..وتلال لا تنتهي من المخازي.. والمتناقضات..!
واعترف ثانية باني أدركت في معركتي مع الترابيين حقيقتين أساسيتين..!
الأولى هي : أنهم مزيفو البطولة .. وليسوا أكثر من هنبول ربما كان قديما مثل راية ترفرف فوق قبر شيخ لتدل على المكان الذي دفن فيه هذا الشيخ، وأحيانا لا تعبر الراية المرفرفة فوق الضريح عن أكثر من وهم دراويش أو اعتقاد مشكوك فيه..!
أريد أن أقول في هذه النقطة، بأن الترابيين الآن مثل خرقة بالية .. وقديمة ومتسخة من فعل الزمن، ترفرف فوق ضريح وهمي دفن تحت ترابه شيخ وهمي اسمه حسن الترابي...!!
هذا الهنبول يخافه بعض الناس ويعتقدون إن شيخه الوهم يخيف أو يضر..أو ينفع..!!
وأنا لست من أهل هذا الاعتقاد والحمدلله ...!
هذه واحدة..!
والثانية : هي يقيني بان الترابيين وبإثارتهم لهذا التراب .. والغبار .. وادعاء البطولات المزيفة في أمور الدين والدنيا لابد أن وراءهم ما وراءهم من أمور يودون إثارة الغبار حولها وأمامها .. وخلفها .. حتى لا يبصر الناس شيئا .. وحتى يتردد من يبصر ويعرف عنهم شيئا في أن يقول .. أو يفتى .. أو يخبر التاريخ والمؤرخين ..!
وكانت مهمتي هنا مزدوجة أيضا ..!
أن أقول وبصوت مسموع ما يقوله الناس عن الترابيين سرا ..!
وان اكسر حاجز الخوف بين الترابيين وبين خصومهم وهم كل السودانيين باستثناء من هم جبهة ..!
ومن غرائب الأمور في هذه النقطة بالذات انك وبرغم الخلاف القوي من الممكن، مثلا، أن تجد مساحة من الاحترام والتقدير بين الأنصاري والشيوعي أو البعثي ولا تجد أي مساحة من الود أو الوفاق، أو الاحترام بين الأنصاري والترابيين ..!
وذات المقياس يصلح بين الترابيين وبقية الفئات ..!
أنصار السنة مثلا بينهم وبين الآخرين مساحة من الود والاحترام ربما بنفس مساحة الخلاف ، والاختلاف في الرأي ..
ولكن ، وكما لمس الجميع لا مساحة احترام أو ود بين الترابيين وأنصار السنة ، وان وجد الاحترام فهو لا يمكن رؤيته بالعين المجردة ..!
الطرق الصوفية ، قادرية تجانية .. إدريسيه .. إسماعيلية . .وخلافه كلها تحسب الترابيين من قوم إبليس وتعتبرهم ليسوا أخوان الشيطان وحسب ، بل هم أباء الشيطان .. وأمهاته .. وروحة النجسة .. أي هم الشيطان نفسه في نظر الطرق الصوفية إذا استبعدنا جماعة أو اثنين كان المال والثمن الغالي وراء تظاهرها بالانتماء للجبهة أو التأييد لمؤتمراتها إذ سرعان ما أعلنت هذه الطرق – إن وجدت – عن اغتسالها من جنابة – كابوس - الانتماء للترابيين عند بداية تكوين جبهتهم عقب الانتفاضة ..!
إذن فالترابيون حزب معزول وبلا حليف .. وبلا صديق .. وبلا ود أو اتصال أو وصال مع أي حزب أخر في البلد ومن الغريب أنهم في الخارج أيضا بلا حليف .!
وان وجد من يذكرهم بالخير داخل أي حزب فسينال من عزلتهم عزلة .. ومن كره الناس لهم كرها ..!
ومن يريد المثال والدليل عل هذا ، فليذكر .. ويتذكر عبدالله محمد احمد وزير الإعلام الذي سفر في ولائه للترابيين حيث عصف به هذا الولاء وأخذه إلى الشارع ومنه إلى الطابق الرابع بمجلس الوزراء كرجل بلا وظيفة أو دور اللهم إلا من عطف السيد الصادق المهدي وحرصه على عدم وصول عبدالله محمد احمد إلى درجة الجنون بسبب العزلة .. والكراهية .. والإحباط ..!
وقريب من عبدالله محمد احمد كمثال لوجود مغامرين سودانيين سياسيين متعاطفين مع الترابيين ، السيد مبارك المهدي الذي نحسب أن صلته بالجبهة قائمة عل ثلاث قواعد ليست متينة بأي حال من الأحوال ..!
القاعدة الأولى هي المصالح ورغبة السيد مبارك في استثمار قدرات الجبهة الإسلامية في كيفية القفز إلى أعلى الدرجات الاقتصادية بسرعة وأساليب وإمكانيات لأتحدها حدود من وازع .. أو أخلاق .. أو قيم وطنية ..!
والقاعدة الثانية هي كره السيد مبارك الفاضل للاتحاديين عموما وداخل الاتحاديين الختمية .. ومن الختمية بيت السيد على ..!
وهذه اعترف باني لم أجد لها إلى الآن تفسيرا معقولا رغم إني حاولت .. فالرجل وأعني السيد مبارك المهدي إن كان يكره الطائفية فهو ابنها البار ولولاها لما سمع به احد، ولما أهلته قدراته المتواضعة والوضيعة .. وخبراته في هذه السن إلى أكثر من سوداني عادي موظف أو تاجر .. أو عامل أو مزارع أو غـاسـل صحون في مطعم عـشـوائي ..!
والقاعدة الثالثة فيما اعتقد هي كراهية السيد مبارك المهدي أو قل حساسيته من العلاقات مع مصر وهذه في اعتقادي محسوبة على علاقته بالليبيين إذ إن الرجل أي السيد مبارك المهدي معجب كما يبدو بالنمط الليبي في التعامل مع الأصدقاء .. والحلفاء .. والعملاء وهذا النمط لا يوجد عند المصريين أو السعوديين أو الدول الأخرى من شرق أو غرب ..!
ذلك لان القرار الليبي بيد رجل واحد ، إن أمر لك بخزائن قارون وجدتها أمامك داخل الطائرة بالمطار وأن اشر بيده معرضا عن مساعدتك عليك أن تدبر فلوس ضيافتك وان تسرع بالخروج الاختياري من ليبيا قبل أن يطالك الخروج الإجباري أو ما هو أسوا ..!
ولقد بدأت بالحديث عن – دوري - أو دور ( الوطن الجريدة ) في تجنيب السودانيين أخطار وإضرار وباء خبيث في السياسة السودانية اسمه الترابيين ..!
مرة أخرى اعترف بأنهم معين لا ينضب من الأخطاء .. وماض لا يشرف من السوء .. وسلوك يومي لو وجد المتابعة الأدق والاشمل من متابعات الوطن لهم ، لما وجد منهم من يجرؤ على السير في الطريق العام معلنا انه من الترابيين ..!
واسمحوا لنا إن نتنازل ولو جزئيا عن نصيبنا من الإعزاز والفخر والثناء والإشادة وان نعطي كل هذا لصاحبة الحقيقي ونعني الرأي العام السوداني الواعي والمدرك .!
ولقد قلت مرارا أن الوطن الجريدة في معركتها مع الترابيين استخدمت بتوفيق كبير كل قدرات الرأي العام السوداني الذي جند نفسه لخدمة ( الوطن البلد ) من خلال ما يعطى وأعطى للوطن ( الجريدة ) من معلومات ودعم ، وسند ومساندة وتشجيع وتحفيز مادي وأدبي ..!
ومنذ ثلاثة أيام ، وتحديدا مساء الثلاثاء ، وأنا في طريقي إلى منزلي من مكاتب الجريدة بعد يوم حافل ، وشاق أكرمني الله بواحدة من عطاياه وهداياه التي كانت دائما سندي واستنادي في معركة مكافحة الوباء الترابي الضارة ..!
عثرت في الطريق وتحديدا بميدان سينما النيلين الشرقي على ندوة ترابية طبيعية الإخراج .. عادية الحضور .. بلا حشد من الأقاليم أو أطراف العاصمة ..!
وبلا مقاولي أنفار خارجيين يحضرون الناس من بعيد بعد أن يضمنوا لهم الوجبة والمواصلات مع وعود بدخول الجنة للغشماء من الريفيين أن وجدوا ..!
كان الحضور لندوة ميدان النيلين الشرقي هذه يتراوح ما بين المئتين ودونها قليلا أو أكثر منها قليلا أيضا ..!
إذا تفرست الوجوه وتابعت السيماء والخلجات ستدرك أن الترابيين بين الحضور القليل هذا ليسوا أكثر من عدد الطفيليين .. والمرضى .. والمعقدين بالدائرة التي فاز فيها الأستاذ نقد بعد أن صوتت لصالحه كل القوى السياسية تقريبا كرها في المرشح الأخر وهو ياسين الذي أفتى عشية إعلان النتائج عام 1986 بأنه فائز في دائرة الديوم والعمارات وأن الشيخ حسن فائز في دائرة الصحافة وجبره وان أول انجازاته أي ياسين عندما يفوز بشرف النيابة وتذهب به الديمقراطية لا السواطير إلى قبة البرلمان سيفجخ رأس قوى الانتفاضة ..!
ولقد تذكرت ياسين هذا وأنا اسمع من يردد في مايكرفون تلك الندوة البائسة بان ياسين هو المتحدث الثاني بعد أن أعلن عن المتحدث الأول وأوضحوا عن اسمه فإذا هو حسين توأم حسن وعقله الباطن من حيث الانحدار والسلوك ؟!.
وساقط القول وسفه المعاني والجرأة على الباطل قولا وفعلا ..!
صحيح أن حسن توأم حسين هو المعين الذي لا ينضب من كل الذي كان يقوله ويتفوه به المتحدث الذي بدأ تلك الندوة المهينة والمشينة بحق أى آدمى متحدثا كان أو مستمعا مسلما كان أو وثنيا .. !
كان تركيز المتحدث الأول على الأموات من الزعماء والرموز.. !
ركز على الميرغنى الكبير مولانا السيد على طيب الله ثراه .. !
وان كان قد بدا بالسيد محمد عثمان الميرغنى الكبير فقد عرج في حديث لم يسمع الناس أسفه وأحط منه عرج على المراغنة واحدا واحدا حتى وصل الأحياء منهم حيث كان لب مأخذه على السيدين محمد عثمان واحمد الميرغنى أنهما لم يختلطا بالطلاب ، وأنهما درسا في مدرسة سماها بمدرسة الأشراف ، وان طلابها كانوا أربعة نعترف هنا بان نعل حذاء اى منهم أكرم واطهر من الذين مولوا هذه الندوة الساقطة واتوا بالترابي الظل لكي يتحدث فيها مسيئا للأموات وحرماتهم التي توقرها حتى الكلاب عندما تعف عن نبش قبور البشر ، وتنبش جثث الحيوانات أن دفنت ..!
وليجرب حسن الأصل أو حسن الظل هذه القاعدة في احترام الموتى وقدسية الموت ، ليكتشف حقيقة أن حزبه ورفاقه من أفراد المافيا في درجه من الوفاء اقل من الكلاب والحيوانات .. !
أعاب ذلك المتحدث في السيد محمد عثمان الميرغنى وآخيه خصوصية التعليم والابتعاد عن أبناء الشعب العاديين .. !
فهى شهادة نصف والمرأة نصف شاهد .. والمتحدث في ندوة الترابى لم يكن واحدا صحيحا بل نصفا وهذه معلومة تظل بلا سند مالم يقلها رجل .. !
ولكن نسأل هذا النصف المتحدث إن كانت دراسة أبناء الترابي ، وياسين وعثمان خالد ومحمد يوسف وعلى عبد الله يعقوب وغيرهم المئات من أبناء قيادة المافيا الذين يدرسون في أمريكا واروبا تؤهلهم للاقتراب من الشعب وتراثه .. وقيمه .. واخلاقة ..!
إن المتحدث لابد أنه مدرك بأن أولياء نعمته الكبار يتباهون بدراسات .. وتعليم أبنائهم في المراحل الأولية والثانوية داخليا في سان فرانسيس ، والمدرسة الأمريكية أو العالمية التي تتقاضى مصاريفها بالدولار أو مدرسة منظمة الدعوة الإسلامية التي تبلغ مصاريفها السنوية الـ 8 ألف جنيه سوداني ..!
ولقد بدأ تؤام حسن ونعنى حسين خوجلي توأم حسن وعقله الباطن بالسقوط في القول من خلال رواية مزيفة عن الراحل العظيم السيد على الميرغنى الذي ما كان من الممكن أن يتصور احد بان خطيبا هينا .. لينا .. أملسا .. تكوم جسده على المنصة مثل جيفة ثور خصى يمكن ان يذكره بالخير او يتحدث عنه بالصدق .. !
ولو انشغل الناس بالتاريخ .. ونقبوا فيه باهتمام وصدق لقياس الأمور ومعرفة ماضي الرجال ، لما بقى للترابيين من قادة يمشون في الطرقات بين الناس ..!
هذا المتهم بتزييف التاريخ ، ونعنى حسن نفسه الذي أرسل عقله الباطن حسين ماذا لو سرد الناس بالقول والكتابة تاريخه القريب .. !
وهو حى .. اى الرجل ونعنى حسن وفاعل .. وفاعل .. ومؤثر .. ومتأثر بالحياة المعاصرة ..!
أن فعل الناس هذه لا احد يمكن أن يلومهم ..
وهذه النقطة بالذات تشكل الركن الثالث في إستراتيجية وعمل هذه الجريدة .. !
ونعنى بالتحديد المعاملة بالمثل اى معاملة الترابيين بنفس سلاحهم وإبداعاتهم في منزلة الخصوم .. !
ماذا أذن لو تطوع وتبرع وتشجع زملاء حسن الأصل وحسين العقل الباطن وقالوا عن هذا وذاك ما هو حقيقي عن حنتوب .. ورحلات الرقص .. والهجيج والمجون .. ؟!
ماذا لو تطوع كشكوش المهندس بالجزيرة الآن ، وكتب مذكراته بكل تفاصيلها ..؟!
ماذا لو جاء ذلك الدكتور الذي يعمل بإحدى الجامعات الآن وواجه ( ياسين ) هذا الداعى المعقد والعقدة بحقيقة تاريخه وأسباب فصله كمعلم قبل أن يهرب من أثار حادثة الداخلية تلك إلى رحاب الفارين من ماضيهم الشين المشين ..!
بل ماذا لو روى احد الحضور حادثه أمريكا مع ياسين نفسه عن ذلك الدكتور الذي كان يوما تلميذا لياسين فى المرحلة الوسطى أو الثانوية وساله الأسئلة الثلاثة الآتية :
1- هل كنت شيوعيا ..؟!
قال ياسين نعم ..!!
2- هل كنت تتعاطى الخمر ..؟!
قال ياسين نعم ..!
3- هل كنت تحاول أن تمارس الشذوذ والانحراف مع طلابك ..؟!
وهنا سكت ياسين الزائر لأمريكا .. وبدا بعض الحضور بالارتجاف والاضطراب .. حيث تمتم هو أو الذي كان بجانبه بكلمات غير مفهومة استكمال اضطرابها السائل نفسه عندما قال : أنا ذاك الصبي الطالب الذي فصلت بسبب محاولة اغتصابه أيها المسلم الداعية ..!
وعندها خرج هذا المؤرخ الشجاع وتبعه العديد من الحاضرين .. ومن يومها لم يجرؤ على الحديث في ندوات المبعوثين السودانيين بالخارج لان كل أبناء الجيل الذي درسه ياسين في مرحلة دراسات عليا أن هم واصلوا العلم التعليم ..!
ماذا لو وقف مؤرخ مشغول في التنقيب الحقيقي في حياة قادة هذه المافيا ونبه هذا التائب أو ( المهتدي ) مستشار جريدة الترابيين والمطل يوميا من على إحدى زوايا صفحاتها إلى إن له بنتا لم يتزوج هو والدتها على كتاب الله وسنة رسوله ..!
ماذا لو نعت الناس هذا الأخر من قادة المافيا بذات المنكر وذكروا له كتابة وبالأسماء والتواريخ والمستندات إن له ابنا بالـ (...........) ..!
ذلك لأن الجميع – ونعني الضحايا و الأبطال – أحياء !
ماذا لو جاء احد شهود التاريخ بمدينة الأبيض بكردفان وقال لهذه المرأة التي يشبه وجهها مؤخرة ظهر القرد - شيتا - بعد كم سنة تزوج والدها من إمها بعد أن ولدت هي ..!
ماذا لو جاء احد المغتربين القدامى من السعودية وذكر هذا ( الصارقيل ) أو ( النقطة نظام ) بالذي حدث له ومنه هناك في الرياض أو غيرها ..؟!
ماذا لو سئل السنوسي أو الوزير العشوائي عن أسباب تطاولهما على أهل البلاد وعدم احترامهما لقواعد الضيافة والانتماء القريب من تشادي إلى سوداني ..؟!
بل ماذا لو أعاد الناس أو أعدنا من على صفحات هذه الجريدة نص المنشور الذي صدر عن الأخوان المسلمين في مصر وبتوقيع كمال يوسف في إحدى مطبوعاتهم وهو يكتب كلاما نسال الله إلا تدفعنا – أو غيرنا - سفاهة حسن وعقله الباطن حسين لنشره كاملا ..!
ذلك لأننا إن فعلنا هذا وقد نفعله ونفجر في الترابيين كل خزائن الماضي المليئة بإسرارهم وإخبارهم وسوف لن نكون متجاوزين للدين فهو الله جلت قدرته القائل :
( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعملوا إن الله مع المتقين ) .. صدق الله العظيم ( البقرة الآية ) ( 193 ) ..
ما وددت قوله من حديث أو أبلاغة للترابيين من رسالة وقد زاد منهم ساقط القول وقبيحه عن أموات الوطن وأحيائه هو إن يرجعوا عن غيهم وان يتوبوا إلى رشدهم وان يراجعوا حساباتهم وان ينتقدوا الأحياء من الناس ما شاءوا وان يجنبوا أنفسهم ويلات الحديث الممجوج عن ماضي الآخرين فهم أدرى بان ماضيهم أقبح من ذنوبهم وأقـبـح مـن ( طـيز قـرد مـفـنـقـس ) .. والتاريخ كتاب مفتوح .. ؟!
سيــد أحمــد خليفـة ..
جريدة الوطن
التاريخ : 3 يونيو 1989
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty "Our Sordid Love Affair with the London’s .Muslim Brotherhood"

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الإثنين 11 مارس 2019, 01:33


"Our Sordid Love Affair with the London’s Muslim Brotherhood" هذا هو عنوان المقال
الذى كتبه الكاتب الصحفى الامريكى المرموق جيفرى ستانبيرج . والمقال هو عبارة عن استعراض لكتاب :
"Devil’s Game: How the United States Helped Unleash Fundamentalist Islam"
هذا الكتاب الهام لكاتبه روبرت درايفس , الجنرال الكبير المتقاعد فى وكالة الاستخبارات الأمريكيهCIA الذي عمل لفترات طويلة فى الشرق الاوسط , صدر عام 2005 فى 388 صفحة . هو كتاب يتوجب على كل شخص ينتمى الى جماعات الاسلام السياسى الاطلاع عليه . أولاً لمعرفة حقائق وأسرار التنظيم العالمى للأخوان المسلمين الذى ينتمى اليه لتحديد موقفه تبرئة للذمة امام الله والإسلام أولاً , ثم الاوطان وعباد الرحمن ثانياً .
ما نقوم به فى هذا المقام هو ترجمة نصية لورقة الصحفى الامريكى جيفرى ستانبرج التى تمثل بحثأً و استعراضاً جيداً للكتاب . فهناك كم هائل من الحقائق والمعلومات الدقيقة التى لم يتطرق اليها بطبيعة الحال . ولذلك يجب على قادة وكوادر الحركات الاسلامية المسيسة – خاصة المنتمية لجماعات الاخوان المسلمين – الاطلاع على هذا المرجع الهام لفهم طبيعة أدوار الحركات الاسلامية فى المنطقة وعلاقاتها بأجهزة الاستخبارات الغربية . الى ترجمة النص الانجليزى:
تصادف أن يحضر كاتب هذا الاستعراض (والحديث هنا للكاتب الصحفي الامريكى جيفرى ستانبرج) مؤتمراً انعقد فى مجلس الشيوخ الامريكى . هذا المؤتمر تم الصرف عليه باعتباره منتدى للخبراء عن تنظيم القاعدة . سألت لجنة من ثلاث خبراء هم من القادة العارفين بالارتباطات بين القاعدة وتنظيم الاخوان المسلمين , وذكرت لهم ان تقارير موظفى هيئة التحقيق حول هجمات 11 سبتمبر اوردت أن الشخص الذى كان يعتقد بأنه العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر 2001 خالد شيخ محمد , قد القى القبض عليه , وانه يفتخر بأنه تم تجنيده لتنظيم الأخوان المسلمين منذ أن كان عمره 16 عاماً. إلا ان سؤالى هذا قوبل بنظرات صفراوات من قبل “خبراء” تنظيم القاعدة الذين نصبوا أنفسهم خبراء فى هذا الشأن , ولم يتفضل أحد منهم بالرد . وللحقيقة والإنصاف , فقد ابتدرني أحد الثلاث فيما بعد ليقول انه كان يعلم شيئاً ما عن ارتباطات الاخوان المسلمين مع القاعدة , لكنه شعر أن الحضور حينذاك والمكون من قادة موظفى الكونجرس وكبار المفكرين Think-tank ومخططى السياسات لم يكن بمقدورهم استيعاب الاجابة المعقدة التى كان عليه أن يعطيها .عندما حكيت الحادثة فى منتدى خبراء الارهاب لعدد من الضباط المتقاعدين من الجيش والاستخبارات الذين لهم شهادات خبرة ومختصين فى شؤون الشرق الاوسط , هزوا رؤوسهم فى حسرة اعترافاً بالمشكلة والقصور.
لحسن الحظ , الكاتب روبرت درايفس جاء كتابه مواتياً ليبعث الراحة حول هذا القصور الكبير فيما عرف لدينا بالحرب العالمية على الارهاب “Global War on Terror “GWOT” وأيضاً حول قصور الديبلوماسية الامريكية وعمليات الاستخبارات بشكل عام . كتاب “Devil’s Game” يعطينا صورة حية حول كيف أن الولايات المتحدة قضت القرن الماضى كله منساقة الى اوحال سياسة الشرق الأوسط تجرها الاجهزة الامبريالية البريطانية التى دعمت وتحكمت فى حركات التطرف الاسلامى منذ الساعات الاولى لعصر سياسات البترول فى نهايات القرن التاسع عشر . يجمع كتاب درايفس بين مسح معمق مقروء لمجموع الادبيات الاكاديمية حول تاريخ حركة الاخوان المسلمين وتفرعاتها المتعددة التى انبثقت عنها فى القرن العشرين , مع مقابلات مع بعض كبار خبراء الشرق الاوسط فى الادراة الامريكية من دبلوماسيين وضباط استخبارات . ففى الفصل الافتتاحى الاول , يعطينا درايفس تشخيصاً وعلاجاً لسياسة الرئيس بوش الخاطئة حول الحرب على الارهاب. كتب درايفس بان شن حرب على الارهاب هو الطريق الخطأ تماماً لمجابهة التحدى الذى خلقه الاسلام السياسى .
فيما يتصل بالموضوع الاوسع المتعلق بصعود الجناح الاسلامى المتطرف , يكتب درايفس “أولاً , يجب على الولايات المتحدة عمل ما يمكنها عمله لإزالة المظالم التى تقود المسلمين الغاضبين لالتماس العزاء فى تنظيمات مثل جماعة الاخوان المسلمين … على الاقل يمكن ان تتخذ الولايات المتحده خطوات هامة من شأنها اضعاف قدرة اليمين الاسلامى فى قطف المجندين . فبالاشتراك مع الامم المتحده والاوربيين وروسيا يمكن للولايات المتحده المساعدة فى حل الصراع الفلسطينى-الاسرائيلى بطريقة تضمن العدالة للفلسطينيين , أى قيام دولة مستقلة قابلة للبقاء جغرافياً واقتصادياً , وربط ذلك بالانسحاب من المستوطنات الاسرائيلية غير الشرعية , وعودة اسرائيل الى حدود 1967 تقريباً , مع تقسيم منصف وعادل للقدس . ذلك , اكثر من اى شئ آخر , من شأنه ازالة أسباب الحرب لدى اليمين الاسلامى .
ثانياً , يجب على الولايات المتحدة التخلى عن مظاهرها الامبريالية فى الشرق الاوسط . يتطلب ذلك انسحاب قوات الولايات المتحده من افغانستان والعراق وتفكيك القواعد الحربية الامريكية فى الخليج الفارسى والمنشآت فى السعودية , وتقليص واضح فى وجود الاسطول الامريكى ومهمات التدريبات العسكرية ومبيعات الاسلحة .
ان وصفات درايفس المعقولة لكبح تقدم اليمين الاسلامى هى مفيدة بلا شك لكن القوة الحقيقة هو التوثيق الدقيق للتاريخ الذى يوثق لدعم بريطانيا لحركة الاخوان المسلمين , واستجابات الولايات المتحده البلهاء لها , ما يجر العالم بالضبط الى حافة صدام الحضارات “Clash of Civilizations” فى حرب لا نهائية طال ما سعت اليها لندن , والتى عادة ما عارضتها الولايات المتحده .
حكم بريطانيا الامبريالى Britain’s Imperial Synarchy :
على الرغم من أن حركة الاخوان المسلمين بدأت اولاً فى مصر 1928 الا أن جذور دعم بريطانيا للمحافل الماسونية السرية يرجع الى ما وراء ذلك التاريخ بجيلين . تحديدا للربع الاخير من القرن التاسع عشر , فى ذلك الوقت دعمت الاستخبارات البريطانية عمل شخص شيعى مولود فى بلاد فارس يسمى جمال الدين , عرف فيما بعد بجمال الدين الافغانى (1897-1838) . ولكونه ماسونى بريطانى (وفرنسى) وملحد موثوق , قضى الافغانى كل شبابه كعميل للاستخبارات البريطانية يقود التمرد الاسلامى حيثما اتفق ذلك مع الاهداف الامبريالية لبريطانيا . ففى وقفات فى حياته العملية المثيرة عمل كوزير للحربية ورئيس للوزراء فى ايران قبل أن يقوم بانقلاب على اسياده . كان الافغانى مؤسساً لحركة شباب مصر , والتى كانت شبكة من خبراء تضم الجبهات اليعقوبية البريطانية (الماسونية) حول العالم التى شنت الحرب على اعداء بريطانيا الامبرياليين فى النصف الثانى من القرن التاسع عشر . فى السودان وفى اعقاب الثورة الوطنية التى قادها المهدى وقتل اللورد غردون الحاكم البريطانى , نظم الافغانى ثورة مضادة (اسلامية) لدعم استعادة السيطرة الاستعمارية البريطانية على السودان .
وفى ابهى التقليد البندقى Venetian (نسبة الى مدينة البندقية) طور الافغانى فلسفة او مقولة “الاقتصاد فى الحقيقة” Economy of truth اى الحقيقة كأداة للخداع الامبريالى . فقد اتخذ لنفسه اسم الافغانى لاخفاء مولده الفارسى/ الايرانى وجذوره الاسلامية الشيعية حتى يتسنى له خدمة اوليائ نعمته البريطانيين على نحو افضل فى المناطق التى يعمل فيها وهى فى الغالب سنية . كما كان يتحدث بتشكك عن المنفعة الاجتماعية للدين The social utility of religion . كان يقف خلف الافغانى احد قادة المستشرقين البريطانيين , ادوارد قرانفيل Edward Granville Brown ومتى ما نفذت منه النقود , كان الافغانى ييمم دؤوباً كالنحلة شطر لندن , حيث كان دائما ما يُسعف بالتمويل , دار للطباعة وتسهيلات احرى .
كان احد حوارييى الافغانى البارزين ورفيقه فى العمالة للاستخبارات البريطانية هو محمد عبده (1849-1905) . عبده المولود فى مصر أسس جماعة السلفية تحت رعاية القنصل البريطانى فى مصر , ايفلين بارنج (اللورد كرومر) . فى عقد سنوات 1870 أسس الافغانى ومحمد عبده حركة شباب مصر التى قاتلت الوطنيين المصريين العلمانيين . وفى منتصف 1880 انتقل الرجلان الى باريس حيث أسسا مجلة تحت رعاية المحافل الماسونية البريطانية والفرنسية سميت “بالعروة الوثقىBond “Indissoluble .كانت هناك بعض الحكايات المتداولة عن السنوات الثلاث التى قضاها الافغانى وعبده فى باريس , تشير الى أنهما كانا على اتصال مباشر مع قداسة البابا St. Yues d’Alveydre الرجل المؤسس “لحركة أثرياء العالم Synarchist “ومن باريس قفل الثنائى راجعين الى لندن .
فى عام 1899 بعد سنتين على وفاة الافغانى , نصب اللورد كرومر محمد عبده ليصبح مفتى عام مصر . وفى المقابل أتى محمد عبده بمحمد راشد رضا (1935-1865) وهو رجل سورى هاجر الى مصر ليصير اقرب حواريى محمد عبده . أسس رضا المنظمة التى سوف تكون فيما بعد هى النواة لحركة الاخوان المسلمين :” جمعية الدعوة والارشاد.” اصدرت تلك المنظمة الماسونية مجلة باسم “المشكاة” The Lighthouse” التى قدمت الدعم الاسلامى اللازم للحكم الاستعمارى البريطانى فى مصر وذلك بالهجوم على الوطنيين المصريين ووصفهم “بالملحدين والكفرة”. فى القاهرة وتحت رعاية بريطانية افتتح رضا معهد الدعوة الاسلامية “الدعوة والارشاد” الذى أتى بالاسلاميين من كل انحاء العالم الاسلامى لتدريبهم على فنون الاثارة والدعاية السياسية Political Agitation . أسس رضا وآخرين من انصار محمد عبده حزب الشعب The People Party والذى كان يبث الدعاية لصالح الحكم الاستعمارى البريطانى . احد خريجى معهد الدعوة والارشاد وهو ايضاً شخصية محورية فى حزب الشعب هو حسن البنا (1949-1906) تسنى للبنا أن يؤسس جماعة الاخوان المسلمين فى 1928 .
جماعة الاخوان المسلمين فى الاصل هي وبلا مواربة كانت عبارة عن جبهة للاستخبارات البريطانية . فقد كان المسجد فى الاسماعيلية بمصر والذى كان اول مقر لرئاسة الاخوان المسلمين بنى بواسطة شركة قنال السويس (البريطانية) بالقرب من قاعدة عسكرية بريطانية ابان الحرب العالمية الاولى . ابان الحرب العالمية الثانية عمل الاخوان المسلمون كفرع اصيل من المؤسسة العسكرية البريطانية . وفى عام 1942 خلق الاخوان المسلمون “الجهاز السرى” وهو عبارة عن تنظيم يضم ميليشيات مسلحة تعمل تحت الارض متخصصة فى الاغتيالات والتجسس .
هتلر والمفتى العام :
خلال سني التكوين الاولى لجماعة الاخوان المسلمين كان جهاز الاستعمار البريطانى للمكتب العربى يتبنى فى ذات الوقت ويلمع شخصية “اسلامية” اخرى يسمى حاج امين الحسينى . وهو شخصية تكره السامية بشدة وله قليل من التدريب فى أمور العقيدة الاسلامية , تم تلميع الحسينى على يد سير رونالد ستورز Ronald Storrs الحاكم العام البريطانى ومساعد السير هربرت صامويل Herbert Samuel المندوب السياسى البريطانى فى فلسطين . فى عام 1921 كان الحسينى قد تم تنصيبه كرئيس للمحكمة الاسلامية العليا , وهى رابطة مدعومة من بريطانيا تضم قادة اسلاميين تم اختيارهم بعناية . وفى العام التالى قام سير رونالد ستورز بتزوير انتخابات مفتى عام القدس لصالح الحسينى . عند اندلاع الحرب العالمية الثانية , قام الحسينى فى توأمة مع البنا بالهروب من القدس متجهاً الى برلين ليكون نافخ البوق ايذاناً بالهجوم النازى على اليهود .
على الرغم من خيانته الظاهرة للبريطانيين , هذه المرة رجع الحسينى بنهايات الحرب العالمية الثانية للأراضى المقدسة ثانية , ليظهر مرة اخرى على كشف مرتبات عملاء الاستخبارات البريطانية , هذه المرة كماركة جديدة تحت مسمى “الدعاية ضد الشيوعية” يؤدي عمله من محطة الاذاعة البريطانية للشرق الادنى . ظل الحسينى عموداً ثابتا فى توليفات بريطانيا لتشكيل اليمين الاسلامى فى الشرق الادنى بقية حياته , يمنح الحماية للنازيين ايام الحرب وهم الذين تم تجنيدهم لصالح الاستخبارات البريطانية وتم نقلهم للمنطقة كخبراء ضد الشيوعيين .
حسن البنا تم اغتياله فى عام 1949 على يد عملاء الامن المصريين لكن بحلول ذلك الوقت كانت قد تمددت صفوف حركة الاخوان المسلمين على نطاق واسع وانتشرت فى مناطق اخرى من الشرق الادنى حيث كان لبريطانيا وجود ضارب فى مرحلة ما بعد الحرب . خلف حسن البنا على رأس جماعة الاخوان زوج ابنته سيد رمضان . سافر رمضان في كل انحاء الشرق الادنى قبيل اغتيال البنا , يؤسس افرع للجماعة. فى الاردن وسوريا ولبنان وفلسطين استطاع رمضان بنجاح أن يفتتح افرع للجماعة هناك . تشير التقديرات انه بحلول عام 1947 كان لجماعة الاخوان المسلمين ما يزيد على 25 الف عضو فى فلسطين وحدها . بالاضافة الى اعضاء آخرين منخرطين فى تنظيمات الميليشيات التى تعمل تحت الارض (السرية).
:British Brains and American Brawnالعقل البريطانى والقوة الامريكية
كان موت فرانكلين روزفيلت (الرئيس الامريكى آنئذ) فى ابريل 1945 قد فتح للندن الفرصة لتشكيل الخارطة السياسية العالمية لمرحلة ما بعد الحرب . نظرية ونستون تشرشل (رئيس وزراء بريطانيا آنذاك) الشهيرة “الستار الحديدي اThe Iron Curtain ” اعطت تعريفاً للحرب الباردة , كما نسجت الشراكة الانجلو-امريكية التى وصفها تشرشل مرة فى قوله “بالعقل البريطانى والقوة الامريكية يمكننا أن نحكم العالم.” وهكذا بدأ التحالف الانجلو-امريكى مع جماعة الاخوان المسلمين , نسج هيئات من الاسلاميين اليمنيين تحت راية مناهضة الشيوعية الملحدة Godless Communism . لسوء الحظ ,غالباً ما يقع راسمو السياسة الامريكية تحت التأثير البريطانى , فيخطؤن التقدير فى تصنيف الحركات الوطنية الشرعية فى العالم العربى بأنها واجهات للاتحاد السوفيتى على الرغم من الاحتجاجات التى يطلقها الدبلوماسيون الامريكيون وضباط الاستخبارات من حين الى آخر .
يورد درايفس بعناية قائمة طويلة من تعرجات اتخاذ القرار فى السياسة الامريكية خلال عقد الخمسينات 1950 نحو ايران ومصر , باعتبارهما اولى حالتى اختبار بروز القومية العلمانية فى الدول الاسلامية . وفى كلتا الحالتين , انحازت الولايات المتحده فى نهاية المطاف لبريطانيا ضد الحكومات الشعبية العلمانية فى مصر (جمال عبد الناصر) وايران (محمد مصدق) . وفى كلتا الحالتين لجأ التحالف الانجلو-امريكى الى تحريك جماعة الاخوان المسلمين واستعمالها كمطرقة لهدم النظاميين المارقين . ففى حالة مصر , فشلت المجهودات الانجلو-امريكية فى البدء , اذ قام الرئيس دوايت ايزنهاور فى اكثر المواقف الحاسمة خلافاً مع لندن , حيث هزم الغزو الثلاثى البريطانى-الفرنسى-الاسرائيلى للسويس فى عام 1956 وبذلك دعم مؤقتاً نظام عبد الناصر . على مدى سنوات من أزمة السويس كان آيزنهاور والولايات المتحده محل تقدير واحترام فى مصر .
أحد مهندسى اللعبة البريطانية الكبرى فى تحريك الاسلاميين كالدمى ضد الشيوعيين فى الشرق الادنى كان هو د. بيرنارد لويس Bernard Lewis عميل الاستخبارات البريطانية التابع لشعبة العالم العربى ايام الحرب , والذى صاغ فيما بعد عبارة “صدام الحضارات” . يوثق درايفس لمقال هام كتبه لويس عام 1953 بعنوان “الشيوعية والاسلام” والذى عبر فيه عن قناعته في تبنى استراتيجية لدعم الانظمة والحركات الاسلامية اليمينية كسلاح لسد منافذ الاتحاد السوفيتى فى الشرق الادنى . خطة لويس تبناها الأخوان ديولز The Dulles Brothers وهما وزير الخارجية جون فوستر ومدير السى اي ايه CIA آلن , على الرغم من التحفظات التى ابداها الرئيس آيزنهاور وبعض كبار المختصين بشؤون الشرق الاوسط من رجال الـCIA مثل مايلز كويلاند الذى كان اول حلقات الوصل بين الـCIA وجمال عبد الناصر . فى العام 1953 , بعد ظهور مقال لويس بقليل , نظم الاخوان دويلز لقاءاً فى البيت الابيض بين الرئيس وسعيد رمضان . كان رمضان فى وضع مريح , حيث جاء الى الولايات المتحده لحضور مؤتمر حول الاسلام فى جامعة برنستون . كان كثير من المشاركين فى المؤتمر هم من المسؤولين التابعين لجماعة الاخوان المسلمين من جميع مناطق العالم العربى .
على الرغم من موقف الولايات المتحدة المتردد والمتناقض حيال عبد الناصر , لم يكن ثمة شك عند رئيس وزراء بريطانيا انتونى ادن بأن الرئيس المصرى يمثل تهديداً ويجب ابعاده . وبحلول عام 1954 قام جورج يونج وهو من كبار ضباط الاستخبارات البريطانية M16 الموجود فى مصر , صدرت اليه الاوامر من ادن باغتيال عبد الناصر . حسب تقارير M16 , لجأ يونج سرياً للاستعانة بجماعة الاخوان المسلمين للقيام بالمهمة . وبمنتصف ذلك العام , نشبت حرب واسعة النطاق بين عبد الناصر وجماعة الاخوان المسلمين , قُتل فيها آلاف وفى النهاية اجبر الاخوان على الهرب كلاجئين الى السعودية والاردن ودول عربية آخرى تابعة للمعسكر البريطانى او المعسكر الانجلو-امريكى .
تبنى الولايات المتحده للعبة “الاسلام” البريطانية وصفها ضابط استخبارات الـCIA المتقاعد روبرت باير فى كتابه الذى ظهر اخيراً بعنوان “Sleeping with the Devil” . نجد فى جعبتها الأخيرة هذا السر الخبيث فى واشنطن: ” البيت الابيض ينظر للأخوان بانهم حليف اخرس , سلاح سرى ضد (ماذا؟) الشيوعية؟” . بدأت عملية سرية فى عقد الخمسينات 1950 مع الاخوين دويلز – آلن من الـCIA وجون فوستر من وزارة الخارجية- حينما وافقا على قيام العربية السعودية بتمويل اخوان مصر ضد عبد الناصر . تنظر واشنطن لعبد الناصر باعتبار انه شيوعى . قاد منطق الحرب الباردة الى نتيجة واضحة : (اذا اراد الله سبحانه وتعالى ان ينصرنا.. حسناً , اذا اراد الله سبحانه وتعالى ان الاغتيالات السياسية مسموح بها , فذلك حسنٌ ايضاً , ما دام لا احد يتحدث عن ذلك علناً.)
اضاف باير : “مثلها مثل اى عملية سرية ناجزة , هذه العملية كانت خارج التقارير والمكاتبات بصرامة strictly off the books. لم يعثر عليها فى سجلات الـCIA ولم تكن هناك اية مذكرة تذكيرية للكونجرس . لم يخرج فلس واحد من الخزانة لتمويلها . بكلمات اخرى , ليس هناك اى سجل لهذه العملية . كل ما كان على البيت الابيض القيام به هو ان يعطى الموافقة بغمزة عين وايماءة رأس لتلك الدول التى تختبئ فيها جماعات الاخوان المسلمين كالسعودية والاردن .”
عمليات فى ايران (صنع فى بريطانيا):
اذا كانت مجهودات ادن للقضاء على عبد الناصر قد منيت بالفشل , فان استجابة التحالف الانجلو-امريكى للأحداث فى ايران كان نجاحاً محسوبا –الا انه مضخم كثيراً- لكنه كان نجاحاً ارتد فى النهاية على وجه لندن وواشنطن . يوثق درايفس – وبعكس الافتراضات الشائعة- أن جماعة الاخوان المسلمين ليست حركة سنية بالكامل . ففى ايران هناك رجل الدين الشيعى آية الله سيد ابو القاسم كاشانى كان معاوناً لصيقاً للبنا ورمضان وآخرين من الجماعة .
أنشأ آية الله كاشانى فى العام 1943 فرعاً شيعياً لجماعة الاخوان المسلمين سماه “مخلصى الاسلام” . ومثلهم مثل الاخوان المسلمين , كان لجماعة مخلصى الاسلام فرق للاغتيالات الخاصة بهم . فشلوا فى العام 1949 في اغتيال الشاه , ولكن بعد مرور سنتين تمكنوا من اغتيال رئيس وزراء ايران , الجنرال على رازمرا .
من المفارقات الغريبة , أن اغتيال الجنرال رازمرا قاد الشاه لتعيين محمد مصدق ليكون رئيس الوزراء الجديد , وبذلك يكون قد أعد المسرح لمرحلة اخرى من انقلاب التحالف الانجلو-امريكى على نظام قومى علمانى ثم اتهامه زوراً بأنه شيوعى , وكما كان الحال فى مصر لجأ البريطانيون الى الاخوان المسلمين ممثلين فى جماعة “مخلصى الاسلام” لالهاب اعمال الشغب فى الشوارع وأعمال تخريبية أخرى قادت فى النهاية لاسقاط حكومة مصدق. الانقلاب فى ايران صار هو الغذاء الذى يغذى اسطورة ضابطى الـCIA كرمين و آرشيبولد روزفلت الذين نظما البازارى لصد التمدد الشيوعى ولمنع تأميم الممتلكات البريطانية النفطية فى ايران . إذ أفاد احد المصادر الايرانية الموثوقة أن مصدق كان قرر التنازل عن السلطة طواعية مفضلا عدم تبني أي من الخيارين : الوقوف الى جانب الحزب الشيوعى الايرانى المدعوم من الاتحاد السوفيتى , او اطلاق يد قواعد جماهيره العريضة لقتال الاخوان المسلمين وحلفائهم من البازارى . كانت شفقة مصدق على مصلحة الشعب الايرانى هى التى لها علاقة بما يسمى “انقلاب” وليس الإقدام والشجاعة المزعومين لغلمان روزفلت وشركائهم من البريطانيين .
أبدت الاميرة أشرف بهلوي – شقيقة الشاه التوأم – وعلى الرغم من دورها الملتوى هى نفسها , ابدت آرائها حول العديد من الشخصيات حينما انبرت للدور البريطانى : ” الكثير من رجال الدين شكلوا تحالفات مع ممثلين لقوى اجنبية , غالباً البريطانيين وكان هناك فى الحقيقة نكتة يتداولها الناس فى فارس (ايران) تقول اذا نظرت الى احد رجال الدين سوف ترى الكلمات “صنع فى انجلترا” مختومة على الجانب الآخر … فبتشجيع من البريطانيين الذين رأوا الملالى كقوة فعالة مضادة للشيوعيين , فان عناصر الدين اليمينى المتطرف بدأت فى الظهور مرة أخرى بعد سنوات من الكبت .”
بعض الأهداف : سوريا وأفغانستان:
المعركة الثانية المدعومة من بريطانيا بين اليمين الاسلامى والشيوعية حدثت فى سوريا . ومرة أخرى هنا كان الاخوان المسلمون هم سلاح لندن المفضل . يسمى فرع الاخوان فى سوريا “شباب محمد” بينما يسمى جناحه المسلح “طليعة المقاتلين .” أسست المجموعة على يد رمضان , زوج ابنة حسن البنا وريث ومؤسس حركة الاخوان المسلمين . وعندما قام الانقلاب البهائي في عام 1969 , بدأ الاخوان حملة من الحرب غير المنظمة التي سرعان ما ازداد اوارها خلال عقد السبعينات 1970 – 1979 , حيث شن الأخوان المسلمون هجوماً عسكرياً على الأكاديمية العسكرية السورية في مدينة أليبو . تلا ذلك أن نشبت حرباً مفتوحة بين الأخوان والحكومة السورية كان حصيلتها آلاف الضحايا . وفي النهاية هرب الأخوان المسلمون الى العربية السعودية.

[ابو محمد] .
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty السر وراء اقتحام الأجهزة الأمنية للبيوت، واذلالهم للنساء .. وحملة الأستفزاز الممنهجة.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الثلاثاء 12 مارس 2019, 06:47

عبدالرحمن الأمين يكشف السر وراء اقتحام الأجهزة الأمنية للبيوت، واذلالهم للنساء .. وحملة الأستفزاز الممنهجة

عنوانهم العنف والقتل والبشاعة، وسلوكنا السلم والأخلاق والحضارة ، هل يستويان؟
عبدالرحمن الأمين
زملائي وزميلاتي الأعزاء في قروب "صحافيون متحدون"
تحيات طيبات وبعد،
شهدنا ، وشهد معنا العالم ، عجبا يوم ان أتت الشرطة و" رجال الأمن " يبحثون عن بناتنا واخواتنا والأشبال والشباب الذين كانوا يتظاهرون سلما في ميدان سكناهم في بري الدرايسة . قالوا ، بالصوت والصورة ، أنهم جاؤوا للتنكيل بأولئك الايفاع .
شهدنا قضاة الزور المرتشين يحاكمون حرائر بلادنا بالجلد في سوح المحاكم والجنحة هي الهتاف بحياة الشعب وآماله في العيش الكريم ! شهدنا في أحياء متفرقة تسوّر هؤلاء الأراذل لحوائط الآمنين ودخولهم لغرف النساء وتفتيش البيت وسرقة الموبايلات وتكسير الأبواب وجلد كل من اعترض علي هذا السطو الهمجي !
الذي يجمع كل هذه التصرفات هو رغبة النظام في إستفزاز الناس وللدرجة التي تغريهم برد العنف بصاع العنف ، فيكسب النظام ونخسر نحن !
لذلك ارجو أن تأذنوا أن أقترح ، بل وأتمني ، من كوكبة هذا المنبر ان يكون تركيزنا إستثنائيا علي نقطة إستماتة أجهزة هذه الدولة الفاسدة في محاولاتها جر المتظاهرين السلميين لقدح زناد العنف المضاد. واتوجه بهذا الطلب لكم جميعا لإبراز المخطط في أي سانحة نتعرض فيها لمستجدات الثورة كتابة او تعليقا او عند إستضافاتنا في الحوارات التلفزيونية وغيرها . في رأيي ان الشباب المتحمس ، ولغياب إستجابات حاسمة من النظام لمطالبهم المشروعة ، يحتاج للتذكير بضرورة الصبر علي إستراتيجية السلم بل ويتعين مضاعفة الجرعة التوعوية وفي هذا التوقيت بالذات .
واضح ان الهرجلة والاضطراب يعصفان بالبشير وجعلتاه يتقفي خطي علي عبدالله صالح محاولا فرض التطويل والمراوغة كإستراتيجية الأمر واقع . فجرجرة النظام لأرجله ، ومماطلته في التفاعل مع مطلوبات الثورة ، بل وتغافله حتي عن الاعتراف بمشروعية وجودها ، وإنصرافه الي ديكوريات حفظناها عن كيفية تدويره نفاياته الحزبية علي كراسي التعيين والاستوزار، كل ذلك يكشف المخطط الآثم بكامل حيثياته . الهدف الأساسي من مجمل حركاته الانصرافية المثيرة للغيظ ، بداهة ، هو إشعال الوضع . فإن تحقق له ما أراد ، جر شبابنا الي المصيدة وأجبرنا علي إعادة كتابة قواعد اللعبة من سلمية الي دموية . ساعتها سنفقد أهم سلاح إستراتيجي حققناه خلال شهورنا الماضية وبفضله ظللنا ( نحتكر تماما ) زمام المبادأة مما مكننا من فرض هيمنتنا الكاملة علي كل بوصة في الملعب الاخلاقي ، وفي الجهة المقابلة بقي البشير وزبانيته في هرجلة وإضطراب بائنين . فمثلا ، نعلم يقينا ان هذا النظام الباطش الذي ومن فرط إيغاله في العنف والإتجار في أدواته ، ترك مرضانا بلا علاج ، وأطفالنا بلا حليب ونال برونزية المركز الثالث ضمن اكبر البلدان تصديرا للاسلحة الصغيرة في قارتنا السمراء !
هذا النظام المجرم لا يقتله سوي السلم والمثابرة الدؤوبة علي إنتزاع الحقوق بإلحاح لا يعرف التثاؤب وحرص تسنده الجسارة . فبسبب سلميتنا وأشواقنا الملتهبة للحرية والعدالة، تحول التعاطف مع ضحايانا الي مناصرة لشعاراتنا . ولهذا أيضا ظل الضمير العالمي يهتز كل يوم متفاعلا مع ثورتنا بما يرفعه النشطاء من فيديوهات صادمة علي منصات الوسائط الاسفيرية، وبالنتيجة تداعت المنظمات والأمم لنصرتنا ، وتصدرت أخبارنا نشرات التلفزة حول العالم وإصطفت معنا الشعوب علي إمتداد الدنيا .
إستاذيتنا وريادتنا تخصصها هو لعبة السلم ، أما هم فإن بطشهم وبشاعتهم أورثهم كراهية متزايدة وعزلة دولية تامة . هم لا يعرفون السلم وعلي نقيضهم ، نحن نفهم لعبتهم ،ونرفضها . فهم أهل تخصص في اللعبة الدموية المنحطة، يتوفرون علي أدواتها ويتفنون في سيناريوهاتها . ونحن وبرغم ما نتأذي منها ، وبالرغم إفتقارنا لأدواتها لكننا نستخدمها لصرعهم ، تماما مثل لعبة الجودو حيث يطيح الخصم بغريمه مستفيدا من قوته ! إذن لابد من الاعتراف أننا لن نستطيع ، ولا نريد ، مجاراتهم في إجرامهم حتي ولو صرفوا دوشكا ومضاد طيران لكل منزل ! فمنذ متي أصبح السلاح الناري بديلا لتقاليد السلام المزروع في الجينات السودانية بالفطرة ونقيضا لوعي شعبنا العملاق ؟ فنحن أسود في النزال وطلاب سلم ولسنا بقتلة . نتبرأ من لعبتهم الجبانة ، مقابلة الحصي بالذخيرة الحية ، والهرولة من الصدام بلا سراويل والاسترجال علي النساء ، والإستفراد الجماعي بمعتقل فرد ودهس الأطفال , مثل هذه المخازي ليست من صفاتنا ولا شأن لنا بها ، لكنهم يريدون جرنا اليها حتي إذا ولجنا ساحتها غرسوا أنيابهم في نحر الثورة ويقضي عليها . ضمن هذه الرؤية والخطط العارية لكل ذي بصيرة ، تلجأ الان مخالب النظام في الأجهزة الأمنية والعدلية الي ممارسة أقصي درجات الاستفزاز والتحقير أمام صدور شابة تغلي من الغضب ويتفجر في داخلها لهيب الثورة. فإن حصب الشباب الرباطة بطوبة ، ردوا بزخات الرصاص الحي ، وإن تجاسر الأيفاع ونالوا قصاصهم بأيديهم ، سيضمن البشير المتعطش للدماء والدموع قصب جنوده لأرواح سودانية فوق ماقتل ونكّل .
لذلك ، ولكل ذلك ولأكثر من ذلك ، لابد ان تبقي تظاهراتنا سلمية السلوك وسودانية السلوك .

مع جزيل شكري ومودتي ،
زميلكم
عبدالرحمن الامين.
11.03.2019
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty ما بعد الإنحطاط… الأمن مثالاً .

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الخميس 14 مارس 2019, 00:01

الإنقاذ وما بعد الإنحطاط… الأمن مثالاً

لم نكن نتصور في يوم من الايام ان يوجد قضاة يحكمون على سيدة مثل الدكتورة غادة سمير ابارو وزميلاتها بالجلد لترديد نشيد العلم . انه الانحطاط التام
حتى بالرغم من انحطاط الانقاذ لم يتمالك الناس من الشعور بالدهشة لتصرف رجال الامن في اقتحام ميدان بري الدرايسة وكانه حصن ماجنو او خط سيقفريد الحصين في الحرب العالمية . وتبخطر رجال الامن امام المدنيين وظهر بعضهم مثل الممثل الامريكي جون وين اسطورة هوليوود في فيلم ديو برافومع صديقه المغني دين مارتن .

في الاقتباسات الآتية نعرف كيف كانت تحصل غربلة وتمحيص لاختيار ضابط البوليس ثم ادخاله كلية البوليس ولا ينخرج الا وهو متمكن من مهنته . ويتعرض لتمارين ميدانية قبل تركيب الدبورة . ورجال البوليس كان يتم اختيارهم بدقة ويتم الكشف على قواهم العقلية ، شخصيتهم وامكانياتهم الاجتماعية والانسانية لانهم قد يضطرون على انقاد مصاب حادث مرور، نهب او مشاجرة ،التعرض لحريق المخاطرة بحياتهم لحماية المدنيين بجانب المقدرة على وزن الامور وحسن التصرف ، ويحتاج رجل البوليس للشجاعة والاقدام قبل القوة الجسدية التي هى بدورها مهمة جدا . فالتركيب الجسماني يفرض الاحترام وعدم الاستخفاف بهيبة الدولة .

هل نجحت الانقاذ في تغيير بعض السودانيين ؟ ..


لقد قال شياطين الانقاذ بالمفتوح انهم قد اتوا لتغيير وبرمجة الانسان السوداني لكي يسهل قيادته والسيطرة عليه . وقد اشتغلوا تحت توجيهات الشيطان الاكبر الترابي بممارسة كل الفظائع في بيوت الاشباح ، واحط الطرق للسيطرة على الاقتصاد بمؤامرات تغيير العملة وتجفيف المال وسياسة التمكين . نعم لقد نجحت الانقاذ في تغيير الكثير من السودانيين . ولكن الى الاسوأ وبجدارة . وصارت القلوب مليئة بالحقد والحسد والجشع بطريقة غير مسبوقة . والمؤلم هو ان اسرة الانسان كانت اول من يردعه واليوم صارت الاسرة اول من يصفق للفاسد ويستخفون بالشريف وسطهم . ولكن يبقى دائما السوداني الرائد والاصيل ، وهذا لا يمكن تغييره الا الى الاحسن .

ليس كل من يعمل في الشرطة في السودان بكوز . ويجب على اولاد الحلال ان يجتهددوا في الانضمام لهذه المرافق لكي يخففوا من ظلم كوادر الكيزان وهم الحمد لله اليوم قد تركوا هذا الرزق الضئيل ولا يسمحون لابناءهم من المخاطرة بحياتهم من اجل هذه الملاليم .
في كتاب سنوات الحصاد الذي حرره الاخ المفكر فتحي الضو، نجد مذكرات احد اعظم رجال الشرطة السودانية الاخ الاكبر عثمان زين العابدين متعه الله بالصحة فهو الآن في الثالثة والتسعين من عمره . وهذا الكتاب من اروع ما يستطيع الانسان قرائته في المكتبة السودانية وانصح الجميع بالحصول عليه . وفي فترة ايام قرأت الكتاب ثلاثة مرات واكتشف شيئا جديدا كل مرة .
الاخ عثمان زين العابدين التحق بكلية البوليس في الاربعينات عندما كان عندنا خيرة الشرطة في العالم . وفي الصفحة 71 نجد
اقتباس
الجدير بالذكر ،ا نه بعد اعلان الاستقلال 1956 ، اختار السيد اسماعيل الازهري رئيس اول حكومة وطنية في السودان بابكر الديب كسفير للسودان في جمهورية مصر ، في حين انه كان معروفا لدي الكثيرين ان الديب اثناء عمله الشرطي قد قام باعتقال الازهري لقيادته مظاهرة ضد الحكم البريطاني في 1948 . وقدم لمحاكمة قضت بسجنه شهرين في سجن كوبر بالخرطوم بحري . غير ان الازهري الذي سؤل لاحقا عن ملابسات ذلك ، قال انه اعتبره ضابطا يؤدي عمله ، وهذا لا ينقص من وطنيته شيئا.

النميري في بداية عهده ذهب متنكرا في الصباح لزنك الخضار وتم اعتقال بعض الخضرجية بننهمة البيع باكثر من التعريفة . في البداية هذا ليس عمل رئيس دولة . هذا تغول وتدخل في عمل الآخرين . قام القاضي الصادق الشامي بتبرئة الخضرجية لأن المخاقظ لم يوصل الاسعار للخضرجية ووجههم القاضي لمقاضاة النميري ومطالبة بتعويض لحبسهم وخسارتهم . قام النميري بترقية القاضي لمنصب مدعي عام ، وليس رئيسا للقضاة كما اوردت انا في موضوع سابق . وعندما قرر النميري محاكمة المدنيين في محاكم عسكرية فيما بعد استقال الشامي ، لان هذا غير قانوني .
نهاية اقتباس
هل كان كل ضابط شرطة في السودان ومن عمل تحت الادارة البريطانية خائنا ؟ هل تخلصت الحكومة الوطنية من الشرطة الذين عملوا تحت قيادة كوكس البريطاني ؟ لقد كانت عندنا احسن شرطة في العالم وكان قانون العقوبات السوداني من اروع القوانين . ومدير الشرطة كوتس هو الذي اعطى الفنانة والايقونة السودانية حواء جاه الرسول اسم الطقطاقة . فعندما اعتقلها البوليس بسبب المظاهرات قالت الطقطاقة انها لم تقم بأى مخالفة . فقال لها كوكس ….. انتا كل يوم في مظاهرات طق طق طق …. صفق . وصار اسمها الطقطاقة لانها كان تشجع المتظاهرين وتحمسهم . واطلق سراحها . وعندما اعتقل البوليس الدكتورة خالدة زاهر سرور الساداتي وهي اول طالبة طب في جامعة الخرطوم في احدى المظاهرات، ارسل كوكس لوالدها الضابط العظيم الذي قاد الفرقة السودانية في حرب فلسطين ،والتي وجدها في انتظاره معززة مكرمة في المكتب وليس في الحراسة . لم يعدم الانجليز امرأة ابدا . واول امرأة اعدمت في زمنهم اسمها فاطمة في الابيض اعدمها مولانا محمد يوسف الوطني الرائع طيب الله ثراه ,, ليس الكوز ,, لانها قتلت ضرتها ووضعت ابن الضرة الرضيع في الفندك وقامت بنفندكته .
كانوا يمحصون المتقدم للبوليس ويختارون من هم في مصاف الفرسان واصحاب الاخلاق والقيم فقط . ولاقل خطأ يطرد رجل البوليس او الضابط . حكي لي مولانا محمد صالح عبد اللطيف الذي كان قاضي جنايات امدرمان. انه في محكمة كبري واتهام بالقتل كان الشرطي هو شاهد الاتهام الاول ، وبعد اداء القسم ذكر الشرطي اسمه ورتبته وعمرة 35 سنة . فسأله القاضي البريطاني اذ كان هو الشاهد قبل سنتين ،وعندما كانت الاجابة بنعم ، رفع القاضي الجلسة وذهب الى الارشيف وعاد بعد زمن وهو مغطى بالغبار ومعه اوراق القضية قبل سنتين حيث ذكر الشرطي ان عمره 35 سنة . ورفضت شهادة الشرطي واخلى سبيل المتهم ، لأن الشرطي غير جدير بالثقة .

في محاكمة او جي سمسون لاعب كرة القدم الامريكية المتهم بقتل زوجته السابقة وصديقها تمت براءة المتهم لأن رجل البوليس لم يكن صادقا عندم قال انه غير عنصري ووضح ان له تصريحات عنصرية ، مما جعله غير جدير بالثقة … ،،. وبالرغم من محاولة الآخرين شرح ان السودانيين لا يدققون في اعمارهم كان الرد انه قد كذب وكان يمكن ان يسبب في اعدام المتهم . وتعرض الشرطي للمحاكمة بتهمة الكذب في المحكمة تحت القسم .
العم ابارو كان رمزا للبوليس اشتهر بمطاردة الشيوعيين بمساعدة صول البوليس ود الكتيابي . بعد اكتوبر تخلصوا من ود الكتيابي وابارو . ود الكتيابي ارتكب غلطة غير اخلاقية حسب العرف السوداني . فعندما اعتقل الطالب ومن صار دكتورا في الزراعة صلاح عبد الله في الركابية انكر صلاح ملكيته للمنشورات الشيوعية ضد نظام عبود . فقال له ود الكتيابي انه سيأخذ شقيقته للحراسة فاعترف صلاح بملكية المنشورات وحكم عليه بالسجن. وغضبت امدرمان لدرجة ان اللواء حمد النيل ضيف الله طلب من فرح صول الجيش ان يقوم بتاديب ود الكتيابي . وترصده وقام بضربه خلف سينما الوطنية . وود الكتيابي وجد منشورات في منزل آل ابوجبل في منزلهم المواجه لقصر الشريفة في بيت المال ولم يدن القاضي جعفر ابو جبل لأن المنزل كبير ويقطنه مجموعة من البشر . ونفس الشئ حدث مع الطالب عبد الرحمن عبد الحميد عثمان الذي صار من حملة الدكتوراة في الطب ولم تدنه المحكمة لأن منزلهم في حي العرب له شبابيك مطلة على الشارع ويمكن ان يدخل اى شخص المنشورات عن طريق الشباك.
ضابط الشرطة محمد على مالك حكي لي انهم في اللحظات الحرجة يتصلون تلفونيا بابارو . وكانوا يتراهنون ان الجرس لن يرن ثلاثة مرات ، ولم يحدث ان رن جرس التلفون اكثر من رنتين . وقد يكون الاتصال بعد منتصف الليل او قبل الفجر . كان من اعظم رجال البوليس في السودان . اذكر وانا صغير انه قد استوقفني وشقيقي الشنقيطي في حي الملازمين ونحن في طريقنا لمدرسة الامريكان واستفسر عن المدرسة ولماذا لا ندرس في الاحفاد فقلنا له ان والدي كان يقول انه يريدنا كمسلمين ان نتعرف على المسيحيين ونتعلم منهم النضباط والصدق الخ. فقال لنا غدا سينضم اليكم اخوانكم سمير ومنير .

قرأت البارحة ان الدكتورة غادة سمير ابارو قد حكم عليها بالسجن والجلد لانها قد اعترفت امام القاضي وبشهود اثنين من رجال الامن الانقاذي بانها كانت تردد نشيد العلم . الرحمة لرئيس السودان في الديمقراطية الاولى العم احمد محمد صالح مؤلف نشسد العلم ، ولكم ان تتصوروا قاضيا في فرنسا يحكم بجلد طبيبة وحبسها لترديد المارسيليز النشيد الوطني . وشيخ يغتصب طفلا ويعفي عنه البشير وآخر يخدر فتاة ويغتصبها وينعم بالحرية بدلا عن القطع بالخلاف , ويقول البشير انه يريد ان يطبق الشريعة الغير مدغمسة . والحاويات تدخل البلد بالمخدرات ولا يحاكم حتى فرد واحد .وضابط امن يقتل عوضية عجبنا امام دارها بدون سبب ولا يعدم . لقد شفع للدكتورة غادة حيازتها للجواز الامريكي ولم تجلد . وكان من المفروض ان تشفع لها سيرة جدها . اذكر انه في الديمقراطية الاخيرة كان يدير متجرا لمعدات الصيد والسلاح والذخيرة الخ . وخرج ووجد ان الشيوعيين في مكتب جريدة الميدان قد قفلوا سيارته فدخل عليهم بروح طيبة . وقال لهم … عاوزننا نرجع تاني لى جننا ؟ فطيبوا خاطره …. معليش ياعم ابارو . العلاقات لم تكن ابدا حتى بين الاعداء بدون معقولية وعشائرية . صباط البوليس الذين كانوا متقاربين من عمرنا وعرفناهم عن قرب كانو …. نقاوة …. منهم الاخ ابراهيم جلال طيب الله ثراه ود زينبو كما كانت تقول والدتي والخالات نسبة لامه زينب . وكان الخالات والعمات يتكلمون عن جعفر ود آمنة ويقصدون نميري قبل ان تغيره السلطة . اذكر الرجل الجنتلمان الذي رثيته بقصيدة الرشيد دفع الله الفيل والاخ صلاح التجاني ومئات ضباط البوليس الذين كانوا نقاوة

لقد نامت امدرمان في امان عندما كان امنها في يد اباروا وبقية رجال الشرطة منهم الصول العم ضرار المعروف بشنب الروب والد التيمان حسن وحسين واحدهم قد صار طبيبا . والشاويس ميرغني الذي قتله الانصار في حوادث اول مار 1954 وهو مثل بقية البوليس غير مسلحين وواجهوا السكاكين والفؤوس .الشاويش ميرغني كان يعتبر بطلا في امدرمان بالنسبة للجميع خاصة نحن الاطفال . كنا نقول لمن يدعى استعمال النبلة او لعب البلي اصابة الهدف وفي الكرة ….. قايل نفسك الشويش ميرغني ؟ وتقدمهم الحكمدار البريطاني ماكويجان ونائبه مصطفى المهدي وماتا بشجاعة امام القصر
. ابارو صار اماما في برش الصلاه في ود اورو . وعندما ظهر عبد الكريم ميرغني الوزير اليساري في برش الصلاه بعد يوليو وفشل انقلاب هاشم العطا ، قرأ ابارو جهرا اذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا . صدق الله العظيم
. فقال العم عبد الكريم ميرغني …..قصدك شنو يا عسكري يا بليد ؟ فضحك الجميع واحتضنوا بعضهم البعض واعادوا الصلاه وعندما تنافس السيد الفي ومحمد على شوقي الذي احمل اسمه في انتخابات نادي الخريجين فاز العم شوقي. فصلي العم شوقي بالجميع وقرأ جهرا …. الم ترى كيف فعل ربك باصحاب الفيل . الاختلاف قبل الانقاذ لم يكن ابدا مخربة .
من كشف اكبر عمليتي اختلاس في تاريخ السودان وحكم على ابراهيم زكي وود البدوي بالسجن الطويل هو العم اباروا . وبحسه الامني احس بأن حياة هؤلاء البذخية لا بد ان تكون نتيجة اختلاس . اين نحن اليوم من هؤلاء ففي كل تلك المدة كان هنالك مختلسان يضرب بهما المثل.
اولاد سدرة كانا ملئ السمع والبصر وهما لويس ومورس احدهم طبيب وشيوعي والآخر لويس من اقدر رجال الشرطة في السودان وهو من اعتقل عباس باركليز والفلاتي وعصابتهم في ود مدني بعد حادثة اول نهب للبنك في تاريخ السودان . وعباس عاش في امريكا ووجد البنوك في السودان في الخمسينات مثل الكناتين مفتوحة . وبعد الحادث قام لويس سدرة بمراقبة كل مخارج المدينة كمحطة القطار والبصات واللواري الخ . ولم يجد غريبا ولفت نظره وجود مجموعة من الغرباء في الحراسة بتهمة السكر والمشاجرة . ولاحظ ان الشكلة بدأت في بداية المساء والقعدة . والمشاجرات في السودان تبدا في نهاية القعدات . فاطلق سراحهم وبدأ في مراقبتهم واخيرا اوقع بهم لانهم كانوا قد دفنوا الفلوس في بشكير تحت الارض . ولكن احدهم ذهب لكي يأخذ بعض المال لزوم المصاريف . ولويس هو اول وآخر قبطي يصل لرئاسة البوليس . والآن يحارب المسيحيون . والدكتور مورس سدرة صار وزيرا للصحة.
الاخ عثمان زين العابدين في كتابه السنون وحصادها اشاد بالعم خليفة محجوب مثل الكثيرين لأن خليفة محجوب كان مامور امدرمان الاسطوري وعلى اكتافه تطور السواري في امدرمان . وصار مديرا لكلية البوليس وكان يضرب به المثل في الانضباط وهو والد الاخوة كمال ونجيب خليفة محجوب موظف الامم المتحدة وآخرين . سيارة العم خليفة محجوب توقفت في كوبري امدرمان ، والتوقف في الكوبري لأى سبب يعني الغرامة ومسابقة الترام في الكوبري تعني غرامة . وهنالك يافطة كبيرة …. لا تسابق الترام في الكوبري …. وكانوا يقولون عند ما تسير الحركة ببطئ في الكبري … يا يكون الترماج او العم الطيب الخزين دخل الكوبري . العم الطيب الخزين كان يسير ببطئ شديد مثل الروزرويس سيارة السيد عبد الرحمن المهدي . عندما هرع الشرطي لمساعدة العم خليفىة محجوب طلب منه في البداية ان يرجع له بالغرامة . العم خليفة محجوب مثل السودان في السفارة السودانية في لندن . لقد كان لنا من رجال الامن من يفرضون احترامهم وحبهم على الآخرين . العم الشاويس عبد الله دلدوم كان يسكن في الصف الشمالي في اشلاق البوليس الذي ذهب , في شمال سجن امدرمان كان محبوبا في كل امدرمان . ابنه عطا المنان صار شرطيا محبوبا لدرجة انه كان من مشاهير امدرمان ، كان من ابطال الكرة مع لاعب الترسانة ود الجراح في ميدان فريق الوطن الذي صار نادي العمال الضخم . وشقيقهم الاكبر حسن كان جارنا في العباسية فوق وهو مثقف وعسكري حريقة . نور الدائم واخي حبيب عبد الله دلدوم كانا معي في مدرسة بيت الامانة الاولية . جميع ابناء الاشلاق الجوة والبرة كانوا من الزملاء في بيت الامانة . الاشلاق الجوة كان خاصا برجال سجن امدرمان . .
تبدا الرياضة والطوابير يوميا للبوليس في الصباح الباكر ، في الساحة امام السجن . وتنتهي بجر الحبل الذي يحمله اثنين من المساجين .
البوليس كان يستمتع بتدريب عالى واحترام عقائدي للقانون . يذكر الاخ عثمان زين العابدين في كتابه الرائع ان نشرة قد عممت في ايام الحكم العسكري لاعتقال الصحفي والشيوعي بقادي . فذهب عثمان لرئيسه ليخبره بأن مكان بقادي معروف لانه موجود معه في منزله كضيف فهو صديقه الحميم،قريبه وزوج شقيقة زوجته ، عديله . وبعد الغداء والشاي اخبر عثمان الرجل الجنتلمان بقادي بانه معتقل . وا خذه للسجن وحكم علية بسنتين من السجن .
لقد قضيت وقتا رائعا مع الاخ بقادي في قبرص عندما كان يدير شركة عالمية . وهو شخص مهذب ووديع لا يملك الانسان الا ان يحبه ويحترمه .
وابن الوزيرة الانقاذية يقبض عليه بالمخدرات اكثر من مرة ولا حياة لمن تنادي . وابن حاج ساطور يقول لرجل الشرطة …. البلد دي حاكمنها انحنا . ويهدد رجل الشرطة . هذا ما نحن ضده .ولهذا نرحب ونطرب لرجل الشرطة المهذب الشريف .وفي قضية رجل لاعمال عادل الزيات المتخصص في فض بكارة البنات وضح ان ضاابط الشرطة رفض رشوة يسيل لها لعاب الكثيرين. الا يستحق الاشادة ؟ التفاني في العمل والادب ومساعدة الجميع الذي لمسناه من طاقم الجوازات الذي احل بنا في اسكندنافية ذكرنا برؤساء البوليس امثال العم خليفة محجوب ، لويس سدرة ، امين احمد حسين ، بابكر الديب، ابارو ، محمد شاذلي ، العم الشاويش والصول عبد الله دلدوم ، العم ضرار شنب الروب والآخرين . لقد اختلت المعادلة في زمن الدكتاتوريات لانعدام المحاسبة واختيار اهل الولاء قبل اهل الكفاءة . لقد كان شعار البوليس ن لا يتدخلوا ابدا في الانقلابات . سياد بري رجل الشرطة وحامي الحكومة قام بانقلاب في الصومال ،ولم ينصلح الحال الى الآن .
العم اباروا ذهب ليعزي الضابط قرشي فارس في منزلهم في حي البوستة وبعد طرق الباب خرج له بعض الشيوعيين منهم سمير جرجس . الشيوعيون كانوا يسكنون في جزء من بيت العم فارس وكان الضابط قرشي فارس يعرف انهم شيوعيون . واشار الشيوعيون للباب الآخر بكل بساطة .
ضابط البوليس ولاعب الكرة المشهور عصمت معني رفض ان ينضم للأمن في فترة الدكتاتورية خوفا من شبهة مناصرة النظام . ففي الديكتاتورية الاولى شاهد البروفسر على المك والوسيلة في برندات سوق امدرمان وهما في الاختفاء ونادي عليهما وقال … المحلة دي ما مضمونة ….. واوصلهما لوجهتهما بعربته .
القبول في كلية الشرطة التي كانت بالقرب من مجلس الشعب الحالى ، كان من اصعب الامور .
اقتباس
وقع حديث المدير في نفسي موقعا حسنا , وكان رجلا ودودا اكن له تقديرا واحتراما كبيرين , وكان يبادلني المشاعر نفسها . وبالفعل حضر سير روبنسون الى الابيض واعد له احتفال باهر ، احتفالات ومهرجانات احتفاء بمقدمه . جاءني احد العمال في المكتب وقال لي نائب المدير عبد الله محمود يريدك فذهبت ايه ووجدت معه مستر روبنسون ,,بمثابة رئيس الوزراء …. شوقي ,, وهو يعرف والدي لانه سبق ان عمل في مدينة سنجة . وكان ملفي الوظيفي امام نائب المدير.
اخبروني الاسباب التي لم اقبل بسببها في المعاينة وهي ان مستر ميلر المدير الاداري اصدر قرار بوقف المحاسبين. لأن افضل المحاسبين قد اخذوا في الادارة . وقال على كل حال دعنا نرى السنة القادمة .
في نهاية السنة قال لي المفتش … اريدك ان تذهب انت وعبد السميع غندور الى الابيض لاداء امتحان الادارة وقال لي ايضا انا وصيت عليكم . بالفعل ذهبنا معا وادينا الامتحان ، وعدت الي أم روابة . وبعد شهرين وصلت اشارة من الابيض تفيد بانه تم اختاري للمعاينة ورفض عبد السميع فذهبت الى الخرطوم لاداء المعاينة في وزارة الداخلية والتي حضرها اكثر من مئة شخص ، وذلك ما يوضح ضراوة المنافسة . في اليوم الاول من للمعاينة لم ينجح اكثر من اربعين ممتحننا ورسب اكثر من النصف . اما انا فقد واصلت نجاحي لليوم الثالث واستمرت التصفيات الى ان بلغ عدد المتبقين نحو احدى عشر شخصا ثم اصبحنا ستة فقط ولما كانت المسألة مرهقة للغاية ، فقد طلبوا منا ان نعود لاماكن عملنا على ان تستمر الاسئلة بالمراسلة .
استقليت القطار وعندما وصلت ام روابة وجدت ناسا يعرفونني في المحطة فبدأوا ينهالون لى بالتهاني والتبريكات . فسألتهم عن السبب ، فقالوا انهم سمعوا اسمى في اذاعة امدرمان وانه تم اختياري في كلية البوليس فحملوني على اكتافهم كما يحدث في ألمظاهرات . ،،هكذا كان الانضمام لكلية البوليس ، من اصعب الامور التي يحتفل بها …شوقي ،، كان هنالك لأي مرشح ، الذين اجتازوا الامتحان كانوا 80 شخصا فقط . واختاروا افضل ستة منهم بالتصفيات ، وبعدها استقرت التصفيات على اثنين ، النور حامد وشخصي . ودخلنا كلية غردون التي اصبحت جامعة الخرطوم . وبقية العدد المتبقي حولوهم الى المدارس العليا المتفرقة .
كنا ستة من الشرطة ، وانضم الينا ضابط من الصومال بدبورتين ولكنه غير مؤهل بشكل جيد . ،، كان السودان يستضيف الكثير من طلاب الدول المجاورة والبعيدة في معهد بخت الرضا منهم الملك خالد والملك عبد الله . وفي مدرسة الصحة الكلية الحربية السجون والادارة جامعة الخرطوم الخ تعلم الكثير من لاجانب . كان طلبة اليمن الجنوبي يدرسون مقررات معهد بخت الرضا في بلادهم
ويحضرون للسودان للدراسة الثانوية ويقبل بعضهم في جامعة الخرطوم بدرجات متدنية كمساعدة . اغلب من حكم اليمن الجنوبي قديما درس في السودان ويحبون ويحترمون السودانيين . والآن لم يعد السوداني هو المعلم المحبوب ،الطبيب الحادب او المهندس الماهر ، بل القاتل المأجور …. شوقي ,, . مولانا محمد صالح عبد الطيف وقيع الله والذي صار ضابط بلديو امدرمان وقاض جناسات امدرمان ذكر لى ان حسن فرح الضابط الصومالي كان يشكوا من الاكل في الكلية خاصة الفطور الذي كان فاخرا بمقاييس ذلك الزمان …. فول عدس جبنة بيض كبده ومربا الخ . كان يقول انه بريد لحم …لحم … لحم . وطبعا هو متعود على لحم الجمل . مولانا محمد صالح عبد اللطيف رفض في عهد عبود الحكم بالسجن على فاروق ابو عيسي واحمد سليمان :أن في دفاعهم عن السياسيين يكيلا السباب للحكومة لان هذا سيكون سابقة سيئة بين القضاء الجالس والقضاء الواقف . اعيدت القضية مع امر صريح بالسجن . حكم عليهما بالسجن يوما واحدا ينتهي بانتهاء المحكمة . بتهمة الاساءة الى المحكمة . طرد محمد صالح وارجع احمد العاقب من المعاش . وكان السجن 6 اشهر وقبل اكمال المدة خرج احمد سليمان في اكتوبر .

الضابط الكتيابي والذي تخصص في مطاردة الشيوعيين اختفي لفترة وذهب الى الخالة صفية والدة محمد سليمان السفير واحمد سليمان المحامي طالبا الحماية وعدم التعرض له لانه كان يؤدي عمله . وترك في حاله ….شوقي
كان الحد الادنى للمرور هو 80% وهي نسبة عالية مما يدل على صعوبة التنافس . وكان اول لدفعة عمر عديل زميلي في الجامعة والذي حصل على 92% وكنت الثاني وحصلت على 91% . ولم يسقط سوى الصومالى الذي نال نسبة 60 % ومنح درجة خاصة لأن الصومال كانت مستعمرة بريطانية .
عند تخرجي اذكر ان العم بابكر الديب كان في المباحث ، ونسبة لانه كان صديق الوالد ابدى اهتماما بالغا بي منذ دخول الكلية واثناء التدريب . طلب مني الحضور لمكتبه وهنالك اسر على مسمعي نصائح غالية استفدت منها كثيرا . الاولى … قال يجب ان تعرف ان السلطة زي الانسان الماسك جمرة فاتق الله في الناس ولا تظلم احدا ولا تهمل عملك .
الثانية …. قال لي سوف تقابل انواع شتى من البشر ، منهم الشرير ، وفيهم الاسوأ من الشيطان ولكن فيهم الانسان الجيد وقال لي مثلا دارجا ،، البلاقيك متقشط لاقيهو عريان .

نهاية اقتباس

في موضوع … البوليس كان اولاد ناس لكن النفاذ عملتهم كناس . ذكر ان رجل السواري بين كان يطارد احد المشاغبين امام دار الرياضة فاندلق جردل الماء البارد والذي يقوم احد صبيان الموردة . وبعد نهاية المباراة بحث بين عن منزل الصبي واراد تعويض الخسارة من جيبه ولكن ابنة الصبي الذي ارسل لي الموضوع قبل سنوات رفضت المال ز وفي العيد ذهب بين بالعيدية للصبي . باجوري الذي كان يحفظ النظام في امام دار الرياضة امدرمان . كان يدخل الدار ويبدا الجميع بالتصفيق وترديد اسمه والبعض يعاكسه بالاهازيخ مثل …. باجوري غرق …. واقف مرق . وهو يرفع يديه يحيي المعجبين كرئيس دولة . قال له السر السفيه احد ظرفاء امدرمان يا باجوري الكلب البوليسي ليه سنتين عملوه شاويش انت ماعندك شريط . كان الاخ زين العابدين محمد احمد عبد القادر موجودا وتمت ترقيته . رجال البوليس كانوا ابطالنا نحبهم ونفتخر بهم . حزنت كل امدرمان لقتل الشاويش ميرغني وبقية القتلى في حوادث لاول مارس 1954 . قبل يومين أتاني خطاب بريدي من الغالي احمد الزبير الذي لم التقيه . اعطاني الخطاب شحنة هائلة من العواطف الجميلة . في كتاب حكاوي امدرمان كتبت عن الرجل المحبوب واحد مشاهير امدرمان رجل المرور او الحركة كما كنا نقول سليمان الزبير والذي كان على موتره مثل فارس في امدرمان . لم يكن هنالك من لا يعرفه وبحترمه . وكل مرة اسمع برجال المرور ال1ذين كانوا يحملون الجوالات المليئة بفلوس الغرامات بعد اخذ نصيبهم الى زير الداخلية عبد الرحيم ليقسم على الكيزان واتباعهم ، لا يسعني الا ان ازداد حبا واحتراما لابي داؤود او سليمان الزبير . العم الشاويش الزبير الذي احبته امدرمان ، لقي حتفه وهو يؤدي واجبه في المولد النبوي الشريف عندما اتي الامام بالأنصار في 1961 كما حدث في اول مارس1954 وسالت دماء البوليس والمدنيين . والغربية ان حزب الامة هو من سلم السلطة لعبود الذي رفضها رفضا باتا في البداية واخيرا بضغط من رجل حزب الامة اللواء احمد عبد الوهاب بعد ان استلم امرا مكتوبا من رئيس الوزراء عبد الله خليل . علاقة الناس مع البوليس كانت علاقة حب واحترام لان البوليس كان اولاد ناس . عمل البوليس كان خدمة الشعب وحمايته . وكبف لا نحب من يخدمك ويحميك ؟ اقتباس

أخي الحبيب

سلامي لك… متمنيا ان تكون بخير…

انا اخوك العميد شرطة (م) احمد الزبير جاه الله… ابن المرحوم الشاويش الزبير الذي استشهد في حادثة المولد اغسطس ١٩٦١م .. واخ الامباشي سليمان الزبير الشهير (بابو داؤد) بوليس الحركة… احببت امدرمان حبا لا استطيع التعبير عنه فقد فاق درجة الوله… وقد حرمت منها بحكم اعارتي لشرطة ابو ظبي في العام١٩٨٢م وانا ضابط صغير ومنذئذ لم استطع التواجد بها… ولكني شغوف بمشاركتك ميولك فقد عبرت عني كثيرا وانا لا أملك تلك الناصية.

اتمنى ان تزورني اذا حضرت لابو ظبي.. وكتابك حكاوي امدرمان لا يفارقني.

مع كل المودة والاحترام.

اخوك احمد

مدرسة الرشاد الاولية … جنب بر ابوالبتول ومنزل عمك محمد احمد الربعة وعلي رخا وتوفيق بطيخة… محطة الطيارات او قل المؤتمر…. الوسطى النهضة او قل ال شبيكة… الثانوي عبيد عبد النور او بيت الامانة … كلية للشرطة … وكبرنا وشبينا في اشلاق البلك بالقرب من فريق مواليد بانت او قل مسجد النيلين الان…. يا سبحان الله.

لمن البوليس كان ود ناس والإنقاذ عملتو كناس ..


كناس بالكاف المكسورة . عندما قرأت اخبار تعدي منسوبي الامن علي بنات السودان صدمت . ولم اصدق في البداية . ولكن تذكرت , ان الأمن في الدول الشيوعية كان يتصرف كدولة داخل الدولة . فعندما يعطي الأمن الحق في التصرف بدون محاسبة يتصرف الأمن اسوأ من جيوش الأحتلال .
موضوع قديم
اقتباس
سمعت فى السبعينات خبر اعتقال المناضلة فاطمة أحمد ابراهيم ومجموعة من أعضاء الاتحاد النسائى , وعضوات الحزب الشيوعى وأمهمات بعض المعتقلين . فلقد اقتحم المناضلات بزعامة المناضلة فاطمة مؤتمر المرأة فى فندق السودان الذى دعى له نظام مايو كثيرا من الوفود الأجنبية وباعلام مكثف . وسمعت أن فاطمة قد حضرت متنكرة بباروكة ونظارات , والا لما سمحوا لها بالدخول . وتحدثت عن القمع واضطهاد المرأة ودكتاتورية نميرى . وقدمت الأدلة والاحصائيات . هذا قبل اعتقالها واعتقال المرابطات خارج الفندق اللائى كنّ يحملن يافطات ويهتفن .
وتلك كانت أول مرة فى تاريخ السودان تعتقل فيها مجموعة من النساء . وعندما أتت المناضلة فاطمة الى مؤتمر المرأة العالمى سنة 1980 فى كوبنهاجن , كانت مصحوبة بابنها أحمد واحدى عضوات الحزب الشيوعى السودانى . كما تمثل وفد الأحفاد فى بعض السيدات بزعامة آمنة الصادق بدرى . وتجمع كثير من الوفود حول فاطمة . وكان يملأهم الشعور بأنها محاربة فى رزقها , مضايقة فى حياتها اليومية , وتتعرض للضرب والاهانة بصورة مستمرة .
ولدهشة الجميع فاطمة كانت تقول أنها تجد كل الاحترام والعطف والاهتمام فى أى مرفق حكومى ويتدافع الناس لخدمتها والاهتمام بها . وانها ليست محاربة فى رزقها . وأن لها مكتبة تدر عليها ما يكفى , وأن لها سيارة خاصة . وابنها أحمد يجد أكثر مما يحتاج من خيلانه وأعمامه , وأنهم يهتمون بطلباته قبل طلبات أبنائهم . وأن أغلب رجال الأمن يعاملونها باحترام وود ويهرع الناس لتحيتها والاهتمام بها لأن السودان بلد خاص . والعلاقات الاجتماعية , والصلات تأتى قبل السياسة والمال .
فى الفترة التى قضتها فاطمة معنا فى 1980 كنا حتى نحن السودانيين نفرح ونجد مصدرا للدعابة عندما كانت فاطمة تحكى لنا عن كيفية اعتقالهم . لأن رجال الأمن وقتها كانوا يترددون من وضع يدهم على سيدة ويختشون . وعندما أخذوا الى سجن كوبر قسم النساء , كان مدير السجن يقول للضباط ( ديل بنات أشرف العوائل . دا ما محلهن . ) وطالب أن تجاب كل طلباتهم . وعندما أحضر ضابط السجن الشامبو والصابون والكريمات والبشاكير وضع الكراتين أمامهم ضاحكا ( عشنا وشفنا . السجن دا بقى زى كأنه سجن فى سويسرا . )
وتفرغت فاطمة والمناضلات لتعليم السجينات وتهذيب لغتهم وتسريح شعورهم , وخلق برنامج ثقافى . لدرجة أن أحد السجّانات قالت لهن انها عندما كانت تغنى أغنية (لورى الكومر جانى …..) وعندما وصلت الى المقطع ( والدولار للضماير شارى ) نظر اليها ضابط السجن باستغراب فكانت تقول ضاحكة ( غناكم دا حيطردنى من شغلى ) . احدى الحاجات وهى والدة أحد المعتقلين . أخبروها قبل المظاهرة بأن تقول فى دفاعها أنها كانت مارة فى طريقها فأوقفها بعض الفتيات وطلبوا منها أن تمسك اليافطة وهى لا تعرف الكتابة والقراءة . وبعد يوم من الاعتقال سألت فاطمة الحاجة ( انتى يا حاجة قبضوكى وين وكيف ؟ ) وكان ردها (أنا والله كنت ماشة فى طريقى البنات ديل مسكونى اليافطة أنا لا بعرف أقرأ و لا بكتب . ) الحاجة علقت فى الكلام الحفظوها ليه.
عندما كانت فاطمة تحكى عن الاعتقال كانت تتحدث وكأن الأمر اجازة فى معسكر لطيف وتشيد بالاحترام والأدب الذى كان يقابلون به فى السجن . وبعض فترة قصيرة نصح نميرى باطلاق سراحهم لأن اعتقال النساء شيىء غريب فى السودان . والنميرى كان فى طريقه خارج السودان . فأتى ضابط فى المساء ليعلن للمناضلات أنه قد أطلق سراحهن . فرفضن الخروج . فصار الضابط يستعطف ويترجّى ويكاد أن يبكى , ويقول ( انتو جنّيتو , ناس فكّوهم ما دايرين يمرقوا . )
وربما عطفا على الضابط وليس حبا فى الحرية , وافق المناضلات على الخروج . وبالرغم من أن فاطمة قد تعرضت للنميرى عدة مرات بالاساءة . وفى احدى المرات أثناء تقديمه لخطبة وضعت فاطمة طاولة بالقرب من الحائط وقامت بشتم نميرى الذى اكتفى بأن قال ( يا جماعة ما فى زول يكلم مرتضى يمسك أختو دى منى) . مرتضى هو المهندس الذى كان وزيرا للرى . وعندما تفرعن النميرى كان أول من واجهه فقال لمرتضى فى حالة صفاء ( انت دنقلاوى ابن كلب ) فرد مرتضى ( انت دنقلاوى ابن ستين كلب ) .
فاطمة كانت تقول لرؤوساء الأمن عندما يتعرض لها رجال الأمن وتقوم بسبهم وشتمهم فى المطار وفى كل مكان . ( انتو عارفين انا بستفز . كلامهم بستفزّنى . هم ما يتكلموا معاى وما يتعرضوا لى ) وكانوا يقولون لها (احنا مكلمين كل الناس ما يتعرضوا ليكى يا فاطمة . لاكين بجوا ناس جداد ما بعرفوك أو ما بسمعوا الكلام ) .
قبل فترة بسيطة من اختفاء نقد كان يسير فى الطريق فى حى الرياض . فاندفع بعض الناس لتحيته . فكان يقول لهم وهو سائرا ( الجماعة وراى الجماعة وراى) ويقصد رجال الأمن . وتصادف تواجد نعمات مالك وبعض السيدات فى انتظار أنابيب الغاز . واتجه أحد رجال الأمن قائلا لأحد المتواجدين .( انت يا زول بتسلم على الراجل دا ليه ؟ . والمرأة دى كمان سلمت عليهو . ليه تسلموا عليهو؟ ) فقالت له نعمات مالك زوجة الشهيد عبدالخالق أمام الجميع ( مرة أمك . انت الظاهر ما عندك أدب وما ربّوك . الراجل الانت بتتكلم معاه دا كان وزير فى يوم من الأيام وفى عمر أبوك . انت لازم تتكلم معاه باحترام . والفات ده رئيسى , عشان كده أنا بسلّم عليه .) فكان رده ( رئيسك كيف ؟ .) فواصلت نعمات ( انت محل بتشتغل دا وبأكلوك وبدوك قروش مش عندك رئيس فى الأمن ؟ ده رئيس الحزب الشيوعى السودانى , وأنا شيوعية وده رئيسى . فاهم ؟ .)

نعمات عادة كانت تكسر الصف بتاع البنزين ولا يتعرض لها رجال الأمن . وفى أمدرمان لم يكن يقم بهذا سوى صديقنا عبد الرحمن البلطجى داموك . وهذا فقط فى طلمبة حى العمدة لأنه ابن الحى .
قبل فترة قال لى عبدالمنعم بدرى انه عندما ذهب لزيارة نعمات مالك لاحظ وجود يافطة على أميّة الكهرباء أمام بيت نعمات ( أميّة نعمات ) . وكان تعليقه ( يعنى الحكومة معترفة بى نعمات) .
حتى رجال الأمن قديما كانوا ذو خلق ومعقولية , فمن أين أتى الذين صفعوا عبير ؟ .
شوقى
………………………………
عندما توفى ابن عمتنا الدكتور قاسم مخير قبل بضع سنوات أتى النميرى معزياً . وكان قد قال للشهيد عبد الخالق محجوب عندما أتوا به للسفاح ( دسوك أهلك الرباطاب . ؟ ) ثم توعد الرباطاب . وعندما ذكر له آل بدرى قال على رؤوس الاشهاد ديل ما سودانيه , وعندما ابدى البعض استغرابهم لكلامه قال ( ديل فى البكاء ما بفرشوا .) والآن صار كثير من السودانيين يتبعون عادة آل بدرى ويقولون ينتهى العزاء بانتهاء الدفن .
بعد كل هذه الاساءت وقتل زوج نعمات مالك تشاهد النميرى يأتى الى منزل اهلها معزياً . وهنالك من لام نعمات لانها ؟ …
بعد قتل الشهيد عبد الخالق مالك وضع النميرى حراسه عسكريه فى منزل عبد الخالق . وبالرغم من لوم بعض الاهل والاقرباء . كانت نعمات تصر على فتح الصالون لهم وتزيدهم بالشاى والماء البارد والاكل وتقول ( ديل اولاد مساكين مشغلنهم . ما عندهم ذنب . ) هذه الاخلاق السودانيه التى انكرها علينا النميرى .
ع. س. شوقي بدري

ان ما يحدث من رجال الامن والمليشيات الكيزانية لا يشبه اهل السودان بتاتا . الضابط ونجم كرة القدم عصمت معني كان مميزا في كل شئ . عندما ارادوا نقله للامن رفض وعندما شاهد الوسيلو والبروفسر الاديب على المك في السوق نادي عليهم وقاللهم ان المنطقة غير أمنة واوصلهم لوجهتهم ز العم رحال كان ضابط لوليس ملكال طلب من ابنه زميلنا ف المدرسة ابلاغ اساذ اللعة العربية والدين الشيوعي سيد طه انه سيتعرص لكبسة من البوليس ز العم رحال مثل رجال البوليس كانوا يؤمنون بخدمة الشعب وحمايته وليس الدكتاتوربات طيب الله ثراهم .

بقلم: شوقي بدري.
13.03.2019
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty موكب هادر في كندا دعماً للثورة واحتفاءً بيوم المرأة.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الخميس 14 مارس 2019, 01:40

موكب هادر في كندا دعماً للثورة واحتفاءً بيوم المرأة



نظمت مجموعة (منسم) في كندا، بمشاركة المبادرة الكندية السودانية لدعم الثورة - تورتنو، مسيرة حاشدة للتضامن مع ثورة شعبنا المجيدة يوم ٩ مارس من الساعة ١١ ظهرا و حتى ٤ عصرا و ذلك ضمن فعالية الاحتفال بيوم المرأة العالمي في مدينة تورنتو.ويعتبر موكب يوم المرأة العالمي بمدينة تورنتو احد اكبر الفعاليات التي تشهدها المدينة بمشاركة كل المنظمات النسوية و الحركات المناهضة للتمييز و العنصرية و الأحزاب السياسية و يشارك في الموكب اكثر من خمسون ألفا من سكان المدينة بِمَا يصاحب الْيَوْمَ من تغطية إعلامية واسعة من كل القنوات و الصحف و المحطات الإذاعية.


13.03.2019
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty الحكمة الربانية في كشف الجهل وسوء الادب.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الثلاثاء 02 أبريل 2019, 01:27

د. حيدر إبراهيم علي يكتب: الحكمة الربانية في كشف الجهل وسوء الادب



أحد حكامات النظام   حباه الله  ببسطة في  الجسم  ووفرة  الشحم  واللحم ولكن لحكمة  يعلمها هو حرمه  من أي  ذرة  في  الذوق  والأدب وحسن  تقدير الأمور،  فاتصف بالعجز  عن  احترام  الآخرين وعدم  القدرة  على  توقير الكبير وإنصاف  الصغير ، أعمته الدوغمائية والمصالح  المادية  الزائلة   والجهل  المتمكن والجرأة التي  تصل دائما درجة  الوقاحة  وعدم  الحياء  والحشمة  حتى  فقد  عفة  اللسان  والقلم، فقبع  في  درك  لا قرار له  من التفنن  في  الشتم  والاساءة والقذف في حق  الاخرين،  ومن  المفارقة انه يمثل لسان الحركة الاسلامية الفرحة – أثناء  الديمقراطية الثالثه – باكتشاف   صبي صحفي – عينه  قوية –  سب  الكبار ولايخشي إطلاق صفات عليهم . “درق سيدو ”  “والتوم كديس ” وأطلقوا له العنان ، وكان  له مبادرة إدخال  لغة الازقة والحواري والانادي – إلى  الصحافة الصفراء والاعلام الهابط .

تصور أيها  القارئ الكريم – من عجائب آخر الزمن ان يقوم هذا الكائن بوصف  صفوة  ونخبة الوطن  وثوار شباب البلد بالجرذان!  أي “تجمع المهنيين”   والذي يضم أساتذة الجامعات والأطباء والمهندسين والصيادلة والمحامين!  هم جرذان فقط لأنهم خرجوا معارضين لنظام  رب نعمته  – كما يعتقد .

ياله من موقف جاهل رضي عنه جهله ،ورضي عنه جهله!  وفي غفلة الزمن  يدعي  الثقافة والفلسفة  ويتفرشخ  على أريكة  في  شاشة التفلزيون  ناقلأ  ثقافة القعدات والغرز  الى الاعلام الذي يدخل  كل البيوت .

لا  أدري ماهي المرجعية التي يستند عليها هذا الشخص  والحديث  النبوي يقول : “الكلمة الطيبة حسنة” والتلميذ  في الابتدائية يردد : “المسلم من سلم المسلمون من لسانه” .

هذا التيار بين  الاسلامويين يقف  ضد الخروج على الحاكم  الظالم الفاسد .ومن بين هؤلاء تاريخيا الشاعر بن هاني الاندلسي  الذي خاطب الخليفة  الفاطمي  المعز  لدين الله :

ما شئت إلا ما شاءت الأقدار   فاحكم  انت  الواحد القهار

وكأنما  أنت النبي محمد       وكأنما انصارك  الانصار

ويواصل : تملقة في مناسبة اخرى :-

تدعوه منتقما عزيزا  قادرا

غفار موبقة الذنوب صفوحأ

أقسمت لو لا  دعيت خليفة

لدعيت  من  بعد  المسيح مسيحا

لقد عرف التاريخ السياسي  الاسلامي  ظهور العديد من  المتملقين الذين أسسوا للاستبداد  في الدولة  الاسلامية على  حساب الشورى والحكم  الراشد ويتكرر هذا  التاريخ لان  في السودان  استغلال  الدين في تكريس الاستبداد  والفساد لذلك  تحولت الحركة الاسلاموية  من  حركة شعبية إلى تجمع الطفيليين والسماسرة والأمنجية والانتهازين ،  ولم  يعد لها أي نشاط  في الشارع وحين  هبٌ الثوار  محتلين الشارع ومحاصرين الحاكمين  لثلاث شهور كاملة لم يجد  الاسلامويون  غير أجهزة  الامن  والشرطة لحمايتهم  وقبعوا  هم في جحورهم لم  يسيروا أي موكب مليوني –  كما كانوا  يدعون وأخفوا هويتهم  الحزبية .

د. حيدر إبراهيم علي.
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty قصيدة عبدالقادر ابراهيم تلودى سودانى الجوه وجدانى.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الثلاثاء 23 أبريل 2019, 10:00

إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty في فقه الوقاحة والاستهبال السياسي.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الثلاثاء 23 أبريل 2019, 10:19

في فقه الوقاحة والاستهبال السياسي
 
الوقاحة هي المبالغة في الجرأة وعدم الحياء والخجل من التصرفات والسلوكيات المشينة والمعيبة ، وعدم مراعاة شعور الآخرين وكأنهم لا وجود لهم ولا لمشاعرهم . تعامل بعض قادة الحركة الاسلاموية في الفترة الأخيرة مع الشعب السوداني بوقاحة ظاهرة ولكنها ليست غريبة عليهم لأنهم لا يحترمون هذا الشعب فهم انقلبوا على حكومته المنتخبة شعبيا في 30 يونيو 1989م، وابتكرو الآليات المذلة والمرهبة لاسكات حيويته فكانت بيوت الأشباح، وكان الجهاد، وكان  التطهير العرقي في دارفور وجبال النوبه والانقسنا، ثم عندما ثار الشعب عليهم  تنصلوا من دويلتهم التي خططوا لها  واداروها طوال العشرية السوداء (89-1989م ) ولحقوا بالثورة التي قامت  ضدهم أي ضد أفكارهم واخوانهم الحكام وحاولوا أن  يتصدروا المشهد ، يقدمون المبادرات ويخترحون الوزارة  والمجالس معتمدين علي  بعض  عناصرهم داخل المجلس العسكري.

قبل ان يقترحوا ويبادروا  الا يستحق هذا اعتذارا منهم  وشجاعة  بالاعتراف بالأخطاء  التي ارتكبت في حق الشعب؟ فهذا من  أخلاق الفرسان والنبلاء الذين يرتقون عن الخسة والاستهبال، ولكن أن يقفزوا على هذه المرحلة وكأنها  لم تكن ومجرد فجوة  في تاريخ الشعب  السوداني إلى مرحلة أخرى ويقومون بعملية غسيل ذنوب وأخطاء كما يغسلون الأموال في البنوك فهذا هوعين الاستهبال السياسي والاستهانة بعقل الشعب السوداني . فهم يستغلون حقيقة أن الشعب  السوداني متسامح وغير عنيف اودموي . خلال تسلطهم كان رجل الأمن  يستدعيك ويمكن  أن يعذبك ويهينك ثم يأتي اليك في اليوم التالي – مثلا – لكي يعزيك في وفاة والدك (وتشيل معاه الفاتحة وكأن شيئا لم يكن!) وهذا لايمكن أن يحدث في العراق أوسوريا او ايران أو فينزويلا ! فقط في السودان وهذا ما استفاد منه الكيزان في استهبالهم السياسي الذي كثر هذه الايام .

يستغل الكيزان والظلاميون عموما تسامح الشعب السوداني وسلمية الثورة لسرقتها نهارا .

في الثورة الفرنسية ابتكر الثوار – لأنهم عنيفون – المقصلة ولم تقم محاكم قانونية . وفي العراق بعد الانقلاب على  عبد الكريم قاسم ظهرت ممارسات السحل لأعداء الثورة بلا محاكمات عادلة .

يريد ويخطط الطابور الخامس في المجلس العسكري لجرالبلاد الى الفتنة وسفك الدماء وهناك من يحاول تحويل الثورة الشعبية  ضد الاستبداد والفساد الى  صراع ديني بين رجال  دين رسميين وبين علمانيين متوهمين، هذا  ما ظهر في اجتماع  المجلس العسكري مع أئمة الجوامع في لقاء لم يحضره الائمة اللذين عرفوا بانتقادهم لنظام الانقاذ . هذه فتنة دينية يريد ان يشعلها الطابور الخامس العسكري لذلك  على الشباب الثوار تفويت هذه الفرصة .

الصراع بين  الحرية والكرامة والديمقراطية  وبين الاستبداد والفساد والحكم الجائر من جهة أخرى .

والدين لله والوطن للجميع

د.حيدر إبراهيم علي.
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty حصان طروادة الذي لا تراه قوى التغيير.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الجمعة 26 أبريل 2019, 00:21

الفريق مصطفى … صندوق الإسلاميين الأسود في المجلس العسكري.

شرع أعضاء المجلس العسكري الإنتقالي العشرة منذ توليهم السلطة رسميا (13 أبريل) في إجتماعات نقلتها وسائل الإعلام مع الوحدات العسكرية وممثلي المجتمع وباتت وجوههم وخلفيات معظمهم مألوفة. ولكن احد أهم الجنرالات من بين القادة الجدد وهو مدير الإستخبارات العسكرية نجح بمهارته وخبرته الطويلة في إبعاد الاضواء عنه.

الفريق مصطفى محمد مصطفى حمد إسمٌ لاتتداوله وسائل الإعلام ولا خطابات السياسيين مع انه ممسك بأسرار العهد السابق منذ أن شارك في التخطيط والتنفيذ مع زملائه في التنظيم الخاص للحركة الإسلامية لإنقلاب 30 يونيو 1989 من موقعه كضابط في كتيبة القيادة العامة للجيش السوداني بالخرطوم. ولاتكاد تجد له خبراً سوى زيارة قام بها الرئيس السابق عمر البشير في فبراير من العام الحالي لمنزله بحي المطار “للاطمئنان علي صحته بعد عودته من مصر التي ذهب إليها مستشفيا” كما ورد في الخبر الرسمي.

وتعود جذور عضو المجلس العسكري الإنتقالي ومدير الإستخبارات العسكرية إلى ولاية (نهر النيل). تخرج من الكلية الحربية السودانية ضمن الدفعة (33) في منتصف ثمانينيات القرن الماضي والتحق بقيادة الإستخبارات في العاصمة الخرطوم ولم يُغادرها طوال (35) عاما من سنوات خدمته العسكرية إلا لفترات قصيرة في جنوب السودان واستخبارات الكلية الحربية.

ووفقاً لإفادة مصدر عمل لسنوات طويلة في الإستخبارات فقد شكل الفريق مصطفى مع عوض إبن عوف وعلي سالم ثُلاثي الحركة الإسلامية الاخطر داخل الجيش والإستخبارات. وبعد إستقالة ابن عوف ومغادرة علي سالم احكم الفريق مصطفى سيطرته على الملفات والمعلومات المهمة خلال حكم الإنقاذ “والتي تشمل اسرار العمليات العسكرية والتسليح وأجهزة الدولة وقياداتها … بل وكل شئ”. ويضيف “هو الآن امير الحركة الإسلامية داخل الجيش وعقلها”.

ويُجيب المصدر على سؤالي عن أين تكمن خطورة مدير الإستخبارات في ظل الوضع الجديد ووجود البرهان وحميدتي والذين هم من خارج التنظيم الإسلامي “حلقة الوصل بين ضُباط التنظيم الذين ينتشرون في كل اسلحة الجيش والذي يُنسق بينهم، وهو الذي يمكن ان يتسبب في إنجاح اي إنقلاب او إفشاله، ويُمسك بملفات الإنتهاكات والفساد في العهد السابق ويمكنه إخفاء الكثير من الادلة وحماية من يريد من القيادات .. ورئيس المجلس العسكري البرهان بسنين خبرته الطويلة في الجيش يُّدرك جيداً خطورة الفريق مصطفى وأذرعه ولهذا يضع له الف حساب”.

وفي رده على سؤال عن مايمكن ان يقدمه الفريق مصطفى في هذه المرحلة من دعم للنظام السابق والحركة الإسلامية يُجيب خبير امني “يمكن أن يكون المسؤول عن حماية الدولة العميقة بتامين شخوصها المهمين وإفشال عمليات الإعتقال والمصادرة والتغييرات في المواقع الحساسة”. وزاد “إذا وضعنا في الإعتبار أن مدير الإستخبارات العضو الفاعل في حركة الإخوان المسلمين هو المسؤول عن ملاحقة قادة النظام السابق والاستيلاء على الاموال والوثائق المهمة فستزول دهشتنا عن سبب عدم الكشف عن اي شيء مهم حتى اللحظة”.

وتُشير أصابع الإتهام إلى الفريق مصطفى كمسؤول عن فصل الضباط المشكوك في ولائهم للبشير.

ويقول ضابط خارج الخدمة إنه إشتهر بينهم بلقب (الجاسوس) وذلك بسبب عمله المستمر من وراء الستار “لايُجيد الظهور العام والعمل في العلن ولهذا لم يتم إختياره من قبل إبن عوف كخليفة له مع أنه الاكثر قرباً منه”. وعن نقاط ضعفه الاخرى يقول المصدر “لايتمتع بالذكاء المهني لفرد الإستخبارات ويعتمد على جمع الوثائق ضد خصومه والترهيب”.

ويكشف المصدر عن ان غلطة العمر للفريق مصطفى كانت صبيحة يوم (6 أبريل) حين فشلت خطته لتأمين القيادة العامة ومنع وصول المتظاهرين إليها. فقد استدعى الضباط الموالين له من كل انحاء السودان وقام بحشدهم  أمام بوابات وزارة الدفاع والقوات البرية والإستخبارات وقصر الرئيس بينما أهمل الإتجاه الشرقي حيث توجد بوابات اسلحة الطيران والبحرية “في الماضي عندما كانت الحركة الإسلامية في اوج قوتها كنا نعرف ان اي انقلاب او حركة مضادة ستاتينا من البوابة الشرقية حيث توجد اسلحة البحرية والطيران التي لم نكن نتحكم فيها جيداً ولهذا كانت شغلنا الشاغل … وفي السادس من أبريل دخل الشباب عبر هذه البوابات ولم يجدوا مقاومة من افرادها الساخطين على قيادتهم”.

وعن أبرز شركاء الفريق مصطفى يؤكد المصدر ان الفريق علي سالم والذي تولى موقع وزير الدولة بوزارة الدفاع وكان حتى قبل اسابيع والياً لولاية الجزيرة لن يكون بعيداً عن المشهد ويجب البحث عن موقعه الحالي خصوصاً وأن ابن عوف يعاني من مشاكل صحية وقد كان ثلاثتهم من يعرفون كل شئ.

ويُشدد المصدر على أن المعارضة تم تضليلها بجرها إلى التركيز على شخصية الفريق عمر زين العابدين وتضخيمه كأنما هو عقل النظام السابق “الحقيقة ان الفريق زين العابدين كان من القادة الدمويين للإنقاذ في سنواتها الاولى إلاً أنه تم إبعاده إلى التصنيع الحربي بعد وفاة ابراهيم شمس الدين وتعرض لمشاكل صحية ولم يعد مؤثراً ولا يُشكل اي خطورة وتم وضعه كواجهة فقط”.

أما الخبير الامني فيوجه نصحه للمعارضة بعبارة واحدة “لابد من إزاحة الفريق مصطفى عن موقعه ووضعه تحت المراقبة الدائمة لقفل الطريق أمام اي إنقلاب او تغييرات تُعيدُ قادة العهد البائد”.

صالح عمار.
25.04.2019
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty الشيوخ تنقلب على عبدالحى يوسف وكلمه نااااااريه - السودان 25 أبريل.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الجمعة 26 أبريل 2019, 00:58

إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty عسكرة الشريعة.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الخميس 16 مايو 2019, 00:08

عسكرة الشريعة بين حركات الجيش والحركة الاسلامية السودانية
 
يدعي البعض أننا نتحامل على الحركة الاسلامية السودانية! ولم نظلمهم بل كانوا وظلوا  أنفسهم يظلمون! باصرارها على أن تكون حركة  بائسة ومتخلفة فكريا اعتمدت في انتشارها وليس صعودها في السودان على التنظيم والمال وأخيرا على سلاح  الجيش والأمن  حين حكمت البلاد، مع سبق الاصرار على إبعاد الفكر  والرأي في صراعها  مع الآخرين .

ووجدت أقصر الطرق في الرد  علي  المختلفين هو أن تغدق على جهاز  الأمن والصحفيين والكتبة المرتزقة متجنبة بذلك الطريق الصعب :  الفكر والعلم ومراكز البحوث الرصينة والاكاديميات .

لم تقدم  الحركة  الاسلامية تصورا متكاملا للدولة الاسلامية ممثلة في دستور اسلامي ديمقراطي عصري، والمحاولة اليتيمة  لدستورإسلامي في تاريخ الفكر السياسي السوداني أنجزها استاذ جامعي متصوف  وليس عضوا في الحركة  هو د/ أحمد حنفي الدين ابوالعز . وبعد الاستيلاء بالقوة  وليس الانتخابات على السلطة وجدوا أنفسهم  بلا غطاء فكري ونظري، فسارعوا بكتابة مقالات صحفية سريعة وبلا ضبط اكاديمي بأي مراجع  ومصادر  وهوامش ، وتكالب عليها اربعة  “مفكرون  كبار”  في التأليف : حسن عبدالله الترابي ،امين حسن عمر  ، التيجاني عبدالقادر ،ومحمد محجوب هارون وتم نشرها في أكثر من مكان  : معهد البحوث والدراسات الاجتماعية ثم في مجلة قراءات  سياسيه التي كان يحررها بشير نافع وشهاب الدين  الصواف عن  مركزدراسات الاسلام والعالم في تامبا بالولايات المتحدة  . وأصدر الترابي بالاشتراك مع  محمد  سليم العوا : “من معالم  النظام الاسلامي ”  عن جماعة الفكر والثقافة الاسلامية .

ظلت  كتابات  الاسلامويين تجريدية  لا تنطبق على الواقع السوداني بالتحديد، ومنها كتاب التيجاني عبدالقادر حامد  : أصول الفكر السياسي في القرآن المكي ، عن المعهد العالمي (1995) وكتاب  الترابي نفسه ” السياسية والحكم  – النظم السلطانية بين الأصول والواقع (بيروت 2001) ويمكن أن يصلح لدولة المماليك أوالأتراك السلاجقه أو  طالبان .

حاول  الاسلامويون بعد  الاستيلاء على السلطة سد الثغرة الفكرية في الحركة فأصدروا عددا من المجلات مثل “التأصيل” و”ابحاث الايمان  ” و”البرلمان”  و”الدراسات الاستراتيجيه ” و”دراسات أفريقية”  كما كونت  هيئة الأعمال الفكرية والتي أصدرت لفترة مجلة أفكار جديدة

كذلك مركز  الدراسات الاستراتيجية بميزانية وزارة خدمات كاملة  ثم  “مركزالتنوير المعرفي ” و”مركزدراسات السلام والتنمية ” ولأن الفكر  لايصنع بالمال وقوة السلطة ظلت الحركة الاسلامية عاطلة  فكريا ولم  تنتج تيارات فكرية  اسلامية مثل ” التقدميون الاسلاميون في تونس ” بقيادة  صلاح  الدين الجورشي، ولا يسار اسلامي مثل محاولات حسن حنفي، ولم  تعرف الساحة السودانية اسلاميين في قامة جمال البنا أو طارق البشري أو أحمد كمال ابوالمجد او رضوان السيد او عبدالله  النفيسي ولا أمثال شريعتي وخاتمي من  الشيعة .

الحركة الاسلامية السودانية طبل  أجوف،  وحشود كالقطعان  ولذلك تستغل العسكر وتحرضهم  لكي يطرحوا موضوع الشريعة، ولم تفلح الحركة أن تمرر قانونا إسلاميا أو  دستورا من خلال أغلبية برلمانية أوجمعية تأسيسية فحرضت المشير نميري ليفرض بصورة فوقية  قوانين سبتمبر 1985م ويطلق عليها النائب العام  آنذاك ورهطه صفة  اسلامية بينما يقول نميري أنها شريعة “تنط الحيط وتدخل بيوت الناس” لتعرف ماذا يفعل المواطنون الآمنون في منازلهم ولم يقف مفكر إسلامي واحد لينتقد تلك القوانين، وراح ضحيتها الأستاذ / محمود محمد طه،  والشيخ  المصباح  اودع السجن حين وقف في مسجد القوات المسلحة  لينتقد  القوانيين .

لا أدري  لماذا تذكرت وأنا أسمع رد المجلس  العسكري أغنية دكاكينيه كنا نرددها أثناء معسكر التدريب العسكري عام 1961م للتسلي وكسر  الضجر  والملل في المعسكر نقول في مقطع منها :

ياشاويش يله  علمنا حركات  الجيش

فقلت هل الحديث  عن إغفال ذكر الشريعة واللغة العربية في وثيقة قوي  الحرية والتغيير .هي   من صلب حركات الجيش تلك التي كنا نتغني بها ؟

ماهي المناسبة ان تذكر وثيقة خاصة بتجديد مهام  وترتيبات المرحلة الانتقالية الشريعة واللغة؟! هذه  من خبائث الاسلامويين فرض الشريعة من خلال العسكر بالقوه وتعيينهم مجددين ومجتهدين اسلاميين!  للمرة الثانية يطالبون  أن يطبق العسكر الشريعة! ويغيب مفكرو الحركة الاسلاموية!  وهم  يساعدون المجلس العسكري في المماطلة  وإضاعة الوقت ثم بيع فكرة  ان الثوار  علمانيون وملحدون وتحويل المعركة السياسية إلى معركة دينيه وإشعال فتنة كبرى تعيد حادثة شوقي  ومعهد المعلمين .

قوانين الشريعة واللغة من اختصاص لجان الدستور التي يشكلها البرلمان المنتخب بعد الفترة الانتقالية ، أيها الناس حكموا ضمائركم وجنبوا الوطن حركات الجيش التي تقف خلفها خبائث الحركة الاسلامية الجبانة  واللئيمة والخائنة لشعبها ووطنها بسبب أجندة خارجية غير سودانية وراءها قطر  والتنظيم العالمي للاخوان المسلمين وعصابة يوسف القرضاوي ويوسف ندا.

إن  حركات الجيش والحركة الاسلامية مجرد  إضاعة لوقت ثمين يحتاجه الشعب للبناء والتنمية .  وكل هذه الأفعال  مجرد لعب بالذقون وعبث . الاسلامويون السودانيون مطالبون بالخروج من كهف التخلف التي عاشوا داخلها لاكثرمن نصف قرن . هناك  تحديات حقيقية تواجههم تتمثل في كيفية بناء تيار اسلامي ديمقراطي ويبدأ ذلك بتطبيق شعار “الحرية لنا ولسوانا ”  مع احترام حقوق غير المسلمين في أي دولة اسلامية وهذا يحتاج منهم  لاجتهاد  حقيقي في الحالة السودانية ولا نكتفي بالشعارات والحنجرة .

عدم اختزال الشريعة في الحدود وأزياء النساء والربا والخمر بل لابد ان تعالج التنمية والانتاج والعدالة الاجتماعية والقضاء على الفقر، فهذه هي  الفضيلة الحقيقية، ومكارم الاخلاق التي جاء لسببها الرسول الكريم …

الشريعة السمحاء هي تلك التي تطلق مبادئها حناجر الشباب في هتاف :  حرية عدالة كرامة، والشريعة ليست سوى الحرية والكرامة والعدالة! ليست الشريعة قوانين المكاشفي وشرفي  ،،،
حيدرابراهيم علي يكتب.
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty خارج المتاهة .

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الخميس 23 مايو 2019, 07:10

خارج المتاهة.

من أكبر مظاهر الإرهاب ونتائجه في بلادنا أن الناس يحنون رؤوسهم أمام كل من يتبجح بإسم الإسلام (( تبجح الشخص في معاجم اللغة يعني : افتخر وتباهى في صلف ، والعالم الحق لا يتبجح بعلمه )) أو ( أجاب بصفاقة ، لم يراع قواعد الأدب ) ” ويقول أهلنا في مصر : فلان هذا بقح ، إذ ينطقون الجيم قافاً ” .. نعم ، يحنون رؤوسهم لدرجة أن أغلب الكتاب عندما يتصدون لهم ويناقشون أطروحاتهم يفعلون ذلك في إطار من التأكيد المستمر علي أنهم مسلمون وينطلقون في دفاعهم عن قيم الديمقراطية والتقدم من منطلقات الدين أيضاً ، ويذهبون مذاهب شتى في أن الأنظمة قد شوهت الشريعة بالتطبيق الخاطئ ..الخ..الخ ، وكأنهم أمام الذي سيسألهم ويحاسبهم يوم الدين .. ذلك في الوقت الذي يلعن فيه الاسلامويون العلمانية ليل نهار جاعلين منها معادلاً موضوعياً للإلحاد ..
ليس من مهام هذه الزاوية البحث العلمي حول الأمر ، فقط نقول أن الإسلام قد لخص الأديان السابقة له تلخيصاً شاملاً ووضع كل قيمها في قالب معاصر وخالد ، ويمكن تلخيص أهم قيم وتعاليم كل تلك الأديان في محورين :
– الأول : هو المحور المتعلق بالعبادات وأركانها وكيفيتها ثم أجر من يقوم بها باقتناع وصدق أي هو المحور الذي ينظم علاقة الانسان بربه ، فهي علاقة خاصة يعرفها علي حقيقتها كل فرد وربه فقط ولا يجوز لأحد أن يتدخل فيها مطلقاً إلا بالتعليم والدعوة بالرفق والحسنى ..
– الثاني : الدعوة للصدق والأمانة والاستقامة ، في العلاقات الشخصية وفي المعاملات ، الإنتاج والعمل بتجويد ، الدعوة للعلم والبحث والتعلم ، إقامة العدل ونصرة المظلوم ، البر والإحسان .. إلي آخر القيم والتعاليم التي إذا توافرت في المجتمع وأصبحت مبادئ يتصف بها ويمارسها من يتصدون للعمل السياسي وإدارة البلاد ، فإنهم إنما يمارسون الدين/الاسلام/الشريعة في أبهى وأرفع الصور دون أي إدعاء أو مظاهرات وضجيج … وهي في نهاية الأمر قيم انسانية مشتركة بين البشر أجمعين نابعة من الفطرة السليمة ومن جوهر الدعوات الدينية كلها والتي تلخصت في خاتم الرسالات أبدع تلخيص … وهنا تبرز الأسئلة البسيطة ، لكنها الأضواء الساطعة : – لماذا أغلب فترات التاريخ الاسلامي مليئة بالعنف والاغتيالات والتخلف ؟ – لماذا عهد “الإنقاذ” هو الأسوا مطلقاً من حيث الفساد والاستبداد والبطش بالناس ومصادرة حرياتهم ؟ – ونفس السؤال عن إيران الخميني وخامنئي ودولة طالبان ؟ رغم أن لواء الشريعة مرفوع عالياً و (معمول) بها ؟؟
والإجابة (ببساطة كذلك) لأنها تدعي تمثيل الدين في الأرض وتطبق شريعته في الحكم وهي النتيجة المنطقية لذلك الإدعاء الذي في حقيقته يخفي مصالح طبقية ضيقة واحتكار متوهم للحقيقة ولمفاتيح الجنة وأبواب السماء ، ولذلك لا بد من ملاحقة الناس وحبس أنفاسهم ومصادرة حرياتهم تماماً ، وإذلالهم ، وللنساء نصيب إضافي خاص من ذلك الإذلال وفق منطوق اهوائهم لا حقائق الدين العظيم ..
وبالمقابل ، في الدول الغربية مثلاً نجد الازدهار في التعليم الإجباري ومناهجه وفي العلوم وأبحاثها ، في الاقتصاد والصناعة ، في تقديس حرية الإنسان وسلامته ، قيم الصدق والأمانة وسمو الأخلاق : فالمسؤول مثلاً يعتذر ويستقيل إذا اكتشف المجتمع انحرافاً لديه أو خطأً في مؤسسته ، المفقودات لها مراكز يودع فيها كل من وجد شيئاً فقده صاحبه (مهما كانت قيمة ذلك الشئ) ، وباختصار ، نجد في الغرب ثورة مستمرة علي كل الجبهات لمصلحة الإنسان اولاً وأخيراً ، الإنسان وسعادته ، ذلك لأنها ليست بلاد الكفر والاستكبار كما يزعم فقهاؤنا وإنما لأنهم يمارسون القيم والتعاليم النابعة من الفطرة الإنسانية ومن الأديان السماوية دون أي إدعاء بأنهم يحكمون بالشريعة أو بإسم الدين ، وهي القيم التي تتجلي في مناهج التعليم ومفردات التربية ، ولأنها القيم المرتكزة علي ديمقراطية مستدامة توصلت إليها تلك المجتمعات بعد صراعات دامية في العصور الوسطى ضد هيمنة الإقطاع المتحالف مع رجال الكنيسة ، رجال الكنيسة وتسلطهم علي الناس باسم الحكم الديني ، وبعد أن فصلت بين الدين والسياسة ، الدين يبقي في السلوك وفي علاقة كل إنسان بربه والسياسة هي ساحة الصراع بين المصالح والبرامج والرؤي بحثاً عن أفضل الأوضاع للإنسان واحتياجاته ..
الدعوة الدينية الاسلاموية هي “الإنقاذ” بأسماء وقيادات أخري وان تعلقت بأستار الكعبة ..

محمد عتيق.
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty الثورة متقدة اللهيب.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الخميس 20 يونيو 2019, 08:34

واهم من يظن الثورة قد خمدت ولا تزال شعلتها متقدة حتى النصر.
أروع ما سجله التاريخ قطار الحرية القادم من عطبرة وكما صورتها كاميرا جيمس كاميرون منتج فيلم
التيتانك كما وصفها بأنها اروع لقطات حقيقية سجلتها الكاميرا على مر التاريخ.


إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty الثورة متقدة اللهيب.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الخميس 20 يونيو 2019, 10:08

نحن نشهد اليوم نهوض طائر الفينق الأسطورى من رماده.
تلك هى ملحمة الثورة السودانية التى هزت العالم وقبله هزت عرش الطغاة فسقط السفاح
ثم تبعه تابعه، ثم تدق آخر مسمار فى نعش المرتزقة والعملاء.
تسقط ثالثاً.


جدو الصغير
وست روج هيل.
19.06.2019
22:07:50
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty ليتنا قلنا خيرا أو سكتنا حول الاتفاق.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الأحد 07 يوليو 2019, 07:53

ليتنا قلنا خيرا أو سكتنا حول الاتفاق

إذا كنت - يا عزيزي القارئ - من٠ الذين لا يؤيدون الاتفاق الذي توصلت إليه قوى الحرية والتغيير مع المجلس العسكري، فأعلم - يا رعاك الله - ان ذلك يعد أمرا طبيعيا بل انما هو مفهوم ومقدر، ويمكن القول إنه يندرج في إطار الديمقراطية التي ناضلنا من أجلها ومهر لها الشعب أرواحا زكية في سجل ثورة أضافت للتاريخ الإنساني أبعادا تجعلنا نتباهى بها بين الأمم والشعوب.
لكن بالقدر نفسه لا ينبغي أن يكون عدم اتفاقك مبررا جائرا لتخوين الآخرين، أو المزايدة عليهم في الانتماء للوطن الذي يجمعنا كلنا. فالذي ذاق مرارة الظلم يعز عليه ان يكون ظالما، ولعل أقسى أنواع الظلم ذاك الذي يكون فيه المرء هو الخصم والحكم، ويرسل فتاويه وهو يرفل في حلل من السعادة، متمرغا في نعيم العيش ورغده!
بيد أنه في إطار المنهج الديمقراطي الذي ذكرنا لا حجر على رأي، ولا استعلاء على أحد. إذ يمكن للمرء أن يدلو بدلوه، سلبا كان أم إيجابا، دون أن تكون تلك السلبية تبخيسا لقدر الآخرين، ودون أن تكون تلك الإيجابية تعمية تطوي في احشائها تجميل القبيح وتقبيح الجميل، فتلك من ثقافة الشموليات التي لفظنا جلاوزتها إلى مزبلة التاريخ لو يعلمون!
إن الوطن الذي ورثناه كابرا عن كابر، له دين على عاتقنا ويحتم علينا التعامل باحترام مع من خالفنا الرأي. ومن المفارقات أن ذلك كان ديدننا حتى مع أزلام النظام البائد، بالرغم من انهم سدروا في غيهم، وبعضهم فجر في خصومته لدرجة بات إناؤهم لا ينضح سوى فاحش القول وأرذله، وقد مارسوا فينا بلطجة حتى تبرأت منهم ألسنتهم.
إن ينبوع السلوك القويم ذاك، هو المنهج الذي اغترفت منه ثورة ديسمبر المجيدة شعار السلمية الذي أذهل القاصي والداني وذاع صيته بين شعوب العالم، وبدورها لم تتردد قيد أنملة من مضاعفة احترامها لوطننا ومواطنينا، كما تحفز المقهورين منهم لحذو حذونا ونحن فخورون بذلك.
استلهاما لأدب هذه الثورة العظيمة ومن باب الإنصاف ينبغي أن نزجي التحية لكل الذين حملوا قضية شعبنا بعزم لم يلن وإرادة صلبة لم تتضعضع وخاضوا بها غمار المفاوضات إلى أن اوصلوها إلى الاتفاق المذكور، لا سيما، وقد تعرضوا لشتى صنوف الضغوط النفسية والسياسية والوطنية. غير عابئين بأنهم يفاوضون ثعالب ارتدت ثياب الواعظين. يفاوضون جلادا انت تعلم وهم يعلمون أن أياديه ملطخة بدماء الشهداء. يفاوضون خصما لا يعرف اللغة التي يتحدثون بها ولا القيم التي يدعون لها، وفيهم من لا يستحي من جهالته ولا يخفي سذاجته، ولولا أن أدب التفاوض وعظم المسؤولية يفرضان على المرء التحلي بالصبر، لكان ذلك التناقض مدعاة لحوار طرشان يفضي إلى عدم.
في خضم ذلك المأزق كنت كثيرا ما أسائل نفسي ذلك السؤال المرعب: ماذا لو انهارت المفاوضات خاصة وأن الطرف الآخر يتمتع بتلك الصفات الرعناء ولا يبدو عليه الاكتراث من تبعات انهيارها؟ علاوة على أن التحالف نفسه والذي فرضته ظروف موضوعية، تحيط به مخاوف شتى منها تربص المتربصين وتمنيات المرجفين؟ تلك كانت من جنس الأسئلة التقريرية التي يعرف طارحها مغبة تبعاتها ويتوجس خيفة من حدوثها.
مع كامل الاحترام والتقدير، كنت قد لاحظت في سياق رصد آراء الذين لم يرق لهم الاتفاق أنهم يندرجون تحت فئات ثلاث؛
الأولى، أنهم ممن يعتقدون أن تشكيل الحكومة بمستوياتها الثلاثة هي نهاية مطاف ثورة ديسمبر المجيدة.
الثانية، أنهم ممن يظنون توهما بأن مقاومة طغيان الجبهة الإسلامية بدأ بعد اندلاع ثورة ديسمبر الباسلة.
الثالثة، هم ممن يغلبون الذاتي على الموضوعي المتمثل في الوطن ومصيره، للدرجة التي غاب فيها عن ناظريهم معاناة القابضين على الجمر، وكادت أن تسيطر على سلوكهم تلك السادية المقيتة التي تتلذذ بعذاب الآخرين.
لسنا في حاجة للقول إن ثورة الوعي بتلك القيم التي تجلت بها سوف تمضي في طريقها وهي لا تلوي على شيء، حتى تحقق مقاصدها النبيلة وتصبح شعاراتها واقعا معاشا وحاجة ضرورية كما الماء والهواء. وبالقدر نفسه يعلم الحادبون على أمر الوطن أن هذه الثورة العظيمة هي نتاج نضال تراكم طبقا عن طبق، حملوا فيه قضية الشعب وهنا على وهن، طيلة السنوات العجاف التي جلست فيه العصبة ذوو البأس على سدة السلطة.
لعل من الأشياء التي تزيح الهموم عن الصدور وتبعث السرور في النفوس ذلك الموقف الشجاع الذي صدح به البعض وقالوا صراحة إنهم لا يؤيدون الاتفاق، ولكنهم سيسكتون تغليبا للمصلحة العامة فلربما كان في ذلك مخرج صدق للوطن من أزماته الكارثية. هؤلاء يعلمون أن صمتهم لن يكون أبلغ من صمت البنادق المصوبة نحو صدور الأبرياء، ويعلمون أيضا أن الاتفاق - أيا كان فجوره أو تقواه - فهو محض خطوة أولى في مشوار طويل لتأسيس الدولة المدنية الديمقراطية التي نحلم بها وبذلنا الغالي والنفيس من أجلها.
لست من المتشائمين الذين ينظرون دوما للنصف الفارغ من الكوب، كما أنني لست ممن يقيسون الأمور بمنظور الربح والخسارة، بخاصة اذا ما كانت تتعلق بقضية وطن يقف على حد السيف بين أن يكون أو لا يكون، وطن أرهقه الطغاة بنزقهم وحبهم للسلطة، وطن ظل يعطي دون من أو أذى، ودون أن تجف مواعين عطائه، وطن كلما أحرقته نيران المتربصين نهض من تحت الرماد كطائر الفينيق ليحلق في سماء ثورة مجيدة!
إذا فلنعطه حقه علينا بذات الأريحية قبل أن نبكي وطنا مضاعا لم نحافظ عليه كما ينبغي أن يكون الواجب!

آخر الكلام: لابد من المحاسبة والديمقراطية ولو طال السفر!

فتحي الضو.
06.07.2019
19:52:20
faldaw@hotmail.com
FacebookTwitterWhatsAppMore

إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty شَكْمُ الجيُوش وتحجيم العسكريتاريا.

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الإثنين 08 يوليو 2019, 06:43

شَكْمُ الجيُوش و تحجيم العسكرتاريا.

الحديث عن جيوش العالم الثالث هو حديث ذو شجون.
الدول تؤسس الجيوش لغرض واحد وهو حماية الأرض والدستور وهذه هى عقيدة الجيش الوطنى ولا مجال للجيوش خلاف ذلك دور تلعبة، وتضع الجيوش تحت السيطرة المدنية والتى يشغلها وزير مدنى يختاره رئيس الوزراء ولا تكون له خلفية عسكرية بهذا يضمن حيادية الجيش فى ظل أى خلاف سياسى أو حزبى مما ينأى بالجيش فى التدخل فى الشؤون السياسية.
من أهم أسباب الأستقرار السياسى للدول المتحضرة وهى ليست  دول العالم الأول فقط ن الراسخة فى الديمقراطية. وأبسط مثال فى عالمنا  الحالى الجيش الهندى الذى يتمسك بالعقيدة المجردة لجيش محترف فى دولة مستقرة سياسيا على عكس الجارة باكستان والتى لم تهنأ بالأستقرار منذ إنفصالها عن الدولة الأم الهند ولا تزال تدور فى الدائرة الشيطانية حكومة مدنية منتخبة يعقبها إنقلاب عسكرى يرجع بالبلاد سنوات من القهر والتخلف كما هو حادث الأن فى وطننا المنكوب السودان والذى منذ إستقاله قبل ثلاثة وستين عاماً حكم العسكر منها ستة وخمسين عاماً. ولا يزال المجلس الأمنى العسكرى يحاول بكل السبل البقاء فى الحكم ولو حتى على جثث وأشلاء الشعب السودانى الصبور.
عندما خسرت اليابان الحرب العالمية الثانية بعد ضربها بالقنابل الذرية فى هيروشيما وناجازاكى وعند توقيع وثيقة الأستسلام أمام الجنرال الأمريكى ماك آثر فوجئ الجنرال بطلب من رئيس الحكومة اليابانية يطالبه أن يحل الجيش اليابانى وأن تتولى الولايات المتحدة الأمريكة مهمة الدفاع عن اليابان لأن العسكرتاريا اليابانية هى من ألحقت الدمار باليابان وقد كان لهم ما أرادوا وتم إستغلال الميزانية المهولة للجيش فى التنمية الإقتصادية وكذلك ما حدث مع ألمانيا مما يجعل هاتين الدولتين من أقوى الدول فى العالم إقتصادياً.
لقد عشت فى هذه البلاد ما يقرب من الثلاثين عاماً لم أرى فيها أى وجود لأى مظهر من مظاهر العسكرتاريا، فالقوانين تحدد وبصورة قاطعة أماكن تواجد معسكرات الجيش وهى فى أمامكن نائية وبعيدة عن المدن وتجمعات المدنيين. وعقيدة الجيش الكندى هى حفظ السلام فتجد مهام الجيش خارجية فى حفظ السلام كما فى قبرص و فى يوغوسلافيا سابقا، ورواندا وفى أفغانستان لتدريب الجيش الأفغانى.
هنالك تعتيم تام على قيادة الجيش لا أحد يعرف من هو القائد العام للجيش وماهى رتبته ولا رتب القيادات العليا فى الجيش، الشخص الوحيد الذى كان معروفاً للعامة هو الجنرال لويس ماكينزى قائد قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام فى يوغسلافيا وانه برتبة لواء ولقد اُحيل الى التقاعد بعد الإنتهاء من مهمته فى يوغسلافيا ويرجع ذلك الى الظهور الإعلامى الكثيف له خلال توليه مهمة حفظ السلام فى يوغسلافيا وحتى يُحد من طموحاته بعد الزخم الأعلامى الذى إقتضته الظروف المواكبة لمهمته و قد ظهر بعد تقاعده كمحلل عسكرى لأحداث غزو أفغانستان والعراق والحرب الأهلية فى رواندا، ثم إنقطعت أخباره بعدها.
يمنع القانون الكندى كل الأجهزة العسكرية من الجيش والشرطة إرتداء الزى العسكرى خارج  أماكن أعمالهم وفى وقت الدوام الرسمى فقط، أما الشرطة فالقيود مشددة عليهم، غير مسموح للشرطى إرتداء الزى الرسمى إلا فى ساعات العمل وبعد وصوله الى مكان عمله ولقد لاحظت أفراد الشرطة عند حضورهم الى القسم الثالث والأربعين على مقربة من منزلنا للدوام الرسمى يحضرون فى ملابسهم المدنية وكذلك الأفراد الذين إنتهى دوامهم يخرجون بملابسهم المدنية فالأقسام مجهزة بخزانات لحفظ الملابس ويتم إرسالها الى النظافة فتغسل وتكوى وترجع لهم مرة اخرى.
يمنع على الشرطى الدخول الى أى مكان عام مطعم، مقهى أو أى مكان يؤمه المدنيين، إلا لأداء عمل رسمى، حتى المصارف لهم مصرف خاص بهم والغرض من ذلك عدم إستغلال وظيفته متحصناً بالزى الرسمى لإستغال النفوذ.
مع بداية هذا العهد الجديد يجب أن تضع الحكومات القادمة نصب أعينها تصحيح أوضاع الأجهزة العسكرية المشوهة.
أولاً تصحيح العقيدة القتالية للجيش فمهمة الجيش هى حماية تراب الوطن ولا مكان له فى دهاليز الحكم.
إلغاء المفاهيم الخاطئة مثل العسكرى أحسن من الملكى كما يتوهمون.
ثالثاً وهو الأهم هو نقل معسكرات الجيش الى خارج المدن و إبعادهم عن المدنيين والإحتكاك بهم وكذلك الأهم هو تحجيم الرتب العسكرية بما يتناسب مع عددية الجيش، وأبسط مثال لذلك الجيش الأمريكى وهو من  من أكبر جيوش العالم يجلس هرم قيادته فريق أول ويليله ثلاثة فرقاء قادة للقوات البرية والجوية والبحرية أنظروا الى المجلس العسكرى المتربع على هرم الجيش السودانى كم فريق؟؟؟
هل يستحق هذا الجيش كل هذه الرتب الرفيعة؟
كل هذا الكم من الضباط برتب رفيعة أشبه (بأولاد الطهور!!! فقد كان فى زمننا تفصل لولد الطهور بدلة عسكرية مليئة بالنياشين والدبابير، هذه مهزلة ومدعاة للسخرية فى نظر العالم ناهيك عن إستنزاف البلاد فى إمتيازات ومرتبات لا لقبل للخزانة العامة بتحملها).
كذلك الشرطة أيضاً جهاز مترهل بالرتب الكرتونية فرقاء وفرقاء أولائل!! أعلى رتبة هى فى الشرطة الكندية هى رتبة لواء يشغلها مفوض الشرطة الفيدرالية وهى أعلى سلطة شرطية تليها الشرطة الإقليمية ويرأسها ضابط برتبة لواء لكنه يخضع الى قائد الشرطة الفيدرالية، ثم يأتى فى أسفل السلم الوظيفى قادة شرطة المدينة الذى يحمل رتبة عميد فقط تلك هى رتب الشرطة عندنا، أم عن وضع الشرطة السودانية يجب أن لا يتعدى قائدها رتبة اللواء.  
إذا لم تقم الحكومات القادمة بتصحيح هذه الأوضاع المعتلة سوف نظل ندور فى نفس الدائرة الشيطانية.
حمى الله البلاد والعباد من كل شر.
جدو  الصغير.
وست روج هيل.07.07.2019
18:43:11




إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty السودان.. التمكين العسكري حالة ذهنية..

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الإثنين 08 يوليو 2019, 06:58

السودان.. التمكين العسكري حالة ذهنية..

(1)
ظلّ الإسلاميون في السودان، منذ سنوات الثمانينيات، يعتمدون "الجبهة الإسلامية القومية" اسماً لتنظيمهم السياسي الذي تخلوا عنه بعد انقلابهم على النظام الديمقراطي في السودان، في 30 يونيو/ حزيران عام 1989، وأبدلوه باسم جديد هو حزب المؤتمر الوطني الذي حكم البلاد ثلاثين عاماً، تحت رايات الإسلام السياسي. اتبع "الإسلامويون" سياسةً لتمكين الموالين لهم للسيطرة على مفاصل الدولة السودانية، وإقصاء غيرهم عنها. وكانت مرجعية الدولة "الإسلاموية" التي قوّضت الحكم الديمقراطي في السودان عام 1989 آيات من القرآن الكريم "والذين إن مكنّاهم في الأرض.. “الآية الكريمة 41 من سورة الحج. إذ أعلن أعضاء مجلس انقلاب الجبهة الإسلامية السودانية، فور جلوسهم في القصر الرئاسي، تشكيل لجانٍ لتيسير إدارة الدولة السودانية، تقاسموا رئاستها فيما بينهم، لجاناً سياسية واقتصادية وإعلامية، أوكل إليها إعادة تشكيل مؤسسات الدولة بكاملها، لتتخذ لوناً "إسلاموياً"، غير الذي كان سائداً في فترة الديمقراطية الثالثة التي قامت بعد انهيار نظام جعفر نميري في 6 أبريل/ نيسان 1985. لعل أول ملاحظة على أسلوب إدارة البلاد عبر هذه اللجان أنه أغفل الإشارة إلى تشكيل "لجنة عسكرية"، ضمن تلك اللجان.. ترى ما السبب؟
(2)
لم يكن نظام نميري الذي حكم السودان من 1969 إلى 1985 إسلامياً في سنواته الأولى، لكنه أعلن انعطافه في أخريات سنواته، نحو إضفاء صبغة إسلامية لحكمه، وساعده إسلامويون من "الجبهة الإسلامية" نفسها التي تخلت عن اسمها، وأدمجت عناصرها في منظومة نظام
"النقيب المنظَّم سياسياً يتلقى التحية من اللواء غير المنظم. والملابس العسكرية التقليدية استبدلت بملابس ميدانية، هيَ في الأصل أعدّت لظروف قتالية" نميري الشمولي. أصدر كتّاب السلطان كتابين باسم جعفر نميري "النهج الإسلامي: لماذا" و"النهج الإسلامي: كيف؟". وكان انعطاف النظام إسلامياً، وقتذاك، قد وافق المزاج العام في السودان، وعُـدَّ اعتماد مرجعية إسلامية لحكمه أمراً مقبولا، ولولا تفاقم تردّى الأوضاع السياسية والاقتصادية، وتزايد معارضة قوى سياسية عديدة، بينها تيار المفكر الجمهوري الإسلامي، محمود محمد طه، لفرض حكم إسلامي تعسّفي، لما انهارت تجربة نظام نميري الشمولية. لم يتردّد ذلك النظام في إعدام طه، بتهمة خروجه عن الملة الإسلامية، وأعدمه في يناير/ كانون الثاني من عام 1985. تلك الواقعة، مع أسباب أخرى، أودتْ بالنظام إلى انهيار حتمي.
(3)
حقيقة الأمر أن عناصر "الجبهة الإسلامية"، وخلال حقبة نميري الشمولية، كسبتْ مساحات واسعة لترويج فكرها بدفع من كاريزما زعيمها حسن الترابي، وأخذت تتمدّد في مفاصل الدولة السودانية، بأساليب بطيئة، ولكن بخطىً واثقة. من تلك الأساليب اتباع سياسة لتعديل عقيدة القوات المسلحة السودانية. كان المركز الإسلامي الأفريقي، ومقرّه الخرطوم، قد أنشئ بغرض نشر الدعوة في القارة الأفريقية، غير أن جعفر نميري قبل فكرة إعادة تأهيل ضباط القوات المسلحة في ذلك المركز، بإلحاق دفعات من أولئك الضباط في المركز. وكان ذلكما الإعداد التأهيل بقصد تعديل عقيدة الجيش السوداني، ليتجاوز التزاماته القومية، ويقفز إلى تبنّي التزامات عقائدية ذات طابع إسلاموي. والصورة طبعا أكثر تعقيداً مما أكتب هنا. خلاصة الأمر، أن الانقلاب الإسلاموي في عام 1989، والذي جاء بعمر البشير رئيساً ليجلس بعدها، ثلاثين عاماً على ســدّة حكم السودان، مثل ذروة نجاح الإسلامويين، لتعديل عقيدة الجيش، عبر "تمكين عسكري" ماكر، فيهيئ الساحة السياسية في السودان لتوليهم إدارة شؤون البلاد.
(4)
عليه، لم تكن اللجان المتخصصة التي شكلها مجلس البشير العسكري، والمشار إليها أعلاه، في حاجة إلى "لجنة عسكرية"، إذ "مجلس الثورة" الذي قاده البشير، في سنواته الأولى، كان بمثابة تلك اللجنة. وتواصلت سياسة "التمكين السياسي" بما أسموه "المشروع الحضاري"، لتتصل بما أسمّيه هنا "التمكين العسكري". ومن الطبيعي أن تتسع دوائر التأهيل العقائدي لعناصر القوات المسلحة، ولكن لمواجهة النزاعات المتفاقمة في أقاليم البلاد. وسعى الإسلامويون إلى الإيعاز للبشير لتشكيل قوات شبه نظامية، بمعايير أكثر التزاماً بالتمكين المطلوب. من هذه الكيانات شبه العسكرية، "قوات الدفاع الشعبي"، وهي بمثابة قوات من المتطوعين، تستنفر عند الحاجة. وتمّ إلى ذلك إعداد برامج لتأهيل موظفي الخدمة المدنية في برامج خدمة عسكرية إلزامية.
(5)
ولتغيير صبغة الجيش التقليدية، والتزامها بمظاهر الانضباط الجديد، لحقت بالرتب العسكرية معايير جديدة للترقي والتدرّج في مسارات الخدمة العسكرية وشبه العسكرية. صار النقيب المنظَّم سياسياً، يتلقى التحية من اللواء غير المنظم سياسياً. الملابس العسكرية التقليدية تم استبدالها بملابس ميدانية، هيَ في الأصل أعدّت لظروف قتالية. تراخت النظم الشكلية
"النظام الذي قاده البشير، سعى إلى مقاتلة معارضيه بأسلوب أشرس من سابقه، فاتسعت دوائر معارضة حكمه" للانضباط، والتي كانت تميز ضباط الجيش، فسمح لهم بإطلاق اللحى، حتى وصلت إلى الصدور عند بعضهم. صارت اللحية وغرّة الصلاة على الجباه من علامات الولاء للنظام الإسلاموي.
ولأن النظام الذي قاده البشير، سعى إلى مقاتلة معارضيه بأسلوب أشرس من سابقه، فاتسعت دوائر معارضة حكمه، فتوسّع ذلك النظام وأنشأ كيانات عسكرية موازية للجيش الرسمي للدولة، أهمها قوات الجنجويد التي اتسع نشاطها في إقليم دارفور، بدعم من نظام البشير، وكانت رأس الحربة في مقاتلة من أسماهم النظام متمرّدي حركات دارفور المسلحة. لم يتوسع القتال في دارفور، إلا بعد تجنيد مزيد من العناصر القبلية في الإقليم، لتنضم لقوات الجنجويد، والتي أشرف على إنشائها بعضُ عسكريي نظام البشير. في أخريات أيامه أقدم البشير، ولحماية نظامه، على تكوين قوات أسماها "قوات الدعم السريع"، بعد تفاقم الأزمة في دارفور، فكانت هي "الجنجويد" بمسمى جديد.
(6)
ولمّا تزايد معارضو النظام في كامل أنحاء السودان، جرى تحويل ملف المخالفات الإنسانية والإبادة الجماعية في دارفور، إلى المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. لم يكن البشير وحده المطلوب للمثول أمام محكمة لاهاي، بل عدد من عصبته وأزلامه، بينهم وزراء وضباط كبار في الجيش الرسمي، ولكن أيضاً قيادات من الكيانات شبه العسكرية التي أنشأها. ينبغي أن يتنبه المتابعون إلى قيادات هذه الكيانات، إذ بينهم قائد "قوات الدعم السريع" الذي يحمل رتبة عسكرية سامية، من دون تأهيل عسكري يذكر، وبات نائباً لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الحالي الذي يماطل في تسليم السلطة للمدنيين الذين أسقطوا نظام البشير. وقائد "قوات الدعم السريع" الذي استدعاه البشير لحمايته، انقلب عليه، ومال لدعم ثورة السودانيين، وفقد الرئيس صوابه، وسقط نظامه بالكامل.
(7)
أبدى كثيرون من متابعي أداء المجلس العسكري الانتقالي، الحالي في السودان، ملاحظات سالبة بشأن ما رآه بعضهم من ضعفٍ بائنٍ، تجلّى في إفشال قادته للتفاوض مع شباب الثورة السودانية، المطالبين بحكم مدني مستحق. جنح ذلك المجلس العسكري إلى إصدار قرارات وتصريحات تناقض بعضها بعضا، ومواقف توحي بنوايا في الشروع لاستنساخ نظامٍ جديدٍ، أشبه بنظام الطاغية الذي ذهب إلى مزبلة التاريخ. أفرزت ثلاثون عاماً من "التمكين العسكري" أوضاعاً في صفوف الجيش الوطني، فمنحت عناصره الولاء لتيار سياسي بعينه. تلك كانت عقيدة شائهة، أبدلت عقيدة تاريخية له، إذ عوضاً عن التقليد الراسخ بالتمسّك بالتزام القوات المسلحة السودانية بالدفاع عن الوطن وحمايته، أرادها البشير خادماً لحزبه وأزلامه.
(Cool
تفسر جذور هذا النمط من التمكين ذلك الانتقاد الحاد الذي يوجّه لأداء المجلس العسكري
"المجلس العسكري أصدر قرارات وتصريحات تناقض بعضها بعضا، فأفرز ذلك ثلاثين عاماً من "التمكين العسكري"" الانتقالي، في الشكل والمضمون. ثمّة قصور ملاحظ في التعامل مع ملفات علاقات السودان الخارجية. ثمّة ضعف في التصريحات السياسية. ثمّة قصور بيّن في التعامل بمعايير متناقضة مع الملفات الإعلامية، فترى للمرة الأولى وجوداً محموداً لمراسلين كبار للقناة الأميركية العالمية، سي إن إن، ولكن ترى ذلك المجلس العسكريّ يغلق مكتب قناة الجزيرة من دون مبررات.
تلك بعض تجليات تبديل العقيدة العسكرية لجيش وطني سوداني، كان التزامه التقليدي حماية الوطن، فإذا هو الآن نتاج سياسة "تمكينٍ عسكري" غير سليم، عاجز عن حماية ثورة أبنائه، فيما بعض كتائبه تقاتل لتحمي بلداناً أجنبية. ولكن الثورة السودانية، والتي يماطل بعض القادة العسكريين في تحقيق مطلوباتها، ستكون قادرة على استعادة صورة الوطن السوداني المختطف ثلاثين عاماً، وهي الأقدر على تصحيح مساراته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والقادرة على استعادة قواته المسلحة من فخ "التمكيـن العسـكري" الذي دفعها إليه البشير.

جمال محمد إبراهيم
jamalim@yahoo.com
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty ذا لم نغضب لمثل هذا.. فلنراجع وطنيتنا!

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الإثنين 15 يوليو 2019, 03:06

إذا لم نغضب لمثل هذا.. فلنراجع وطنيتنا!

احترت في اختيار عنوان يُجسد هذه المأساة التي نحن بصددها، والحقيقة لم أجد ما هو أكثر صدقاً من العنوان المذكور أعلاه. لكن كدت أن أعدل عنه عندما طافت بذهني سلسلة من المآسي المتناسلة، أدركت عقبها أن أياً من ممارسات الأبالسة - التي تجنوا بها على الشعب السوداني - تعد جريمة نكراء لا تضاهيها جريمة. وبقناعة راسخة عندي وعندكم نؤكد أن التقتيل الممنهج الذي قاموا به على مدى سنوات حكمهم يعد (أم الجرائم) وسنام فظاعته ما حدث إبان اشتعال ثورة ديسمبر المجيدة. وفي واقع الأمر كنت أزعم أنني من الذين خبروا فساد واستبداد طغمة الإسلامويين الأبالسة، ليس ادعاءً ولكن نتيجة متابعات حثيثة على مدى سنواتهم العجاف في سدة السلطة، وتعلمون أننا وثقنا كل ما حصلنا عليه من موبقات في كتبٍ لم يستطيعوا لها نفياً أو تكذيباً، بل أورثتهم من أمرهم رهقا!
(2)
رُغم زعمي المذكور إلا أن ما شاهدته من وقائع في المؤتمر الصحفي الذي عقدته لجنة حصر ومراجعة الشركات الحكومية يوم الثلاثاء الماضي، وما سمعته من تفاصيل لنماذج من الفساد سردها على الحضور مولانا محمد أحمد علي الغالي رئيس اللجنة، ومولانا د. محمد الحافظ ومولانا بتول حماد ومولانا ناصر البدري وآخرون، قد جبَّ كل ما عرفناه من نماذج لعتاة الفاسدين، وفي تقديري أن نموذجاً واحداً كفيلٌ بأن يرمي صاحبه وراء الشمس. ويعلم الله أنني لم استطع أن أحبس دمعة حَرَّى غالبتها فغلبتني، وأنا الذي كنت أعتقد أن دموعي عصية على الانهمار في الشأن العام. وقلت لمن أشركته في مشاهدة هذه المأساة من الأصدقاء، من لم يغضب لمثل هذا فليراجع وطنيته. وهذا أضعف الإيمان!
(3)
ولمن فاتته المشاهدة المأساوية نعيد شذرات مما ذُكر في المؤتمر، علماً بأن ما ذُكر يشمل قطاعين فقط هما الشركات الحكومية ولجنة بيع مرافق الدولة الحكومية. إذ كشفت اللجنة عن وجود 866 شركة حكومية، منها 431 شركة عاملة وفيها 43 شركة فقط تدخل في الموازنة العامة، ومن ضمنها هناك 12 شركة فقط تساهم في دعم الخزينة العامة، بنسبة 80% من تلك الشركات لا تُورد عائداتها للخزينة العامة. وضرب رئيس اللجنة مثلاً بنماذج بسيطة منها، الفلل الرئاسية التي بيعت لبنك أبو ظبي الوطني بمبلغ 50 مليون دولار، في حين قام البنك بتأجيرها للسفارة الأمريكية بمبلغ 50 مليون دولار في العام. ثمَّ مصنع نسيج الحاج عبد الله الذي قُيِّم بمبلغ 94 مليون دولار ليباع بمبلغ 32 مليون دولار، ثمَّ فندق كورال (هيلتون سابقاً) الكائن في أغلى منطقة في السودان (مقرن النيلين) فقد قدَّر بيت خبرة سوداني سعره بميلغ 139 مليون دولار، ولكن ذلك لم يرض دهاقنة الفساد، فقاموا بالاستعانة ببيت خبرة آخر قيَّمه بمبلغ 78 مليون دولار، ومع ذلك تمادوا في غيهم وتمَّ البيع بمبلغ 48 مليون دولار، في حين جاء الرئيس المخلوع بما لم تأت به الأوائل، إذ أمر بخصم 10% من المبلغ المذكور بما اسموه (حافز رئاسي)!
(4)
واقع الأمر أذهلني أن رئيس دولة – بغض النظر عن شرعيته – يمارس هذه الدناءة كأي سمسار سيارات في منطقة (الكرين). فالفساد كان تحت رعايته وحمايته واشرافه الشخصي، للدرجة التي أصبح فيها مقر اقامته بنكاً للإدخار، إنها عقلية الجشع والشراهة والسفاهة. عندما كانت تلك الأرقام الموجعة تطرق طبلة أذني، تأملت قصصاً مؤلمة إبان سنوات القحط والجفاف تلك، بعضها قرأناه وبعضها عايشناه وبعضها سمعناه وكانت أقرب للخيال. لن أنسى ما حييت ذلك الكهل الذي كان يحكي عن مأساة رحيل بنتيه أمام عينيه بعد أن عجز عن علاجهم. ماتت الأولى فمشى بين الناس في الأسواق يسألهم كفناً يستر به فقيدته، وعندما عاد بالكفن لحقت بها الثانية. وهل أنسى تلك الشابة التي تضاءلت طموحاتها عندما ألقوا عليها القبض في (سيوبر ماركت) وهي تدس دجاجة بين طيات ملابسها. كيف أنسى زغب الحواصل الموؤدين، 24 طفلاً من قرية (الكبيشة) في منطقة المناصير ابتلعهم النيل وهم في طريقهم للمدرسة بمركب متهالك، وبينهم أسرة فقدت خمس من فلذات أكبادها. بل كان النهب هذا يحدث في بلد تقول الإحصائيات إن 47 ألف طفل من تلاميذ مدارس الأساس في العاصمة وحدها لا يتناولون وجبة الإفطار!
(5)
جعلوا من الدين مطية وقناعاً ليدثروا به فسادهم. كانوا يتبارون في الغش وأكل أموال الدولة بالباطل كأن بينهم وبينها ثأر عظيم. يُراءُون الناس بالدين الشكلاني ويفترون على الله كذباً. أطلقوا اللحى ووسعوا الذمم. كانوا يعتلون المنابر ويكثرون من التهليل والتكبير مداراة لسوءتهم. يرفعون الأصبع السباب.. يشتمون هذا ويقذفون هذا ويسفكون دم هذا وهم المفلسون. ينعتون غيرهم بالكفر تمويهاً وبه هم أحق. يحدثون الناس عن الآخرة، ويقبلون على الدنيا وملذاتها. يموت الخلق أمام أعينهم عوزاً وقهراً وهم في شغل فاكهون. نحتوا مصطلحات بظنهم أنها ستدرأ عنهم شبهات أكل السحت والربا والحرام، فالفساد أصبح تحللاً والسرقة عمولة والرشى حوافز، بل جوزوا حتى الاستبداد بمقولة تَملَمل جرائها الأمام مالك في قبره. ثم تمادوا في التكبر وصاروا ينعتون الشعب الطيب بالشحاذين، في حين حفيت أقدامهم من الوقوف بأبواب الملوك والأمراء والسلاطين!
(6)
يعلم الناس أن هذا الوطن الذي جاروا عليه، يتمتع بثروات يضج بها باطن الأرض ويضيق بها عاليها. ويقيني لو أنها وزعت بالعدل والقسطاس على أهل السودان، لما وجدت جائعا يهيم في الطرقات، ولا عليلاً أنهكه المرض، ولا طالباً أُوصِدت أبواب العلم في وجهه، ولا عاطلاً يسأل الناس إلحافاً. لكن هؤلاء الجبابرة الطغاة تقمصتهم روح فرعون، فظنوا أن هذا الوطن مُلكٌ لهم، ورثوه عن آبائهم وما مواطنيه سوى رعايا ضُربت عليهم الذلة والمسكنة، وينبغي عليهم السمع والطاعة. والعجيب في الأمر أنهم كانوا يعلمون كذبهم ويعلمون أنهم يخادعون الله بتناقض سلوكهم وجرأتهم في اغتراف الباطل، لدرجة قال فيها أحد الساخرين إنه لابد أن هؤلاء القوم نما إلى علمهم رسالة من السماء فحواها أن الله سبحانه وتعالي صرف النظر عن يوم القيامة!
(7)
إن الجريمة التي اقترفها هؤلاء في تدمير اقتصاد السودان ترقى لدرجة الخيانة العظمى، علاوة على أن لهم باعاً طويلاً في ثلاثية التهم التي وجهتها لهم المحكمة الجنائية (الإبادة الجماعية/ جرائم ضد الإنسانية/ وجرائم الحرب) فلمثل هذا ينبغي أن تأخذ العدالة مجراها وتنصب لموازينها مرساها. لمثل هذا فلتُفتح السجون أبوابها ليجد المفسدون جزاءهم، ولمثل هذا ينبغي أن تُشدد أحبال المشانق أوتارها للذين أزهقوا أرواح بريئة، ونكلوا بها طيلة العقود الثلاثة التي حكموا فيها البلاد تسلطاً. ولأجل هذا يفترض أن تعود الأموال المنهوبة لمجاريها، ويعود الذين جاءوا حاملين شنط الحديد على ظهورهم إلى فقرهم الذي تنكروا له، وواقعهم الذي تكبروا عليه. بغير هذا لن تأخذ الثورة طريقها نحو نهايتها المنطقية، ولن تبرد أحشاء أمهات الشهداء اللائي تجمد الدمع في عيونهن وتيبس الحزن في أفئدتهن، ولن يتعافى المجتمع السوداني من خبث وخبائث جماعة الإسلام السياسي.
فهم كما قال شهيد الفكر الحر الأستاذ محمود محمد طه، صاحب القول الناجع والفكر الثاقب (هؤلاء فاقوا سوء الظن العريض) صدقت يا سيدي ومولاي حينما وصفت، ونعت فأوجزت، وغداً سيحقق لك شعب السودان العظيم نبوءتك الراسخة، عندما يقتلعهم من تلك الأرض الطاهرة اقتلاعاً لا حياة بعده!
آخر الكلام: لابد من المحاسبة والديمقراطية وإن طال السفر!

فتحي الضَّو

https://youtu.be/Ad86UkH8Tvk
14.07.2019
15:06:30
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ابراهيم خير وكلام فى كلام - صفحة 28 Empty ليسأل البرهان نفسه، أي فخر حققه لأهله؟!

مُساهمة من طرف إبراهيم خير. الثلاثاء 16 يوليو 2019, 06:30

ليسأل البرهان نفسه، أي فخر حققه لأهله؟!

شاهدت مقطع فيديو يزور فيه البرهان منطقته وأهله في وفد مكون من ثلاثة عربات. وقد أستقبل بالذبائح والزغاريد. عندما يعود أبناء أي منطقة لأهلهم يكونوا في العادة قد حققوا أنجازاً أو فخراً ومجداً لأهلهم. فيعودوا لأهلهم بما يرفع رأسهم فيفرحون بنيل أبنائهم للمعالي. فليسأل البرهان نفسه أي أنجازٍ أو فخرٍ حققته لأهلك حتي يستقبلوك بما إستقبلوك به. في الحقيقة التي تعرفها (زي جوع بطنك) أنك قد جئتهم بالعار والشنار. جئتهم وأياديك ملطخة بدماء أبناء الوطن وقد فعل فيهم جنودك وبموافقتك وذلّك وخنوعك وطمعك الأفاعيل من ضرب وقتل وسحل ورمي جثثهم في النيل ، لايفرقون بين رجل و أمراة، وهي موثقة ومصحوبة بأثقال سوف تحملها علي عنقك الي يوم القيامة. جئتهم وقد أغتصب جنودك فتيات ونساء الوطن العفيفات الشريفات الكنداكات في سابقة تاريخية لم يسبقك عليها أحد وقد شهد تاريخ بلادنا وفي منطقتك وياللحسرة نسائنا يفضلون الموت بالإنتحار الجماعي في ذات النيل علي أن تنتهك أعراضهن. لقد جئت أهلك وأنت قد أدمنت الكذب وفي أخلاقنا وخاصة في منطقتك الرجل لايكذب (رجالة سااااكت) . أن مافعلته أياديك يالبرهان حريّ أن تستقيل بسببه من منصبك وترجع الي اهلك في حالكة الظلام وتراجع أمرك كله وتستعين بأهلك في مانزل عليك من بلاء فيتوجه معك أهلك البسطاء وأبائك الصالحين ليصلح الله حالك مع الناس حتي يصلح حالك مع الله. هذا أذا كنت في وعيك ولم تسكرك السلطة التي عافها الصالحين. أما ما أري فأنك لاتستحي ولاتدرك بشاعة ماجلبته لأهلك من معرّة ومذلة. وقد قيل في الأثر أذا لم تستحي فأصنع ماتشاء.

أبوعبيدة مضوي
إبراهيم خير.
إبراهيم خير.


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

صفحة 28 من اصل 31 الصفحة السابقة  1 ... 15 ... 27, 28, 29, 30, 31  الصفحة التالية

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى