اسمحوا لى انعى حميد ( محمد الحسن سالم )

قال تعالى ( كل نفس ذائقة الموت )

انعى اليكم والى نفسي شاعر الشعب السودانى المتكلم بإسم الضعفاء والمغلوبين وبإسم محمد احمد ، اثر حادث حركة .. له الرحمة ولنا الصبر ..

ولى عودة

العزيزة آلاء .. وكأن صنبور الحزن لا يتوقف ويصيبنا ناصع الحزن كالبرتقالة فى الصيف كما قال محمود درويش ..
هذا مدّ المبدعين تساقط واحدهم بعد الآخر ... أواه من هذه الدنيا ياحبيبنا ياحمّيد أواه .. من بعدك يجدل لنا من حزنه النبيل جدائل الفرح لغد قادم جميل .... تبكيك كل حروف اللغة التى كنت تجيد فصيحها ودارجها .. من أين لنا بالدموع التى تستحق فقدك الأليم ياحبيبنا .... وهذه أصدق أبيات ولكن أين صدق الأبيات بعد حمّيد :-

الرشيد شمس الدين

_____________________________________________________
والليلة عم عبد الرحيم
جاهو الخبر داوي واليم
بكت البلد
كل البلد
فقدك وياااااا حميد عظيم
...
ما شفت كيف ام الرحوم
كيف بالخبر جوفا انحرق
نست النعال الما انطرق
الطرقة والتوب القديم
و
نزلت دموع عبد الرحيم
والدنيا في ساعة حزن
..
والناس تبكي

تبكي الجبل الشامخ وصامد
ست الدار والزين ود حامد
وراشد ونورة وكل الحلة
وحتي العمدة
حتي العمدة دموعو صبابة
وشافع الحلب اب ضلعا برة
دمعتو نازلة سخينة ومرة
وفقدك ابكي الحلة عموم
ناس السقا وبت كلتوم
وكل احبابك في الخرتوم
والعذابة الكحيانين
وسيد البيت الما زكاهم
يبكي معاهم
وكل بلدنا بتبكي معاهم
كل الغبش افي اشعارك
نورة بتبكي مع ست دارك
والقدال القال مسدارك
يبكي معاهم
ونحن معاهم برضو بنبكي

انا لله وانا الية راجعون
اللهم ارحمة واغفر له ووسع مدخلة واجعل البركه فى اسرته ,اللهم صبرنا على رحيله فقد كان صديق وانسان قبل ان يكون من فحول الشعراء , وها هو فارس اخر يترجل , التعازى للاخوان بدرالدين الامير , الصاوى , عبدالمنعم, وكل الاخوان بالدوحه ولكافة الشعب السودانى.
وانا لله وانا اليه راجعون
عاطف عكود

انا لله وانا اليه راجعون.
اللهم ارحم حميد وادخله فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء و البركة فيكم يا عاطف وفي كافة الشعب السودانى.

حميد بدفق فى الباب
راجياك تقول لى حباب
يا ريدتى هاك كفنا
حميد .. كل ما افتح كتاب القاك فى أول سطر
القى الجداول والصحاب القى الجناين والتمر
********
مالك رحيلك دون وداع زي الحرد ؟
رواسي راح والجو صلاح
كارب شراع
لا أنفر للريح لا أنفرد
لليلة شان نار الصراع
لهليبا بعدك ما برد
بدلت كيف سعة الوجود
بي ضيق لحد ؟
باغتنا ريح الفجعة ليل
فرنب في جوفنا مرابنا
الصبر شال سعن الجلد
صابنا الذهول
زي التكنو قبل دا ما فارقنا زول
قبل الرسول
ولة التقول
أول قلوب في الدنيا يغشاها القدر
غبت عنا بجسدك وستظل خالداً فينا .. ما زلنا نبكي تؤام روحك مصطفى وبالأمس رأيتك و الدمعة فوق خديك وانت تستمع ل يا نورا آه حفل الدوحة 1994 بكيت مصطفى الى ان لحقته .. حميد يا وجعى ويا وجع القصيد
القصيدة عنده عامية تمتاز بالتنوع والشفافية والعفوية ، تصوره للواقع والحال مستمد من الانسانية والغلابة .. كتب حال شفع العرب الفتارى ، ثم نورا .. لحقت الصح .. عم عبد الرحيم الذى اتلافه القطر واتلافاكما القدر .. وحجر الدغش وقومة الصباح ، تيتم النخيل فى بلادي والنيل لبد بين الجروف .. تبكيك ست الدار والتومات .. وكذلك نحن فهل يعنى النهاية الموت وعنانا سراب جبال كجبي .
موكب ضخم هائل لتوسيدك دارك نسأل الله لك الرحمة ..
يا جاي مارق من دخول الغيث
شرايين التراب السايقة أوردة الوطن
قشرا اليباب ... نشرا العطش
كل ما سرت قطرات درب الرحمة...
في جوفو أرتعش حال الشجر
بال العصافير الخيالها مع الدغش
مشدوه متل خاطر طفل
من ضل برش راكوبة فوق حافة حجر
واقع سجر ...واقف بعد نقط المطر
ويستنشق إحساس السحاب
بين لهفة الطين والشمس
لمت وراء ضهر الجبال
في عبها المهتوك شفق
آخر رمش في الدنيا من جفن النهار
والليل ملقيلا الطرف
سعف النخيل مال منتعش
بال الطفل يرقد على ضهر الرعد
يجمع مصابيح السماء التامنة ويطش
لو يلقى راس رسن الزمن
ديك لحظة ما كانت تمش
شان يندهش
***
وسوقنى معاك يا حمام

لا هنا وغلبني ...
التعازى للأخوة الرشيد وعاطف .. احمد ولكل الشعب السوداني .

أه يا حُمّيد
تعازيناليكم كلكم ولينا وبالخصوص عاطف صديق وآلاء
ونعود إن شاء الله

انا لله وانا اليه راجعون
هكذا حال الدنيا تعازينا لكم ولكل محبيه واهله وبنيه
ولا حول ولا قوة الا بالله

ميزته العامية التى فى شعره ، كان الأقرب الى حال الشعب ولسانه ، وطنيته الغيورة كتبها شعراً وتغنى بها المغنين .. حنينه للوطن وهو فى الغربة فكان الكل يستمع ويستمتع يغنى ويبكى على ليلاه .. كل الذى يستمع لشعره يرسم صوراً جماليه خياليه تصبح واقعاً ملموس ولعل فى خطاب ست الدار للزين ود حامد مثال لهذه الصورة الواقعية .
لا فى الليل السقا يسولت .. واطة الله دى ست رشاها
مافي غنوة ما غناها ، مافي مدحتاً ما سواها
حمارو صبح
لحق أمات طه .
***
العزابة الكحيانين سيد البيت عل مازكاكم .. حال العذابة وعدم القدرة على دفع الايجار .
**
نحن نصاحاً زى واطاتنا .. وهنا تتجلى صور القناعة والرضا بالمقسوم .
**
جانى جوابك يا بت احمد وانا بتصور فى المشروع
وعمايل جعفر
والعفوية التى تطلقها ست الدار ..علماء آثار كما وصلها .. ورد الزين علماء إيه ما عندك راس
ست الدار تتوهدبي ليه .. ديل جماعة ال سي آى أيه.
ثم كان السرد الروائي والواقع الحياتى اليومى وعم عبد الرحيم يا كمّين بشر :
عم عبد الرحيم
كان الدنيا صيف
لا قالتلو كيف .. كيف اصبحت كيف
كانت ماها فى
كانت فى المراح
تحلب فى اللبن لشاى الصباح
والطير ما نضم
ما رسّل نغم
عم عبد الرحيم ما بيخبر زعل .. وكذلك انت يا حميد
.
.
.
لكن الزمن دوار آب يدوم
فرقاً شتى بين ناساً عيش دين
مجرورة وتجر
وناساً حالا زين .. مصنع ، مصنعين
.
لا يعرق جبين ولا وشاً يصر ( الطبقية البغيضة )
السكة الحديد يا عمو القطر
السكة الحديد قدامك قطر
وسااال الدم مطر
يا طاحن الخبر ما بين القضا
ومرحاكة القدر ( البقاء لله يا حميد )

الاخ العزيز خالد عبد الحميد .. والاخ مبارك .. له الرحمة ولنا ولكم الصبر والسلوان

تانى قام واحد جميل فى بلدنا مات

حميد هو من غنى لنا ضمن كتير كلام
حميد هو من مجّد
كلات الموانى**الغبش التعانى
بــحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارة السفن
حزنى على حميد لازال يعطل الاشياء، فقد كان استثنائيا
عليه رحمة الله ولعلنا فى هذا البوست نحاول ان نجمّع المستطاع من شعره
وكتب ازهرى برضو

نفس الولاد جايين من طينة حضارة كوش ..
حافظين شعر حميد .. فاهمين قصايد الدوش
ما تمشي يا محجوب دايرين نظبط بوش
يا داب عرفنا الصاح .. دخل الكلام الحوش

خالد عبدالحميد كتب:
حميد هو من غنى لنا ضمن كتير كلام
حميد هو من مجّد
كلات الموانى**الغبش التعانى
بــحـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــارة السفن
حزنى على حميد لازال يعطل الاشياء، فقد كان استثنائيا
عليه رحمة الله ولعلنا فى هذا البوست نحاول ان نجمّع المستطاع من شعره
وكتب ازهرى برضو

نفس الولاد جايين من طينة حضارة كوش ..
حافظين شعر حميد .. فاهمين قصايد الدوش
ما تمشي يا محجوب دايرين نظبط بوش
يا داب عرفنا الصاح .. دخل الكلام الحوش

لك الشكر اخ خالد .. نعم لقد كان استثنائياً ..
وما تمشي يا محجوب ..!!

الاء كتب:
ما هذا الحميد المسترسل فينا وجعناً ضارب إطن النسج الحى ... كان نفاجنا البيجيب الهمبريب .. كان القريب للناس عموم ..
وينك يالسرة يا بت عوض الكريم .. انطفأت مصابيح السما التامن .. والنخلة بى ساقا الهطيط غلبا الوقوف وكذلك الناس الالوف ..
وآخر المطاف

والموت بيشرق
نسمة في كف الصبا
الموت بيسرق بسمة من شال الصبا

الاخت العزيزة الاء البركه فينا وفيكم فى الفقد الجلل
والنخلة واقفة وذى ما قال :-
دى السرة
بت عوض الكريم
....
مراة
ماب تلاوز
لاب تخاف
..
زى الضفاف
الماب تهاب
ضنب التماسيح
والكلاب
قومة البحر ولا الجفاف
...
مراة من قديم
مراة بت قبايل
قالوا
....
لا
...
واختاروا فى الحق
....
الجحيم
من رفقة الفسل
....
الخلاء
....
وكانت نعم
تدى النعم
...
مراة من صميم
ضهر الغلابى
الماب تنكس راسه
غير ساعة الصلاة
او ترمى تيراب
فى التراب
او تستشف وجة الاديم
...
السرة
بت عوض الكريم
...
ما فيها
من عادة الحريم
غير السماحة
القدمت
قدم الدهب
حافضنو
فى حقا قديم
................
.................

هى السرة بت عوض الكريم
مراة من صميم
ضهر الغلابى
الماب تنكس راسه
غير ساعة الصلاة
وهى نخلة حميد غير كل النخل الفى البلاد

النخلة في الليل المهول
وحيدا في عز الرياح
فارس يدارق في الرماح
الجايه من كل اتجاه
رغم الجراح شح المي والزاد والسلاح
راكز يصول لا انة لا حني للجباه
لا خان بصيرتو الانتباه لا حتي قال ديل المغول
ولا اختاه

علي عز قديم روح عجول
طول مداميك الصبر سادابه شرمات النباح
كل ما نزف من جوفو دم كل ما عزف لحنو الصباح

نجم الميامين الحمش ينضارا شان تشرق شمش
تدي الحياة الناس الحقول الدابة والطير والبمش
لكنو ماب يخبر افول

والارض مخلاية التعب مصلاية العشق الصعب
ماب تستباح 000 زي نخلة في الليل المهول
كانت بتختبر الفصول 00 كانت بتمتحن الرياح
كلما تطول

والدنيا خوف عابر يشوف
عنف الياح في النخلة
ولا النخلة في عنف الرياح
ليل مهول 000000
طوالي راح يحلف يقول
النخلة ماب ترجي الصباح
والطيب الصابر سنين راجيها
باكر حقو راح
لا فك دين لا سد جوف رزقو
المعلق في السبيط
مشهادو اصبح بين وبين

لكين ضراعا في البلد
عارف عروق النخلة وين
خابر صمود المن متين
ضامن ثبات ساقا الهطيط
سامع مناتقتا الرياح
ساكت صياح

النخلة ماب تقدر تخون الارض
ماب تقدر تكون غير المراح
لي همبريب يغشي البيوت
عند الصباح نص النهار
عند المغيب
وشان تدي ضل والصيف غريب
تاخد الهجاير بارتياح

عز الرياح النخلة تنجاسر تصون
عش الطيور البينا تفرد للجناح
ترقص تميد مالساق هطيط
وفي الارض ماشي عرق بعيد
والجو براح

ييبس جريد ينحت سبيط
والنخلة تشده بالجريد
النخلة تتعب في اللقيط
النخلة ياها النخلة
لاب تعرف تخاف قل المطر
تق الجفاف لافتوة الريح العبيط
طوالي في اجمل وشاح

وكل الرياح فوقا بتمر
ومن كل اصناف الرياح
النخلة ماب تخبر خلاف
ريح اللقاح والهمبريب ريح الصلاح

ما ليها غير تطرح تمور
تملا الشواويل والقفاف
ينتم زين ينحل دين
يطلق ضهر زولا بسيط
واقف علي حد الكفاف
ومن ركة الرزق المتاح
رزقو المعلق في السبيط
ينزل كما الطير الخفاف
يقدل نشيط يخضرا
زي شتل الضفاف
كلما النشاف بدا في السبيط

والنخلة لو عنف الرياح
الصاقعة اهوال الفصول
البودي افات الذبول
قدرن علي ساقا الهطيط
تقع واب تموت
روحا المدردحة ماب تفوت
جسدا المعمر بالخلود

تلقاها خشت في البيوت
وبي كل صراح
تقروقة 00 سجاجة طهورة
طبق من العرجون
ضنيب هبابة
طاب طبطابة
قفة 00وكسكسيكة
حبل متين فتلوهو في ضل الدليب
نشلوبو من بئر للشراب
نسجوبو بنبر وعنقريب

تلقاها خشت في البيوت
جوبيل جريد يعرش
سقوف بيتا جديد
اول دخلتو عريس سعيد
مبسوط يقرقر بانشراح
ما انعم مشاط من شوكه
كان وشقة مسايرك يام سماح

او حتي واقودا تقيدو الطيبة
في نار بارتياح لي يوم عزيز
يطلع خبيز دكاي صفاح
يطلع ملاح بروبو ناساتا ضيوف
او زول وراهو شغل بعيد
يمرق قهيوتو وشاي صباح

اخر المطاف والموت بيشرق
نسمة في كف الصبا
الموت بيسرق بسمة من شال الصبا
وتوب الزفاق

النخلة ترباية العباد
بجلاله تتحول رماد
ورماده يتحول سماد
وسمادا يدخل كم بلاد
وديانة تخدر والبطاح
شوف كيف كفاح النخلة يوت
تعبر علي مر الحياة
وتتمطق الموت بي جلد
من بعد ما ملت البلد
تمرا معمر بالالوف
شايل مخلف بارتياح
البركة فينا اجمعين ..

هذا بعض مما كتبه الاستاذ الجميل حسين خوجلى عن حميد :

ورغم ضآلة ما يملك كان يبكي أمام أي مريض وينكسر أمام أي جائع وبائس وكان يعد أهل الجهل وفاقدي الأبجدية من المساكين الذين يستحقون الصدقات. لحظت أن أسلوبيته في الإفصاح تخلو من الهتافية والازدهاء الأجوف. يقرأ الشعر في يُسر مثلما يشرب الماء. له صندوق خاص للألفاظ والصور الشعرية ذات الإبهار الداخلي والدراما.. ودائماً ما كان يتحاشى أو يختلف مع الآخرين على مقدرته الفائقة في الاختلاف مع الواقع المختل والمساحة الوطنية الراهنة التي نمارس فيها الإذلال ضد بعضنا البعض رأيته يسخر من التصنيفات العقائدية والإثنية والجهوية وكان يرفض أن تهال عليه أوشحة الألقاب ويتصدى لها بقوله:
أنا تربالي ضل طريقه في البنادر مثلما ضل طريقه في الأريُاف
< وحين تمشي تراه وقد أخفى برفق في قلوب كل المحزونين قصيدة أو قل روشتة يتداوون بها تارة ويتعزّون بها تارات وينامون على ظلالها وأريجها وثمارها من هجير الحاضر ووعثاء القادم.
< وحين يتحدث الأفندية ويتمنون يُسر الوظيفة ورفاهة المركوب والامتياز كان يعلّق ضاحكاً بطريقة أقرب لفن التراجيديا الصامت:
يا صديقي أن تخلع نعليك
على أعتاب النهر
وتفرّق أرجلك الناشفات في مائه
وتأكل من رُطبه وتشرب من مائه
المحَلَّى بالطمِي جرعة طاهرة
وتتأمل نغماً شارداً لطنبور جريح فكأنك ملكت كل خزانات المصارف وأموال الأثرياء والمترفين
< لحميد معرفة نادرة بالشعر العربي بكل مدارسه، وكان شغفه بالجديد لا يقل عن ولعه بالقديم وله معرفة متفرّسة في العامية لغة الشعب بكل مدارسها وقبائلها.
ومن الأشياء التي كانت تُغضبه زعمه بأننا نقوم نحن أهل الوسط بتحريف أغنيات له وكان يقول لي لائماً: إما أن تعرفوها على أصولها أو تتركوها لشأنها، ولكن بالله عليكم لا تحرّفوها. ولإكمال المرافعة كان يتلذّذ بقراءة النص الكامل للقمر بوبا والريلة وقد ضرب معي موعداً لم يتحقق أن نزور ود اليمني ليغنّي لنا:
النفوس الطيبة ما كانت شريرة
أنا والله طاريك يا أم درق وطاري العشيرة
وأصقاعها
< ونظريته في الوطنية الشهيرة بائنة في حب الناس والحلم بسودان لا بغضاء فيه ولا تنطع ولا ادّعاء.
كان يرى الدين في المواجهة ومطابقة المستور للعلن. كان يؤمن بالستر واقتسام الدنيا وبياض النية والخاطر.. وكان يرى أن الاقتصاد يكمن في محاربة اليد السُّفلَى ومحاربة اليد العليا التي تبرّر الأولى
كان الصبيان الخُلّص في أعينه أولئك العامرون بالرجولة والفحولة والكفاح وكان يرى البلاد ملكاً للجميع بلا إثنيات ولا عرقيات ولا ادّعاءات بغيضة بالتمييز والتعالي على الناس. كان السودان عنده هذا الذي سيصنعه ويصوغه الناس يوماً ما بالتراضي والعقلانية.

< حميد كان حفيّاً بأصدقائه وزاهداً في موهبته وإن كان يترعها بالاجتهاد والقراءة والمثاقفة.. تجده يطرب عندما يقرأ له الآخرون حتى يتساءل في فرح طفولي إنّي لا أصدق بأنني قد قلت مثل هذا الشعر ومن أين لي بهذا فيضحك ويُضحك الجلوس، ويلتفت لي في رفق: أصحابك ديل بسمعوا كلامك، مافي دبارة تجيبوا دكتور ودبادي راجع وتطلقوا ليكم ظيطة في حق النعام وحسن الدابي..
وحين يفتتن بالمواقف والناس كان يُدندن:
كان دا أصلو الماهو مغشوش
كتّروا الزارعنّو في الحوش
لكن يا ود خوجلي الحيشان بقت كتار ماهن تلاتة مِتل زمان..!!
< إن العارفين بطبعه يقولون أنه إذا استغرق في تفاصيل الفرح والحياة تذكر الرحيل فيبكي أو يصمت ويغادر.
له انتفاضة رفيقة مثل انتفاضة الطير المهاجر.. ورقيقة مثل المطر الذي أحبّ أرضاً وكاد أن يقبلها قبل أن تسرقه الرياح..
شاركني في ليلتين من ليالي المساء الثقافي الطليق وقرأ لفقراء السودان ومجاهدي السواقي والحروف ومناضلي الأرض المحتلة وجميلات الرمز والعطاء والحياء والاحتمال من نساء بلادنا وعندما تكاثر عليه تحريضنا تارة ولومنا تارات جمع ديوانه ووثّقه وطبعه وهاتفنا وراسلنا حضوراً لتدشينه الأسبوع القادم، وادّعى أننا سنجمّل الصفوف وادّعينا أننا سنرى التماعة عينيه ببريق الانتصار الصغير للأحرف الكبيرة.
لكنه، ويا للوجع، مضى قبل أن يرى حرارة فرحة الزاهد، وقبل أن يشاهد أجنحة نوارسه التي أخفاها طويلاً عن موهبة الرفيف ليتفاجأ بها الأحبّة وعلى حيف اللحظة وأدنى شارع الشمال الجانح الظلوم وغدر الحديد والسيارات العابرات جمعوا أشتاته مثل القارورة المهشمة بدم فتيق
كالعطر وبقية ابتسامة على ثغر
شاحب وبيت شعر مخبوء في
الرثاء، رسم برفق على شفاه
ظامئة تحاذر ويحاذر إفلاتها حتى لا تبكي على الدنيا وتبكي على الناس..
وفي زمرة الواقفين والثاكلين جئنَ كالحرائر بنات حيارى مدخرات في شعره كأنهنّ تنزّلن من السماء وبدأنَ آخر المنحات
غَرََفَن بنات العز دميعاتو الطوافر
وشالن من قليب الروح
أسفو المسافر
جمعن غيومو النازفات
قلبين وشاعر
وقالن ما لقينا أمان بشيل وجع البلد
دفنّنو في قيف الخواطر

الذكرى الاولى على رحيل شاعر الكلمة الصادقة ، سند الغبش والغلابة .. حميد
-لك الرحمة – مشيت والبلد بعدك
مراكب تايهي لامشرع ولابان في مداهن شط
حبيب الوطن
يا نفس فجر القصايد يا بلادى
ما ضِهِبْ فى بعدى عنـِّك
أصلى متغرِّب عشانك
راضى بى الجايينى .. منـِّك
ما شكيت شُح اليالى ..
وما بكيت نُحْ .. شِلتوا حالى
رغم إنو الحال بيفضح
إلاّ كٌتْ فى الحارة بصرُخ
يا وطن عِز الشدايد
والشعب
أغنى لشعبى ومين يمنعنى
أغنى لقلبى .. إذا لوّعنى
مخيـّر دربى الما رجعنى

لك الرحمة والمغفرة ياجرحنا النازف فينا للأبد ... ياملحنا وجرحنا وعزّنا وسمحنا ... أنت خالد فينا وللأبد حمّيد مثلك يبقى فى الأرض ويذهبون جفاء كما الزبد رغم أنهم أحياء .... ولكنها أية حياة .. لك المدهشة الاء ولود عكود العزيز صادق التعازى.

الرشيد

الرشيد شمس الدين

عزبزنا الرشيد.
أين أنت مسجل غياب؟
هل لحقت بالعم عبدوس!
عسى المنع خير.
أظهر طال غيابك.
إبراهيم.