وخير جليس في الزمان كتاب

حبيبنا  وعزيزنا  العزيز  أبدا  إبننا  ود فراج...
أعتذر منك أولا..أول مره أطلع علي مقال المدعو  عبد الله علي إبراهيم...أكره أن أقرأ له..لا تسألني  أنا شخصيا لا أدري لماذا لا أحبه..
بعد المقال عرفت السبب..هذا الحرامي بعضمة لسانه قال  كان حرامي...ورشح نفسه ليكون رئيسا  للسودان....
يا سبحان الله....ما تقول لي  شقاوة  الصبيان..كلنا كنا  صبيان...وكنا  نلقط القطن لنكسب  خمسة  قروش  لا تثمن ولا تغني من جوع..كانت سيقان القطن ترسم أخاديدا  في سيقاننا الغضه..  كنا نلقط  القرض  ونملأ  جردلا  نبيعه بثلاثة  قروش..كنا نلقط الصمغ ونبيع القفه الصغيره بقرشين  دعما لأسرنا..نصطاد الطيور  ونسرح بالغنم..ونلقط  خدرة ورجلة وبامية الخلا..من غير من ولا أذي..ولكن لم نسرق أبدا..
أذكر  مقالة  كتبها أحد الكتاب الأمريكيين  يروي فيها حادثة حدثت له..
قال  كنت  قاضيا في محكمه...جاؤا  بمعتاد إجرام...حوكم  في أكثر من عشرين جريمه..وطلب ممثل الإتهام  أن  أرسله  للسجن المؤبد...وجهه  لم يك  غريبا  علي...
قال القاضي..
تحدثت إليه..وقلت له  أما  أن  لك أن  تتوب  ؟  
سألته أيضا  كيف وصلت إلي ما وصلت إليه  من  إجرام..؟؟
قال لي  عندما  كنت تلميذا  قررنا  أنا وصديق لي أن نسطو علي حديقة  تفاح في طريق عودتنا من المدرسه.. لنأكل  تفاحة أو إثنين...
فاجأنا  صاحب البستان..تمكن  صاحبي من الهرب  وقبض علئ وسلموني للبوليس  وحكم علئ  بسنة في الإصلاحية  وهناك في الأصلاحية تعلمت الإجرام....

صمت القاضي و
تمتم القاضي  في سره...أعرف  أعرف لماذا  وجهك ليس غريبا علي..  فأنا كنت  صديقك الذي هرب..
معزتي
عبد الرحمن

الشكر الجزيل أسوقه لعمنا العزيز الكابتن عبد الرحمن الزين متمنياً له دوام العافية....

ولا داع للإعتزار ، فنحن أحرار فيما نحب ونكره....

حقيقةً لا تجدني أنجذب لما يكتبه الدكتور عبدالله علي إبراهيم إيمانا مني بما يكتب...كلا ، لكن ما يميز كتاباته هو طلاقة اللغة وعفويتها الجميلة ، فهو وصيف يصل بالقاريء إلى مغزاه ومرمى كلامه بسلاسة يحسد عليها ، وليس وحده من يتصف بهذا النوع من الكتابة الخلابة ، فهنالك الدكتور منصور خالد ، والدكتور الخاتم عدلان ، و المحامي عبد الباسط سبدرات ، والمحامي كمال الجزولي ، وكلهم إضافة للدكتور عبدالله كانوا من كوادر اليسار السوداني والذي تميز بالإستنارة والثقافة ، وخلفوا بصمة جميلة ككتاب في الصحافة أو كأدباء في كتابة المسرحيات والشعر ، وكمفكرين في إبداء الرأي وتفنيده.

ولا أفقه كثيراً في تاريخ الدكتور عبدالله علي إبراهيم كسياسي سوى أنه كان أحد كوادر الحزب الشيوعي السوداني ، والآن هو أستاذ بجامعة ميسوري الأمريكية لتدريس أحد علوم الإنثربلوجيا والخاصة بالإسلام في أفريقيا. ذهب كثير من الناس وفي تحليلهم لشخص الدكتور عبدالله علي إبراهيم من خلال كتاباته أنه يغير لون كتاباته تبعاً لمصالحه الشخصية والتي تربطه بالحكومة أو سواها. لكني أجده كاتب مرموق أتشوق لقراءة ما يكتب لأتعلم منه غير عابيء بما يعتقده من صواب أوخطأ.

والقصة التي أوردتها عن الحرامي وصحبه القاضي معبرة وبها حكمة عميقة....لك أن تتخيل شكل حياتنا إذا كان قضاة الأرض عدول وغير ظالمين....!!!

مع فائق إحترامي وتوقيري..