قصة رمزية مترجمة...Fable

النملة والأسد ..قصة رمزية مترجمة

كانت النملة وكعادتها في كل يوم تصل مبكرا إلى مقار عملها. وكانت تبدأ عملها بكل جد ونشاط وهمة ، وكان نتاج عملها اليومي ممتاز ويرضي نفسها قبل أن يرضي رؤسائها في العمل. دخل الأسد مدير العمل في حيرة من أمره ، وسبب حيرته هو الإنتاج المهول الذي تنتجه النملة خلال عملها دون ان يكون لها مشرف مباشر ..فكيف يكون حجم إنتاجها إذا تعين لها مشرف ليشرف عليها في العمل...!! نظراً لما يتمتع به الصرصور من مؤهلات كبيرة كمشرف وككاتب للتقارير ، قام الأسد مدير العمل بتعيينه ليكون مشرفاً على أداء النملة. كان أول قرار للصرصور هو عمل آلية لضبط الحضور والإنصراف للعمل ، وتبعاً لهذا القرار قام الصرصور بتعيين سكرتيرة تعينه في طباعة التقارير ، وقام بتعيين العنكبوت لإدارة الأرشيف ومتابعة مكالمات التلفون.

تبعاً لما حدث من مستجدات في محيط العمل ، صار الأسد مدير العمل في غاية سعادته ،وأكثر ما أسعده هو التقارير التي كان يعدها الصرصور ، وأمر الأسد مدير العمل الصرصور بإضافة الرسوم البيانية في تقاريره لتصف معدلات الإنتاج وإتجاهات العمل وبذلك يتسنى له عرضها للزوار والزبائن متى ما دعت الحاجة لذلك.فرضت طبيعة عمل الصرصور شراء جهاز حاسوب بكامل تبعاته ، وطابعة ليزر ، وتوفير شبكة إنترت ، وعليه تم تعيين الذبابة لتكون مسئولة عن قسم تقنية المعلومات. النملة مثال النشاط وحب العمل باتت مثقلة بالأعباء الجديدة ، وأكثر ما كرهت فيما أستجد هو العمل الورقي (Paperwork) ، وكثرة الإجتماعات التي كانت تستهلك معظم وقتها الخاص.

إستشعر الأسد مدير العمل أنه قد أتى الزمن المناسب لترفيع أحد الموظفين ليكون مديراً للقسم الذي تعمل به النملة ، ووقع الإختيار على الزرزور آكل الحصاد ، وكانت أول قرارات الزرزور هي شراء سجاد لأرضية مكتبه الفخم ، وكرسي وثير ، ولم تقف قرارات الزرزور آكل الحصاد عند هذا الحد ، وأصدر قرار بتعيين مساعد له في وضع الميزانية وتخطيط الإستراتيجيات تم إختياره من القسم الذي كان يعمل به سابقاً ، وتم شراء كل مستلزمات المكتب من كمبيوتر وطابعة وتوفير شبكة الأنترنت.

فقد القسم الذي تعمل به النملة وترأسه زرزور الحصاد روح المرح والدعابة ، وصار مكان العمل منفراً والكل ينتظر ساعة الإنصراف من العمل بفارق الصبر حتى يغادر مسرعاً. بعد عمل دراسة ميدانية للقسم الذي تعمل فيه النملة. إكتشف الأسد مدير العمل أن الصرف على القسم عالي ، وأكتشف أيضاً أن الإنتاجية قلت كثيراً مقارنة بالأعوام السابقة.

قرر الأسد مدير العمل تعيين البومة ذائعة الصيت بهيبتها وشهرتها التي فاقت الآفاق كأستشاري لدراسة المشكلة وطرح الحلول. قضت البومة فترة من الزمن مقدارها ثلاثة أشهر لدراسة المشكلة ، وخرجت نتيجة البحث بعدد ثلاثة مغلفات لخصت المشكلة في الزيادة في عدد العاملين بالقسم.

وعلى ضوء هذه النتيجة قرر الأسد مدير العمل إنهاء خدمة النملة لأن كل التقارير عنها أشارت إلى أنها صارت كسولة وغير منتجة وتشكل عبء على العمل.....إنتهت القصة
ولنا وقفة لدراسة القصة أعلاه ومعرفة أقصادها.....إنشاء الله

وكل عام وأنتم بخير...

سلامى اخى ود فراج
كل عام و انت بخير و صحة و عافية
و على عجل اقول ليك:-
دة بالظبط الحاصل عندنا فى القطاع الحكومى او القطاع العام بنسبة 100%
سلامى و تحياتى
عثمان بخلن

يا ألف مرحب بالأحبة ...باشمهندس عثمان والكابتن احمد

كل سنة وانتم طيبين..ومشكورين على المرور الجميل الذي سعدت به

نواصل بإذن الله...

النتائج تتحدث عن نفسها بينما يبحث الفشل دائما عن المبررات:

حقيقة نجد أن ما يشكك في نوايا الأسد مدير العمل هو إتجاهه إلى دعم الإنتاج عبر خلق مزيد من الوظائف والمنصرفات ، وفي نفس الوقت كان الأجدى له تعيين مزيد من النمل لأنه السبب الرئيس في زيادة الإنتاج..؟؟!! أيضاً كان يمكن للأسد أن يقوم بسؤال النملة مباشرة وبإعتبارها صاحبة التجربة والخبرة العملية عما يلزمها لزيادة الإنتاج وتطوير العمل...!!؟؟

الأسد مدير العمل وبإستغناءه عن مشورة النملة صاحبة الإنتاج نجده قد جهل أمرين في غاية الأهمية. الأمر الأول هو الطريقة السليمة لجعل النملة تصير أكثر فاعلية مما هي عليه دون الإحساس بالكدر والضجر. أما الأمر الثاني والأخير فهو جهله بكيفية تطوير الأشياء وجعلها أكثر إنتاجية.

لمـاذا كانت كل القرارات التي إتخذها الأسد مدير العمل تسير نحو السيطرة أكثر منها إلى التشجيع والمساندة...؟؟

إن إتجاه الأسد وفي قراراته إلى السيطرة والمراقبة يعكس إرتباكه وعدم إدراكه في معرفة دوره الصحيح المنوط به كمدير للعمل تجاه تطوير وزيادة الإنتاج في قسم النملة. لذا نجده ذهب إلى صنع ترسانة لنفسه تتعقب وترصد الموظفين حتى يظهر بشكل المدير المنيع.

نتابع بإذن الله...

يا ألف مرحب بأختنا سوسن....كل سنة وأنت طيبة

تشرفت بمداخلتك الضافية والذكية ...والشكر موصول للكابتن احمد أيضاً بمداخلته ...وربنا يجمعنا بيكم في ساعة خير..آمين