الشفــــاه التي لم تقبل القرشي..

منقول من كتاب ربيع ثورة أكتوبر 1964 للدكتور عبدالله علي إبراهيم..

سرى بين دوائر إجتماعية سياسية فهم مفاده أن أحمد القرشي طه شهيد ثورة أكتوبر 1964م الأول مات عن إهمال ،فقد كان في طريقه لحمام المساء الذي طبعته عليه -الحضارة وإزدهارا في القرى والبوادي- كواحد من أفندية المستقبل. وعجلته طلقة البوليس وقد ماتت علي شفتيه الدندنة التي تسبق الحمام ونظافة الأجسام. وتيتم البشكير علي كتفه. بالغت هده الدوائر في وصف مشهد مقتل القرشي جزافاً حتي اقترب من الذهنية (البلدي) التي ربما كانت من روج لفكرة إستشهاد القرشي بغير قصد منه. فلربما كانت هذه الصورة من بنات أفكار هذا القطاع البلدي الذي لا يرى في الأفندية ،وصغارهم بالذات سوى (حناكيش) لا يرتجى منهم نفع.

سنترك جانبا أن القرشي إغتيل بعد الندوة في وقت أدخل في الليل منه إلى المساء ،وهو الموعد المضروب لحمام الطلاب الموصوف. ولن نستنكر هذه الذائعة عن القرشي. فالشهيد أيضاً كالمغني وكل يشدو على هواه. ما شق على حقاً أنها تسربت إلى الصحافة السيارة على قلم كمال حنفي(رحمه الله) ،وهو قلم عرف عنه الإعراض عن اللغو ،وهو فوق ذاك قلم تدرب صاحبه كطبيب على أخذ الموت بمهنية. فأمثاله موكول إليهم شرعياً تحري الوفاة وتشخيص ملابساتها في ما عرف بـ(أورنيك رقم ثمانية) الذي لا يستقيم أيُ إجراءات مترتبة على الموت دونه.

قد نلتمس عذراً لحنفي في أخذه بهذه الرواية الخاطئة عن مقتل القرشي لغيبة مكتوب يوثق لملابسات مقتل القرشي في سياق صدام الشرطة والطلاب في داخليات البركس في ليلة 21 أكتوبر. ولكن ربما وجد الباحث المدقق بغيته في الصحف. فقد أسعدتني كلمة للأستاذ محي الدين محمد علي علمتني ،عن سياق إستشهاد صديقه المرحوم أحمد محمد سعد علي ساحة القصر نهار 28 أكتوبر 1964 ومثل هذا يكثر في الصحف.

وهذا النقص المريع في مادة توثيق وقائع ثورة أكتوبر هو ما أملي علي رعاية مشروع ترجمة مخطوطة كتاب البروفيسيور كليف تومسون ،أستاذ القانون بجامعة ويسكونسن الأمريكية عن أحداث الثورة. فقد كان كليف محاضراً بكلية القانون بجامعة الخرطوم حين اندلعت الثورة فأخذته روعتها وسهر يكتب تومياتها من مشاهداته ومن لقاءاته بالثوار. وقد لقيت الأمرين في الترويج لنشر هذه المخطوطة مسلسلة بالصحف في ذكري الثورة. وما شقيت من هذين الأمرين بشيء مثل قول أحدهم ((يفتح الله...مالنا حاجة بهذا الشيء القديم (التاريخ بالطبع) الذي حدث وانتهى)). يقال أنه كُتب علي الذي يجهل تاريخه أن يعيده. وحالنا مع التاريخ أسوأ وأضل. إن جهلنا بالتاريخ يسوغ لنا ابتذاله بالإساءة إليه.

رسم كليف في مخطوطه لوحة غنية بالتفاصيل الجسورة لمواجهة الطلاب والشرطة في ساحة (البركس) بعد أن إنفضت ليلة 21 أكتوبر. فقد تراجع الطلاب إلي قندهاراتهم ، أي داخلياتهم ،ليقاوموا الشرطة على أرضهم. وقد أربك هذا التكتيك الشرطة ففقدت أعصابها برغم التعزيزات التي كانت تعزز عددها ،فقد كانت تسقط عليها الأسَرة من حيث لا تحتسب وتنهال عليها الحجارة من غرف لا حصر لها.

ولما وجدت الشرطة أنها على الجانب الخاسر لأنها تلعب في غير ميدانها بدأت في إستخدام الرصاص الحي. وظل الطلبة يشجعون بعضهم بعضاً لمواصلة مصادمة الشرطة قائلين ((فشنك..فشنك)) أي أنه رصاص كاذب. وأدرك الطلاب هول الأمر حين بدأ الرصاص ينقر الطوب فيتطاير شعاعاً. وكتب كليف عن تنزل هذا الإدراك على فرقة الطلاب المقاومين بداخلية (سوباط)، ومنهم القرشي. وسوباط هي أول داخلية تلقاك وأنت داخل بوابة (البركس) الرئيسية. وأول ما يلقاك منها حماماتها الشمالية التي تربط عندها طائرة من بقايا الجيش الإنجليزي.

قال كليف عن إستشهاد القرشي ما يلي:
أدرك الطلاب في داخلية سوباط أن طبيعة المعركة قد تغيرت جذرياً ،ولكن غلب فيهم التحدي والغضب على الخوف. تجمع رجال الشرطة المدججين بالسلاح على بعد نحو 60 قدم قرب مبنى في (البركس) القديم. إختبأ العديد من الطلاب من خلف الممر الرابط داخلية (سوباط) بحماماتها. كان أحد هؤلاء الطلاب هو أحمد القرشي ،طالب العلوم الذي كان يعيد سنته الأولي بالكلية. كان نحيلاً يرتدي بنطالاً وقميصاً أبيض ،كفكف أكمامه إلى منتصف ساعده. كان شاباً هادئاً يحب لعب الكرة والكوتشينة. عرف عن القرشي أنه كان يسارياً منذ أيام دراسته الثانوية في الدامر (الصحيح الفاشر الثانوية). وكان أيضاً يؤدي واجباته الدينية من صلاة وصيام. حمل القرشي حجراً وقفز من فوق الحائط القصير وركض في الجانب الآخر ،حتي صار على بعد نحو 20 قدم من طرف الداخلية. حينها توقف وهتف بشيء ما وقذف بالحجر نحو الشرطة.

لو أن رجال الشرطة رأوا ضرورة التقهقر لما كان هناك ما يقف في طريقهم. سمع صوت طلق ناري مرة أخرى ،واخترقت طلقة رأس القرشي قرب حاجبه الأيمن وخرجت من مؤخرة جمجمته. هوى جسد القرشي على الأرض الرملية ،فحمله زملاؤه إلى الممر ،ثم إلى غرفة في الداخلية وسجى على فراش. كان ينزف من مؤخرة جمجمته ،وسال خيط من الدم من بين شفتيه. ولكن نبض قلبه لم يكن قد توقف. واستقر رأي رفاقه على نقله للمستشفى......إنتهي نص كليف تومسون...........


قـــــال محمد المكي إبراهيــم ((وبجنب القرشي حين دعـــاه القرشي حتي انتصـر)) لقد هداني الزمــان فرصة مـأساوية لتقبيل وجه أحمد القرشي طه لأشرف بذلك كما أوحيت في قصتي. ولكن إرتج علي. ومن قال إنني من السعـــداء..؟؟

ودمتم بعافيــــة...

اللهـم آمين...

سلامات يا محترم ..كابتن احمد

كنا في الثانية عشر من عمرنا وفي مدينة الدويم نسأل كيف مات القرشي شهيد أكتوبر الأول...؟؟ ،وسر تساؤلنا كان سماعنا لرأي يقول أن القرشي تلقي الرصاصة في مشواره إلي الحمام وليس في مواجهة الشرطة في المظاهرات ،ومن شدة حفاوة المحتلفين بأكتوبر حينها وذكرهم المتكرر للقرشي لم نهتم كثيرا كيف كان استشهاده. لكنه بقي رمز للوطنية في نفوسنا ،وكانت صورته (أسود وأبيض) مثال للشباب السوداني المتجرد لحب الوطن.

أكثر ما أعجبني في سرد الدكتور عبدالله علي إبراهيم نقله للمقولة "كُتب علي الذي يجهل تاريخه أن يعيده". الجهل بتاريخ الحركة الوطنية السودانية قديمها وحديثها يعم فئات كثيرة من المجتمع ،وهذا بدوره يعضد من تكرار أخطاء من سبقونا ،والقبوع في مربع الفشل وإن إختلف الأشخاص المسئولين والحاكمين.

.
وفي الخرطوم أجاد المبدعون بتأليف جميل الأشعار بالدارجة والفصحي ، وتغني الفنانون كل علي شاكلته بتلك الأطروحات الشعرية التي تمجد الجماهير في ثورتها تلك .
وقد كانت البداية مع محمد الأمين والذي تغني بعد شهر واحد فقط من الثورة بنشيد الأستاذ فضل الله محمد الذي كتبه داخل معتقل السجن الحربي بالمهندسين حين حبسوه مع الطلاب الناشطين بجامعة الخرطوم منذ أمسية ندوة 21 أكتوبر بداخليات البركس حيث أستشهد فيها طالب العلوم ( برليم ) احمد القرشي طه كأول شهيد في الثورة الشعبية ، ولم يطلق سراح الطلاب إلا في أمسية 28 أكتوبر حين أعلن إنهاء الحكم العسكري بواسطة الرئيس الفريق ابراهيم عبود ، فخرج فضل الله وفي معيته النشيد الذي قام بالتغني به إبن منطقته ( ود مدني) الأستاذ الفنان محمد الأمين ، حيث قال فيه :
أكتوبر واحد وعشرين
ياصحو الشعب الجبار
يالهب الثورة العملاقة
يا ملهم غضب الأحرار
***
من دم القرشي وأخوانه
في الجامعة أرضنا مروية
من وهج الطلقة النارية
أشعل نيران الحرية
بارك وحدتنا القومية
واعمل من أجل العمران
***
وفي ذات الشهر كتب الشاعر الدبلوماسي الأستاذ عبدالمجيد حاج الأمين نشيدا بالفصحي وقد قام الموسيقار محمد حامد العربي بتأليف لحن هاديء له يتناسب مع هدوء المفردات ، حيث اضاف عليه الأستاذ الفنان عبدالكريم الكابلى من لمساته الجميلة وتغني به ، وقد أخذ النشيد عنوان ( طريق الجامعة ) :
هبت الخرطوم في جـٌنح الدُّجي
ضمدت بالعزم هاتيك الجراح
وقفت للفجر حتي طلعا
مشرق الجبهةِ مخضوب الجناح
يحمل الفكرة والوعيَ معا
فإلتقينا في طريق الجامعة
مشهداً يا موطني .. ما أروعا
***
ثم تباري الشعراء في تمجيد تلك الثورة الشعبية .. ليأتي شاعرنا المتألق وقد كان خريجا جديداً طري العود من كلية القانون بجامعة الخرطوم حيث كتب في ذات الفترة أجمل مفردات الشعر الإنشادي السوداني بلغة فصحي ، ألا وهو الشاعر والدبلوماسي لاحقا ( محمد المكي إبراهيم ) حيث أجاد الموسيقارالدكتور الفنان محمد وردي تأليف لحن جميل للقصيدة ويتغني به دوماً :
إسمك الظافر ينمو في ضمير الشعب
إيمانا وبشري
وعلي الغابة والصحراء يمتد وشاحا
وبأيدينا توهَّـجت َ ضياءً وسلاحا
فتسلحنا بأكتوبر لن نرجع شبرا
سندق الصخرحتى يخرجٌ الصخر لنا
زرعا وخضرا
ونرود المجد حتي يحفظ الدهر لنا
إسماً وذكري
***
بإسمك الأخضر يا أكتوبر الأرضُ تغني
والحقول إشتعلت .. قمحا ووعداً وتمنـي
والكنوز أنفتحت .. في باطن الأرض تنادي
بإسمك الشعب إنتصر .. حائط السجن إنكسر
والقيود إنسدلت جدلة عـُرس ٍ في الأيادي
***
كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل
كان عبر الصمت والاحزان يحيا
صامدا منتصرا حتي إذا الفجرُ أطل
أشعل التاريخ نارا فإشتعل
كان أكتوبرَ في غضبــتنا الأولي
مع المك النمر
كان أسياف العـُشر
ومع الماظ البطل
وبدم القرشي.. حين دعاه القرشي
حتي إنتصر
***
نعم ... أخذت تلك القصيدة المتفجرة قوة وإعتزازا تحمل بين طياتها كل شموخ الشعب السوداني المتميز ، بل لقد أردف مكي الساحة الفنية بالمزيد من الأناشيد التي تغني بها وردي مثل : من غيرنا يعطي لهذا الشعب معني أن يعيش وينتصر ، والمعروفة بعنوان ( جيلي أنا ) وقد نشرت في مقدمة ديوانه الأول الذي أخذ عنوان ( أمتي ) .. ثم كتب لوردي نشيد ( إنني أؤمن بالشعب حبيبي وأبي ) .
ولكن لشاعر وملحن آخر ، وهو مبدع مجيد ، أتي من رحم القوات السلحة ، وهو العميد(م) الطاهر ابراهيم الذي اشتهر بثنائيته مع الفنان الذري الراحل أبراهيم عوض ، فكتب لوردي نشيد خالد وملحن جاهز وهو :
شعبك يابلادي ..
شعبك اقوي وأكبر
مما كان العدو يتصور
**
الظلم ... عـُمرو إتحدد
أيام أكتوبر تشهد
السكة الحالكة الماضية
تاريخـِك ما بتجدد
عهد فساد وإستبداد .. الله لا عاد
***
كما تغني أبراهيم لذات الشاعر الطاهر إبراهيم بنشيد ( الثورة شعار ) وأيضا تغني صلاح مصطفي من كلمات الشاعر الراحل مصطفي سند بنشيد ( في الحادي والعشرين من شهر اكتوبر .. الشعب هب وثار.. أشعلها نار في نار .. دوت طبول النصر -- حقق شعار المجد في شهر أكتوبر ) .
ولكن لا بد من وقفة متأنية لنري ماذا كتب ذلك الشاب النحيل صغير السن آنذاك وهو الأستاذ ( هاشم صديق ) الذي لم يتجاوز عمره الحادي والعشرين عاماً ، فكتب أطول ملحمة شعرية أخذت عنوان ( قصة ثورة ) لأنها تحكي فعلا قصة ثورة أكتوبر منذ أن كانت في رحم الغيب ، وقد وصف فيها هاشم صديق كل تفاصيل الحدث الذي أحدث عصفاً ذهنياً لموهبته ، فأتي ذلك العمل الوطني الضخم الذي أبدع الفنان الموسيقار محمد الأمين في توصيل مضامينه بذلك اللحن أو في الحقيقة بحزمة تلك الألحان ذات النقلات الكبيرة حسب ما تجود به كلمات النشيد من معان ذات جرس عال من التأثير علي وجدان الجماهير ، فظللت ملامح الحماسة كل مقاطع ذلك النشيد الذي أشرك فيه محمد الأمين في أدائه كل من الراحل خليل إسماعيل وعثمان مصطفي وبهاء الدين ابوشلة والفنانة الكردفانية أم بلينة السنوسي .
لما الليل الداجي الطوّل
فجر النور من عينا إتحول
كنا نعيد الماضي الأول
ماضي جدودنا الهزمو الباغي
وهدوا قلاع الظلم الطاغي
***
وفي ليلة وكنا حشود بتصارع
عهد الظلم الشبّ حواجز
شبّ موانع ..
وجانا هتاف من عند الشارع
قسماً قسماً لن ننهار
طريق الثورة هـُدي الأحرار
والشارع ثار
وغضب الأمة إتمدد نار
والكل ياوطني حشود ثوار
وهزمنا الليل
والنور في الآخر طل الدار
والعزة إخضرت للأحرار
***
يا أكتوبر نحن العشنا
ثواني زماااااااان
في قيود ومظالم وويل وهوان
كان في صدورنا غضب بركان
وكنا بنحلم بالأوطان
نسطـِّر إسمك ياسودان
***
عمر الشيخ (بتصرف)
------------------------------
بن فرّاج فى اختيار موفّق كالعادة وبوست وموضوع لازال يضج بالجديد،، علّمونا ( رعاهم الله) انو القرشي كان ماشى الحمّام ومات صدفة ( كلمة فطيس ما كانت فى القاموس حينها -يبدو-) وقصّرنا في نبش التاريخ
تحيه واحترام
وكسرة/ دم الشهداء ما يروحش هباء
كسرة2 /
كان أكتوبر في أمتنا منذ الأزل
كان خلف الصبر والأحزان أحيا..
صامدا منتظرا حتى إذا الصبح أطل
أشعل التاريخ نارا واشتعل
كان أكتوبر في نفضتنا الأولى
مع المك النمر
كان أسياف العشر
ومع الماظ البطل
وبجنب القرشي
حين دعاه القرشي حتى انتصر

جانا هتاف من عند الشارع قسما قسما لن ننهار
غضب الامة اتمدد نار الكل ياوطني حشود ثوار
وهزمنا الليل ..
-----
من الملاحظ ان  اقوى الشعر الوطني كان فى اكتوبر  1964 ... ربنا يمتعكم بالصحة والعافية جميعا ...
الموضوع والتعليقات

يا سلاااااااااااااااام ....ما أروعكم

حلقت بي مداخلة خالد طيلة اليوم ، بت أجتر ذكري الصبا وحبنا للإحتفال بثورة أكتوبر في مسرح المدرسة ،رددنا كل الاناشيد التي ذكرها خالد ،واستمعنا إليها لحناً واداءً من فنانين كانوا يرددونها بحب وشغف ظهر في وجوههم ونبرات صوتهم فاستعظمنا أمر الثورة.....

نعم يا آلاء...صدقت
أقوى الشعر الوطني كان في أكتوبر 1964 مازلت أجد فيه سحراً وقوة جذب لشد ما أستغربها....ويبدو لي أن السر يكمن في الإخلاص وحب الوطن من كتابه ومغنيه....اللهم أرحم من مات منهم ،وعافي من بقي منهم واجزه خير الجزاء.

كلمات الشاعر: عمـر الـدوش
غنــاء: محمد وردي

بنادِيــــــهَا
ولمّا تغيب عن الميعاد
بفتِّش ليهَا في التاريخ
واسأل عنَّها الاجداد
واسأل عنّها المستقبل
اللسّع سنينو بُعاد
بفتِّش ليها في اللوحات
مَحَل الخاطر الما عاد
في شهقَة لون وتكيَة خط
وفي أحزان عيون الناس
وفي الضُّل الوقَف ما زاد

المنـادى هو ثـورة أكتـوبر 1964.....

حبيبنا ود فراج....كما عودتنا دائما تاتي بالمثير الخطر...
اهجت في دواخلي انت وخلدي وحماده والعزيزه الاء ذكريات ما كان   يجب ان   تغيب عن البال..
حقا  كان اكتوبر في امتنا منذ الازل..ولكن  هل  بررنا بالقسم  عندما  هتف ود الامين...

لما  يطل في  فجرنا  ظالم....

تعاقب علينا الظلمه والظالمون   فعجزنا عن صدهم....بل هتف بعضنا  ومجد بعضا منهم..
ولي عوده مع ذكرياتي في اكتوبر فقد عشناها وعايشناها  تنظيما..هتافا  ومظاهرات..رصاصا  حيا  وضربا بالهروات...وشهداء من بين ايدينا...شاركنا في حمل نعشهم وقد كانوا من أقرب التاس الينا..
اكرر التحيه

رحم الله شهيدنا الأول أحمد القرشي طه ... كنت حينها في مدرسة القطينة الوسطي ولأن القرشي كان من قرية القراصة القريبة من القطينة ثم ولقد كان معنا بالمدرسة نفسها مامون شقيق القرشي الأصغر ولذلك فقد كان إنفعالنا شديدا بالحدث ونحن لم نزل يافعين ... ولقد كان ناظر المدرسة اليساري المرحوم الريح مالك من أمرنا بالخروج في المظاهرات فخرجنا وكانت المرة الأولي لنا هاتفين : القرشي القرشي شهيد الشعب ....

يا  سلام  يا  رشدي  ..ذكريات اكتوبر لا  تنسي..وبيني وبينك كنت عاوز استرسل  خاصة نحن عشنا وعايشنا اكتوبر وانا في المرحلة الاوليه  او ما يعرف بالكتاب  -بضم الكاف-لهذا نترك المجال لمن عايشوها  وهم اكبر منا سنا  حسب روايتهم..
محبتي ولي عوده..
عبدوس

مرحباً بالأحباب...وزادكم الله صحة وعافية

يكتنف الناس حالة غريبة من شتات التفكير ، وكله بسبب الأنانية المفرطة والتي جعلت بعض الناس يعتقد أن وجوده علي ظهر البسيطة حاكماً هو رأس الحكمة...!!؟؟ الحمد والشكر لله علي كل حال