المسـاق الأدبي المفتري عليه...

درج معلمي المرحلة الثانوية وفي زماننا علي توزيع طلبة الشهادة السودانية إلي المساقين الأدبي والعلمي بناءً علي نتيجة الطلبة في نهاية الصف الثاني الثانوي ، وكانت المواد العلمية هي الفيزياء ،والكيمياء ،والأحياء ،أما المواد الأدبية فهي التاريخ ،والجغرافيا. ويشترك المساقين في مواد اللغتين العربية والإنجليزية ،والرياضيات ،والتربية الإسلامية أو المسيحية. وأثار نهج المعلمين في توزيعهم للطلبة علي المساقين تساؤلات كثيرة ردح من الزمان ،فهم يصنفون طلبة المساق العلمي علي أنهم الطلبة أصحاب الدرجات العلا في المواد العلمية مضافاً إليها مادتي الرياضيات واللغة الإنجليزية ،أما تصنيفهم لطلبة المساق الأدبي فكان ما تبقي من الطلبة اللذين لم يستوفوا الشروط أعلاه...!!

وحسك عينك تقول أنا رغبتي أمشي كدا ولا كدا.....

هذا النهج أسهم بشكل كبير في تصنيف المساق الأدبي علي أنه درب من عجز في إحراز الدرجات العلا ،وتحضرني الذاكرة بتلك الحادثة التي عجز معلمونا وقتها في مداواتها ،وكانت الحالة هي إصرار أحد الطلبة المشار إليهم بالإنخراط في المساق الأدبي علي سلك المساق العلمي ،بدأوا حوارهم معه بشيء من اللطف ،وانتهي بهم الأمر إلي السخرية من فكرته وحرمانه من دخول الفصل العلمي. لوم يمتحن ذاك الزميل لا علمي ولا أدبي ،وضاع عليه العام. وأكبر تساؤل كان يجول بخاطري هو إذا سلمنا بأن تصنيف المعلمين للطلبة (أدبي / علمي) بهذه الكيفية سليم ولا تشوبه شائبة ،فكيف يكون حال من أجاد المواد العلمية وبرع فيها لكن طموحه هو أن يصير محامياً شهيرا ،أو صحافياً كبيراً...؟؟

وهنا تزعزعت ثقتي في تصنيف المدرسة لطلبة المساقين (أدبي / علمي) بناءً علي حصاد الطلبة في المواد العلمية ،فهذه النظرية تكرس علي أن المساق العلمي هو درب المتميزين من الطلبة ،والمساق الأدبي هو لمن تخلف عن الركب ،وحتي أصل إلي قناعة أن الأمر منوط بالرغبة أكثر منه بالنتيجة حسب ما أري ، حاورت نفسي حينما تم توزيعي بالمساق العلمي وزملائي الذين التحقوا بالمساق الأدبي عن طموحهم وعن الكلية التي يرغبون دخولها في دراستهم الجامعية ،وللأسف وجدت معظمهم وأنا أحدهم ليس لدينا خطة للمستقبل ولا ندري ما هي الكلية التي تناسبنا ويمكن أن نجد فيها مبتغانا حسب رغباتنا ولتفعل الأيام بنا ما تشاء.

لم يكن معلمينا علي صواب في أسلوب توزيعهم لنا علي المساقين (أدبي / علمي) ،ولم نكن نحن مستعدين للمرحلة التي تتطلب أن يعي فيها الشخص ما هو مقدم عليه ،فهذه المرحلة تتطلب قدر من الثقافة والوعي وقوة الشخصية لتمكن الطالب من إختيار ما يناسبه في دراسته الجامعية ،وأثبتت لي تجربتي البسيطة والمتواضعة في هذه الحياة أن الذكاء والنباهة ضرورين حتي لتناول فنجان القهوة والتمتع به ،وليس هنالك شيء في هذه الدنيا يمكنك أن تفعله دون حوجة للذكاء والنباهة ،وليس الأمر منوط بمادة التاريخ ومادة الفيزياء ،كله سواء ،فالتاريخ به من التعقيدات ما يفوق تعقيدات الفيزياء ولا يفك طلاسمه إلا النجباء من الدارسين ،وخير دليل هو أن الفلسفة هي أم العلوم ،والفلسفة تدرس بكلية أدبية...!!

وقد علمت في السابق أن أول شخص قام بتشريح جسم الإنسان بشكل مكتمل هو الفنان الرسام (ليوناردو دافنشي) ،وكان قصده من تشريح الجثة ليس بحثاً عن علة وإنما بغرض التعرف عن كثب بإنحناءات العظام لإجادة رسمها ،ووضع أول مرجع له في علم أساسيات التشريح إستفاد منه الطلاب الذين يدرسون الطب.

يبدو لي أنه من الأجدي أن نساعد أبناءنا في إكتشاف ذواتهم ومواهبهم ليحددوا هم بأنفسهم ما يصلح لهم .....

دمتم بعـــــــــــــافية..

التحية و السلام
و كل عام و انت بخير يا ود فراج
كلامك فى الصميم و كلام من الواقع - معظم الاسر و اولياء الامور ما زالوا يجبرون ابنائهم بالتوجه الى المساق العلمى حتى يصبح طبيبا او مهندسا بغض النظر عن رغبته او امكانياته!!!!!!
و للاسف الشديد حتى اولياء الامور من اصحاب الشهادات و الخبرات العاليه لديهم نفس التفكير!!!!!!!!!!!!
ابنى الكبير و بعد ان تخرج من كلية الهندسة ما زال يعاتبنى فى انى انا السبب فى انه اتجه الى القسم العلمى و هو الان فى طريقه لدراسة علم الاجتماع بجانب عمله و قال لى بالحرف الواحد لو ان الزمن رجع به الى الوراء سوف يتجه للدراسة الادبية
فعلا القسم الادبى مفترى عليه
لك التحية و التقدير
عثمان بخلن

Salamat ya nas
getting ready to get back to our montada after a little extra busy times
found out my computer is down
so.... will see
for now count us in...Allah ghalib

الأخ العزيز/ عثمــــــــان...

كل سنة وأنت طيب ...ماشاء الله ربنا يحفظ جميع أولادك ،بلغه مني التحايا وتمنياتي له بالتوفيق في مسعاه والله ولي التوفيق
أشكرك علي المداخلة الثرة والمفيدة.


خــــالد يا حبيب ...
كل سنة وأنت طيب وعلي أمانيك دائماً بإذن الله ...

سلامات يا ود فراج
تحية الابناءنا الذين يجلسون اليوم لامتحان شهادة الاساس .
وتحية اكبر للذين يمتحنون الاسبوع القادم باذن الله لامتحان الشهادة الثانوية ،ربنا يسدد خطاهم ويفتح عليهم ابواب علمه ويوفقهم لما فيه الخير والرشاد.
يجلس ابناء السودان (ليس جميعم )تحت ظروف اقتصادية قاهرة خاصة فى المدارس الحكوميه حيث اصبحت العملية التربوية على اكتاف الاسرة حيث تقوم بشراء الكتب الكراسات وكل متطلبات التلميذ حتى الدفع المقدم للكهرباء .
ولكن السؤال بأى زاية ننظر لمستقبلهم؟