دار الأسرة البحرية السودانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

زول ليهو قيمة....

اذهب الى الأسفل

زول ليهو قيمة.... Empty زول ليهو قيمة....

مُساهمة من طرف ود فـــــراج الإثنين 02 مايو 2011, 18:36

بسم الله........ والصلاة والسلام علي رسول الله
ونستمر في سرد مختصر للقصة الشهيرة الحرف القرمزي (the scarlet letter)...حدث شيئين في غاية الأهمية اثناء وقوف هيستر علي منصة الأعتراف....اولها انها لم تكن علي علم بأن القسيس الذي سوف يرجوها للكشف عن هوية والد الطفلة هو شريكها في الأثم...وثاني الأمرين هو ظهور زوجها الغائب وسط الحضور وهو يشير اليها واضعا سبابته علي فمه في علامة منه بعدم الكشف عنه لمجتمع بوسطن.....بعد ان رفضت الأستجابة للقسيس بالكشف عن هوية الأب..قامت الكنيسة بفرض جزاء لها وهو وقوفها علي المنصة لفترة طويلة من الزمن.....مر الزمن علي هيستر قاسيا...كل لياليه قاتمة ....واقسي ما في الأمر معاملة المجتمع لها بأعتبارها وصمة عار....ورمز للرذيلة من خلال الحرف (أ) القرمزي الذي يظهر علي صدرها...كان تركيز راوي القصة في وصف مابعد الحدث علي عناصر وهي..مجتمع بوسطن المتزمت...هيستر.....القسيس ديميسديل....الطفلة...زوج هيستر.....بالنسبة الي مجتمع بوسطن فالبرغم من تزمته حيال هيستر لكنه تقبلها نوعا ما.....فقد احترفت الخياطة وكانت تبرع فيها وكانت مصدر رزق لها ولأبنتها...بالنسبة الزوج الغائب...فقد دار بينه ونين هيستر حوار مهم للغاية ....فقد ابدي حسرته الشديدة في انه قد فرط في هيستر لأنه من خلال الحدث وتعاطي هيستر معه تكشف له انه لم يعط نفسه مساحة من الزمن لأكتشاف هيستر وانشغل عنها بأموره الخاصة...وفي نفس الوقت كان الغل والحقد يعتمل في داخله علي عشيق زوجته وطلب منها ان تخبره بهويته فرفضت بشدة حتي انها ساومته بأنها لن تفصح عن هويته ان هو توقف عن البحث في هوية العشيق....لكنه وبعد تعامله ومقابلته لديمسديل ساوره الشك الذي يكون قريب من التيقن بأنه والد الطفلة ....كانت نهاية الزوج الذهول بسبب الشك والحقد الذي يسكن دواخله والحسرة علي ما فرط في هيستر.....اما القسيس ديميسديل فقد كان يلجأ الي هيستر طالبا منها ان تجود له بشيء من قوتها الداخلية وايمانها حتي يستطيع تجاوز الأمر.....لكنه ركن الي جلد الذات وذلك لثقافته الدينية فعجل ذلك بموته...وكانت طريقة موته ان وقف امام الناس ودعي هيستر وكشف هويته للناس بالأعتراف فخر صاعقا فأذا بالناس يرون صدره وقد نقش عليه الحرف القرمزي.....اما هيستر فقد اعطاها الراوي مساحة كبيرة جدا وترك من خلال شخصيتها للقاريء ان يطلق العنان لخياله والتفكير في أمور تمس الحياة العادية مساس مباشر....فلم يذكر راوي القصة اي خلفية عن تربية هيستر سوي انها من اسرة فقيرة ملتزمة.....ونجد انه جعل الظروف المحيطة بها يكون لها عميق الأثر في تصرفاتها...فمثلا نجد ان هيستر وفي نهاية القصة صارت من رموز الأنسانية في ذاك المجتمع المتزمت....ارتكز نجاحها في هذا الأمر علي شيئين...الأول هو ايمانها المطلق بنفسها.....الثاني وهو مهم للغاية انها غفرت لمجتمع بوسطن ما فعلوه بها....غفرانها لهم مكنها من تجاوزهم كعقبة امامها للأستمرار في العيش وتربية ابنتها الوحيدة.....وايضا لم يغفل الكاتب ثمن الخطيئة.....فنجد ان هيستر دفعت ثمن خطيئتها كاملة لكنها لم تسمح للأحساس بالذنب ان يقتلها داخليا.....ولم تمارس جلد الذات علي نفسها كما فعل القسيس ديميسديل فمات بسببه.....
مادفعني لكتابة هذا الملخص لهذه الرواية الشيقة هو الجزء الخاص بالغفران تجاه المجتمع.....ويتمثل المجتمع في السياسات الرعناء التي تتسبب في ضياع الأجيال بقصد ام عن جهل.....فأذا اردنا نحن اعضاء هذا المنتدي الرائع ان نتحد فلابد لنا ان نتسامح...ونمارس الصفح الجميل في مابيننا....فنجن بحوجة ماسة الي بعضنا بالأخص اولئك النفر الذين يتبوأون مناصب في الدولة.....فمن خلال سلطتهم يمكنهم مد يد العون والمساعدة....ولا نجعل المنتدي تختة بارزة نصوب اسهمنا علي بعضنا البعض......وتحضرني في هذا الوقت أغنية الرائع الراحل المقيم العميري....لو أعيش زول ليهو قيمة......أسعد الناس بي وجودي.....الا رحم الله العميري فقد عاش زمن بسيط ولكنه بقي كروح جميلة بيننا......وشكرا

ود فـــــراج


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى