دار الأسرة البحرية السودانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الكنداكة السودانية

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

الكنداكة السودانية  Empty الكنداكة السودانية

مُساهمة من طرف بدرالدين حسن علي الثلاثاء 01 ديسمبر 2015, 14:37

الكنداكة السودانية في زمن العهر والفجور
بقلم : بدرالدين حسن علي

جمعتني جلسة كنت فيها " الذكر " الوحيد ، والبقية " نسوان سودانيات من مختلف بقاع السودان"كان الهدف إلقاء محاضرة عن المسرح و فن السينما ، بدات محاضرتي بذكرى محزنة تتعلق بثورة 21 أكتوبر 1964عندما تم هدم سينما برامبل " قديس " إذ قام بعض الناس بإسقاط تمثال نهضة المرأة بعد أن وضعوا حبلا على عنق التمثال وربطوه بعربة حتى أسقطوه هشيما ، أما سبب ذلك فغالبا التخلف والجهل واحتقار وازدراء المرأة .
منذ سنين طويلة توصلت إلى قناعة راسخة أن المرأة السودانية أثبتت قدرات غير عادية دفاعا عن الشعب وحقوقه في حياة حرة كريمة ، ودفاعا عن المرأة وحقوقها وكرامتها ، وعن الطفولة والأسرة ، ودفاعا عن الآلاف من النساء في الريف والحضر ، ولعل أصدق ما يمكن أن يقال أن المرأة السودانية لا فرق عندها بين حلفا ونمولي ، أو الجنينة وسواكن ، فدائما نضالها وكفاحها من أجل كل السودان قراه مثل مدنه ومدنه مثل قراه .

منذ 1989 والمؤتمر الوطني وقوى الضلال والفسق والفجور تستهدف المرأة السودانية ، خطفا وتعذيبا وجلدا بالسياط والإعدامات والإغتصابات وكافة أشكال القهر في إنتهاك واضح وصريح للقانون والدستور ، وأستطيع أن أقول بملء الفم أن المؤتمر الوطني هو داعش وربما داعش أكثر رحمة من المؤتمر الوطني ، منذ سنين والظلم والقهر يطال المرأة السودانية في إنتهاك صارخ لكل أشكال التعليم والمعرفة ومكافحة الأمراض والعلل التي عرفها الإنسان السوداني ، المرأة للجنس لا غير ، من كان هذا فكره ومعتقده فليذهب إلى الجحيم .
.
.
مسؤولون كبار يستهدفون المرأة ، حتى رئيس جمهوريتنا يقال كان يجلد والدته ، وجاري في الحلة كان يجلد والدته ، ويتناسوا دورها الذي تسجله بحضورها الشجاع وحماسها الرهيب في التربية و بين الجماهير الشعبية ، وتصاعد دورها كتفا لكتف مع الرجل ، كما شاهدنا في الكثير من المواقف التي وقفت فيها المرأة السودانية مواقف بطولية ومشرفة ، وإني لأنظر بكثير من التحقير للهجوم الشرس على المرأة والنيل منها في ملبسها وطعامها وطريقة تعاملها مع مجتمعها وواقعها ، وقد تعرفت على عشرات النساء السودانيات فلم أر فيهن غير النبل والصمود والشهامة والكرم والصدق والقوة والشجاعة والتحدي والصبر .

لقد صادفتني الكثير من المواقف الباهرة من أجل الإستقلال وأكتوبر ومارس وأبريل وسبتمبر والمعارك الطاحنة في شتى أنحاء الوطن ، ومعارك كردفان ودارفور والنيل الأزرق ، من أجل الأطفال والشباب والأخذ بأيديهم نحو الحرية والعدالة والديمقراطية ، و يذهب مسؤولون و من كتل حاكمة الى محاولة شقّ الصفوف بالتفريق بين نساء الولايات ، و يسعون لأحداث فجوة بين محجبات و لامحجبات و بربطات شعر و دونها. ، في توسلٍ لأية وسيلة قد تمكّنهم من انتزاع مشاركة المرأة في الحراك الجماهيري بمنظورهم القاصر التعيس، ضمن محاولات اوسع تجري لتجميدها ، الذي لا يعني الاّ تجميد نصف المجتمع من المشاركة في الحراك الشعبي الهائل الجاري، السند الحقيقي للعملية السياسية و لإصلاحها و تطويرها.
و يرى مراقبون ان التهجّم يتصاعد بأشكال متنوعة لايحددها شئ ، وسط انواع التساؤلات عن معاني هذا التخبّط الحكومي لمسؤولين في الظروف الحرجة التي تمرّ بها البلاد، التي تتطلب وحدة الصف الوطني بكل مكوناته البشرية، باصلاح مايجري و الإستجابة لمطالب الجماهير من اجل زيادة القدرة على مواجهة داعش و مواجهة اعتى المخططات الإجرامية الجارية، فيما يتساءل كثيرون عن معاني ذلك من مسؤولين و هم المتحدثون باحاديث مملة طويلة عن حوار وطني بلا جدوى، بينما يسعون بكل طاقاتهم لتجميد و استعداء نصف المجتمع ؟؟
ناسين بأن الحركة النسائية السودانية و دور المرأة السودانية لايقلّ عن دور المرأة الأوربية و المصرية و التونسية و اللبنانية اللواتي شاركن بصنع الإنتفاضات التي اطاحت بدكتاتوريات تجبّرت لعقود في المنطقة، ان لم يزد عليها لترافق عنصر الوعي السياسي و الفكري الذي تبلور لدى المرأة السودانية منذ سنين طويلة في المشاركة الفعالة في النضال الشاق ضد الدكتاتورية الدموية و الحروب، و نضالاتها و تضحياتها الجسيمة بشهادة اعداد شهيداتها الخالدات، في سوح الاعدام و في المعتقلات البربرية و اقبية التعذيب و في جبال و سهول الغرب والجنوب والشرق والشمال وفي الخرطوم وأم درمان . . .
قرأت مقالا للصحفية بدور عبداللطيف فأذرفت دمعا من خلائقه الكبر ، لأنها قاومت بشجاعة ضد المرض ، فالمرأة السودانية ساهمت بفاعلية نادرة في المقاومة ضد الجوع والمرض والنضال من اجل التحرر و الديمقراطية، وفي وثبات و انتفاضات الشعب السوداني طيلة عقود، و قدّمت من اجل تلك الأهداف انواع التضحيات و كانت ضمن عشرات الآلاف ممن اقتيدوا الى مذابح الدكتاتورية و الى جرائم موتها الجماعي، و لاتزال ضحية من ضحايا مذابح الإرهابيين سويّة مع كل ابناء الشعب العزّل.
من ذلك و غيره و اثر مناقشات حامية و صراعات، ثبّت الدستور حقوقها التي لم يكتمل تسجيلها، الاّ ان الدستور ثبّت حقّها في الانتخابات و الترشيح لها و الترشيح لكل مناصب الدولة، و ثبّت حقها بنسب أُقرّت في مؤسسات الحكم. . اضافة الى حقّها بابداء الرأي و بالمشاركة بالفعاليات الشعبية و فعاليات المجتمع المدني، و الذي وفقه تعمل الأحزاب الإسلامية الحاكمة على اشراكها بفعالياتها الجماهيرية و ندواتها الموسعة.
و يشير صحفيون و سياسيون و قانونيون الى ان احقاق حقوق المرأة ليس صدقة او رحمة من جهة ما، و انما هي قضية اساسية ـ و ليست ديكور ـ لتحرر و تمدّن المجتمع بأسره، و ان ما تستحقه المرأة من حقوق هو نتاج قرون طويلة من صراعات انسانية من اجل العدالة الإجتماعية و من اجل عائلة و طفولة سعيدة، ثبتت بنودها في العهود و المواثيق الدولية التي تجبر الدول على الالتزام بها.
و يلاحظ ان مسؤولين كبار ينسون او لايعرفون ان تحرر المرأة و نصرة قضاياها، يعني تحرر طاقة هائلة من شعبنا تدفع نحو الحداثة و التطور و التمدّن ،و الى التفاعل مع تطورات عالم اليوم في جعل سوداننا اكثر تحرراً و اكثر كسباً لدول العالم لدعمنا في معاركنا القاسية . .
ان حصول المرأة على مواقع فاعلة في المجتمع، مكسباً و تعزيزاً كبيراً للطاقات الثورية الخلاقة في المجتمع ، و دفعاً لعجلة تجديد حقيقي و اصلاح . الأمر الذي قد يبدو انه صار يرعب الجهات الأكثر تطرفاً من احزاب الاسلام السياسي، التي وصلت الى مراكز القرار بتوازنات و دفع من مصالح متغيّرة لقوى اقليمية و دولية.
إن سعي الكتل المتأسلمة الى قضم و تغييب قوانين حقوق المرأة، لايعني الاّ انحيازاً اعمى الى ذكورية المجتمع ، و الى العودة الى العهود الحجرية و ازمنة الصيد ،اضافة الى التدهور الاخلاقي الذي حصل و يحصل على يد ميليشيات الاسلام السياسي المسلحة ، و ممارساتها اللاخلاقية بحق المعارضين ـ وفق تقارير منظمات العفو الدولية .. .
نعم هذا هو عصر العهر والفجور : الرق و زواج المتعة و المسيار وفتوى جهاد النكاح ، الا يحق للمراة ان تشارك بفاعلية بالاحتجاجات الساعية الى الإصلاح و ايقاف تدهور البلاد و المجتمع ؟؟ و الا تستحق من الجماهير الشعبية و المسؤولين، كل الإحترام و التشجيع ؟؟

قالت لي :: النساء قادمات لا محالة .. قادمات على صهوة جواد ، نعم يا شقيقتي دولة الطهر والعفاف والعدالة والمساواة قادمة ، سوف تقوم بشجاعة نساء بلادي وفكرهن المستنير ... وفتيل الثورة سوف تشعله النساء والمرأة حين تظلم لا تهاب الموت .... الديمقراطية قادمة لا محالة
وماذا يسوى الرجال من غير النساء ؟؟ فهي اول مخلوق غسل قذارة الرجل وأطعمته وربته وعلمته الاخلاق الفاضلة والبسالة والشجاعة وهن اللاتي يحرضن الرجال علي خوض الحروب خلف الرجال واحياناً في مقدمة الصفوف .
عاشت مهيرة والكنداكة ، عاش كفاح ستات الشاي ، مربيات الايتام ودافعات مرتبات الولاة و الوزراء وأعضاء البرلمان ..
وهن مكتويات بنيران الشاي وغلاء المعيشة والكساء والدواء وارتفاع الضرائب والجبايات وفاتورة الكهرباء والماء وتعليم اليتامى.... فبدلاً من دعمهن أصبحن داعماَ اساسياً لخزينة دولة الإسلام بالمال ، ورغم ذالك معرضات للكشات وملاحقات المحليات ومصادرة العدة ........
احذروا إهانة ستات الشاي ... وتذكروا أول من قص شريط افتتاح عنبر حوادث مستشفى امدرمان ست شاي ... وأول من أ حرق محلية اركويت ست شاي !!!!.
وتذكروا أن أول من آمن بعد الرسول عليه السلام كانت خديجة بنت خويلد رضي الله عنها !






بدرالدين حسن علي
بدرالدين حسن علي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكنداكة السودانية  Empty رد: الكنداكة السودانية

مُساهمة من طرف عبد الرحمن الزين2 الجمعة 04 ديسمبر 2015, 18:27

صدقت ياأستاذنا الجليل..فالمرأة هي الأم والزوجه والإبنه وألأخت والصديقه والحبيبة  أيضا..
 وقيل  عن المرأة هي كالشعلة  إن أحسنت إمساكها  أنارت لك الطريق وإن إخطأت  أحرقت يديك..
معزتي وإحترامي وشكرا  للمقال الرائع..
عبد الرحمن ود حاجه  عائشه..
عبد الرحمن الزين2
عبد الرحمن الزين2


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكنداكة السودانية  Empty رد: الكنداكة السودانية

مُساهمة من طرف سوسن مدثر-كومكو الخميس 17 ديسمبر 2015, 20:10

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته....
الاستاز القامه ..
بدر الدين حسن ..
كابيتانو ... صاحب القلم الفسيح
تحية مباركة...
اعجبنى تقديم المقال فى ابداع جميل ممتع وأنه من الاهمية بمكان ، فهو حقيقه من جوهر تجربة المراة السودانية خاصة وسط احداث النظام .
وان المراة ليست هدفا للاهواء والطموحات كما يصورها كثير من الُكُتّاب المستشرقين ، فيحلو لهم الحديث عن نساء الحريم فى القصص والروايات حتى من بعض الكُتّاب العرب ، وبخلوا بان يعطوا المرأة العربية حقها فى الابداع سواء ان كان ادبا ام فنا تشكيليا ام سينمائيا ام سياسياَ للتعبير عما فى دواخلها .
وهناك من الاتى يعشن فى السودان يكتبن فى الصحف ويكابدن شروطا اجتماعية وثقافية وسياسية ويقاومنها بالتمرد ،فى اوضاع سياسية حائرة.
والمرأة كرمها الله سبحانه وتعالى منذ الخليقة الاولى ، ولكن فى العصر الجاهلى غابت شخصية المرأة الحقيقية كانسانة لتوصف بجمالها والمتعة بها فقط من علماء الشعر حينذاك .
الى ان بزغت شمس الاسلام واظهرت المرأة فى ابهي واجمل صورها فى كفاحها وانتصارها وكانت سُميّة بنت الخياط اول شهيدة فى الاسلام بعد كفاح ونضال عن دينها ووطنها ..
اكرر لك التحية استازنا ...


سوسن مدثر-كومكو


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الكنداكة السودانية  Empty رد: الكنداكة السودانية

مُساهمة من طرف الاء الثلاثاء 08 مارس 2016, 18:51

استاذ ،تحية وسلام ،، ،، مقال رائع ومنصف
نعم المرأة السودانية تبنى وبصدق اسرة وجيل ، و هى المناضلة المنخرطة فى ساحات العمل .. نادت بالحرية والاستغلال الى جانب الرجل ، قوية و اكثر قدرة على الصبر واكثر مرونة ان ضاق الحال .
المرأة كرمت فى الدين لم تهان الا فى هذا الزمن الاغبر زمن المتأسلمين .
اليها اليوم نقول كل عام وهى فى خير ونعيم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة .
الاء
الاء


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى