دار الأسرة البحرية السودانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

بابكر بدري - الحلقة الأولى

اذهب الى الأسفل

بابكر بدري - الحلقة الأولى  Empty بابكر بدري - الحلقة الأولى

مُساهمة من طرف بدرالدين حسن علي الجمعة 05 يونيو 2015, 06:08

كي لا ننسى
شخصيات تاريخية
بابكر بدري شمس السودان التي لا تغيب " 1 "
بقلم : بدرالدين حسن علي

بابكر بدري أعتبره من مؤسسي المسرح السوداني ، رغم إنشغاله الأساسي بقضايا تعليم المرأة ، فبدايات المسرح في السودان تحمل في باطنها شيئا من بابكر بدري ، وظهور أول مسرحية فيه عندما كتب وقدم بابكر بدري عام 1902 عرضاً مسرحياً ذهب ريعه لإنشاء أول مدرسة لتعليم الفتيات وكانت في مدينة رفاعة في الجزيرة .
بابكر بدري كان متنبهاً إلى أن تعليم المرأة يعني تنوير المجتمع بكامله، ونجح في ذلك بجهد ذاتي، إذ كان يدور في الأسواق وعلى البيوت يدعو إلى مسرحيته، التي قدمها في بيته بديكور بسيط .
كتب الكثير عن بابكر بدري ولكنه يظل شمس السودان التي لا تغيب " وهذا شعار قناة الشروق " أستعيره لأنه يعبر حقيقة عن هذا العملاق بابكر بدري ، خاصة سلسلة المقالات التي كتبها الأستاذ علي الكنزي لأخبار المدينة ويمكن ا لعودة إليها لأهميتها ، حيث إستعرض من خلالها كتاب " حياتي " لبابكر بدري
وأشار الكنزي إلى أن أي سوداني لم يُحْظَ بقراءة كتاب تاريخ حياتي للشيخ بابكر بدري، فقد أضاع حظاً كثيراً، وجهل شيئاً عظيماً عن تاريخ السودان الحديث، خاصة وأن الشيخ يقول في مقدمة كتابه: "أصْدَقُ التاريخ ما كُتِب في زمانه وصَدَقَ فيه كَاتِبُهُ وصدَّقهُ معاصرِوه فيما روى". كما أن الكتاب يروي سيرة ذاتيه لإنسان بسيط يمتلك طموح العظماء وإرادة النبلاء. وحصيلة سيرته تقول: " أن لا مستحيل في الحياة لمن يملك الارادة والعزيمة ويثابر الليل بالنهار لبلوغ مراده". وأحسبُ أن سيرة حياة شيخنا، هي سيرة الشباب أحوج لدراستها والتوقف عندها، ليروا كيف يتحقق النجاح ويُصْنَع المجد، وليعلموا أن بلوغ القمم لا يأتي صدفة ولا يتم على عجل.


ولد بابكر بدري في دنقلا بالسودان وينتمي لقبيلة الرباطاب ، ونزح مع أسرته صغيرًا إلى مدينة رفاعة في وسط السودان.التي أنجبت الكثيرين من الفطاحلة والعباقرة في شتى المجالات ، حفظ القرآن في الخلوة برفاعة ثم أرسل إلى مدينة مدني الجميلة ليستزيد من العلم الشرعي.
تأثر بشدة بشيخه في الخلوة أحمد حامد الكراس خصوصاً من ناحية المبالغة في عزة النفس والبعد عن "الدناءة فيقول بابكر عن شيخه "رغم أن حيران الخلوة كانوا يفيضون علي الأربعمائة طالب لم يكن له منهم مساعد ولا من غيرهم. كان، لا يبالي بأهل المال ولا أهل الجاه ولا يقبل هدية من أحد ولا يسمح لتلاميذه أن يعملوا في مزرعة أحد ولا يستغلهم للعمل في منزله". ويضيف "كان – – يمنعنا من عادات الخلوات المؤدية للدناءة كالشحتة بالشرافة في السوق أو في المنازل أو السعي لمآتم الاموات لنأكل لحم الصدقات.
آمن بابك بدري بالزعيم التاريخي محمد احمد المهدي وهاجر مع والدته إليه حيث شارك في حصار الخرطوم وحضر فتحها ومقتل غردون باشا ، ثم رافق ود النجومي في غزوه لمصر حيث أسر وأقام بها زمانا. في القاهرة ، تلقف العلم وحصل على قدر كبير من المعرفة. وطاف بالمنصورة، واستقر تاجرًا بالإسكندرية، ثم تركها وسافر إلى أسوان. وفي كتابه تاريخ حياتي الذي نشر بعد وفاته تفاصيل رحلاته في تلك الفترة.
عاد إلى السودان عام 1898 ولبى نداء الخليفة عبدالله التعايشي فحمل السلاح وحضر موقعة كرري الشهيرة في شمال أم درمان ، وهي الموقعة التي كتب عنها تشرشل كتابه حرب النهر.
نشاطه في التعليم
استطاع بابكر بدري بمساعدة الكولونيل كورينج بناء مدرسة كان لها الفضل في تخريج علماء أجلاء أدوا دورًا كبيرًا في الحياة السودانية.
لم يكتف بابكر بدري بذلك بل افتتح أول مدرسة خاصة لتعليم البنات في السودان عام 1903م وأدخل فيها بناته. وجد بابكر بدري معارضة شديدة حين بدأ في تعليم البنات، فقد كان السودانيون آنذاك يتوجسون خيفة من تعليم المرأة. فأخذ يعمل بأناة وحكمة في هذا المجال، وبدأبه وحُسن فهمه للناس وطبائعهم تمكن آخر الأمر من كَسبَ ثقتهم، وبصّرهم بما للعلم الحديث من فوائد غابت على الناس بسبب شكوكهم في نوايا الإستعمار وكانت فتيات رفاعة هن رائدات التعليم النسائي في السودان.
دخل بابكر بدري بهذا العمل الجليل التاريخ السوداني وسمي «رائد تعليم المرأة في السودان». بعد ذلك عمل بابكر بدري مفتشًا في مصلحة المعارف فاهتم بإدخال الحساب والقراءة والكتابة فيكتاتيب القرآن الكريم ، كما ألف كتابًا في المطالعة لتلاميذ المرحلة الابتدائية. وتقاعد عام 1927 عن العمل الحكومي، ولكنه بدأ في إنجاز عمل جليل آخر هو افتتاحه لمدارس الأحفاد التي أدّ ت وما زالت تؤدي دورًا تربويًا كبيرًا في الحياة السودانية.
أصبحت الأحفاد اليوم عدة مدارس للبنين والبنات، كما أنها أفضت إلى إنشاء كلية جامعية تخصصت في نوع من المعرفة تحتاج له الفتاة السودانية و صارت بعد ذلك جامعة متكاملة.
يعد بابكر بدري أول من ألف الشعر للطفل السوداني، وَضَمَّنَهُ كتاب المطالعة. وقد قام المستر سكوت والأستاذ يوسف بدري بترجمة بعض فصول كتاب حياتي إلى اللغة الإنكليزية


بدرالدين حسن علي
بدرالدين حسن علي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى