دار الأسرة البحرية السودانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سأذكرك يا محجوب ولو بعد ألف عام

اذهب الى الأسفل

سأذكرك يا محجوب ولو بعد ألف عام  Empty سأذكرك يا محجوب ولو بعد ألف عام

مُساهمة من طرف بدرالدين حسن علي الأحد 24 أغسطس 2014, 18:01

محجوب شريف ورد الجميل 4
بقلم : بدرالدين حسن علي

في عام 1981 رحل والدي فعدت للسودان من الكويت ، قابلت محجوب شريف في شارع الثورة بالنص وسألني عن سبب المجيء فقلت والدي توفى ، بعد ساعة حضر هو وأميرة عزيا والدتي وأعطتني أميرة الجزولي ورقة أم عشرة جنيه فانهمرت دموعي بشدة كما انهمرت للمرة الثانية يوم رحيل محجوب شريف ، حاولت الإتصال هاتفيا ففشلت ولم أجد غير منى الجزولي
لأعزيها !!

الشاعر الحقيقي لا يموت ، وهكذا أظن أن محجوب شريف لم يمت ، أرجو أن تعذروني في هذا ، بدا لي بعد غياب المحبوب الشريف النظيف العفيف كل شيء خواء وكلام فارغ وهتش

فقد رحل الشاعر الكبير عمر الطيب الدوش الذي كان أستاذي في يوم من الأيام وتخرجت قبله في معهد الموسيقى والمسرح لأنه كان معتقلا ، ، ورحل الشاعر الكبير علي عبد القيوم الذي أحضرته إلى الكويت وسكنت معه في غياب زوجتي الراحلة حورية حسن حاكم ، وظللت مقيما معه وزوجته الصابرة سلمى وابنها الرائع غسان ، ورحل أصدقاء كثر مثل محمد وردي و الأستاذ التجاني الطيب والرجل الفلتة محمد ابراهيم نقد ومحمد سالم حميد وهكذا يرحل القامة السامقة محجوب شريف ، ومع ذلك إكتفيت بقراءة ما يكتبه الأصدقاء الموجوعون حقيقة برحيله المؤلم ، قرأت وقرأت وقرأت ولكن كل ذلك لم ينفعني ، لأن الحزن والألم والبكاء وكل الكلمات التي يمكن أن تقال لا تعني شيء ، رحل عني أعز الناس ولكن رحيل " أبو مي ومريم " شيء مختلف ، هاتفته قبل رحيله في رحلة علاج وقال لي : أريد أن أسألك سؤالا واحدا : هل تذكر يوم فرحي من أميرة ؟
قلت له نعم أذكره وكان بدار المعلمين
وهل تذكر أنك كنت مقدم الحفلة ؟ قلت له نعم وكانت الحفلة بمحمد الأمين وأذكر عندما قدمته بدأ بأغنية " حروف إسمك " ولكن قبل أن يبدأ الغناء قلت :
-حروف إسمك أ م ي ر ة جمال الفال
وهجعة م ح ج و ب بعد ترحال
-قال لي ما شاء الله ذاكرتك لسه قويه !!
-قلت له وأذكر أيضا أن " شيلتك " كانت مصحف
قال لي وما هو لونه ؟
-قلت له : كان أحمر
-قال لي :ما شاء الله لسه ذاكرتك قوية
-قلت له : شوف يا اخوي لا إنت ولا أميرة ولا كمال الجزولي بتتنسو
بالأمس داهمتني قصيدته التي يقول فيها :
مِنْ وجْداني
صحة و عافية
لكل الشعب السوداني
القاصي هناك والداني
شُكراً لﻸ‌رض الجابتني
والدرب الليكم ودّاَني
حقيقة داهمتني كل قصائده
على أجنحة الفجر ترفرف
فوق أعلامك
ومن بينات أكمامك
تطلع شمس أعراسك
يا شعبا لهبك ثوريتك
إنت تلقى مرادك وفي نيتك
وعمق إحساسك بي حريتك
يبقى ملامح في ذريتك
ماك هوين سهل قيادك
سيد نفسك مين أسيادك
ديل أولادك
وديل أمجادك
ونيلك هيلك جرى قدامك
تحت أقدامك
رجع صداك وسجع نحاسك
وانت نسيج الفدا هندامك
وانت نشيد الصبح كلامك
وعطر أنفاسك
أرفع صوتك هيبة وجبرة
خلي نشيدك عالي النبرة
خلي جراح أولادك تبرا
كبروا مكان الضحكة العبره
إلا يقينهم فيك إتماسك
يا الإصرارك
سطرا سطرا ملا كراسك
بدرالدين حسن علي
بدرالدين حسن علي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى