رحيل فنان

المادة منقولة من النت




اليوم السابع
كتبت إيمان عادل


 

توفى، فجر اليوم، الكاتب الروائى والشاعر والفنان التشكيلى "محمد حسين بهنس" الذى جاء خبر وفاته صدمة لمثقفى السودان وأصدقائه من المصريين، حيث مات متجمدا من البرد على أحد أرصفة وسط البلد بالقاهرة، حيث كان يحيا مشردا بلا مأوى ولا غطاء.

كل من تخطو قدماه دومًا منطقة وسط القاهرة شاهد وجهه وحفظ ملامحه السمراء، وتسريحة شعره (الراستا) التي تميز بها، كل من جلس على مقاهي وسط البلد شاهد بهنس المتشرد يتجول بنفس ملابسه الرثة لا تتغير، يتخذ من شوارع وسط القاهرة مأوى له.

الكل رأى بهنس المتشرد وما من أحد منهم عرف بهنس الفنان سوى بعد وفاته متأثرًا بموجة الصقيع التي ضربت القاهرة الأيام الماضية فقهرته ليرحل تاركًا فراغًا عظيمًا في وسط القاهرة.

محمد حسين بهنس شاعر وروائي وفنان تشكيلي وعازف جيتار ومصور ومغني من السودان.

تتباهى جدران قصر الإليزيه بفرنسا بفنه التشكيلي فلوحاته الضوئية معلقة عليها، تزيد جدران الإليزيه نورًا وجمالًا، ولكن للأسف لم يستمتع بهنس بهذا التباهي كثيرًا فسرعان ما تعرض لصدمة وصدمة الفنان تختلف، فتوفى شقيقه في بريطانيا، فما كان من بهنس إلا أن طلق زوجته الفرنسية.

عاد بهنس إلى وطنه الأم أم درمان بالسودان ليحمل همًا آخر في قلبه ليكتشف أن والدته رحلت منذ سنوات وهو في فرنسا ولم يخبره أحد فساءت حالته النفسية أكثر.

وفي السوادن أطلق بهنس الفنان الكثير من الفعاليات لمناهضة انفصال الجنوب عبر منظومة أسسها اسمها "سودان يونت".

نظمت "سودان يونت" عددًا من المعارض والرسم على الشوارع كاعتراض على فكرة الانفصال ودعما للوحدة.

وبعد هذه الرحلة جاء الفنان بهنس إلى القاهرة وبرغم ازدياد سوء حالته النفسية إلا أنه كان رقيقًا، كان يسير في هدوء يتخذ من رحاب شوارع وسط البلد مكانًا له طوال النهار يتناول غداؤه من مطعم الخرطوم وحين يحل عليه الليل ينام بجوار مطعم الخرطوم وتمثال إبراهيم باشا.

بشهادة كل رواد وسط البلد لم يؤذ بهنس أحدًا رغم أن الأغلبية كانت ترمقه بنظرات غريبة مفادها ارحل من هنا فأنت متشرد ولو علم واحدًا منهم مقدار الفنان بهنس لانحنت ظهورهم لفنه.

من يستمع إلى موسيقاه ينبهر ويشعر وكأنه ملك الكون، من يستمع إلى عذوبة صوته لا تستطيع أذنه التقاط أي أصوات أخرى، لا تستطيع أذنه أن تسمع النشاذ، ومن يرى لوحاته لا تجرؤ عيناه على أن تنظر للقبح مرة أخرى.

وكتب بهنس في رثاء بوب مارلي قصيدة بعنوان "يا ثائر منتصف الليل" وقال فيها "صرختك هي ليست من البطن أو الحنجرة
ياراستا.. صيحتك من القلب، اللهم أني أحب بوب مارلي".

ولكن للأسف لن نرى إبداعًا جديدًا له، وكثيرون يتعمدون نسيان بهنس بسبب نظراتهم التي دومًا ما كانت تُحقر منه دون أن يعرفوا من هو، دون حتى أن يفكروا في معرفة اسمه، فكان بهنس بالنسبة للكثيرين خيالا يرونه من حين إلى آخر في وسط القاهرة.

"أنبياء الحقيقة لا يموتون.. لأن الحقيقة لا تموت.. يموت المزيفون.. وأشباه الرجال.. رمال تضيع في رمال.. أما بهنس.. فرسالة.. نوبي آخر سلالة الأسرة الخامسة والعشرين.. ابن الشمس لا يقتله.. سوى البرد.. برد الإحساس وبرد الإنسانية"


هكذا قال عنه صديقه منتصر زاروج في رثائه.

والآن أين بهنس؟؟ بهنس كما يقول أحد أصدقائه إن شخصا يدعى حسام عابدين عثر على جثته في مشرحة في الدقي، ولأن بهنس لا يمتلك ما يُثبت أنه من الأساس كان يعيش بيننا فليس له أي أوراق فيظل جسده راقدًا في ثلاجة المشرحة التي يكون بردها أهون عليه من البرد الذي تسبب في وفاته.

وربما ليست برودة الجو هي السبب في رحيله عنا، ربما برودة إنسانيتنا وبرودة أوطاننا التي تضيق بنا ولا تتحمل احتضاننا هي التي قتلته، ربما النظرات التي يرمقه بها الناس التي تسببت في مقتله، ربما حسرته على بهنس الفنان قتلته.

أصدقاؤه في انتظار أن تتحرك السفارة وبيت السودان للثقافة والفنون ليسافر جثمان بهنس لأهله ليدفن في السودان الذي طالما ما تمنى بهنس أن يكون سودان واحدا.

أصدقاؤه في انتظار أن يُكرم بهنس في وفاته بإرساله إلى أهله، ليدفن في وطنه، فبهنس لا يستحق منا أن ننبذه حيًا وميتًا؛ فليواري تراب السودان جسد فنان خسره العالم، وخسره من لم يعرفه في حياته.

المزيد عن الفنان الذى ذهب هنا:


http://sudan-forall.org/forum/viewtopic.php?t=703&sid=bf39125b1d5385567652edf4df8c45b0

حتما.....قطعا..ابصم بالعشرة...  الحكم العدل..جل جلاله   سيسأل  عمر حسن.  عن كل  من مات   في دارفور  وكردفان والشرق  والغرب والجنوب والشمال   ومن قتل في الخرطوم ومدني وكل مدن السودان..او  في المنافي او حتي من عبروا في طريقهم الي إسرائيل  وليبيا ومصر وافريقيا الوسطي..واريتريا والحبشه  والبحر الاحمر . وجنوب السودان واوغنده و استراليا  وإندونوسيا  والحدود المصرية  او غرقوا في البحر او تاهو ا في الصحاري او من اكلتهم السباع....الرحمة  للفقيد  ولا نامت اعين الجبناء..
الرحمة لكل من  فر  وهرب من اجل مستقبل افضل له ولاسرته..هؤلاء هم الشهداء...يا ربي  تقبلههم برحمتك وعفوك ورضاك  واهلك كل  من عذب او ساهم في تعذيب وسجن وقتل اي مواطن وكل من يتاجر بإسمك في الدنيا قبل الاخرة..
اخر الحكي..
ستحاكم الشعوب من أذلها..يوما  ما..بإذن الله

سلام يا كابيتان و حمدا لله على سلامة العودة.

المرحوم صاحب فكر و رسالة .... اعماله الفنية معلقة على جدران قصر  الاليزيه و يموت من الجوع و البرد .... و الله لا ادرى ماذا اقول غير ان نسأل الله له الرحمة.

نمرة واحد

أفرد الأخ كابتن احمد مشكوراً بوست بحاله علي صفحات المنتدي العام بعنوان (رحيل فنان). وكغير عادته لم يضمن الكابتن احمد الخبر المحزن في البوست الشهير (من الصحف) كخبر أتت به الصحافة , وتساءلت أنا بدوري عن السبب وراء ذلك الأمر , ووجدت أن القبطان احمد ما أراد إلا أن يلفت الإنتباه إلي أن الخبر ليس كباقي الأخبار والتي سبق له أن نشرها منقولة من الصحف اليومية في بوست (من الصحف). فهذا الخبر عبارة عن حالة فريدة من نوعها تستحق الوقوف عندها والتأمل والتفاكر وإبداء الرأي , وهي في المقام الأول تمس حياة بشر وإنسان سوداني فقدناه , والروح في علو شأنها لا يضاهيها شيء.

ونكرر الشكر للقبطان احمد والذي عمل جهده لإحاطتنا بملابسات وفاة الفنان بهنس وذلك بنشره لحقائق قد نخرج منها بتفسير لما حدث للفنان بهنس وأودي بحياته بهذه الطريقة المأساوية.

نمرة اتنين

في صحيفة الخرطوم اليومية والصادرة بتاريخ 21/12/2013 وفي صفحتها بالرقم 5 , كتب د. بشري الفاضل مقال بعنوان (ادع الشعب لإسماع صوته عبر قناتك لو كنت صادقـاً). والحديث كان موجهاً للإعلامي حسين خوجلي. وفي المقال سرد د.بشري الفاضل حديث للإعلامي حسين خوجلي يعترف فيه بأنه وآخرين من إعلاميو الجبهة الإسلامية القومية وقتها قد ساهموا في تكسير الديمقراطية بسلوكياتهم الإعلامية المغلوطة , وأتي حديث الدكتور بشري الفاضل لحسين خوجلي في شكل نصيحة. وتلخصت نصيحة د.بشري لحسين في تصحيح الوضع , وكانت فكرة د. بشري حيال تصحيح الوضع هي أن يقوم حسين خوجلي بدعوة المعارضة في الخرطوم مفرداً لها أثيره الإعلامي الذي يتمتع به لكيما تتحدث , وعلي حسين الا يحتكر الإذاعة مغردا , بل عليه أن يفسح المجال للشباب خاصة المعارض منهم ليتحدثوا دونما رقابة قبلية عليهم شأنهم في ذلك شأن حسين في تمتعه بعدم تلك الرقابة.

وواصل د.بشري الفاضل موجهاً حديثه لحسين ناصحاً إياه وذكراً له بزمن المرحوم العميري وكيف فعلت محطة التلفزيون الأهلية بالبث الرسمي مزعزعة أركانه , ثم ختم الدكتور بشري الفاضل نصيحته قائلاً:
((فالنبدأ التصحيح من هناك .. وإلا فإن الإتهام الي إعترفت به -قاصداً حسين- بنفسك وأعني تكسير الديمقراطية سيك سيك معلق فيك ...))..إنتهي

نمرة تلاتة

وقفت كثيراً في خبر وفاة الفنان محمد حسين بهنس (رحمه الله). وماشد إنتباهي هو أن المرحوم يساويني سناً , فطفقت أمعن النظر في سيرته الذاتية من الصحف , ووجدت فيها رصيد من العطاء يفوق عمر المرحوم حتي يجعله في مصاف من بلغ من العمر عتياً. حينها زادت حيرتي , وذلك لأني أعلم علم اليقين أن التجربة العملية في الحياة تزيد المرء منا دراية ومعرفة كافية بالنصرف السليم حيال الأزمات التي تعترينا وخاصة المادية منها , فليس من المنطق أن يمتلك المرحوم هذا الكم الهائل من الإنجاز ويصيبه الخور بسبب ضائقة مالية تصل به إلي الموت علي قارعة الطريق بسبب البرد.

والراجح أن المرحوم قد ماتت دواخله قبل أن يموت بدنه بكثير , والفاضح في الأمر أن موته الداخلي علم به كثير من الناس بدلالة كتابة صحيفة الدار عن أمره قبل موته في الشارع , وطفق المقربون منه وأصحابه الكتابة عنه وعن فنه بعد موته وما سمعنا نحن من لا تربطنا به صلة القرابة أو الصداقة شيئاً عنه ولا عن فنه , ولكنا سمعنا حسين خوجلي منذ صغرنا وما زلنا نسمع حتي يوم الله هذا .... الا يقتل هذا الفعل الأرواح ...؟؟ والله لقد قتلناك يا بهنس بإهمالنا وغفلتنا فاليغفر الله لنا القائل ((ومن أحيا نفساً فكأنما أحيا الناس جميعاً)) ..صدق الله العظيم

عدم الإستماع إلي نصيحة الدكتور بشري الفاضل يقتل جميع شبابنا من الداخل ... وكلنا بهنس حتي نموت

رحم الله محمد حسين بهنس رحمة واسعة واسكنه فسيح الجنات ..واجعل اللهم معاناته من المرض غافرة لذنبه إنك علي كل شيء قدير .. آمين

سلام ود فراج و عساك بخير

صراحة لا اعرف المرحوم الفنان بهنس و لم اسمع به قبل وفاته و لكن ما لفت نظرى هى الطريقة التى مات بها و هو بالمناسبة - كما قرأت - السودانى السادس الذى يموت على ارصفة القاهرة فى الفترة الاخيرة .

الامر الاخر ان الرجل كان فنانا عاش حياته بالطريقة التى ارادها و الفنانون تختلف نظرتهم للاشياء عنا نحن الاشخاص العاديين و اولياتهم غير اولوياتنا و الا لكان المال يجرى بين يديه بعدما عاش فى فرنسا و حقق نجاحا فى مجاله  و اصبحت اعماله الفنية تزين قصر الاليزيه و تزوج من فرنسية والدها مليونير. اعتقد ان مشكله الاساسى - كما قلت -هو عدم تمكنه من الموائمة مع المجتمع من حوله فانسحب منغلقا حول نفسه ففقد روحه اولا قبل ان يفقد جسده من بعد.

بالمناسبة تحدث عنه حسين خوجلى فى برنامجه التلفزيونى - والذى انتهى قبل قليل - حديثا طيبا.

نسأل الله له الرحمة.

صباحك زين يا سيد الكباتن ...

لا حول ولا قوة إلا بالله .. اللهم أشملنا برحمتك وعفوك .. آمين

لم أكن أعلم أن تعداد حالة المرحوم بهنس هي الحالة السادسة من بني وطننا .. ولم أسعد لعلمي بالأمر , اللهم أرحمهم رحمة واسعة واجعل قبورهم من رياض الجنة .. آمين

نعم يا أخي كابتن احمد .. حياة الفنان تختلف من حياة الأشخاص العاديين في كثير من الأمور , و نجد أن الأشخاص العاديون وفي ردة فعلهم تجاه ما يسوء نفوسهم ويتلفها يمرضون , وينتشر الكتئاب النفسي ويتمدد في دواخلهم ليفقدهم الرغبة في الحياة , لكن لكل داء دواء , والكتئاب النفسي شأنه شأن كل مرض له علاج , وعلاجه يستوجب الذهاب إلي الطبيب النفسي وصرف الدواء ومتابعة المريض لأنه أصبح غير مدرك لنفسه حتي يشفي

ويتعاظم الأمر عند الفنانون , وذلك لرهافة حسهم ورقتهم , فهم يشبهون الريشة في مهب الريح , فيكون مرضهم النفسي قاسي عليهم وعلي ذويهم , ويتعاظم دور المجتمع تجاههم إبتداءً من الأسرة الصغيرة حتي يصل لأكبر رأس في الدولة.

والفنانون بيننا يمثلون الحدائق والرياض التي نلجأ إليها للترويح عن النفس , وهم آية الله في خلقه , وهم من ينشرون البهجة والسرور في نفوسنا صغاراً وكباراً , فلا يجوز لنا أن نفقدهم بطريقة فيها من الإهمال ما تعجب له النفس وتشمئز.

ما كان للأيدي المنقذة أن تغل , والمؤسف حقاً في رحيل بهنس وغيره من شبابنا بهذه الطريقة أنه كان يمكن عمل شيء غير التفنن في الكتابة عنهم بعد موتهم.

أما عن حديث حسين خوجلي عن الفقيد بهنس في التلفزيون فهو في رأي لا يمثل أي شيء .. مات بهنس حينما لم يذكره التلفزيون فناناً ناجحاً له نجاحاته العالمية .. مات بهنس حينما علم الوسط الفني بطبيعة مرضه والتي تحتاج للعناية الفائقة فغلوا أيديهم المنقذة , وبسطوها كتابة عنه بعد موته.

هكذا نحن حيال مشكلاتنا ...نبحث عن أسباب تعفينا من تحمل المسئولية ولا نقوم بالتصويب حتي لا يتكرر الحدث .. وأتوقع أن يصدر قرار يغيق الشباب من السفر إلي الخارج ليموتوا بمرضهم هنا في السودان خوفاً من الفضيحة بدلاً من البحث عن الحلول ومداوات المرضي الذين ما مرضوا من الإكتئاب إلا لإحساسهم بعدم جدواهم من مجتمع قهري لا يرحم.

لك خالص شكري أخي العزيز كابتن احمد

ايها السودان انظر الى فلذات اكبادك كيف اصبحوا

كتبت
احلام مستغانمي على صفحتها :
محمد بهنس أيها السوداني النبيل.. قُل أنّكَ سامحتنا !على قارعة التجاهل ، تكوّم ذلك الشاعر ، وترك الثلج يُكفّنه في أحد شوارع القا...هرة . محمد بهنس ابن السودان الطيّب الكريم ، كان يثق في كرم الثلج ، يُفضّل على حياةٍ يتسوّل فيها ركناً دافئاً في قلوب الغرباء ، ميتةً كريمة ، لا يمدّ فيها يده لأحد . يده تلك التي لم تكن تصلح سوى للعزف وكتابة الشعر .لماذا كابرتَ إلى هذا الحدّ أيها الرجل الأسمر؟ لا أحد كان في بياض قلبك غير الثلج . وما جدوى أن نبكيك الآن ، وما عُدتَ معنياً بدمعنا ، وأن نزايد عليك شاعريّة ، لأنك هزمتنا عندما كتبتَ بجسدكَ الهزيل المُكفّن كبرياءً ، نصاً يعجز كثير من الشعراء المتسوّلين الأحياء عن كتابته .لم أقرأ لكَ شيئاً ، ولا سمعتُ بكَ قبل اليوم ، ولكني صغرتُ مذ مُتّ جائعاً على رصيف العروبة البارد . كلّ كلماتي ترتجف برداً في مقبرة الضمير ، عند قبرك المُهمل . أيها السوداني النبيل ، قل أنّك سامحتنا ، كي لا أستحي بعد الآن كلّما قلتُ أنني كاتبة .في زمن مضى ، كانوا يكتبون على حائط في شارع " اخفض صوتك . هنا يسكن شاعر يكتب الآن " .اليوم يعبر المارة أمام جسدِ شاعر مُتكوّم من البرد ، فيسرعون الخطى كي لا تقول لهم الجدران " أدركوه.. ثمّة شاعرٌ يموت الآن

تاني قاام واحد جميل في بلدنا مات ....
وكعادة العظماء دوما فقد إرتقي إلي أعلي عليين الشاعر والروائي والتشكيلي الفذ محمد حسين بهنس .. توفي في الغربة الجمر في القاهرة تحت تأثير البرد القارس وهو ينام في العراء وقد قيل أنه مات متأثرا بضربة آلة حادة .. وقد تأثّر بهنس نفسيا بإنفصاله عن زوجته وإبنه وقد قيل أيضا أنهما ماتا في حادث ... لم أعرف بهنس سوي عن طريق روايته الرئعة والزائعة الصيت
( راحيل ) ولقد كان مؤسفا أن يلقي حتفه بردانا في القاهرة بعيدا عن الأهل والصحاب ولست أدري لماذا تذكرت بموته الصحابي الجليل
(أبو ذر الغفاري ) والحديث الشائع والذي لست متأكدا من صدقيته : ( إحذروا البرد فقد قتل أخاكم أباذر ) ..
رحم الله المبدع بهنس وأسكنه فسيح جناته في أعلي عليين مع الشهداء والصديقين ..

وهذه أبيات معبّرة لشاعرنا الراحل بهنس :-

بهديك الفوضى
شجار طفلين في ساحة روضة
بهديك الغربة
هتاف الموتي وصمت التربة
بهديك حزنك
وستات الفول أثناء الخمشة
بعد إذنك
بهديك إحباطي
حديث عابر في مركبة عامة بصوت واطي
بهديك الليل البين جبلين
فقدك لقي دين
بهديك طلة لبيوت الخيش
وخيم تفتيش
واسواق ارخص مافيها حليفة الله
بهديك متمرد والنيل في الجركانات باعوهو برّد
بهديك وﻻ شي
واقطع وديان السهو مشي"

رحم الله بهنس الفنان الشامل ....

السفارة السودانية بالقاهرة تحمل بهنس مسؤولية وفاته ... ماتعليقك ؟ استبعد محمد عبد الله جباره، المستشار الإعلامي بسفارة جمهورية السودان، أن يكون سبب وفاة الأديب السوداني محمد حسين بهنس، المقيم بالقاهرة، بسبب الجوع والبرد، مؤكدًا أن السفارة تقدم خدماتها للجميع. كما أكد الملحق الإعلامي لـ«البديل»، أنه من المستحيل أن يكون “بهنس” مات متجمدًا من البرد على أرصفة الشوارع، مؤكدًا أن السفارة ليس لديها أي خبر عن سبب وفاته، وأنها في انتظار تقرير الطبيب الشرعي. كذلك حمّل “جباره” المتوفي مسؤلية وفاته، بالطريقة التي أعلن عنها (لو صح وفاته على أرصفة الطريق)، قائلًا: «بغض النظر عن أنه شخصية معروفة، هناك خدمات تقدمها السفارة للجميع، حتى في أبسط الحوادث، ولو صح موته بهذه الطريقة يبقى حرام عليه أنه ينقطع عن الناس، ويحرمهم من أدبه، فالناس كانت بحاجة إلى فنه، فمن المؤكد أنه انقطع عن أصدقائه، لذلك لم يساعده أحد». وقال: «مستحيل سوداني يموت في الغربة من الجوع أو البرد، حيث تشرف السفارة بالتعاون مع المجلس الأعلى للمجالس السودانية، على بيت السودان ودار السودان بفروعها المختلفة في مصر، وتقدم الرعاية للجميع»، مؤكدًا أن الرابطة السودانية في مصر متماسكة، موضحًا أن السفارة ليس لديها علم بكون “بهنس” سادس متوفي سوداني في القاهرة خلال الـ6 شهور الأخيرة بسبب الجوع والفقر. وأوضح أن السفارة تتابع الموقف من خلال مندوب لها، منذ وقوع الحادث، وتتابع إنهاء الإجراءات القانونية مع النيابة ومشرحة زينهم، ليتم نقل جثمان “بهنس” لمدفنه في السودان، مسقط رأسه..

السفارة السودانية بالقاهرة تحمل بهنس مسؤولية وفاته ... ماتعليقك ؟ استبعد محمد عبد الله جباره، المستشار الإعلامي بسفارة جمهورية السودان، أن يكون سبب وفاة الأديب السوداني محمد حسين بهنس، المقيم بالقاهرة، بسبب الجوع والبرد، مؤكدًا أن السفارة تقدم خدماتها للجميع. كما أكد الملحق الإعلامي لـ«البديل»، أنه من المستحيل أن يكون “بهنس” مات متجمدًا من البرد على أرصفة الشوارع، مؤكدًا أن السفارة ليس لديها أي خبر عن سبب وفاته، وأنها في انتظار تقرير الطبيب الشرعي. كذلك حمّل “جباره” المتوفي مسؤلية وفاته، بالطريقة التي أعلن عنها (لو صح وفاته على أرصفة الطريق)، قائلًا: «بغض النظر عن أنه شخصية معروفة، هناك خدمات تقدمها السفارة للجميع، حتى في أبسط الحوادث، ولو صح موته بهذه الطريقة يبقى حرام عليه أنه ينقطع عن الناس، ويحرمهم من أدبه، فالناس كانت بحاجة إلى فنه، فمن المؤكد أنه انقطع عن أصدقائه، لذلك لم يساعده أحد». وقال: «مستحيل سوداني يموت في الغربة من الجوع أو البرد، حيث تشرف السفارة بالتعاون مع المجلس الأعلى للمجالس السودانية، على بيت السودان ودار السودان بفروعها المختلفة في مصر، وتقدم الرعاية للجميع»، مؤكدًا أن الرابطة السودانية في مصر متماسكة، موضحًا أن السفارة ليس لديها علم بكون “بهنس” سادس متوفي سوداني في القاهرة خلال الـ6 شهور الأخيرة بسبب الجوع والفقر. وأوضح أن السفارة تتابع الموقف من خلال مندوب لها، منذ وقوع الحادث، وتتابع إنهاء الإجراءات القانونية مع النيابة ومشرحة زينهم، ليتم نقل جثمان “بهنس” لمدفنه في السودان، مسقط رأسه.

يذكر أن الكاتب الشاب يبلغ من العمر 43 عاما جاء إلى القاهرة منذ أكثر من عامين، ليقيم معرضا تشكيليا في القاهرة، قرر بعدها الإقامة فيها، فعاش في البداية في العتبة.
بعدها تدهورت أوضاعه المالية، ولم يجد قوت يومه، فاتخذ من ميدان التحرير سكنا له وأرصفة وسط القاهرة .

سبحان الله .. فضَل  ميدان التحرير  وارصفة القاهرة على وطن اصبح طارد بكل المقاييس .. رحمك  الله بهنس  برحمته الواسعة .
أهديك الغربة.. هتاف الموتى وصمت التربة.. أهديك إحباطي  وكما قلت.