دار الأسرة البحرية السودانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قصة قصيرة بعنوان....قلم رصاص

4 مشترك

اذهب الى الأسفل

قصة قصيرة بعنوان....قلم رصاص Empty قصة قصيرة بعنوان....قلم رصاص

مُساهمة من طرف ود فـــــراج الخميس 18 أكتوبر 2012, 17:13

آآآآآهههههه......زفرة طويلة مسموعة أطلقها من صدره , كان يرقد علي سرير وحده في حجرته , وكان قد أطلق هذه الزفرة بعد إكتمال الرسالة الميموعة التي تسربت إلي أذنه من الجوال وبصوت أنثوي لتخبره بأن هذا المشترك لا يمكن الوصول إليه حالياً....يمكنك ترك رسالة أو معاودة الإتصال لاحقاً....
هو يعلم أن ابنه سوف يعاود الإتصال عليه , نعم بلا شك سوف يقوم بالإتصال عليه , لكن في وقت يحسب له الأبن ألف حساب , ويعد له العدة , وذلك لأن ابنه يعلم سبب إتصاله عليه , وهو أيضاً يعلم ما سوف يقوله ابنه له عند معاودته للإتصال عليه , حتي أنه يمكنه أن يتصور الحوار الذي سوف يدور قدما بينه وبين ابنه :
- الأب : أهـا مالك قافل الموبـايل ...؟؟
- الأبن : في الشغل يا أبوي.....كـان عندنـا إجتمـاع
- الأب : أولادك طيبين....؟؟
- الأبن : تمـام يابا ... إنت كيف....؟؟
- الأب : أنا كويس....بس الموضوع القلتو ليك....بـاين أنت ما عملت فيهو حاجة...!!!
- الأبن : يابا عليك الله أصبر معاي..... أسي أنا ماعندي إمكانية للشي دا.....لكن لو ربنا سهلا ما بقصر معاك
- الأب : سمح يا ولدي ..... الله كريم
- الأبن : مع السلامة يا أبوي .... بجي عليكم بعدين.....إنتهي الحوار
وكعادة ابنه , دائما ما ينهي حديثه في التلفون بوعده إياه بالزيارة , ولا يف بوعده , فيكون الوعد نهاية لطيفة للحوار. أخذ ينظر إلي المروحة المعلقة علي سقف الحجرة , كانت تصدر صوتا محببا إلي نفسه , يمكنه أن يصوغ منه حواراً , أو تلهمه بإيقاع لذيذ طريف , فيجد في ذلك سلواه , وهذا سر إحجامه عن تزييتها لأسكات ذاك الصوت.
كان قد أفني زهرة شبابه في التربية والتعليم , كان معلما له مقدرته الفريدة في إيصال المعلومة للطلاب , وقد أكسبه هذا الأمر الشهرة والمكانة بين أقرانه , واليوم وبحس المربي والمعلم هو يدرك لماذا يعامله ابنه بذات الطريقة.... وللأمر حكاية طويلة , وكانت قد بدأت بوفاة والده عليه رحمة الله , فقد كانوا ثلاثة , ولدين وبنت , وكان هو أكبرهم , وكانت أمهم هي الراعي لهم بعد وفاة الأب , كانت في ريعان شبابها حينما توفي أبوهم , فقد كانت تبلغ من العمر ثمانية وعشرون سنة , ولما كان بها مسحة من الجمال والبهاء وداثة الأخلاق , رغب فيها الرجال , فرفضتهم , وأبت أن تتزوج بأي منهم.
كانت بفطنتها تدرك أن الرجال يبغونها هي وليس أولادها , نعم أسمعوها حلو الكلام من شاكلة ((أبناؤك في حدقات عيني)) أو ((أولادك هم أولادي)) , وهي تدرك مبتغاهم جيدا , فما أن تكون تحت أحدهم حتي يطالب بكامل حقوقه من الألف إلي الياء ولا يف بوعوده التي وعدها إياها قبل الزواج , والشيء الأهم الذي جعلها ترفض الزواج بعد وفاة زوجها هو أبناؤها , لذا قررت أن يكون ابناؤها هم رجالها.
وقررت أن تعكف علي تربيتهم , وتوجيه صحتها وشبابها في العمل الشريف وذلك لسد رمق الأبناء , وعلاجهم , والتكفل بمصاريف دراستهم. لم يكن ذلك القرار بالأمر الهين عليها , فقد تطلب مواجهة المجتمع الذي كان في غالبه قاسي , لا يمد يد العون لها , ويكتفي فقط بتوجيه النصح والأرشاد , ليتهم صمتوا , ولو فعلوا لكان خيرا لها.
واصل إجترار الذكري ... وهو الآن يتذكر كيف أستقر بهم الحال في بيت للأيجار , يتكون من غرفة واحدة , وهنالك عريشة من الحصير لإعداد الطعام , بالإضافة للمنافع , تذكر كيف خرجت أمه للعمل , كانت قد عملت فراشة في المدرسة التي كان يدرس بها , مرت الأيام والشهور والسنين , وبمرورها أخذت معها زهرة شباب أمه , فقد نحل جسدها , والتصق جلدها بعظمها حتي بان , وذهبت نضارة وجهها من مقابلة هجير الشمس والعمل المضني لتوفير العيش الحلالز وكان هو يدرس في ذات المدرسة التي تعمل فيها أمه فراشة , كم قسي عليه الآخرون .. , ليس كلهم , لكن نظرات الإستعلاء كانت تقتله ألف مرة.
ولما كانت أمه قد تربت في بيئة دينية , فكانت حريصة كل الحرص علي تنشأتهم نشأة دينية , فكان يذهب إلي الجامع , ويتلو القرآن ويحافظ علي صلواته. أدرك بفطنته التي ورثها من أمه أنه يملك سلاح التفوق الأكاديمي علي أقرانه حتي يتجاوز نظرات الإستعلاء من بعضهم التي كانت تصليه , لم يرض لنفسه إلا بأن يكون الأول علي أقرانه , وكان له ذلك , واستطاع أن يكسر فيهم نظرات الإستعلاء عليه , لكنه يريد المزيد , يريد أن يجعلهم تحت قدميه.
كان في المرحلة الثانوية , وأدرك في ذاك الوقت أن أمور الحياة لا تسير بتلك المثالية التي يدرسونها في الكتب , وأنه عليه أن يخرج بمعادلة تجمع بين الدين والدنيا بحيث لا يحدث الأمر الضرر الآخرين , وكانت أول تجاربه هي حينما إشتدت حوجته للمال , فعمل فكره , وقام بسرقة كراسة الرياضيات والخاصة بزميله ميسور الحال , وكان يعلم مدي إهتمام أسرة ذلك الفتي بدراسته , ويعلم أن الفتي طيب القلب لا يقوي علي الأمور الصعاب , هو لاينسي كم كان مقدار التوتر الذي إعتري زميله بعد أن فقد كراسته.
فهرع إلي زميله مدعياً الإهتمام وسأله عن سر توتره...؟؟ , أجابه الآخر أنه لا يجد كراسة الرياضيات بين كتبه وكراريسه , ومضي قدما في مخططه , فأوعز إلي زميله بأن كراسته سرقت عن قصد وتعمد لإيذائه , وأنه يعلم الفاعل....!!! , توسل إليه زميله بأن يخبره من يكون...؟؟
وكان قد إستعد لهذا السؤال , فهو جزء من الخطة , وحينها أشار إلي أحد أقرانهم , وكان مشهوراً بحدة طبعه , وميوله للإنعزالية , وحبه للعنف , ولأنه يعلم طبيعة زميله –فاقد الكراسة- بأنه مسالم ولا يحب أن يواجه ذاك الفتي حاد الطباع , حينها شرع في طرح الحل للمشكلة لزميله , وكان حله أن يقوم هو بمواجهة الفتي الحاد سارق الكراسة ويتفاهم معه بطريقة يعلمها هو , ومن ثم يقوم بإرجاع الكراسة.
سر زميله صاحب الكراسة المسروقة ووعده في الحال إن هو نجح في هذا الأمر أن يهديه هدية قيمة , في الحال رفض الهدية وطلب من زميله مبلغ من المال هو في حوجة له , نجحت الخطة , وقام بإرجاع الكراسة , وقام زميله بإعطائه النقود التي طلبها وهو ممتن له أيما إمتنان.
واستمرت حياته علي هذا التوجه , ربــح الكثير الكثير , لكنه فقد شيء مهم للغاية , وهو إحترام الأبنـاء له حينمـا علموا من يكون أبوهم......

أخذ يردد في سره ((يـداك أوكتا ... وفوك نفخ))


ود فـــــراج


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة قصيرة بعنوان....قلم رصاص Empty رد: قصة قصيرة بعنوان....قلم رصاص

مُساهمة من طرف عبد الرحمن الزين2 الخميس 18 أكتوبر 2012, 17:43

الابن العزيز محمد....
عندما اقرا اي قصه اكاد اقفز بين السطور حتي اصل الي النهاية...لكن قصتك هذه شدتني وتمنيت الا تنتهي ابدا...كنت اتمني ان يسترسل الوالد المربي في سرد قصة حياته.. لا لشي الا لانه الواقع تماما....
ارجوك واصل ..انا لست ناقدا ولا اديبا ولكن اقول لك قلمك يبشر بمولد اديب رايع..وكما قالت العزيزه الاء..لن يكون البخت ضايع...
معزتي واحترامي بلا حدود
عبد الرحمن
عبد الرحمن الزين2
عبد الرحمن الزين2


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة قصيرة بعنوان....قلم رصاص Empty رد: قصة قصيرة بعنوان....قلم رصاص

مُساهمة من طرف عاطف عكود الخميس 18 أكتوبر 2012, 17:52

محمد احمد علي فراج كتب:

آآآآآهههههه.....
((يـداك أوكتا ... وفوك نفخ))

ااااااها ....... أخونا ودفراج طبعاً لاتعليق حتى الوصول لقلم الرصاص ( الله يكفينا شر الرصاص)
وفى الانتظار ودام التواصل
عاطف عكود
عاطف عكود
عاطف عكود


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة قصيرة بعنوان....قلم رصاص Empty رد: قصة قصيرة بعنوان....قلم رصاص

مُساهمة من طرف ود فـــــراج الجمعة 19 أكتوبر 2012, 14:26

العم العزيز....كابتن عبدالرحمن
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
شكــرا لمرورك الكريـم , وكلماتك التشجيعية , ويكفيني من البخت أنني بينكم , وقد صدقت فيما يخص القصة , فهنالك باق منها متروك لخيال القاريء....تقبل محبتي وتقديري
___________________________________________

الأخ العزيز...كابتن عاطف
متعك الله بالصحة
عنوان القصة ((قـــلم رصــاص))...به رمزية , فقلم الرصاص يعني هنا في القصة المرحلة الدراسية الإبتدائية .... فهي تمثل أهم مراحل حياة بطل الرواية , لك كل الود والإحترام... وبي تمن طبنجــة ... أحسـن الكمنجـة

ود فـــــراج


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة قصيرة بعنوان....قلم رصاص Empty رد: قصة قصيرة بعنوان....قلم رصاص

مُساهمة من طرف المهدى عثمان مصطفى السبت 20 أكتوبر 2012, 02:10

خيال خصب.... سرد رائع... قصة فيها من الدسامة ما يكفيها أن تكون رواية طويلة.. واصل أخونا العزيز ود فراج وفقك الله..
لك مني كل الود.
مهدي شلكاوي
المهدى عثمان مصطفى
المهدى عثمان مصطفى


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

قصة قصيرة بعنوان....قلم رصاص Empty رد: قصة قصيرة بعنوان....قلم رصاص

مُساهمة من طرف ود فـــــراج الإثنين 22 أكتوبر 2012, 01:21

أشكرك كثيرا أخي وجـاري العزيز....الزعـيم المهـدي

حفظك الله ورعـاك اينمـا كنت .... ودايمـا إنشـاء الله الأسرة بخيـر ....تقبل سلامي ومعزتي

ود فـــــراج


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى