قصة قصيرة (مساكين يعملون في البحر....)

بسم الله والصلاة والسلام علي رسول الله
هذه دعوة موجهة الي السيد كابتن الجمل وباقي العقد الفريد من أعضاء المنتدي...منتدي الجمال....منتدي بحارة السودان لقراءة قصتي القصيرة وابداء الرأي فيها .....لكم مني كل الود وكل عام والجميع بخير

كان للتو قد فرغ من العمل الذي كلفه به المهندس الأول للسفينة , وكان العمل يتلخص في كساء بعض الأسلاك الكهربائية الخاصة بالمطبخ وذلك لأنها تعرت بفعل الزمن وعوامل الطقس.....أخذ يرقب مساعد الطباخ وهو يقوم بغسل الأطباق والأواني , كان مساعد الطباخ يغمر الأسفنجة الخاصة بغسيل الأطباخ داخل ذالك الصابون السائل ذو رائحة الليمون فيحدث بعض الفقاقيع الصابونية ومن ثم يقوم بالضغط علي الأسفنجة داخل الأناء مستخدما كفة يده....انتقل بنظره الي وجه مساعد الطباخ فوجد ان تعابير وجهه لا تحمل السرور مطلقا , وفي بعض الأحيان كان الفتي مساعد الطباخ يقوم بألقاء الآنية والصحون بعنف محدثا جلبة وكأن الأمر لايعنيه كثيرا
عزا هذا السلوك من مساعد الطباخ لتأخر الرواتب , فقد مرت ثلاثة اشهر ولم يتم صرف الراتب , ولكن الأمر يختلف في هذه المرة , فنحن في أواخر الشهر الكريم والعيد مقبل علينا , ولو كان الناس قد تدبروا امرهم في رمضان فالعيد شأنه آخر , لأن هنالك فرحة الصغار الذين لا يعلمون شيء عن الدنيا , وليس في رؤوسهم الجميلة شيء أسمه الظلم أو الحرمان المترتب من عدم صرف المرتب , كل ما يريدونه في هذه الحياة هو الأنطلاق والفرح مثل ما يقعل اقرانهم من ابناء الجيران
قرر ان يتأكد من شكوكه حيال مساعد الطباخ , فسأله سؤال مباشر عن استعداده للعيد كيف يكون في ظل تأخر المرتب....؟؟ جاءه الرد سريع بأنه –أي مساعد الطباخ- لم يفعل شيء.....وقد صدق حدسه فيما يخص الفتي , فقد كانت نبرات صوته تحمل الحزن والهم معا , لم يكلفه الأمر كثيرا ليعرف اسباب حزن الفتي فالأسر السودانية متشابهة لحد كبير فيما بينها اي بمعني ان ما يحزن مساعد الطباخ بلا شك تجده عند باقي افراد الطاقم مجتمعين.....فماذا يكون العمل.....؟؟؟
خرج من المطبخ منشغل الفكر , وفي اثناء مروره بصالون البحارة لمح احد الضباط , وهذا الضابط تحديدا تربطه به علاقة نسب , فقرر ان يسأله عن المرتبات.....وعند وصوله الي مكان تواجد الضابط وجد مجموعة من افراد الطاقم قد تحلقوا حول الضابط وكان هنالك نقاش دائر عن تأخر المرتبات , صمت الجمع عند وصوله ولم يكن الأمر مقصودا وانما محض صدفة فبادر هو بأستأناف الحوار سائلا الضابط عن المرتبات......ابتسم الضابط عند سماعه للسؤال وقبل ان يعلق عليه رد احد افراد الطاقم (مافي مرتبات)....ولم يكتف المتحدث بهذا الخبر بل زاد عليه ان الوكيل أغلق جواله وهنالك مقولات شائعة تردد انه سافر الي البلد لقضاء العيد مع أهله....
داخله شعور عميق بالأحباط , ولكنه لا يصل الي مرحلة فقد الأمل , الله موجود وهو ولي الغلابة......تذكر زوجته وطفلتيه وامه التي تقطن معه في نفس المنزل بعد وفاة ابيه.....تذكر انه وعدهم بأرسال المال لتغطية مستلزمات العيد , وقد تبقي للعيد خمسة ايام واصبح الأمر مقلقا , تمني لو انه لم يولد..., وسأل نفسه لماذا تسير الحياة بهذا النمط الغريب....؟؟ حتي بعد ان تعمل وتشقي وتتغرب من أهلك يواجهك ظلم العباد وتعسفهم الذي يصيبك بالمصران العصبي......لماذا ...؟؟ لماذا....؟؟

الاخ فراج هذه القصة واقعية وليست من نسج الخيال وربما تكون انت واحد من افراد الطاقم ..عموما نحن الان فى السودان نواجه نفس المشكلة وهى عامة ..
بالرجوع الى القصة نجد انك اشرت الى شخصية الكهربائى الذى فرغ من عمله فى المطبخ ولاحظ ضجر صبى المطبخ وبدا يتسائل واستمر الكهربائى فى توجيه الاسئلة للضباط ..وهنا يكمن الخطأ.. لان الكهربائى احد افراد الطاقم ويواجه نفس المشكلة وبهذه الحالة يكون الكهربائى تغمس شخصية مالك السفينى ..اليس كذلك...

لفت نظرى اسم القصة ذكرتنى قصة سيدنا موسى عليه السلام مع الرجل الصالح (الخضر) عندما خرق السفينة... وقبل اسبوعين تقريبا حدث معى موقف طريف جدا
مع التجانى العب طبعا هو الان قبطان لباخرة تحت ادارتنا وتاخر صرف مرتب يونيو ودخل عليهو يوليو والتجانى وبقية الطاقم ضاقت بهم الدنيا وبالاخص التجانى كان كل يوم يصبح على ويشتكى ويحكى عن البحرين لما كان مرتاح ويتحسر وتمرمط غايتو جنس جرسة ..المهم وبعد ضغوط شديدة استطعنا توفير راتب يونيو بالمقابل ..
وبعد ان احضرت المبلغ وطبعا كان مفاجا للتجانى قلت ليهو والله يالتجانىنحنا ذاتنا ماصرفنا لحدى هسع وفضلناكم على نفسنا زى ما الله قال..ويؤثرون على انفسهم ولوكان بهم خصاصة... قام وبسرعة بديهة وقبل ما انتهى من الاية قال لى .. واما السفينة فكانت لمساكين يعملون فى البحر..)

الأخ كركب....كل سنة وانت طيب
اشكرك كثيرا علي تلبية الدعوة والتعليق الذكي والظريف....وكابتن التيجاني مشهور بين اقرانه بخفة الروح وسرعة البديهة فله مني التحية.... القصة ياعزيزي من نسج الخيال...فبيئة البحر مرتع خصب للخيال....وشخصيا اجد ان القرآن الكريم لما وصف العاملين في البحر بأنهم مساكين قد وصف الحقيقة....اكرر لك شكري وتقديري

ابوحميد، الله يعيد ايامك بخير
خواطر عجلى
الاول/ ليس بذى صلة
كان فى الوطنية السعودية كابتن مصرى -انجليزى- الجنسية،،،لسبب غير معلوم كان محمد زاهر هذا مغرما بتلك الاية الكريمة، وهى للدقة الاية 79 من سورة الكهف كان دايما ما يرددها ولا اذكر التفاصيل لكن من حينو والقصة معششة فى راسى ورقم الاية
تانيا والشهادة لله ، كنت واكتر من مرّة ناوى افتح بوست بهذا العنوان - مساكين فى البحر- لفتح الموضوع الاعمق وهو وصف رب العزّة للبحارة بالمساكين،، وهاهى القلوب شواهد لعل من يلتقط طرف الحبل فى فلسفة الموضوع

الحدوتة بها وصف صادق وفنان للمشاعر الانسانية،،الاشمل ،،الحزن اليأس، الشعور بالاحباط وما نحو ذلك
ينقص العمل فى تقديرى ربط الحكوة بالبحر ،، فالحبكة فى القصة جيدة لكنها تنطبق على اى وظيفة فى الدنيا،، إن وجدت هذا الرابط فى حينها يتسق الموضوع وعنوانه اولا ثم مع ابطال الحكوة تانيا
واصل الكتابة فانت فنان ، لك الود ومعاهو ماهية شهرين من التقدير

الأخ العزيز جدا...خالد
اشكرك من كل قلبي علي كلمات التشجيع التي لقيت وقعا جميلا في نفسي....ملاحظاتك جميلة واتمني في المستقبل ان احظي بالوقت الكافي لتجويد العمل حتي يليق بقراء المنتدي الرائع....منتدي الجمال...منتدي بحارة السودان

محمد احمد علي فراج كتب:ا
واتمني في المستقبل ان احظي بالوقت الكافي لتجويد العمل حتي يليق بقراء المنتدي الرائع....منتدي الجمال...منتدي بحارة السودان

العزيز محمد احمد على فراج
الاجتهاد والمحاوله فى حد ذاتها تعتبر نجاح واتمنى ان تحظى بالوقت الكافى لتجويد النجاح لك الود وللاخوان كركب , خالد , والتجانى غريب, ومحمد الجمل.
ودام التواصل
عن المساكين عاطف عكود

عزيزنا الاخ محمد احمد فراج تحياتي ...جد قصة رائعة وصورة عاكسة لجانب مهم في حياتنا البحرية وهو(همبتت الاونرات)للمساكين الذين يعملون في البحر وبيني وبينك كترة في الفتره الاخيرة من بعض الشركات انا شخصيا في شركة طالبها 11 الف .....والمدقسين ذي كتار لكن كهربجيك شكلو متامر مع الجماعة بالميت شايل حقو ..ولا شنو يا كركب تحياتي واقترح نقاش الامر بصورة اوسع حتي يستفيد الجيل القادم من انواع الحيل وكيفية التغلب عليها ودمتم .

الاخ العزيز كابتن عاطف.......كل عام وانت بخير
اشكرك علي الكلام الطيب......والكتابة وغيرها بينكم لها طعم جميل ...... دمتم ذخرا لنا..... وطول الله لنا في اعماركم وزادكم عافية وصحة

العزيز جدا.....كابتن الجمل
تعليقك جعلني اضحك من كل قلبي.......اسأل الله ان يدخل السرور الي قلبك دوما.......تقبلوا فائق احترامي وتقديري

العزيز ود فراج...لا اسكت الله لك قلما..قرات قصتك او لنقل علي وجه الدقة اجترارك لمواقف -للاسف- حدثت ولا زالت تحدث في ارض الواقع..ليس في البحر فقط بل علي اليابسة ايضا في ارض بلادي... لقد وصفت الحالة بدقة متناهية وباسلوب صادق..سلس وجميل.. وكانك قد عشتها او عايشتها فاجدت وصفها..انك تشجعنا لننفض غبار الكسل اللعين ونجتر البعض من المواقف والذكريات وان كنا لا نملك المقدرة لتطويع النص كما فعلت انت ولكن- لو تركنا الزهايمر - قد نشحذ الذاكرة ونجتر لكم بعضا من المواقف باسلوبنا العاجز وما عليكم الا تشذيبها..
نرجوك واصل..ندخل المنتدي - احيانا -علي عجل لنخطرف سريعا-ود ابرق- ولكن عندما نجد الوقت نستمتع بكل ما يكتب كما حدث لي قبل لحظات...وكل عام وانتم جميعا بالف خير اعاده الله علينا جميعا باليمن والبركات..وانا وحاتكم من بكرة فاطر مع ناس موريتانيا...
معزتي
عبد الرحمن

عمنا الكابتن عبدالرحمن......كل عام وانت بخير
اشكرك كثيرا علي رقة الكلمة وعذبها........ولكنك دائما علي عجل......ليتك تعطينا من زمنك الغالي وتحكي لنا عما مضي .....فتكون لنا سندا وعظة للمستقبل......أطال الله عمرك وعافاك......في انتظارك انشاءالله