وداعا..ماما..هدى..

اليوم انطوت صفحة من صفحات سودان لاين المشرقة.... وفي جمع مهيب من أبناء الخطوط البحرية السودانية ودعنا أمناالحنونة... هدى زين العابدين ..... ماما ... هدى... كما يحلوا للجميع مناداتها..حقا استحقت لقب ماما لأنها فعلا كانت أمنا في الخطوط البحرية .... قابلتنا أول يوم عندما قدمنا للخطوط البحرية في أكتوبر 1968 ...... ووجدناها في انتظارنا يوم المعاينة حاملة أوراقنا ومشرفة علي دخولنا للمدير العام يساعدها عمنا حجو الذي كانت تشاركه ذلك المكتب الصغير في الركن الشمالي لعمارة الجوهرة الشهيرة ...... ثم كانت هناك ليلة الثاني والعشرين من نوفمبر 1968 في مطار الخرطوم ساهرة معنا حتى دخولنا للطائر الميمون. وأذكر كلماتها حتى الآن ...... مع السلامة يا ولادى .... ابقوا عشرة علي نفسكم ..... أنتو زي ولادي صلاح.. ونصر الدين ..... وكنا لا نعرف صلاح ونصر الدين في ذلك الوقت.... الشابان الظريفان اللذان أصبحا من أعمدة سودان لاين فيما بعد ......... .
رحم الله ماما هدي ..حقا استحقت هذا اللقب ....... اشهد أنني لم أقابلها إلا وهي باسمة .... ولم اطلب منها خدمة إلا وكان الرد ..من عينى..وكان ردى لها دائما ..... تسلم عينيك يا ماما هدي .... رحم الله ماما هدي بأكثر مما قدمت لنا ولسودان لاين .... انتشر الخبر الحزين صباح اليوم فهب الجميع إلي التشييع..... أنه الفراق ولا نقول إلا ما يرضي الله ...... إنا لله وإنا إليه راجعون ...... اللهم أسكن ماما هدي جناتك العليا مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .... واجعل البركة في ذريتها وذرية ذريتها ..... وعزاؤنا لأنفسنا جميعا .... ثم لصلاح ونصر الدين .... لأنها .... أمنا جميعا.

إنّا لله وإنّا إليـــه راجعون ،،، لله ما أعطى ولله ما أخذ ولاحول ولا قوة إلا بالله رب العرش العظيم ،،، اللهم أرحمها تحت الأرض ويوم العرض وتجاوز عن سيئاتها وزد فى إحسانها و أعف عنها وأغسلها بالماء والثلج والبرد ... اللهم آمــــين
كلكم يعزّى فيها فالتعازى للجميع ،،، لكن مصابى فيها اظنو اكتر قليلا فالقصة ما بحر وبس .. فقد جمعنا بها الجوار سنيناً تعد بالعشرات .. دهراً قبل ما نمشى الاكاديمية،،كانت اما حقيقية لنا اجمعين وامتدت العلاقات الاسريه زمنا بعد داك ،،
لازالت فى الذاكرة اسماء من داك الزمن ،، من حوش البيت الفى نمرة2 ،،، مالك الخال ،،، حباب التى كانت يافعة حينها ،،، صلاح ونصر الدين وكراسى خشم الباب ،،وماما هدى كما غمامة تظلل على الجميع ،،، ألا رحمة الله عليك يا هدى زين العابدين ؛؛ طبت حيّةً وميّتة، لا نزكى على الله احدا لكن كل حب الناس ده نحسبه من حب الله العلى القدير
تعازى لاسرتها الصغيرة ولاسرتها الكبيرة ،، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين

اللهم ارحم الام هدى زين العابدين,رحمة واسعه...
واغسلها بالثلج والماء والبرد والزم اهلها الصبر والثبات...

لقد قابلتها مرات تعد على الاصابع عندما كنت اتردد على مكتب سودان لاين لزيارة الاخ محمد شرفى..وبالرغم من ذلك لم تزل صورتها تعلق بالذاكرة...ذلك الوجه السمح الذى يشع ود و حنيه ...ومن اول مقابله بها يشعرالانسان كانها والدته الحقيقيه او خالته...

ومن هذا المنبر امد يد العزاء لاشد بها على يد الاخ العزيز صلاح..الذى صحبناه لفتره فى الاسكندريه...

وفى الختام ...تعازينا لكل افراد اسرتها العظيمه.

الهم ارحمها واسكنها فسيح جناتك مع الصدقين والشهداء , نعم فقد كانت ماما هدى فعلا اما للجميع وقد كان ذلك فى مراسم التشييع بالمقابر وفى صيوان العزاء فقد كان الكل يعزى الكل , ناس البحر يعزون بعضهم البعض ويعزون ناس الارض وكذلك ناس الارض يعزون ناس البحر ويعزون بعضهم البعض فقد كانت ماما هدى وكنا كلنا نصر الدين وصلاح .
عاطف عكود

اللهم أسكن ماما هدي جناتك العليا مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا .... واجعل البركة في ذريتها وذرية ذريتها ..... وعزاؤنا لأنفسنا جميعا .... ثم لصلاح ونصر الدين .... لأنها .... أمنا جميعا.[quote]

الهم ارحمها واسكنها فسيح جناتك مع الصدقين والشهداء واجعل البركة في ذريتها صلاح ونصر الدين