دار الأسرة البحرية السودانية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جمال الفكرة ..

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

جمال الفكرة .. Empty جمال الفكرة ..

مُساهمة من طرف ود فـــــراج الثلاثاء 02 يونيو 2015, 21:15


شاهدت ذاك الفيلم الأمريكي ، ولا أذكر إسمه أو إسم بطل الفيلم ، وهذا نقص في التوثيق لا أنكره ، فأرجو معزرتي في هذا الشأن ولندلف لصلب الموضوع. بطل الفيلم شاب مفعم بالحياة ، يعمل في مهنة حرة ، ذكي ولماح وطموحه لا تحده حدود ، تكتنف حياته شأنه شأن الآخرين الصدق والكذب ، الحب والبغض ، الرياء ، التملق والوصولية ، وهي تقبع في ذاته بنسب متزنة لا إفراط ولا تفريط فيها ، ويكمن جمال فكرة الفيلم في أنه دعوة للغوص في وحل الذات وقذارتها.

تبدأ أحداث الفيلم في فرض إنتباه المشاهد حين دخول بطل الفيلم الفتى الأنيق إلى كابينة التلفون العمومي ، تضرب أصابع الفتى أرقام التلفون ويظهر في وجه تعابير التشوق لسماع صوت الطرف الآخر ، تجيبه الفتاة من الطرف الآخر بصوت تبثه كل حنينها وفرحها بإتصال الفتى ، يكلمها لفترة قصيرة وينهي حديثه بوعد اللقيا القريب ، يتلقى كل القبول من الفتاة ويكون هذا سر شعوره بالفرح وقدرته على تسيير الأمور وثقته بنفسه ، يضع سماعة الهاتف ويهم بالمغادرة ولكن يستوقفه صوت رنين الهاتف ذاته ، يرفع السماعة ....آلو ، ويأتيه صوت رجل أجش ، يلومه على تفويت صاحب البيتزا الذي ضل طريقه إليه أثناء مكالمته للفتاة وقام بصرفه ، وذكره صاحب الصوت الأجش أنه كان بحاجة لتلك البيتزا وذلك لأن يومهم سيكون طويل وشاق هم الأثنين. تعجب الشاب من ثقة المتصل بنفسه وتأكده من أنه لن ينهي الإتصال ويغادر كابينة التلفون العمومي غير عابيء بهذا الهراء ن وسأل الشاب صاحب الصوت الأجش عن سر ثقته من أنه سوف يخضع لهذا الحديث طويل الأجل.

أعطى الرجل صاحب الصوت الأجش بيان بالعمل للشاب بأن قام بأتصال إستضافة يضم الفتاة حبيبة الشاب ، وجعل الشاب يسمع حواره مع الفتاة دون أن يكون له مشاركة في الحوار ، وبذلك صار الشاب يستمع لحوار الرجل مع فتاته دون أن يكون له أي إمكانية في إيقاف الحوار أو تنبيه فتاته من عدم الإستماع إلى الرجل. أخذ الرجل وبإختصار شديد ينبه الفتاة صاحبة الشاب من خطر الإستمرار في علاقتها بالشاب ، وعلل لها سبب تنبيهه إياها بأن الشاب ببساطة مخادع وكذوب ، ودليله على كذب الشاب كان أن أعلمها بأن الشاب متزوج وماهي إلا ملهاته التي يلهو بها متى ما مل من رتابة الحياة. صعقت الفتاة من الحديث وجرأته وما يحويه من حقائق دامغة لا تقبل الرفض ، وصعق الشاب من مواجهته لحقيقته فيما يخص علاقته بالفتاة. إستمر الرجل في مواجهة الشاب بفظائعه وعمائله المهببة وأخذ في إبتزازه بأن يجاهر بفعائله على ملأ وأمام زوجته التي خانها وهي لا تعلم وله السلامة والنجاة من الموت من قذيفة بندقيته الغير مرئية و المصوبة إليه ...في النهاية سلم الشاب واعترف بما فعله من حقائر أضرت بنفر كثير من الناس وعلى رأسهم زوجته المصون.

لغاية هنا نقيف من قص الفيلم ونرجع إلى جمال الفكرة...موضوعنا الأساسي.

لا يوجد شخص في هذه الدنيا يتسنى له الإلمام بتفاصيل حياة الناس الدقيق منها وكل العام ، ومن يشاهد الفيلم ويعمل عقله في البحث عمن يمتلك وسائل تكنولوجيا وقوة تركيز تتيح له وضع حياة أحدهم تحت المجهر ومكاشفته بذنوبه حتى يهلك فقد فوت على نفسه جمال فكرة الفيلم ، يحوي الفيلم رمزية جميلة مفادها أن الخوض في وحل الذات وقذارته يفيد المرء ويجعله يتراجع ، وهو يحقق وصية القرآن الكريم لنا بأن نحاسب أنفسنا حساباً يسيراً قبل أن يحاسبنا الله. أيضا مواجهة النفس بصغائرها يجعلنا لا نتغطرس على خلق الله ولا نراهم صغاراً في أعيننا....

ودمتم في أمان الله

ود فـــــراج


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جمال الفكرة .. Empty رد: جمال الفكرة ..

مُساهمة من طرف سوسن مدثر-كومكو الأربعاء 03 يونيو 2015, 19:25

سلام اخى ود ودفراج .
جمال الفكرة ...
هى استرجاعات اذن ، ورحلات الى الداخل ، داخل الذات المبدعة او داخل الشخصية المتخيلة ،
وكثيرا ما تحمل الشخصية الفنية ملامح المبدع نفسه....
وان الله سبحانه وتعالى جعل الغيب رحمة بنا غير نسيان ...
وجاء فى الحديث النبوى (من حسن اسلام المرء تركه مالايعنيه)

سوسن مدثر-كومكو


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

جمال الفكرة .. Empty رد: جمال الفكرة ..

مُساهمة من طرف ود فـــــراج الخميس 04 يونيو 2015, 14:53


أختنا سوسن ...متعك الله بالصحة

دائما ما تصيب الفكرة الجميلة هدفها ، وربما تتجاوز هدفها إلى فضاءات أرحب ، بالنسبة للفيلم المعني بالموضوع كانت هذه رؤيتي الخاصة للفيلم ، وقد يكون للفيلم غرض آخر غير الذي رميت إليه ، لكن في نهاية فكرة الفيلم جميلة وغير تقليدية ويمكن رؤيتها من عدة زوايا. لم يسعفني الزمن حتى أوضح ما ثمنت قيمته في الفيلم ، ولكن عموماً هو يتناول دقائق الذات وتناقضاتها.

فمثلاً وفي مشهد تجد الرجل صاحب الصوت الأجش يسائل الشاب عن سر إصرار زوجته للقدوم إليه بعد إعلامها بواسطة الشرطة وهي في كامل زينتها رغماً عن مرارة الموقف...؟؟ وفي مشهد آخر تجده يسائل الشابة صاحبة بطل الفيلم لما ترضى بعلاقة مهينة تجعلها كالرخيصات من النساء بينما تتوافر لديها صفات تجعلها تستحق علاقة محترمة تحظى بتقدير نفسها والمجتمع...؟؟

مشكورة على المرور الأنيق يا سوسن وكل سنة وأنت طيبة...

ود فـــــراج


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى